المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية: كفى للقتل والدمار.. ولنظام الاستبداد


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

أعلن المعارض السوري رجاء الناصر أن الطريق الذي سلكته هيئة التنسيق الوطنية في إطار تحرك ضم 20 حزبا وتيارا سياسيا سوريا معارضا لعقد "المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية" هو "الطريق الوحيد" لإيقاف المحنة التي أصابت البلاد.
وشدد في كلمة افتتح بها المؤتمر في دمشق امس على أن الهدف الرئيس من عقده هو "الإعلان بوضوح إننا جزء من ثورة شعبنا في سبيل الحرية والكرامة وان هدفنا الاول هو التغيير الديموقراطي الجذري الشامل لكل مرتكزات النظام الحاكم المسؤول الاول عما تندفع اليه البلاد وعما يحيق بها من مخاطر".
وبين الناصر أن القوى المشاركة في المؤتمر تلتقي لتقول: "كفى للقتل والدمار، وكفى لهذه الحرب المجنونة المعلنة على الشعب وثورته وعلى كل ما في الوطن من حجر وبشر، وكفى لتمزيق المجتمع ودفعه الى حافة الصراعات الطائفية، وكفى لتحويل سورية الى ساحة للصراع بين المشاريع والاجندات الخارجية، وقبل كل ذلك كفى لنظام الاستبداد الرابض على صدور شعبنا ولكل ما انتجه من ظواهر فساد وتخلف وما فتحه من نوافذ امام التدخل الخارجي الذي يتعارض مع رؤيتنا لان ثورتنا سنصنعها بايدينا وحدنا".
ويعتبر المؤتمر اول نجاح لمعارضين من الداخل في عقد مؤتمر لهم في دمشق تحت مظلة القوى الدولية والإقليمية المعروفة بوقوفها إلى جانب النظام السوري وفي مقدمتهم روسيا والصين وإيران.
وأحيط المؤتمر باجراءات أمنية مشددة فتم تأمين المنطقة المحيطة بمكان انعقاده في قلب العاصمة السورية، وتمت عمليات تفتيش إلكترونية دقيقة على أبواب الفندق لكل الداخلين إليه، وكان لافتا الحضور الإعلامي الكبير بما فيها وسائل الإعلام الرسمية وخصوصا منها المحطات الفضائية.
وبدأ المؤتمر أعماله في قاعة لم يظهر فيها أي علم سواء منه الرسمي أو الذي اعتادت المعارضة على رفعه كرمز للثورة، لكن الحضور استمعوا للنشيد الوطني السوري ووقفوا دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال الفترة الماضية من عمر الأزمة.
ومن بين نحو 300 مدعو حضر إلى قاعة المؤتمر نحو 200 منهم، وغاب أيضا القياديون من هيئة التنسيق عبد العزيز الخير واياد عياش وماهر الطحان، الذين أكد عبد العظيم اعتقالهم من قبل أحد الأجهزة الامنية السورية بعد عودتهم من زيارة الصين. وقال السفير الروسي بدمشق عظمة الله كل محمدوف أن بلاده تبذل جهودا للإفراج عنهم.
وتقدم الحضور إضافة إلى محمدوف سفراء كل من إيران محمد رضا رؤوف شيباني، والجزائر بوشه صالح، وعن السفير الصيني مستشاره فينغ بياو، والقائم بأعمال السفارة المصرية علاء عبد العزيز، والسفير الفلسطيني بدمشق، بحسب ما أعلنه رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر رجاء الناصر.
وفي كلمته نيابة عن الديبلوماسيين الحاضرين، اعتبر السفير الروسي إنه "واضح تماما أن ما دفعكم لتنظيم هذا المؤتمر هو عدم قبول مشاركيه، لما يحدث حاليا في بلادكم من تطورات، وكذلك الرغبة لوضع حد للعنف والدمار وآلام الشعب السوري ومعاناته بأسرع ما يمكن والتوصل نهاية المطاف إلى تحقيق تطلعاته المشروعة في ما يخص بإقرار الديموقراطية وانجاز التغيير والتقدم".
وقال: "إننا نرى أن الهدف الرئيس حاليا هو في وضع حد للعنف في سورية بشكل فوري سواء من طرف الحكومة أو المجموعات المسلحة، وليس أقل أهمية تحويل المجابهة الحالية بين السلطات والمعارضة المسلحة إلى مجرى الحل السياسي السلمي".
وفي تصريحاته للصحافيين شدد السفير الإيراني أن مشاركته في مؤتمر المعارضة هي "رسالة دعم لأي جهود تدعم الحل السياسي والحوار الوطني الشامل".
وتعليقا على ما أعلنته وزارة الإعلام السورية عن اختطاف القادرة الثلاثة لهيئة التنسيق من مجموعات مسلحة قال عبد العظيم: "وزارة الإعلام ليست صادقة"، موضحا أن "سبب اعتقالهم في تقديرنا هو لتعكير انعقاد المؤتمر عبر توقعهم بأن تقوم هيئة التنسيق الوطنية وقوى أخرى تشاركنا بردة فعل وعدم المشاركة في المؤتمر".
واوضح عبد العظيم لـ "الراي" إن الهدف من المؤتمر "تأسيس بداية لانقاذ سورية"، مشددا على "إننا لسنا تابعين لا للشرق ولا للغرب وانما تابعون للشعب السوري ولإرادته ولمصلحته الوطنية العليا"، موضحا أن المؤتمر ما كان لينعقد لولا "ضغوط كبيرة ومهمة "بذلتها الدول التي يقال عنها أنها حليفة للنظام"، على أن السلطات الرسمية أعلنت أكثر من مرة أنها ترحب بأي مؤتمر للمعارضة طالما "يرفض التدخل الخارجي"، وأن "توحيد صفوف المعارضة هي مصلحة سورية".
وردا على سؤال لـ"الراي" إن كانت هيئة التنسيق تبذل جهودا غير معلنة لانجاز هدنة ووقف العنف قال عبد العظيم: "نحن قدمنا فعلا مبادرة قبل عيد الفطر لإعلان هدنة بين الجيش النظامي وبين الجيش الوطني السوري الحر والمسلحين من المعارضة لوقف نزيف الدماء والقتل وتأمين الإغاثة الطبية والإنسانية ووصولها إلى المناطق ولإطلاق سراح المعتقلين والأسرى وهي مبادرة قدمناها ومصرون عليها وتتكامل جهودنا في هذا المؤتمر لتحقيقها وانجازها".
وعلق على إعلان الجيش الحر نقل قياداته إلى الداخل، وقال: "إن المعارضة الحقيقية تكون من الداخل إن كانت قوى سياسية أو معارضة مسلحة، وبالتالي فإن دخولهم ونضالهم من داخل الوطن هو المطلوب ولكن نطالبهم جميعا سواء الجيش النظامي أو هؤلاء المسلحون والجيش الوطني السوري الحر بعدم استمرار الصراع واتاحة الفرصة لتفاوض سياسي بضمانات عربية ودولية يوقف نزيف الدماء ويحمي حتى المسلحين وضباط وجنود الجيش السوري الحر من هذا الصراع الدامي الذي يعاني منه الجيش النظامي من جهة وهم أبناء شعبنا ويعاني منه الجيش الوطني السوري الحر وكله خسارة للشعب".
 
أعلى