الماء لاياخذ شكل الوعاء

سما الاكوان

بيلساني سنة ثالثة

إنضم
Nov 20, 2010
المشاركات
600
مستوى التفاعل
16



الماءُ لا يأْخذُ شكلَ الوعاء

لِأَنـنا صدَّقنا أَنَّ الماءَ يعشقُ السقوطَ . . والاستواء
لم نتمكن من رؤية الـتَـبَخُّـرِ . .
ولم نفهمْ طريقةَ المطرِ في انتقاءِ المكان !

الهروبُ انتصارٌ على البوصلة
مللٌ جريءٌ من خطوطِ الطولِ . . وسطوةِ الشمال
الغمامُ ماءٌ هاربٌ من الأَسرِ
يُحدِّثُ الفضاءاتِ عن أَهوالِ الأَرضِ
ويعودُ . . حين تناجيهِ الشتلةُ الذاوية

الجَـزْرُ نَـدَمُ البحرِ على ما أَضاعَ من ماء !
يستعيدُ كبرياءَهُ على السواحلِ
ويبكي على ما يَـختـنقُ على أَطرافِهِ
من الصغار !

المَدُّ قطراتٌ تأْبى أَن يحتويها الملحُ
تُـقايضُ زُرقـتـها بالعذوبةِ على حاشيةِ الأَرضِ
وتمحو آثارنا عن الرمالِ . .
فلا يهتدي إِليها الظامئون !

يَتخلَّصُ التائِهُ من عُبوديَّـتهِ للمجرَّاتِ . .
لكي يَـعـثـُر على قدميه !
ومن أَسئلَـتِـهِ . .
لكي يُـنكرَ أَسماءَهُ على الطريق
لا وسيطَ بـيـنَـهُ وبينَ الأَمكنةِ . .
سوى غمامةٍ تَتنازلُ عن شهوةِ العلوِّ
لكي تعـثـرَ على خُطواتِهِ وسطَ الشائعات . .

السرابُ . .
بحيراتٌ زاخرةٌ بالظمأِ . .
والظهيرةِ . .
وخيباتِ الأَمل .

صُورٌ تُـعلِّقها الشمسُ الحزينةُ على جدارِ الأَرضِ
حين تفتقدُ البرودةَ . . والمطر

السماءُ أُمُّ الـبُذورِ . . والـغَـرائِب
الأَرضُ أُمُّ المسافِرِ . . والغريق
الماءُ صُدفةٌ جميلةٌ تجمعُ بينَ الأَرضِ والسماء
نَحنُ الصدفةُ التي تجمعُ بينَ التيهِ والطرقِ اليتيمةِ
نُـؤَجِّـلُ موتَـنـا ، لِأَنَّـنـا لا نعرفُ . .
كيفَ سنصعدُ إِلى أَرواحِنا . .
والدروبُ كُـلُّـها مُمدَّدةٌ على الأَرض ؟!

الماءُ لا يأْخذُ شكلَ الوعاءِ . .
إِلا حينَ يحزن !
فكلُّ حفنةٍ منهُ تعزلُـهـا الأَواني
تَـخلُدُ إِلى ذكرياتِـها
تنشغلُ برسمِ خيالاتِ العابرينَ
إِلى أَن يستعيدَها الغيمُ
أَو ينكسرَ الإِناء

والماءُ لا يأْخذُ شكلَ الطريقِ
إِلا حينَ يحزن
فكلُّ دمعةٍ تذرفها المحطاتُ
تظلُّ عالقةً على نافذةِ القطارِ
إِلى أَن يستعيدَها الغيمُ
أَو تنكسرَ المسافةُ بينَ الـمَـنْـبَـعـيْـن
لشاعر محمد مثقال








 
أعلى