المراهقة

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
المراهقة



عذراً أيها الأبناء !

وُلد أبي منذ زمن بعيد , عاش حياته بطولها وعرضها وبما عرضت عليه الدنيا من همومها ومفاتنها . وُلدت أنا وعشت حياتي بطولها وعرضها وبما عرضت الدنيا عليّ من همومها ومفاتنها . وُلدتَ أنت أيها الابن فعش حياتك بطولها وعرضها وبما تعرضه عليك الدنيا من همومها ومفاتنها .
هل بقِيَت الدنيا بنفس العرض ونفس الطول ؟ هل بَقِيَت نفس المعروضات من الهموم والمفاتن ؟

السؤال المهم , كم استطعتُ أن أسير في عرض الدنيا وكم قطعتُ من طولها , كم هدمتْ مني همومها وكم أغرتني مفاتنها ؟
أسئلة صعبة شائكة , الكثير من المعروضات بقي على حاله والكثير تغيّر وتبدّل , الجميع عاش المرحلة الحرجة , مرحلة المراهقة , منذ الأزل وإلى الأبد ولكن الهموم تغيّرت والمفاتن تبدّلت , فالجسم يأخذ بالنمو واصلا للنضوج والتكامل , والمشاعر والأحاسيس تتدفق كسيل عارم , والإبداع قائم منذ أن خلق الله سبحانه الدنيا وحتى يرثها , ولكن الهموم تزداد وتتراكم ,فمن تعليم لبناء بيت وزواج ووسائل الراحة الكثيرة التي تُتعب الناس للحصول عليها ,لمفاتن الدنيا التي لا تعد ولا تحصى هذه الأيام , القليلة لما ستكشفه الأيام للأجيال القادمة .

عاش الجيل الأول كما عاش , ومرّ بالمرحلة وتعامل معها كما تعامل , ولكنه هل يستطيع أن يتقبّل مروري أنا بهذه المرحلة وأن أتعامل معها كما أريد أم سينقل إلي نفس الوصايا التي حصل عليها من والديه متغاضيا عن فارق التطور وعن اختلاف هموم الدنيا ومفاتنها ؟! يعيش الأبناء ويمرّون بنفس المرحلة , فهل نستطيع أن نتقبّل مرورهم بها وتعاملهم معها كما يريدون , أم هل سننقل إليهم نصائح أهلنا ضاربين عرض الحائط بفوارق التطوّر واختلافات هموم الدنيا ومفاتنها . هل يدرس كل جيل تطوّرات مرحلته وتغيّرات هموم الدنيا ومفاتنها ليفهموها ليستطيعوا إرشاد أبنائهم بنصائح تتلاءم مع هموم الدنيا ومفاتنها وتتناغم مع تطوّرات العصر . هل أستطيع كأب أن أكون رحيب الصدر وأتقبّل مصارحة ابنتي لي عمّا تكنّه من مشاعر وعمّا يجول بخاطرها ؟ هل أستطيع أن أجعل ابنتي لا تتردد بمصارحتي بما يختلج في صدرها . الكثير من الأسئلة لست أرى نهايتها ولكن الإجابة على أحدها يرشد باتجاه الجواب على الباقي .

مسؤوليتي أن أدرس نفسي وأتعرف على كنهها ومكنوناتها وأن أتحمّل مسؤوليتي بمفهومها العام الشامل , وأن أدرس المرحلة وأتعرّف على خباياها ,الفسيولوجية والنفسية وأن أفهمها وأن أدرس تبعاتها ومتعلقاتها وأن أعيها , وأن أدرس حالة ابني أو ابنتي خاصة , وأن أفهمها وأتقبلها حتى أستطيع أن أمزج بين كل هذه النتائج والحصول على منتوج واعٍ مسؤول مدرك سلس طيّع حتى تستطيع ابنتي أن تشعر وتحسّ بأن ما تمرّ به طبيعي من صنعة الله سبحانه وبأني سندا لها في هذه المرحلة وليس شرطيا يتربّص بها , لأستطيع أن اجعل ابنتي تفهم المرحلة وتعقيداتها وانحناءاتها لجعلها صائبة الحكم قدر الإمكان على ظواهر ومشكلات هذه المرحلة لأستطيع أن أجعل ابنتي تكلمني كتربٍ وليس كأبٍ صاحب السلطة , لأستطيع أن أنصح وأرشد ابنتي الطريق السليم القويم الآمن .

هل فعلا نحن كذلك ؟!!!

ولكم أيها الجيل الجديد ليس كل ما تعتقدون عن ذويكم ومفاهيمهم صحيح , وليس كل ما تفكرون به أنتم , أبناء هذه المرحلة فاسد , وليس كل ما تشعرون به حقيقي دائم .







عمر رزوق
 

MALAK AL7OB

بيلساني مجند

إنضم
Jan 7, 2010
المشاركات
1,215
مستوى التفاعل
12
شكرًا لك موضوع في غايه الأهمية لحساسيته ولاهميته لشريحه من المجتمع هم زهور الحياة هم ابنا المستقبل هم الجيل الواعد فهي كذلك مستهدفه من الظروف التي تمر بها فيتم استغلالها بالنسبه لي أمنيتي ان يكون الناس بمفهوميتك ورجاحه عقلك فنعم. باعتقادي انو لو كان الاب او الام احد الوالدين ليقرأ في هالمرحله وبيفهم أولاده وليسطر لهم الصديق وليس الوالد لاصلح ذالك اغلبيه الشباب المراهقين لانهم لايتحكمون ولايسيطرون علي افكارهم فالتغيرات دور كبير عليهم بالإرشاد شي اساسي لهم فليت كل اب وام يعملوا بهالشي في جعبتي الكثيرررر ولكن اترك النقاش للباقين
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

أستغرب فعلاً من هذه الكلمة " مراهقة" أجدادنا لماذا لم يسمعونها ؟؟
ورغم ذلك عاشوها لكن ليس مثلما نعيشها الآن
وأعرب لي هذه الكلمة فحقاً لا أجد لها أي إعراب !!
سأعربها أنا من خلال استنتاجي من هذا الجيل وهو جيلي الحالي
هو كالطفل الكبير الذي لا يعرف كيف يعتمد على نفسه
ويعتمد على الآخرين لا نعطيهم حق المسئولية بتاتاً ولا نربيهم على ذلك.... لماذا؟؟
بسبب لأننا دائماً نردد هذه العبارة(( أنه في سن المراهقة لا تأخذ على حديثه أنه مراهق ! ))
هل يعني ذلك عقله صغيراً مثلاً أو لا يفقه شيئاً
لا يوجد شخص في الدنيا كامل العقل أو يعرف كل شيء
وكما قالوها "من يعتقد أنه يعرف كل شيء فهو جاهل "

لماذا دائماً نربيهم على أنهم مجبورين وليس مخيرين
معنى مخير :أي له حرية الاختيار من الصح والخطأ ودور الابن هنا يستشير أهله في ذلك سواء من الأم أو الأب
أم الإجبار :وهو إنسان ملزوم وليس له أي حق في الاختيار أو حتى أبدأ الرأي

أن معظم أمهاتنا وآبائنا تولد وتجلب وتربي أبنائها معتمدين عليهم لذلك بالتالي يكونون ضعاف النفس
ومن الطبيعي تجد الطفل في أول أيامه يكون معتمد على الأم 90% لكن هذه النسبة تنخفض حتى تصل إلى صفر
إذا وصل في سن 16 فيجب أن تصل لهذه المرحلة درجة "صفر"......
لكن الآن هل نجد في هذا السن معتمد على نفسه ويستطيع أن يعيش من دون والديه
ولكن لا أقصد مثل تربية طريقة الغرب من بعد هذا السن يتخلى عن أهله ويستقل بحياة منفردة
ولا يعرف والديه غير في الأعياد طبعاً لا فهو ليس على تعاليم ديننا الإسلامي
بل أجعله كالصقر له حرية الاختيار وليس كطير مرتبطاً بهذا القفص
وأربيهم على نهج ديننا الإسلام السمح من دون قيود وتجعله إنسان حرّ ويعرف حدود حريته في الاختيار

في الختــــام لدينا خلل في التربية لمعظم أجيالنا ونعتقد أن التربية الصحيحة رغم أنها غير سوية وسقيمة
وتربي الجيل على قمع الذات هي طاعة الأوامر سواء أن كانت صح أم خطأ ..!

أسفه للإطالة لكن موضوعك كان جداً شيق
كل الـــــود والتقدير والاحترام لشخصك الكريم
 

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
صمت الورود


إضافتك ذات قيمة كبيرة , ولا تزيد مقالتي عنها قيمة البتة
فحبذا لو أطلت .

غني عن القول بأنني أوافقك على كل كلمة كتبتها , فسلفنا الصالح ربى أبنائه تربية أسلامية , فلم تنعكس كل التغيرات النفسية لديهم في فترة التغيرات الفسيولوجية على سلوكهم وأخلاقهم لأنها كانت إسلامية المصدر والنهج . لهذا كنت ترى الشباب والشابات اليافعين يتولون أهم المسؤوليات ويقومون بكل واجباتهم على أكمل وجه محافظين على كل القيم والأخلاق الإسلامية التي نشأوا عليها ,فهذا أسامة بن زيد الذي أمّره الرسول صلى الله عليه وسلّم على جيش كبير لمحاربة الروم ولمّا يبلغ العشرين , ويكفي أسامة فخرا بأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا جنودا بهذا الجيش . نخلص للنتيجة , أن التربية الإسلامية هي الوازع والرادع لكل الفاسد التي نراها اليوم لدى الشابات والشباب في فتره المراهقة .

شكرا جزيلا لك

جزاك الله تعالى الخير
 

إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

موضوع في غاية الاهمية

يسلموووو عمر وردة*
 

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
الموضوع مهم جداً.. شكراً لك عمر رزوق
 

RoOoR

مشرفة

إنضم
Feb 18, 2010
المشاركات
5,260
مستوى التفاعل
53
المطرح
في حياتي سعيدة
رسايل :

... أحبك .. يا من سأكمل معه حياتي ...

بصراحة الموضوع خطير
وانا شاغلني
صح اني مالي أم بس أختي مراهقة
وهي كتير عم تنزعج من عدم صداقة اهلي الها
وانا قد ما حاولت كون صدبقتها
او حتى اغنيها شوي عن اهلي
عم تضل تقلي انا بحاجة بابا وماما
بس هنن من ذوي العقلية القديمة اللي الابوة والامومة هي السيطرة
والامر ونحنا لازم حاضر امرك
وانا بالفعل مستصعبة التعامل مع اختي
بقا شو بتنصحوني
وللعلم حاولت احكي مع اهلي كتير
بس كرمال يفهمو على اختي شوي
ما فاد اي شي
بقا انا كيف بدي اتعامل معها
انا مابقلها لأ مباشرة بقولها باسلوب وانها تقتنع فيها قبل ماقولها انا
بقا هالتعامل صح ولا لازم اتعامل بشكل تاني؟؟؟؟
الموضوع شاغلني
وشكرا الك لانك طرحتو :albailasn(548):
 
أعلى