sweet-lolo
بيلساني مجند
- إنضم
- Dec 26, 2011
- المشاركات
- 1,203
- مستوى التفاعل
- 30
- المطرح
- عنق السماء الصافية
الطرطيرة
(الطرطيرة ) اسم غريب لوسيلة نقل تنتشر في سورية ، فهو يحمل بين طياته معنى السخرية.
ما هذه الواسطة التي هي أقرب إلى العربة منها إلى السيارة، لكنها تؤدي مهام الأخيرة وتزيد.
وإذا كانت السيارة تخضع لقوانين المرور ويصعب عليها الدخول في الأزقة والحارات فإن (الطرطيرة) تستطيع كل ذلك علاوة على رخص ثمنها وسهولة تصنيعها، وما مطلوب منك للحصول على (الطرطيرة) إلا أن تتفق مع حداد متخصص ليصنع لك مركبة تدر عليك ربحا معقولا، وتخلصك من أعباء السيارات الحقيقية وتكاليفها، وتتيح لك التنقل والتجول بحرية وسهولة.
الحداد (كامل) يسكن في منطقة (السيدة زينب) بسورية حيث يقيم أغلب أفراد الجالية العراقية، لايتوفر لديه الوقت للإجابة على اسئلتنا، فما إن ينتهي من تصليح أو صناعة (طرطيرة) حتى يبدأ بأخرى، وهو يرى أن هذه الواسطة السريعة والخفيفة قد حلت الكثير من مشاكل الزحام وأزمة النقل، وأثبتت أنها منافس حقيقي للسيارة التي لا يطيق الناس ثمن اقتنائها.
سيارة الشعب
(الطرطيرة) هي سيارة الشعب.. يضيف (قادر الحاج إسحاق) سائق هذه المركبة العجيبة، لكن مايميز (طرطيرة) الحاج إسحاق أنها تبدو كعروس بألوانها الزرقاء والحمراء، إضافة الى الخطوط العربية والآيات القرانية التي تجملها من الأمام ومن الجانبين، فترى على الواجهة الأمامية خطوطا عربية لتعاويذ تهدف الى حماية المركبة من (حسد العيون) كما يقول الحاج إسحاق، كما خط (الحاج إسحاق) في الواجهة الأمامية عبارات اعتاد بعض السائقين كتابتها على واجهات سياراتهم منها ما يرتبط باعتقاد ديني، والآخر تفرضه قيم اجتماعية معينة. ومن أمثلة الكتابات على (طرطيرات) سورية.. (كرمال النبي صلي على النبي، بالشام جهزوني وبحمص جوزوني، لا تشوفني عم اتدرج ... دوبلني واتفرج، لا تلحقني مخطوبة، دايماً دموع).
لكن مالا يسر في أخبار (الطرطيرات) إن البعض يطلق عيها عربات الموت بسبب الحوادث الكثيرة التي كانت وراءها. وسنويا (يقول الشرطي كمال محمد) تقع مئات الحوادث في المناطق الشعبية يذهب ضحيتها أبرياء ولاسيما الاطفال وكبار السن.
وكانت سلطات المرور السورية أصدرت قانونا للحد من انتشار (الطرطيرة)، حيث توقفت عن منح تراخيص جديدة لصنع الدراجات الآلية ذات العجلات الثلاث على ان تقوم وزارة الصناعة بالتحقق من عمل المنشآت المرخصة حسب قرار ترخيصها، وذلك بالتحقق من إنتاجها وكشوف التصدير وإغلاقها في حال مخالفتها.
كما بين السيد "داوود الرمضان" وهو من سكان مدينة "دير الزور" استخدامات "الطرطيرة" في المدينة بالقول:« تستخدم "الطرطيرة" في المدينة لنقل الخضروات والفاكهة من سوق الهال إلى المحلات وبالعكس، وكما تستخدم لنقل الأثاث ومواد البناء/ خشب، حديد، بلوك/،
وبنقل أسطوانات الغاز.
تستخدم الطرطيرة" للنزهات أيضاً،
وقد ازداد الطلب عليها وكثرت أعدادها وازدادت حوادثها مما حدى بالسلطات لمنعها من الدخول للمدن والسير بطرقاتها، فأصبح مكانها الأساسي هو الريف».
أما بالنسبة لتكوين هذه المركبة، وكيفية الحركة فيها فقد شرحها لنا الميكانيكي "محمد البسيس" بقوله :«تصنع "الطرطيرة" في أماكن عدة في سورية، "كمحردة" و"سلمية" و"حلب" و"دمشق" و"دير الزور". وتتكون من هيكل معدني، وعجلتين خلفيتين، وواحدة أمامية، ومسنن كبير و "زرد" يأخذ الحركة من المحرك لينقلها لمحور يوزعها على العجلتين الخلفيتين، وللمحرك أنواع عديدة كالمحرك "cihx" إيطالي الصنع، أو محرك "فيسبا"، وهذه المحركات ثنائية الشوط، وهي محركات بنزن حصراً.
وقد طورت حركة "الطرطيرة" لتديرها محركات رباعية الشوط مثل محرك "الداتسون" وهو يعمل على البنزن، ومحرك "المازدا" وهو يعمل على الديزل، وطريقة نقل الحركة في الأخيرة من المحرك إلى الجسر الخلفي بواسطة علبة السرعة، ومحور نقل الحركة والمسمى "الترانسمسيون" ، وقد طورت "الطرطيرة" لتصبح بأربع عجلات بدل من ثلاثة،
وتسمى "الحلفاوية" نسبة إلى "حلفايا".
واستخدمت هذه المركبة بشكل واسع في الريف نظراً لما تؤديه من خدمات متعددة، ولا تخلو هذه المركبة من الخطورة وذلك لأنها غير مصممة على دراسة علمية دقيقة، بل صممت بأدوات بدائية وبدون عمليات اختبار للمركبة، فهي على الأغلب بثلاث عجلات والفرملة فيها أحادية الجانب بسبب عدم وجود جهاز تفاضلي فيها "والذي يعمل على موازنة الدوران بين العجلتين أثناء الحركة" وكوليات الفرملة الخلفية مربوطة بساعد حديدي واحد، مما يجعله لا يشبه عملية الفرملة في السيارات الحديثة التي تتم بواسطة مكبس هيدروليكي رئيسي، وأنابيب ضغط عالي يوجد بداخلها زيت ومكبس هيدروليكي آخر مما يدفع "الكوليا" إلى ما يسمى "بالطنبور" لتخفيف دوران العجلة أو إيقافها فيكون الضغط من دواسة الفرامل إلى العجلات الأربعة متساوياً في حالة السيارات الحديثة، أما في "الطرطيرة" فلا يوجد فرملة أمامية للدولاب الأمامي لذا كثرت حوادثها، ما يزيد حوادثها خطورة كونها مكشوفة.
يتسع خزان الوقود فيها من 16 إلى 20 ليتر.
و لها مشاكل بيئية كون محركها ثنائي الشوط إذ يحترق الزيت مع البنزن مما يعطي دخان عادم أبيض ضار.
وترغبها الناس لأنها اقتصادية، وثمنا بسيط يتراوح بين 25000 ل.س و 45000ل.س، وهي تتسع عادة لمقعدين مقعد للسائق وآخر لشخص بجانبه، ولها صندوق معدني خلفي يقوم البعض بإغلاقه بما يسمى بالشمسية، وقد يسقف بسقف معدني مكان السائق والمقعد الذي بجانبه.
كما إن سائقها لا يحتاج إلى شهادة قيادة مركبة، ولا إلى ترخيص للآلية.
يوجد نماذج مشابهة لها في العديد من دول العالم كالصين واليابان والهند وباكستان».
لماذا (الطرطيرة) !
وانتقلت (الطرطيرة) الى مناطق الريف أيضا حيث يستخدمها الفلاحون لقضاء حاجاتهم ونقل محاصيلهم الزراعية.
و(الطرطيرة) هي (أكثر) من دراجة هوائية و(أقل) من سيارة، فهي تحمل خصائص الدراجة الهوائية حيث يمكن سياقتها تماما مثل الدراجة إذا أصاب محركها عطل ما، أو يمكن دفعها وركنها بسهولة في المكان المناسب.
ولا تخضع (الطرطيرة) لمقاييس سيطرة نوعية. وكل حداد له طريقته الخاصة في الصنع وتزود بمحركات مختلفة حسب المتوفر والمناسب، وتستخدم البنزين أو (الديزل / مازوت) وقودا، ويزيد وزنها على الطن ونصف.
(الطرطيرة ) اسم غريب لوسيلة نقل تنتشر في سورية ، فهو يحمل بين طياته معنى السخرية.
ما هذه الواسطة التي هي أقرب إلى العربة منها إلى السيارة، لكنها تؤدي مهام الأخيرة وتزيد.
وإذا كانت السيارة تخضع لقوانين المرور ويصعب عليها الدخول في الأزقة والحارات فإن (الطرطيرة) تستطيع كل ذلك علاوة على رخص ثمنها وسهولة تصنيعها، وما مطلوب منك للحصول على (الطرطيرة) إلا أن تتفق مع حداد متخصص ليصنع لك مركبة تدر عليك ربحا معقولا، وتخلصك من أعباء السيارات الحقيقية وتكاليفها، وتتيح لك التنقل والتجول بحرية وسهولة.
الحداد (كامل) يسكن في منطقة (السيدة زينب) بسورية حيث يقيم أغلب أفراد الجالية العراقية، لايتوفر لديه الوقت للإجابة على اسئلتنا، فما إن ينتهي من تصليح أو صناعة (طرطيرة) حتى يبدأ بأخرى، وهو يرى أن هذه الواسطة السريعة والخفيفة قد حلت الكثير من مشاكل الزحام وأزمة النقل، وأثبتت أنها منافس حقيقي للسيارة التي لا يطيق الناس ثمن اقتنائها.
سيارة الشعب
(الطرطيرة) هي سيارة الشعب.. يضيف (قادر الحاج إسحاق) سائق هذه المركبة العجيبة، لكن مايميز (طرطيرة) الحاج إسحاق أنها تبدو كعروس بألوانها الزرقاء والحمراء، إضافة الى الخطوط العربية والآيات القرانية التي تجملها من الأمام ومن الجانبين، فترى على الواجهة الأمامية خطوطا عربية لتعاويذ تهدف الى حماية المركبة من (حسد العيون) كما يقول الحاج إسحاق، كما خط (الحاج إسحاق) في الواجهة الأمامية عبارات اعتاد بعض السائقين كتابتها على واجهات سياراتهم منها ما يرتبط باعتقاد ديني، والآخر تفرضه قيم اجتماعية معينة. ومن أمثلة الكتابات على (طرطيرات) سورية.. (كرمال النبي صلي على النبي، بالشام جهزوني وبحمص جوزوني، لا تشوفني عم اتدرج ... دوبلني واتفرج، لا تلحقني مخطوبة، دايماً دموع).
لكن مالا يسر في أخبار (الطرطيرات) إن البعض يطلق عيها عربات الموت بسبب الحوادث الكثيرة التي كانت وراءها. وسنويا (يقول الشرطي كمال محمد) تقع مئات الحوادث في المناطق الشعبية يذهب ضحيتها أبرياء ولاسيما الاطفال وكبار السن.
وكانت سلطات المرور السورية أصدرت قانونا للحد من انتشار (الطرطيرة)، حيث توقفت عن منح تراخيص جديدة لصنع الدراجات الآلية ذات العجلات الثلاث على ان تقوم وزارة الصناعة بالتحقق من عمل المنشآت المرخصة حسب قرار ترخيصها، وذلك بالتحقق من إنتاجها وكشوف التصدير وإغلاقها في حال مخالفتها.
كما بين السيد "داوود الرمضان" وهو من سكان مدينة "دير الزور" استخدامات "الطرطيرة" في المدينة بالقول:« تستخدم "الطرطيرة" في المدينة لنقل الخضروات والفاكهة من سوق الهال إلى المحلات وبالعكس، وكما تستخدم لنقل الأثاث ومواد البناء/ خشب، حديد، بلوك/،
وبنقل أسطوانات الغاز.
تستخدم الطرطيرة" للنزهات أيضاً،
وقد ازداد الطلب عليها وكثرت أعدادها وازدادت حوادثها مما حدى بالسلطات لمنعها من الدخول للمدن والسير بطرقاتها، فأصبح مكانها الأساسي هو الريف».
أما بالنسبة لتكوين هذه المركبة، وكيفية الحركة فيها فقد شرحها لنا الميكانيكي "محمد البسيس" بقوله :«تصنع "الطرطيرة" في أماكن عدة في سورية، "كمحردة" و"سلمية" و"حلب" و"دمشق" و"دير الزور". وتتكون من هيكل معدني، وعجلتين خلفيتين، وواحدة أمامية، ومسنن كبير و "زرد" يأخذ الحركة من المحرك لينقلها لمحور يوزعها على العجلتين الخلفيتين، وللمحرك أنواع عديدة كالمحرك "cihx" إيطالي الصنع، أو محرك "فيسبا"، وهذه المحركات ثنائية الشوط، وهي محركات بنزن حصراً.
وقد طورت حركة "الطرطيرة" لتديرها محركات رباعية الشوط مثل محرك "الداتسون" وهو يعمل على البنزن، ومحرك "المازدا" وهو يعمل على الديزل، وطريقة نقل الحركة في الأخيرة من المحرك إلى الجسر الخلفي بواسطة علبة السرعة، ومحور نقل الحركة والمسمى "الترانسمسيون" ، وقد طورت "الطرطيرة" لتصبح بأربع عجلات بدل من ثلاثة،
وتسمى "الحلفاوية" نسبة إلى "حلفايا".
واستخدمت هذه المركبة بشكل واسع في الريف نظراً لما تؤديه من خدمات متعددة، ولا تخلو هذه المركبة من الخطورة وذلك لأنها غير مصممة على دراسة علمية دقيقة، بل صممت بأدوات بدائية وبدون عمليات اختبار للمركبة، فهي على الأغلب بثلاث عجلات والفرملة فيها أحادية الجانب بسبب عدم وجود جهاز تفاضلي فيها "والذي يعمل على موازنة الدوران بين العجلتين أثناء الحركة" وكوليات الفرملة الخلفية مربوطة بساعد حديدي واحد، مما يجعله لا يشبه عملية الفرملة في السيارات الحديثة التي تتم بواسطة مكبس هيدروليكي رئيسي، وأنابيب ضغط عالي يوجد بداخلها زيت ومكبس هيدروليكي آخر مما يدفع "الكوليا" إلى ما يسمى "بالطنبور" لتخفيف دوران العجلة أو إيقافها فيكون الضغط من دواسة الفرامل إلى العجلات الأربعة متساوياً في حالة السيارات الحديثة، أما في "الطرطيرة" فلا يوجد فرملة أمامية للدولاب الأمامي لذا كثرت حوادثها، ما يزيد حوادثها خطورة كونها مكشوفة.
يتسع خزان الوقود فيها من 16 إلى 20 ليتر.
و لها مشاكل بيئية كون محركها ثنائي الشوط إذ يحترق الزيت مع البنزن مما يعطي دخان عادم أبيض ضار.
وترغبها الناس لأنها اقتصادية، وثمنا بسيط يتراوح بين 25000 ل.س و 45000ل.س، وهي تتسع عادة لمقعدين مقعد للسائق وآخر لشخص بجانبه، ولها صندوق معدني خلفي يقوم البعض بإغلاقه بما يسمى بالشمسية، وقد يسقف بسقف معدني مكان السائق والمقعد الذي بجانبه.
كما إن سائقها لا يحتاج إلى شهادة قيادة مركبة، ولا إلى ترخيص للآلية.
يوجد نماذج مشابهة لها في العديد من دول العالم كالصين واليابان والهند وباكستان».
لماذا (الطرطيرة) !
وانتقلت (الطرطيرة) الى مناطق الريف أيضا حيث يستخدمها الفلاحون لقضاء حاجاتهم ونقل محاصيلهم الزراعية.
و(الطرطيرة) هي (أكثر) من دراجة هوائية و(أقل) من سيارة، فهي تحمل خصائص الدراجة الهوائية حيث يمكن سياقتها تماما مثل الدراجة إذا أصاب محركها عطل ما، أو يمكن دفعها وركنها بسهولة في المكان المناسب.
ولا تخضع (الطرطيرة) لمقاييس سيطرة نوعية. وكل حداد له طريقته الخاصة في الصنع وتزود بمحركات مختلفة حسب المتوفر والمناسب، وتستخدم البنزين أو (الديزل / مازوت) وقودا، ويزيد وزنها على الطن ونصف.