المشيخة والكاتدرائية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
وبين الهجوم علي الكاتدرائية المرقصية في العباسية في اثناء تشييع جثامين القتلي في حادث الخصوص ـ محض صدفة ام ان تعرض المؤسستين الدينيتين الكبيرتين, الاكثر احتراما وقداسة لدي كل المصريين, هو عمل مدبر, كما يعتقد كثيرون, يرون ان الهجوم علي الكاتدرائية جاء عقابا لاقباط مصر, لانهم وقفوا بقوة ووضوح ضد اي محاولة للنيل من مكانة الازهر الشريف وشيخه الجليل احمد الطيب, الذي ملك قلوب المصريين جميعا لاعتداله وعدله, وبصيرته الخيرة المستنيرة, وحسه الوطني الاصيل, وإيمانه العميق بحقوق المواطنة لكل المصريين, ومواقفه الواضحة التي تنبذ الفرقة والاستقطاب وتجمع لا تفرق, والتي زادت من شموخ الازهر وعززت رسالته وأضاءت منارته, ورفعت مكانته فوق كل الصغائر التي تستغرق الجميع, ليكتشف كل المصريين اقباطا ومسلمين انهم يملكون في الازهر قلعة وملاذا لا يجرؤ احد علي المساس بها.
ومع أنني لست مع التفسير الشيطاني الذي يصور كل شيء علي انه جزء من مؤامرة مخططة, لكن الحادثين, الهجوم علي المشيخة واستهداف الكاتدرائية, اشعلا جذوة حب عفوية وعارمة ومباشرة في نفوس المصريين, دفعت جموعهم الي الزحف تجاه الهدفين في مواكب حب أغلبها من الشباب, تؤكد للجميع ان المساس بالازهر وشيخه الجليل خط احمر, وان الكاتدرائية في حبات عيون المصريين هي الاخري تمثل خطا احمر, وما من شك ان تظاهرة الحب التي احاطت بالمشيخة والكاتدرائية معا في مشهد مصري فريد, تمثل بشارة جديدة تؤكد عظمة هذا الشعب وتفرده, وتثبت ان الثورة لن تموت وان المؤامرة لن تمر, وان الصغائر لن تنجح, وان هذا الشعب يملك من التجربة والفراسة والحنكة ما يجعله قادرا علي ان يميز بين الطيب والخبيث, وبين الثورة والثورة المضادة, ولن يصح في النهاية سوي الصحيح, والعاقل من اتعظ بدرس غيره دون ان يكابر أو يعاند أو تأخذه العزة بالإثم لانه لا غالب الا الله.., أفيقوا يرحمكم الله وكفانا تمزقا وعنادا.
 
أعلى