DE$!GNER
بيلساني محترف
- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
حكمته في الحياة «طنش تعش تنتعش»..
«ميّت القلب» صفة نطلقها في مجتمعاتنا على ذلك الإنسان الذي لا يكترث لشيء، أو ذلك الذي يحتفظ بمشاعره تجاه أي موقف في «فريزر» جيد الأداء حدّ التجمد، وتختلف درجات هذه الميتة من شخص لآخر.. فهنالك من يُشعرك بموت قلبه أنه قد بلغ درجة التخشب أو ما يسمى شعبياً ب «الثوارة»، وعدم تحمل أي مسؤولية مهما كانت، خاصة عندما تلفته القشور على حساب اللب، وهنالك في المقابل من يتعامل ببرود مع المواقف.. لكنه يغلي من الداخل حتى لو لم يظهر ذلك على رد فعله، لكن هنالك «ميت قلب» من نوع ثالث، لا يمكن تصنيفه على أي من النمطين، وهو ذلك الذي تدفعه شجاعته إلى التهور فهو قد يأخذ نفس الصفة ولكن في منحى آخر، يغلب عليها طابع التبجيل، والناس يميزون طبعاً بين هذا وأولئك.
لنبدأ بهذه الحكاية
فقد حدث ذات يوم أن كان هنالك مجموعة من الشباب يقومون برحلة برية، ومن بينهم واحد ممن اشتهر بينهم بميتة القلب، رغم ذكائه الحاد، كان صديقنا يحتضن إبريقاً من الشاي مشروبه المفضل على مدى الساعة، ويتكىء مع أصدقائه على سفح أحد الجبال.. وعندما تدهور أحد رفاقهم الذي كان يحاول تسلق السفح الأملس ليسقط بينهم، حيث كان عقاله أول الواصلين إلى الأرض ليسقط بالقرب من صاحبنا الذي كانت ردة فعله الأولية.. رفع العقال بين يديه بعد أن عفره الغبار وقال متألماً: (أوه تغبر عقالك يا فلان!).. في الوقت الذي كان فلان هذا ينزف من غير مكان، ويتحسس مواجعه!.
ورجل آخر تبكي زوجته إلى حد الانهيار في أحد الأسواق بعد أن تاه ابنها الصغير.. تبكي وتصرخ..وتركض مثل المجنونة التي لا تبحث عن مخرج وإنما طريق طويل بدون نهاية حتى تفرغ طاقتها..ومع كل ذلك المشهد بقي الأب «ميت القلب» جالساً في مكانه، وبعد وقت ذهب إلى رجال الأمن في السوق وسألهم ببرود: «ما لقيتوه؟»..»وين توقع راح»؟، «ظنك بنلقاه؟»..أسئلة تجيب «الجلطة» وانت مالك علاقة..
وهذا النمط من الناس تلفته الأشياء الصغيرة التي لا تلفت الآخرين عادة، وهو ينم عن دقة ملاحظة لتلك الأشياء التي تغيبها الأشياء الأكبر، وهذا ما يفسّر تعلق هؤلاء بحفظ الأرقام وتذكر التفاصيل.. ربما لأنهم يعرفون أن الأحداث الكبيرة تلفت نظر الجميع.. لكن الصغائر غالباً ما تضيع وتصبح على هامش الاهتمام؛ لهذا ونتيجة لأنهم تدربوا على توجيه عنايتهم إلى تلك التفاصيل؛ فإنهم غالبا ما يوصفون من قبل البعض بميتة القلب.. رغم أنهم في الحقيقة ليسوا كذلك؛ لأن كل ما فعلوه هو أنهم قلبوا معادلة الاهتمام، بحيث تبقى التفاصيل في المتن فيما الحدث على الهامش.
أما النمط الذي يمكن أن تنطبق عليه صفة ميت القلب فعلاً.. فهو ذلك الذي نقول عنه «ما درى بيوم رحيل».. ذلك المغرد خارج السرب.. أو من تنقلب الدنيا أمام عينيه فيما هو خارج البث تماماً، وقد يثوب إلى رشده بعد زمن ليسأل عن نكتة ضحك منها الجميع قبل نصف ساعة، أو عن حدث وقع أمام عينيه لكنه لم يعبأ بمتابعته، وهذا النوع من ميتي القلوب.. لا يكترث لشيء، ولا يستطيع أن يتحمل أي مسؤولية مهما كانت تافهة، والبعض يعتبره من المحظوظين في زمن القلق والتوتر؛ لأنه يبقى دائماً خارج البث، ويمارس حياته دون أي أعباء نفسية.. لذلك ممكن أن يغلبه النوم في مكان يستحيل فيه، وممكن أن يستمتع بوجبة دسمة في ظرف لا تستطيع فيه أي نفس ابتلاع ريقها.. وهذا هو المعنى الحقيقي بهذه الصفة التي تداخلت معانيها كثيراً في الفهم الاجتماعي، واختلطت حتى بات للشجاع المتهور كما قلنا نصيب منها دون وجه حق.
«فريزر مجمد» عايش حياته «لا ضغط ولا سكر» ولا عنده نية
و هنالك درجات متفاوتة لميتة القلب.. إذ يندر ألاّ يكون بين أي (شلة أصدقاء) واحداً أو اثنين على الأقل لا يحملان هذه الصفة.. التي تتراوح بين الذم والمدح، بين البرود في المشاعر.. أو حتى كتم الانفعالات واللامبالاة فيما يدور.. بين الانصراف إلى التفاصيل والغفلة عن المتن. لكن مع بقاء هذا التفاوت الكبير في المستوى.. لأن المعيار هنا يتم بالمقارنة بين المجموعة ذاتها.. أي لا يتم وفقا للمعايير المتفق عليها اجتماعياً لإطلاق هذه الصفة؛ فالذي يشكو منه أصحابه في التأخر عن الموعد يمكن أن يوصف بينهم بأنه ميت القلب، والذي يذهب لإحضار العشاء، ويغلق الباب على مفتاح سيارته أمام المطعم، ليستنجد بمن يتضور جوعاً من أصدقائه لينقذوا الموقف.. قد يأخذ نفس الصفة بينهم على الأقل، حتى وإن كان مجرد حدث عابر، فالناس يستخدمون هذا التوصيف أحياناً للمعايرة أو الشماتة بصرف النظر عما إذا كانت صفة شخصية ملازمة أم لا.
وهناك لحظات قد يمر فيها الجميع بلا استثناء.. يتعطل فيها التفكير؛ إما بفعل المباغتة أو الارتباك، سريعاً ما يصنفها الناس بميتة قلب،
أحد الأخوة ذهب إلى سوق الخضار يمتشق قائمة البضائع المطلوبة.. وعندما ملأ عربته بأنواع الخضار والفواكه، وبدا على محياه علامات الرضا من أنه قد أتم المهمة على خير وجه..
مما سيجعل المدام تمتدح نباهته، وقف خلف صندوق سيارته، ودس يده في جيبه ليفتح الصندوق، لكنه لم يعثر للمفتاح على أثر، تفقد طريقه لكنه لم يجد شيئاً.. عندئذ عاد للسيارة، وتأمل موضع المفتاح من خلف الزجاج محكم الإغلاق.. فلاحت له الميدالية وكأنها تتهكم على غفلته.. وقف حائراً.. هل يحطم الزجاج أم ماذا؟.. وفي هذه الأثناء التي ينشغل فيها تفكيره بالبحث عن الحلول.. كان يعلق يده على فتحة سقف السيارة التي كان قد نسيها مفتوحة، وتسمح بالدخول
وهو النحيل كقوام أرجيله، لم يتنبه لذلك، وعندما وقف بجانبه من يريد أن يساعده ، وسأله عن المشكلة.. أشار إلى أنه قد أوصد الباب على مفتاح السيارة، ولا يعرف كيف يتخلص من هذا الموقف.. عندئذ سأله الرجل وهذه الفتحة التي تضع يدك فيها وتتسع لجمل ألا تكفي لإنقاذ الموقف؟، فتعثرت الكلمات في فمه، وأخرج من جيبه ضمة من مناديل الكلينكس ومسح جبينه إلى أن تقطع الورق عليه، وركب سيارته ومضى، ولم يتنبه إلى أنه ترك عربة الخضار وراءه إلاّ عندما فتح الصندوق داخل البيت لينزل البضاعة.. لأنه كان مشغولاً بمناقشة سرية صارمة مع نفسه حول غفلته التي وضعته في ذلك الموقف الحرج الذي أسال العرق البارد من جبينه!.
تاه ابنه في السوق وزوجته منهارة ويسأل الأمن ببرود: «ما لقيتوه؟».. سؤال يجيب «الجلطة» وانت مالك علاقة!
الموقف الثاني
يُحكى أن حافلة مليئة بالركاب دخلت أحد الأنفاق فانحشرت بداخله، حاول السائق المضي إلى الأمام أو إلى الخلف دون جدوى.. فطلب من الركاب النزول لمساعدته في دفع الحافلة لإخراجها من النفق.. غير أن كل المحاولات قد باءت بالفشل.. استعانوا بإحدى الجرافات لسحب الحافلة.. لكن المحاولة هي الأخرى لم تفلح في زحزحتها من مكانها.. وفي هذه الأثناء كان ثمة طفل لم يبلغ العاشرة من عمره.. كان يقف على دراجته على الرصيف المقابل، ويعلق قدما على الرصيف والأخرى على (الوطاية) ويراقب المشهد، وعندما أدرك أن كل هؤلاء الناس يفتشون عن الحل في مكان آخر ليس هو مكانه.. اقترب قليلا منهم وقال: (نسموا الكفرات ويطلع الباص)!، وهو ما حدث بالفعل ليستأنف الباص مشواره.
ترى هل يمكن أن يصنف كل هؤلاء بميتة القلب.. أم أن الأمر لا يعدو مجرد غفلة عابرة.. يمكن
برأيكم ...
ما الفرق بين المطنش وبين الهادئ برزانة ليبحث عن حل لمشكلته ؟
«ميّت القلب» صفة نطلقها في مجتمعاتنا على ذلك الإنسان الذي لا يكترث لشيء، أو ذلك الذي يحتفظ بمشاعره تجاه أي موقف في «فريزر» جيد الأداء حدّ التجمد، وتختلف درجات هذه الميتة من شخص لآخر.. فهنالك من يُشعرك بموت قلبه أنه قد بلغ درجة التخشب أو ما يسمى شعبياً ب «الثوارة»، وعدم تحمل أي مسؤولية مهما كانت، خاصة عندما تلفته القشور على حساب اللب، وهنالك في المقابل من يتعامل ببرود مع المواقف.. لكنه يغلي من الداخل حتى لو لم يظهر ذلك على رد فعله، لكن هنالك «ميت قلب» من نوع ثالث، لا يمكن تصنيفه على أي من النمطين، وهو ذلك الذي تدفعه شجاعته إلى التهور فهو قد يأخذ نفس الصفة ولكن في منحى آخر، يغلب عليها طابع التبجيل، والناس يميزون طبعاً بين هذا وأولئك.
لنبدأ بهذه الحكاية
فقد حدث ذات يوم أن كان هنالك مجموعة من الشباب يقومون برحلة برية، ومن بينهم واحد ممن اشتهر بينهم بميتة القلب، رغم ذكائه الحاد، كان صديقنا يحتضن إبريقاً من الشاي مشروبه المفضل على مدى الساعة، ويتكىء مع أصدقائه على سفح أحد الجبال.. وعندما تدهور أحد رفاقهم الذي كان يحاول تسلق السفح الأملس ليسقط بينهم، حيث كان عقاله أول الواصلين إلى الأرض ليسقط بالقرب من صاحبنا الذي كانت ردة فعله الأولية.. رفع العقال بين يديه بعد أن عفره الغبار وقال متألماً: (أوه تغبر عقالك يا فلان!).. في الوقت الذي كان فلان هذا ينزف من غير مكان، ويتحسس مواجعه!.
ورجل آخر تبكي زوجته إلى حد الانهيار في أحد الأسواق بعد أن تاه ابنها الصغير.. تبكي وتصرخ..وتركض مثل المجنونة التي لا تبحث عن مخرج وإنما طريق طويل بدون نهاية حتى تفرغ طاقتها..ومع كل ذلك المشهد بقي الأب «ميت القلب» جالساً في مكانه، وبعد وقت ذهب إلى رجال الأمن في السوق وسألهم ببرود: «ما لقيتوه؟»..»وين توقع راح»؟، «ظنك بنلقاه؟»..أسئلة تجيب «الجلطة» وانت مالك علاقة..
وهذا النمط من الناس تلفته الأشياء الصغيرة التي لا تلفت الآخرين عادة، وهو ينم عن دقة ملاحظة لتلك الأشياء التي تغيبها الأشياء الأكبر، وهذا ما يفسّر تعلق هؤلاء بحفظ الأرقام وتذكر التفاصيل.. ربما لأنهم يعرفون أن الأحداث الكبيرة تلفت نظر الجميع.. لكن الصغائر غالباً ما تضيع وتصبح على هامش الاهتمام؛ لهذا ونتيجة لأنهم تدربوا على توجيه عنايتهم إلى تلك التفاصيل؛ فإنهم غالبا ما يوصفون من قبل البعض بميتة القلب.. رغم أنهم في الحقيقة ليسوا كذلك؛ لأن كل ما فعلوه هو أنهم قلبوا معادلة الاهتمام، بحيث تبقى التفاصيل في المتن فيما الحدث على الهامش.
أما النمط الذي يمكن أن تنطبق عليه صفة ميت القلب فعلاً.. فهو ذلك الذي نقول عنه «ما درى بيوم رحيل».. ذلك المغرد خارج السرب.. أو من تنقلب الدنيا أمام عينيه فيما هو خارج البث تماماً، وقد يثوب إلى رشده بعد زمن ليسأل عن نكتة ضحك منها الجميع قبل نصف ساعة، أو عن حدث وقع أمام عينيه لكنه لم يعبأ بمتابعته، وهذا النوع من ميتي القلوب.. لا يكترث لشيء، ولا يستطيع أن يتحمل أي مسؤولية مهما كانت تافهة، والبعض يعتبره من المحظوظين في زمن القلق والتوتر؛ لأنه يبقى دائماً خارج البث، ويمارس حياته دون أي أعباء نفسية.. لذلك ممكن أن يغلبه النوم في مكان يستحيل فيه، وممكن أن يستمتع بوجبة دسمة في ظرف لا تستطيع فيه أي نفس ابتلاع ريقها.. وهذا هو المعنى الحقيقي بهذه الصفة التي تداخلت معانيها كثيراً في الفهم الاجتماعي، واختلطت حتى بات للشجاع المتهور كما قلنا نصيب منها دون وجه حق.
«فريزر مجمد» عايش حياته «لا ضغط ولا سكر» ولا عنده نية
و هنالك درجات متفاوتة لميتة القلب.. إذ يندر ألاّ يكون بين أي (شلة أصدقاء) واحداً أو اثنين على الأقل لا يحملان هذه الصفة.. التي تتراوح بين الذم والمدح، بين البرود في المشاعر.. أو حتى كتم الانفعالات واللامبالاة فيما يدور.. بين الانصراف إلى التفاصيل والغفلة عن المتن. لكن مع بقاء هذا التفاوت الكبير في المستوى.. لأن المعيار هنا يتم بالمقارنة بين المجموعة ذاتها.. أي لا يتم وفقا للمعايير المتفق عليها اجتماعياً لإطلاق هذه الصفة؛ فالذي يشكو منه أصحابه في التأخر عن الموعد يمكن أن يوصف بينهم بأنه ميت القلب، والذي يذهب لإحضار العشاء، ويغلق الباب على مفتاح سيارته أمام المطعم، ليستنجد بمن يتضور جوعاً من أصدقائه لينقذوا الموقف.. قد يأخذ نفس الصفة بينهم على الأقل، حتى وإن كان مجرد حدث عابر، فالناس يستخدمون هذا التوصيف أحياناً للمعايرة أو الشماتة بصرف النظر عما إذا كانت صفة شخصية ملازمة أم لا.
وهناك لحظات قد يمر فيها الجميع بلا استثناء.. يتعطل فيها التفكير؛ إما بفعل المباغتة أو الارتباك، سريعاً ما يصنفها الناس بميتة قلب،
أحد الأخوة ذهب إلى سوق الخضار يمتشق قائمة البضائع المطلوبة.. وعندما ملأ عربته بأنواع الخضار والفواكه، وبدا على محياه علامات الرضا من أنه قد أتم المهمة على خير وجه..
مما سيجعل المدام تمتدح نباهته، وقف خلف صندوق سيارته، ودس يده في جيبه ليفتح الصندوق، لكنه لم يعثر للمفتاح على أثر، تفقد طريقه لكنه لم يجد شيئاً.. عندئذ عاد للسيارة، وتأمل موضع المفتاح من خلف الزجاج محكم الإغلاق.. فلاحت له الميدالية وكأنها تتهكم على غفلته.. وقف حائراً.. هل يحطم الزجاج أم ماذا؟.. وفي هذه الأثناء التي ينشغل فيها تفكيره بالبحث عن الحلول.. كان يعلق يده على فتحة سقف السيارة التي كان قد نسيها مفتوحة، وتسمح بالدخول
وهو النحيل كقوام أرجيله، لم يتنبه لذلك، وعندما وقف بجانبه من يريد أن يساعده ، وسأله عن المشكلة.. أشار إلى أنه قد أوصد الباب على مفتاح السيارة، ولا يعرف كيف يتخلص من هذا الموقف.. عندئذ سأله الرجل وهذه الفتحة التي تضع يدك فيها وتتسع لجمل ألا تكفي لإنقاذ الموقف؟، فتعثرت الكلمات في فمه، وأخرج من جيبه ضمة من مناديل الكلينكس ومسح جبينه إلى أن تقطع الورق عليه، وركب سيارته ومضى، ولم يتنبه إلى أنه ترك عربة الخضار وراءه إلاّ عندما فتح الصندوق داخل البيت لينزل البضاعة.. لأنه كان مشغولاً بمناقشة سرية صارمة مع نفسه حول غفلته التي وضعته في ذلك الموقف الحرج الذي أسال العرق البارد من جبينه!.
تاه ابنه في السوق وزوجته منهارة ويسأل الأمن ببرود: «ما لقيتوه؟».. سؤال يجيب «الجلطة» وانت مالك علاقة!
الموقف الثاني
يُحكى أن حافلة مليئة بالركاب دخلت أحد الأنفاق فانحشرت بداخله، حاول السائق المضي إلى الأمام أو إلى الخلف دون جدوى.. فطلب من الركاب النزول لمساعدته في دفع الحافلة لإخراجها من النفق.. غير أن كل المحاولات قد باءت بالفشل.. استعانوا بإحدى الجرافات لسحب الحافلة.. لكن المحاولة هي الأخرى لم تفلح في زحزحتها من مكانها.. وفي هذه الأثناء كان ثمة طفل لم يبلغ العاشرة من عمره.. كان يقف على دراجته على الرصيف المقابل، ويعلق قدما على الرصيف والأخرى على (الوطاية) ويراقب المشهد، وعندما أدرك أن كل هؤلاء الناس يفتشون عن الحل في مكان آخر ليس هو مكانه.. اقترب قليلا منهم وقال: (نسموا الكفرات ويطلع الباص)!، وهو ما حدث بالفعل ليستأنف الباص مشواره.
ترى هل يمكن أن يصنف كل هؤلاء بميتة القلب.. أم أن الأمر لا يعدو مجرد غفلة عابرة.. يمكن
برأيكم ...
ما الفرق بين المطنش وبين الهادئ برزانة ليبحث عن حل لمشكلته ؟