المعارضة البحرينية تتظاهر غداة مقتل فتى وشرطي في مواجهات مع الامن

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تظاهر انصار المعارضة البحرينية الجمعة مجددا غداة مقتل فتى وشرطي خلال يوم طويل من المواجهات القوية بين المحتجين المناهضين للحكم وقوات الامن بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات في 14 شباط/فبراير 2011.
وسار آلاف من انصار جمعية الوفاق وباقي الجمعيات المعارضة في شارع البديع الذي يربط بين عدد من القرى الشيعية بالقرب من المنامة رافعين اعلام البحرين وهم يهتفون "تسقط الديكتاتورية" و"هيهات منا الذلة".
كما انطلقت اعداد اخرى من المحتجين بدعوة من ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، من دوار القدم باتجاه البديع في محاولة جديدة للوصول الى دوار اللؤلؤة. وردت عليهم قوات الامن بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
ولا تزال المواجهات مستمرة عند دوار القدم.
في الاثناء اكدت السلطات "ان حكومة البحرين لن تسمح للعنف ان يستغل كاداة للضغط على قرار الاطراف المتحاورة" في اطار الحوار بين الحكومة والمعارضة.
واعرب الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف في بيان عن "الاسف الشديد والحزن البليغ" لاحداث الخميس "التي لم نكن نأمل حدوثها منذ ان بدأنا بالجلوس حول طاولة استكمال حوار التوافق الوطني، وخصوصا بعد ان أبدت جميع الأطراف قبولها واستعدادها للتحاور والاتفاق".
غير انه شدد على ان "حكومة البحرين لن تسمح للعنف ان يستغل كاداة للضغط على قرار الاطراف المتحاورة، ولا يمكن أن ينتج عن اللجوء الى العنف في الشارع وارهاب المجتمع اي نتيجة لطرف على حساب طرف أخر".
واضاف "ان حكومة مملكة البحرين واذ تعمل بكل مسؤولية واخلاص على مواصلة الحوار لانه السبيل الحضاري لحل الخلافات في المجتمعات الديموقراطية، فانها تؤكد على ان نبذ العنف والتزام حكم القانون وحقوق الانسان هي محددات لا يمكن تجاوزها".
وياتي النزول الى الشارع بالرغم من اطلاق الحكومة عملية حوار وطني للخروج من الازمة تشارك فيه المعارضة.
وكانت الاحتجاجات والمواجهات عمت القرى الشيعية منذ ليل الاربعاء وحتى فجر الجمعة، ودعت المعارضة بقيادة جمعية الوفاق الشيعية جمهورها للتظاهر بكثافة بعد ظهر الجمعة على شارع البديع الذي يربط بين عدد من القرى القريبة من المنامة.
واعلنت وزارة الداخلية فجر الجمعة ان شرطيا قتل في انفجار مقذوف حارق رشق به محتجون الشرطة اثناء مواجهات ليلية في قرية السهلة بعد يوم من المواجهات ومقتل فتى في قرية الديه.
وفي بيان الداخلية، اعلن رئيس الامن العام اللواء طارق حسن الحسن مقتل الشرطي محمد عاصف خلال الليل "بعد تعرضه لعمل ارهابي في منطقة السهلة باستخدام مقذوف ناري حارق اطلق عن بعد ادى لاصابته باصابة بليغة نقل على اثرها للمستشفى لتلقي العلاج. الا انه استشهد قبل وصوله متأثرا باصابته".
وذكر الحسن ان رجال الامن كانوا يقومون "بواجبهم بتأمين الطرقات وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة المذكورة" عندما "قامت مجموعات من الارهابيين بالاعتداء عليهم باستخدام القنابل الحارقة المولوتوف والاسياخ الحديدية والحجارة. كما قاموا باستخدام مقذوف ناري حارق ادى لاستشهاد الشرطي محمد عاصف".
وشهدت القرى الشيعية في البحرين منذ ساعات الفجر الاولى الخميس مواجهات في عشرات المواقع والقرى بين المحتجين الشيعة الذي عمدوا الى النزول الى الشارع واغلاق الطرق واشعال مستوعبات النفايات والاطارات، والشرطة التي تتدخل لتفريقهم وفتح الطريق مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وسلاح الخرطوش المعروف محليا بالشوزن.
ورفع المحتجون شعارات مناهضة للحكم مثل "هيهات منا الذلة" و"هيهات ننسى الشهداء" و"يسقط حمد"، في اشارة الى الملك حمد بن عيسى ال خليفة.
وبحسب شهود عيان، استمرت المواجهات بين المحتجين الشيعة والشرطة حتى ساعات فجر الجمعة، فيما تم تفجير عدد من اسطوانات الغاز في بعض القرى.
وكان الفتى حسين الجزيري (16 عاما) لقي حتفه صباح الخميس بطلقة من سلاح الخرطوش في مواجهات مع الشرطة في قرى شيعية.
وقد اقدم المحتجون الشباب في عدة قرى على اغلاق الطرقات بمستوعبات النفايات المحترقة وبالاطارات المشتعلة وجذوع الاشجار. كما اظهرت صور نشرها المحتجون على الانترنت احراق سيارات في عدد من القرى، قالوا انها سيارات "ملغية"، اي ممنوعة من السير.
وفي بيان متقضب آخر، اعلنت وزارة الداخلية انه تم تفكيك عبوة صغيرة على جسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والسعودية.
وجاء في البيان ان "فريق المتفجرات بوحدة مكافحة الإرهاب تمكن مساء الخميس من ابطال مفعول قنبلة تزن حوالى كيلوغرامين وضعت على جسر الملك فهد"، بدون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وياتي هذا التصعيد في الشارع بعد ان دعا "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" الذي يقوده مجهولون الى اضراب عام وعصيان مدني والى التظاهر والتوجه الى مكان "دوار اللؤلؤة" الذي ازيل بعد ان شكل معقل الاحتجاجات التي قادتها الغالبية الشيعية في 2011.
وياتي النزول الى الشارع بالرغم من اطلاق الحكومة عملية حوار وطني للخروج من الازمة تشارك فيه المعارضة. الا ان الحوار الذي شهد ثاني جلساته مساء الاربعاء يبدو هشا وينطلق مع مواقف متباعدة جدا للاطراف. وعينت جلسة جديدة للحوار الاربعاء.
وتطالب المعارضة وعلى راسها الوفاق باصلاحات سياسية جذرية وقيام ملكية دستورية وحكومة منتخبة والحد سلطة اسرة ال خليفة السنية التي تحكم البحرين منذ 250 عاما، الا ان جمهورها يرفع شعار "اسقاط النظام".
من جهتها، ترتاب الموالاة المنتمية باغلبيتها للطائفة السنية من الطابع الشيعي للمعارضة وترى ان انتفاضتها طائفية.
ويحرك الموالون من الطائفة السنية صفوفهم بالدعوة عبر وسائل الاعلام رفضا لما يرونه تاثيرا سلبيا للاحتجاجات على المملكة. وقد دعوا الخميس الى الذهاب الى الاعمال والتسوق وتناول الطعام في المطاعم تاكيدا على رفض "قتل البحرين".
وتنوي الجمعيات السياسية الموالية للحكومة تنظيم تجمع كبير في 21 شباط/فبراير، في استعادة لتجمع الفاتح في التاريخ نفسه من 2011، حين تجمع جمهور عريض من السنة دعما لاسرة ال خليفة التي تحكم البحرين منذ 250 سنة.
 
أعلى