المعارضة السورية ترفض دعوة روسيا للحوار

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
دعت روسيا زعيم المعارضة السورية اليوم الجمعة لزيارتها للمرة الأولى لكن المعارضة
سارعت برفض دعوة موسكو لاجراء محادثات مع حكومة الرئيس السوري بشار
الأسد لانهاء الصراع المستمر منذ 21 شهرا.
ومع التقدم الميداني الذي أحرزه مقاتلو المعارضة في النصف
الثاني من 2012 يبحث دبلوماسيون منذ شهور عن مؤشرات على أن موسكو
الحليف الرئيسي للأسد ستسحب حمايتها للنظام السوري. وحتى الان
تتمسك روسيا بموقفها بضرورة ان يتفاوض المقاتلون مع حكومة الأسد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الجمعة "أعتقد
أن تقييما واقعيا مفصلا للوضع في سوريا سيدفع الحكماء في المعارضة
إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي."
لكن الائتلاف الوطني السوري المعارض رفض الدعوة على الفور.
وقال وليد البني المتحدث باسم الائتلاف لرويترز "الائتلاف جاهز
لاجراء مباحثات سياسية مع أي أحد ولكن على الأسس التي أنطلق بها
وهي أن لا حوار ولا مفاوضات مع نظام بشار الأسد...كل شيء يجري بعد
رحيل نظام بشار الأسد بكل مرتكزاته يمكن الجلوس مع السوريين جميعا
نحدد مستقبل سوريا."
لكن المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف وجه
الدعوة أيضا إلى معاذ الخطيب زعيم الائتلاف الوطني لزيارة موسكو في
أول دعوة من جانب روسيا لزعيم الائتلاف الذي تشكل الشهر الماضي
ومنذ أن حظي المجلس باعتراف معظم الدول الغربية والعربية باعتباره
الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
ولم يفصح البني عما إذا كان الخطيب سيقبل الدعوة وقال إن نوايا
موسكو غير واضحة.
ومن المقرر أن يصل إلى موسكو غدا الأخضر الابراهيمي مبعوث
الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا والذي انهى لتوه
زيارة استغرقت خمسة أيام لدمشق التقى خلالها مع الأسد. ويروج
الابراهيمي لخطة سلام طرحت قبل شهور تدعو إلى تشكيل حكومة
انتقالية.
ومنذ فترة طويلة تعتبر خطة الأمم المتحدة هذه مجرد حبر على ورق
بعد ان انهارت في البداية بسبب مسألة ما إذا كانت الحكومة
الانتقالية ستضم الأسد أو حلفاءه.
ومع سيطرة المقاتلين على مساحات كبيرة من البلاد في الشهور
القليلة الماضية تعمل روسيا والولايات المتحدة مع الابراهيمي على
احياء خطة السلام باعتبارها مسار التفاوض الدبلوماسي الوحيد الذي
يحظى باعتراف دولي.
وقال بوجدانوف انه سيجري المزيد من المحادثات مع الإبراهيمي
ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز.
ودعا الابراهيمي في دمشق أمس الخميس إلى تشكيل حكومة انتقالية
"كاملة الصلاحيات" وهي عبارة اعتبرتها المعارضة اشارة محتملة على
التسامح في بقاء الأسد في منصب شرفي.
واضاف الابراهيمي "هذه العملية الانتقالية لا يجوز ان تؤدي
الى انهيار مؤسسات الدولة... بالعكس يجب على جميع السوريين وعلى من
يتعاون معهم المحافظة على هذه المؤسسات واعادة تقويتها."
ولكن هذه الخطة لا تروق للمقاتلين الذين يحرزون انتصارات
ميدانية في الفترة الأخيرة والذين يعتقدون الآن أنه يمكنهم الاطاحة
بالأسد في نصر عسكري على الرغم من تفوق قواته عليهم لفترة طويلة.
وقال العقيد عبد الجبار العقيدي الذي يرأس المجلس العسكري في
محافظة حلب للصحفيين في مقره هناك "نحن غير موافقين على الاطلاق
على مبادرة الابراهيمي كل ما يقول الابراهيمي نحن غير موافقين
عليه."
وأضاف "نحن لا نقبل الا بمحكامة بشار الأسد وأركان نظامه
بالكامل."
وفشلت الدبلوماسية في حل الصراع حتى الآن اذ تستبعد الدول
الغربية تدخلا عسكريا على غرار حملة القصف التي قادها حلف شمال
الأطلسي وساعدت في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي
العام الماضي كما تعرقل روسيا والصين القيام بتحرك في مجلس الأمن
الدولي ضد الأسد.
في الوقت نفسه ازداد القتال شراسة واكتسب طابعا طائفيا متزايدا
اذ يقاتل مسلحون معارضون من الاغلبية السنية حكومة الأسد وجماعات
الشبيحة الموالية لها وتهيمن عليها الطائفة العلوية التي ينتمي لها
الرئيس السوري.
وتحدث دبلوماسيون غربيون مرارا عن مؤشرات على تغير سياسة روسيا
التي يأملون أن تكون حاسمة مثلما حدث حين سحبت موسكو دعمها للزعيم
الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش وتبع هذا سقوطه منذ عشر سنوات.
وكان بوجدانوف قد صرح في وقت سابق الشهر الحالي بأن قوات الأسد
تفقد السيطرة على أراض وأن مقاتلي المعارضة ربما يكسبون الحرب لكن
روسيا عادت وعدلت عن هذا الموقف وأكد لافروف موقف موسكو وهو أنه لا
يمكن لأي من الجانبين تحقيق النصر بالقوة المسلحة.
لكن بعض المحللين المقيمين في موسكو يرون ان الكرملين قد يتجه
لتعديل موقفه وفقا لاحتمال انتصار مقاتلي المعارضة.
وقال ديمتري ترينين مدير مركز كارنيجي موسكو "مع تغير الوضع في
ساحة المعركة تظهر المزيد من المحفزات للبحث عن وسيلة لوقف العمل
العسكري والانتقال الى مرحلة من الاجراءات السياسية."
وأضاف "أعتقد أن موسكو ليست وحدها التي بدأت تدرك هذا ولكن
دمشق ايضا". ويبدو أن موسكو متمسكة حتى الآن بفكرة أن الأسد ما
زالت لديه موارد تكفي للصمود لفترة طويلة.
ميدانيا تواصلت اعمال العنف التي اودت بحياة 44 الف شخص. وقال
المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن 150 شخصا قتلوا
امس.
وأضاف المرصد أن الطائرات الحربية الحكومية قصفت بلدة عسال
الورد بمنطقة القلمون في دمشق للمرة الاولى مما أسفر عن مقتل شخص
وإصابة العشرات.
وتابع أن القصف ربما شمل مناطق بالقلمون انسحب منها الجيش امس.
ولم يتسن التحقق من رواياته.
وفي حلب بشمال سوريا اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة
وقوات الجيش النظامي حول مبنى للمخابرات الجوية في حي الزهراء الذي
طوقه مقاتلو المعارضة لأسابيع.
وكان معظم القتلى من المدنيين. وارتكب طرفا الصراع أعمالا
وحشية لكن الأمم المتحدة تقول إن القوات الحكومية وحلفاءها تتحمل
قدرا اكبر من المسؤولية.
وأظهرت لقطات نشرت على الانترنت اليوم شبانا يضربون جثة رجل
مخضبة بالدماء بعصا. وقطع شخص احدى أذنيه بسكين.
وقال نشطاء معارضون إن اللقطات تظهر أن جماعات الشبيحة
الموالية للحكومة تمثل بالجثث لكن لم يتسن التحقق من صحتها.
 
أعلى