المعارضة المصرية ما زالت تبحث عن زعيم واحد

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يمتلك السياسي

المعارض حمدين صباحي الذي جلس وإلى جواره في مكتبه تمثال نصفي​
للرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر قدرة خطابية تشبه ذلك الخطاب​
الحماسي الذي استخدمه الزعيم الوطني الراحل لإلهام الجماهير.​
وربما يكون صباحي الزعيم الطلابي السابق الذي أسس التيار​
الشعبي -وهو حركة بدأت تكتسب تأييدا بين سكان مصر البالغ عددهم 83​
نسمة- أحد أكبر الرابحين من الأزمة الحالية التي تحيق بالرئيس محمد​
مرسي بعد إعلان دستوري وسع سلطاته وفجر احتجاجات في أرجاء البلاد.​
ويبدو أن بروز زعيم يحظى بمصداقية من بين أولئك الذين يعارضون​
مرسي ورفاقه الاسلاميين سواء كان صباحي أو أي شخصية معارضة أخرى​
سيحدد مسار مستقبل مصر.​
وكان صباحي قال هذا الشهر لحشد في ميدان التحرير بوسط القاهرة​
حيث يتهم محتجون مرسي بانتهاج سياسة تحدث انقسامات في صفوف​
المصريين "لن نفرق ابدا في هذه الأمة بين مسلم ومسيحي .. رجل أو​
امرأة .. وبين أولئك الموجودين في الريف أو المدن."​
وبينما كان السياسي اليساري يلقي خطابه من على منصة في ميدان​
التحرير ردد المحتشدون هتافات "إيد واحدة" و"الشعب يريد اسقاط​
النظام".​
ووحدت الأزمة الأخيرة صفوف المعارضة المصرية التي هزمها​
الاسلاميون المنظمون جيدا في الانتخابات مرتين منذ الاطاحة بحسني​
مبارك قبل نحو عامين وبرهنت على أن جماعة الاخوان المسلمين التي​
ينتمي اليها مرسي لا تحتكر مع حلفائها القدرة على حشد الجماهير.​
ويشد ذلك من ازر المسيحيين والمسلمين المعتدلين والمصريين من​
ذوي التوجهات الليبرالية الذين أغصبهم إصرار مرسي على طرح مشروع​
دستور كتبته جمعية هيمن عليها حلفاؤه الاسلاميون للاستفتاء يوم​
السبت القادم.​
ويعمل صباحي (58 عاما) مع عدد من الشخصيات المعروفة في ائتلاف​
المعارضة الذي أطلق عليه جبهة الانقاذ الوطني التي تشكلت على وقع​
الأزمة السياسية الأخيرة. وتمكن قادة الجبهة من حشد عشرات الآلاف​
من المتظاهرين في الشوارع بشكل منتظم كما فعل الاسلاميون.​
ومثل صباحي ازدادت قوة آخرين من قيادات جبهة الانقاذ مثل محمد​
البرادعي (70 عاما) الحائز على جائزة نوبل للسلام وعمرو موسى (76​
عاما) الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية الأسبق​
في عهد مبارك.​
لكن ايا منهما لا يثير الحماس في الشارع مثل صباحي الذي قال​
انه ابن فلاح بسيط صعد الى موقعه الحالي بفضل سياسات عبد الناصر​
الذي بهر المصريين والعرب في عقدي الخمسينات والستينات.​
وفي مظاهرة أخرى بميدان التحرير بؤرة الانتفاضة ضد مبارك خطب​
البرادعي في المحتجين هذا الشهر. لكن على النقيض من أداء صباحي​
المفعم بالحماس قرأ المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة​
الذرية التابعة للأمم المتحدة خطابه من أوراق مكتوبة ولم يحظ إلا​
بالقليل من التصفيق والتهليل.​
واكتسب موسى مصداقية لمشاركته بنشاط في الجمعية التأسيسية التي​
كتبت الدستور الى ان انسحب منها مع آخرين لكنه ما زال يحاول جاهدا​
الفكاك من صلاته القديمة بعصر مبارك وحكومته.​
وفي مؤتمر صحفي لجبهة الانقاذ تعرض موسى لمضايقة أحد الحضور​
الذي اتهمه بأنه من "الفلول" وهو لفظ يشير الى بقايا حكم مبارك مما​
دفع البرادعي الذي كان يقف الى جواره لدعوة الحضور للتحلي بالهدوء​
قائلا "نحن اليوم في وضع لا يحتمل الانقسام".​
ومع ذلك لا توجد حتى الآن شخصية محددة يمكنها الزعم بأنها تقود​
المعارضة. ولا يمكن لأي حزب أو جماعة سواء كانت التيار الشعبي الذي​
أسسه صباحي أو حزب الدستور بزعامة البرادعي أن يزعم لنفسه الحديث​
باسم المعارضة.​
وتستند وحدة هؤلاء السياسيين الآن إلى اتفاقهم على ما يعارضون​
ولم يظهر بعد أي مؤشر على أن الجبهة الموحدة ستذهب الى ابعد من ذلك​
أو أنها ستخوض الانتخابات القادمة بقائمة واحدة.​
وقال الأستاذ بجامعة القاهرة حسن نافعة إن المشكلة التي ما​
زالت تواجه جبهة الانقاذ تتمثل في الافتقار الى القيادة. واضاف ان​
الجبهة موحدة اساسا بفعل الأزمة الحالية.​
وتابع نافعة أن الجميع يدركون ان هناك خطرا يتهددهم جميعا​
يتمثل في أن هذا الدستور قد يؤدي الى هيمنة كاملة للاخوان المسلمين​
وحلفائهم.​
وفي الشارع يثني خصوم الاسلاميين على دور الجبهة لكنهم يخشون​
تفرق صفوف المعارضة مع اقتراب الانتخابات مما يشتت اصواتهم وهو​
الأمر الذي أضعف موقفهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.​
وقال المصرفي أحمد محمد (24 عاما) الذي كان يشارك في احتجاجات​
عند القصر الجمهوري الذي امتلأت جدرانه بالعبارات والرسوم المناهضة​
لمرسي "الجبهة تقف معنا في هذه الأزمة".​
وأضاف قائلا "لكن عندما يحل موعد الانتخابات أشك في أنهم​
سيخوضون الانتخابات معا نظرا لأنهم مختلفون وحتى الآن فشلوا في وضع​
هيكل يظهر من هو قائد الجبهة."​
وقال نافعة إن الأغلبية الصامتة معبأة الآن لكن لا يعرف إن كان​
أولئك الذين يتظاهرون عندالقصر الجمهوري سيعترفون بالجبهة الموحدة​
كقيادة لهم أم أن الكراهية للاخوان المسلمين هي فقط التي جمعتهم.​
ويحاول المعارضون جهدهم من أجل الوصول الى المواطنين العاديين​
في مواجهة شبكة الجمعيات الخيرية والاجتماعية التي اقامتها جماعة​
الاخوان المسلمين على مدى ثمانية عقود حتى عندما كانت تتعرض للقمع​
والمطاردة تحت حكم مبارك وسابقيه.​
وأنعش البرادعي الذي عاد الى مصر عام 2010 من منزله في فيينا​
حيث كان يدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآمال في المعارضة​
بأنه سيقود أولئك المناهضين لحكم مبارك.​
لكن منتقدين يقولون إنه لم يكن ابدا على مستوى التوقعات على​
الرغم من أن أعضاء حزبه يقومون بدور بارز بين المحتجين في الأزمة​
الحالية مما يشير الى أنه يبني قاعدة شعبية.​
وانسحب البرادعي من سباق الانتخابات الرئاسية التي أجريت هذا​
العام قائلا إنه من غير المنطقي أن يخوضها دون وجود دستور يحدد​
سلطات الرئيس. بينما يقول آخرون انه انسحب لعدم وجود قاعدة تأييد​
نظرا لأنه يقضي وقتا اطول مما ينبغي في الخارج.​
وخاض صباحي وموسى الانتخابات. لكن موسى الذي حظي بإشادة واسعة​
اثناء توليه قيادة الجامعة العربية لخطابه القوي ضد إسرائيل والذي​
كان يعتبر من متصدري السباق في البداية تراجع كثيرا وحل خامسا في​
الجولة الأولى. وهذا يعود الى حد كبير الى الصعوبة التي واجهها في​
اقناع المصريين بأنه قطع صلته حقا بالماضي.​
وكان صباحي أحد أكبر المفاجآت حيث انطلق من الخلف لينتزع​
المركز الثالث ويخرج من جولة الاعادة بفارق ضئيل. ويقول بعض​
المحللين إن هذا الآداء الجيد يعود جزئيا الى أنه كان المرشح​
البارز الوحيد الذي لم يكن ينتمي إلى المعسكر الاسلامي ولا يرتبط​
بأي صلة بحكم مبارك.​
وقال صباحي ان الجبهة يمكن أن تتخذ نهجا موحدا أكثر في​
الانتخابات البرلمانية. واضاف ان هناك اتفاقا على مشروع وطني مصري​
يجب الا يهيمن عليه أحد أو يقصى منه أحد.​
ولم ينس صباحي أن يضفي لمسة شعبية على حديثه حيث انتقد مشروع​
الدستور الذي قال انه يحدث استقطابا في صفوف الشعب لكنه انتقد أيضا​
الزيادات الضريبية التي فرضها مرسي ثم سحبها في غضون ساعات بسبب رد​
الفعل الشعبي.​
وقال صباحي إن ما فعله مرسي كان صدمة كبيرة لقطاع عريض من​
الشعب.​
وربما تكون الجبهة قد عززت من صورة قادة المعارضة لكن​
التساؤلات ما زالت قائمة بشأن الكيفية التي سيحافظ بها منافسو مرسي​
وحلفائه الاسلاميين على تعاونهم الذي يعتبر أمرا حيويا إذا ارادوا​
حقا تحدي الاسلاميين في الانتخابات القادمة.​
وقال شادي حامد من مركز بروكينجز الدوحة "جبهة الانقاذ الوطني​
لا يمكن أن تكون اي شيء أكثر مما هي عليه الآن."​
واضاف قائلا "لن تكون حركة مؤسسية لأن الشخصيات الثلاث​
القيادية بها لا يتفقون كثيرا بهذا الشأن."​
وقال حامد ان السياسيين الليبراليين في حاجة للابتعاد عن​
السياسة القائمة على الأشخاص. واضاف انه رغم ان التيار الشعبي​
بزعامة صباحي يبني قاعدة أوسع إلا أن القيادي اليساري لم يظهر بعد​
ان بوسعه خوض انتخابات تتخطى نطاق الخطابات الحماسية وشخصية حمدين​
صباحي.
 
أعلى