المعلم من موسكو: مستعدون للحوار مع المعارضة المسلحة

[اميرة الشام]

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو امس استعداد دمشق لإجراء محادثات مع المعارضة، بما فيها المعارضة المسلحة، فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السلطات السورية الى عدم الانجرار وراء الاستفزازات الصادرة عن مناهضي التسوية السلمية للملف السوري.
وقال المعلم قبل بدء محادثات مع لافروف: «نحن مستعدون للحوار مع كل من يريده، حتى من يمسك السلاح في يديه، لأننا نثق
بأن الإصلاحات لن تسير عبر إراقة الدماء، وإنما عبر الحوار».
وأضاف أن «ما يجري في سورية حرب على الإرهاب. يقوم أحد فروع تنظيم القاعدة بأعمال قتال أساسية في سورية، ودعا إلى سورية مقاتلين من 28 بلدا، بما فيها الشيشان».
وتقدم المعلم بالشكر للقيادة الروسية على موقفها في النزاع السوري، قائلا إن ذلك الموقف يقرب آفاق التسوية السلمية للأزمة.
اما لافروف فقال ان «عدد المؤيدين للتسوية السلمية في تزايد... وهذا ما يشعر به من يريد ان تستمر الحرب الى النصر النهائي، كما يقال، وهم يحاولون خنق النزعات الايجابية في صفوف المعارضة ومنع الخطوات لبدء الحوار».
وتابع لافروف: «في هذه الظروف تزداد الضرورة بالنسبة للقيادة السورية في استمرار تأييد بدء الحوار وعدم السماح للاستفزازات بالتغلب».
ولفت الوزير الروسي الى ان نصف عام مضى على اخر لقاء له مع وليد المعلم، وان اللقاء جرى قبل اجتماع جنيف في 30 يونيو 2012، حيث تم الاتفاق على اعلان جنيف. قائلا: «اعتقد انه لدينا حاجة في مزامنة التوقيت والنظر في كيفية دفع مسألة التسوية. نحن سندعم هذا بكافة الطرق».
وبحسب تقديره فان الوضع في هذا البلد على مفترق طرق حيث هناك قوى تسعى الى اراقة الدماء، الامر الذي يهدد بانقسام الدولة السورية والمجتمع، بيد ان هناك مؤيدين لحل الازمة عبر الحوار.
من جهة ثانية، نفى رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب ان يكون قد التقى بأحد ممثلي السلطات السورية، نافيا بذلك انباء تحدثت عن حدوث لقاء بين الطرفين.
وأكد الخطيب في بيان: «يود رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأكيد عدم صحة ما تُشيعه بعض الجهات المُغرِضة من أنباء عن حدوث مباحثات بينه وبين أي ممثل رسمي أو غير رسمي للنظام السوري.»
واضاف البيان: «لم تَجْرِ أية لقاءات تتضمن مباحثات أو تبادلاً للرسائل السياسية مع أي طرف، سواء أكان من السياسيين أم من رجال الأعمال السوريين.»
ونفت وكالة الانباء السورية (سانا) نقلا عن مصدر إعلامي رسمي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول لقاء سري جمع بين ممثل عن الرئيس بشار الأسد وأي طرف من أطراف المعارضة في الخارج.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن تناقلت وسائل إعلام أنباء عن لقاء سري جمع بين الخطيب وأحد رجال الأعمال السوريين.
وكان المعارض السوري من حزب الشعب الديموقراطي السوري فايق المير قد اتهم معاذ الخطيب بلقاء رجل الأعمال السوري محمد حمشو ممثلا عن الأسد، من دون علم هيئات الائتلاف.
وذكر المير، في صفحته الشخصية على «فيسبوك» أن اللقاء دام نحو ساعة وتضمن عرضا حمله حمشو من النظام من أجل الوصول إلى حل،
ولم يذكر المير متى وأين تم اللقاء.
وقال لافروف في كلمة بالأكاديمية الديبلوماسية في موسكو انه سيلتقي اليوم نظيره الاميركي جون كيري في بريلن وسيبحث معه الازمة السورية، مضيفا: «آمل خلال لقائنا في برلين مع جون كيري ان نبحث لازمة السورية حيث الجانبان (الروسي والامريكي) مهتمان بوقف نزيف الدم ودفع اطراف النزاع الى الحوار ليتمكن السوريون من الاتفاق فيما بينهم كيف سيعيشون في المستقبل ببلادهم.. ليعيشوا بشكل لا تجد اي طائفة او اي مجموعة اثنية نفسها مظلومة».
وفي تعليق على دعوة المعلم قال رئيس هيئة القيادة العسكرية للمعارضة السورية العميد سليم ادريس انه لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات لانهاء الصراع الى أن يتنحى الرئيس السوري بشار الاسد والى أن تجري محاكمة قادة بالجيش وقوات الامن.
وأضاف لقناة «العربية» التلفزيونية الفضائية أن المعارضة المسلحة لن تذهب الى المحادثات الى أن تتحقق هذه المطالب.