قمر الشام
بيلساني عميد






- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 3,380
- مستوى التفاعل
- 41
- المطرح
- فســحة ســــماوية

لينا شاماميان وباسل رجوب موسيقيان من جيل الشباب في سوريا، خرجا عن المألوف في دروب الفن المعتاد. فموسيقاهما لا تشبه شيئا مما يُسمَع في سوريا وسائر بلدان المشرق.
في متجر صغير لبائع أسطوانات في دمشق القديمة، تجتذب سمعك عذوبة موسيقى لم تعهَدْها من قبل: صوت صافٍ عميق ودافئ، يرتفع ويتعالى مصحوبا بشيء من عزفٍ ساكسوفوني، وبعضِ نوطات منغَّمة على البيانو، وإيقاعاتِ نقر، ونغمة جاز.
عبارات ألِفتها الأسماع، فهي شائعة في الأغاني التقليدية التي يزخر بها الرصيد الكلاسيكي السوري. ولكن من وراء الصوت تطل عليك لينا شاماميان؛ وتوليفات الموسيقى يُتحِفك بها باسل رجوب. إنهما ثنائيُّ صداقة وفن.
قبل ثلاث سنوات، قلّما كان الجمهور يعرف هذه المغنيَّة السورية الناشئة، التي أصبحت، بعد قليل من الزمن، تُشبَّه بفيروز أميرة الغناء الشرقي بلا منازع.
إدماج البوق في مجموعة الآلات الموسيقية الشرقية
ترعرعت لينا شاماميان في أسرة مولعة بالموسيقى، يغمرها، منذ نعومة أطفارها، جو عابق بالغناء الكلاسيكي والموسيقى التقليدية. فتدرّجت في تحصيلها الفني، وانتسبت إلى المعهد الموسيقي العالي في حلب، معهد تعرفت فيه طالب آخر هو باسل رجوب.
تعلّم باسل إيقاع النفخ في البوق، قبل التحاقه بالمعهد الموسيقي العالي حيث أقبل على دراسة الجاز، واستمال لينا إلى اكتشاف هذا اللون الدخيل من ألوان الموسيقى، فأحبّته: "نعم، ترعرعتُ في جو الموسيقى الشرقية التقليدية، لكنّي أحببت الجاز".
"المشروع الموسيقي" الذي ألّف بين الصديقين يعتمد على ثراء الألحان التقليدية، ويبثُّ نفحات من الجاز في التراث الشرقي والأرمني. يُدخِل عليها رنّات غير معتادة من بيانو وساكسوفون وغيرهما من آلات العزف النحاسية.
وأسفرت هذه المبادرة في المناغمة والتأليف، عن نتيجة مدهشة فتحت أفقا جديدا على الفولكلور السوري، وسبيلا لمقاربة متميِّزة لإدراكه. وأُطلِقت على هذا المزيج تسميةُ "الجاز المشرقي". وهذه المزاوجة التي كان يمكن التوقع أنها لن تلقى استحسانا، كانت هي بالضبط مفتاحا للنجاح.
بدأ الثنائي شاماميان ورجوب عروضهما الموسيقية في قرى صغيرة، بقصد اختبار مشروعهما على جمهور معيّن، فكان نجاحهما كبيرا. والقصد أوضحته المغنية بقولها: "أردنا أن ننقل روح التراث بواسطة تناغم الجاز، وذلك في القرى؛ فكان أنّ هؤلاء الناس الذين يعيشون حياة بسيطة أُعجِبوا بالموسيقى البسيطة أيّما إعجاب".
وانطلقت المغامرة انطلاقة جديدة في عام 2006 ، حين فازت لينا شاماميان، يرافقها البوّاق باسل رجوب، بالجائزة الكبرى في مهرجان المسابقة الأولى لموسيقى الشرق الأوسط التي نظمتها إذاعة مونتي كارلو في مركز الحسين الثقافي، في العاصمة الأردنية عمّان.
فتمكّنت بفضل هذه الجائزة من تسجيل أول ألبوم لها، بعنوان الأسمر اللون، الذي سرعان ما أحرز نجاحا باهرا بانتشاره، بفضل ألسنة الناس على الخصوص.
صفحة على موقع التعارف (Facebook) للتواصل مع المعجَبين
تمثِّل الإنترنت منتدى دائما، يلتقي فيه المعجَبون بالمغنية الشابة التي يتحمَّس لها المعلِّقون عبر الإنترنت، ومستخدمو الإنترنت، هواة الإبحار في هذه الشبكة العالمية. ولسنا هنا أمام أنديةِ معجبين وحسب، بل في أكثر الأحيان أمام جمهور جيِّد الاطِّلاع، لا يتبادلون فقط الآراء في كل عمل من أعمالها، بل يتبادلون أيضا مواعيد حفلاتها المرتَقَبة.
مجد عيد هو أحد المعجبين بلينا شاماميان. حضوره في موقع التعارف شبه دائم بين المعجبين بالمغنية. وهو يقول: "أصبح المعجبون بلينا يستطيعون بسهولة الاتصال بها وتبادل أغانيها، واستقاء أخبارها، في جميع أنحاء العالم".
فقد أدركت هي نفسها أهمية هذا الوسط منذ زمن، وصارت تستمتع بملاقاة المعجبين ومراسلتهم لها عن طريقه. ولذا أنشأت صفحة على موقع التعارف هذا (Facebook)، إذ رأت أن "الإنترنت مفيدة جدا للتعريف بالنفس وللعمل أيضا. فبفضل هذا الموقع أعرف من المعجبين بي آراءهم فيّ".
كذلك أسهمت مواقع تبادل الفيديوهات، مثل موقع "يوتيوب" في إذاعة صيت لينا شاماميان التي قالت متعجِّبةً: "نحن لم نَضَع مقطوعاتنا في هذه المواقع بأيدينا!".
طفلة النقّاد المدللة
وعند نقاد الموسيقى، لينا شاماميان هي الطفلة المدللة. ومع ذلك فهي لا تتمتع بنجومية واسعة النطاق، في الوسائط الترويجية. فعملها الثاني بعنوان شامات جاء واعدا لا يقل شأنا عن الأول، منطويا هذه المرة على مقدار كبير من المبتكَرات، وقامت بتمويله جهة مُغفَلة، لأن المغنّية لا تريد الوقوع في قبضة الاحتكار، إذ قالت بصراحة: "إن السعي في سبيل تسميات مستقلّة اختيارٌ شخصي من جهتنا: فأنا أرفض الارتهان بأي شرط له صلة بالاحتكار".
وتتيح الإنترنت أيضا للسوريين المغتربين أن يكتشفوا هذه المغنّية الشابة، التي يقدّرونها ربما أكثر من المقيمين في الوطن الأم. إذ ليس من السهل هناك الحصول على ألبوماتها.
حتى إن المغنية تدل ملاحي الإنترنت، على نقاط بيع اسطوانتها في البلدان التي يقيمون فيها. وإذا كانت لينا شاماميان تلقى كل هذا التقدير من سوريي الشتات، فربما كان السبب هو أن المغتربين يحسون من خلال صوتها، مع الحنين إلى الوطن، بشيء من عبير الروح الشامية.
في متجر صغير لبائع أسطوانات في دمشق القديمة، تجتذب سمعك عذوبة موسيقى لم تعهَدْها من قبل: صوت صافٍ عميق ودافئ، يرتفع ويتعالى مصحوبا بشيء من عزفٍ ساكسوفوني، وبعضِ نوطات منغَّمة على البيانو، وإيقاعاتِ نقر، ونغمة جاز.
عبارات ألِفتها الأسماع، فهي شائعة في الأغاني التقليدية التي يزخر بها الرصيد الكلاسيكي السوري. ولكن من وراء الصوت تطل عليك لينا شاماميان؛ وتوليفات الموسيقى يُتحِفك بها باسل رجوب. إنهما ثنائيُّ صداقة وفن.

قبل ثلاث سنوات، قلّما كان الجمهور يعرف هذه المغنيَّة السورية الناشئة، التي أصبحت، بعد قليل من الزمن، تُشبَّه بفيروز أميرة الغناء الشرقي بلا منازع.
إدماج البوق في مجموعة الآلات الموسيقية الشرقية
ترعرعت لينا شاماميان في أسرة مولعة بالموسيقى، يغمرها، منذ نعومة أطفارها، جو عابق بالغناء الكلاسيكي والموسيقى التقليدية. فتدرّجت في تحصيلها الفني، وانتسبت إلى المعهد الموسيقي العالي في حلب، معهد تعرفت فيه طالب آخر هو باسل رجوب.
تعلّم باسل إيقاع النفخ في البوق، قبل التحاقه بالمعهد الموسيقي العالي حيث أقبل على دراسة الجاز، واستمال لينا إلى اكتشاف هذا اللون الدخيل من ألوان الموسيقى، فأحبّته: "نعم، ترعرعتُ في جو الموسيقى الشرقية التقليدية، لكنّي أحببت الجاز".
"المشروع الموسيقي" الذي ألّف بين الصديقين يعتمد على ثراء الألحان التقليدية، ويبثُّ نفحات من الجاز في التراث الشرقي والأرمني. يُدخِل عليها رنّات غير معتادة من بيانو وساكسوفون وغيرهما من آلات العزف النحاسية.
وأسفرت هذه المبادرة في المناغمة والتأليف، عن نتيجة مدهشة فتحت أفقا جديدا على الفولكلور السوري، وسبيلا لمقاربة متميِّزة لإدراكه. وأُطلِقت على هذا المزيج تسميةُ "الجاز المشرقي". وهذه المزاوجة التي كان يمكن التوقع أنها لن تلقى استحسانا، كانت هي بالضبط مفتاحا للنجاح.
بدأ الثنائي شاماميان ورجوب عروضهما الموسيقية في قرى صغيرة، بقصد اختبار مشروعهما على جمهور معيّن، فكان نجاحهما كبيرا. والقصد أوضحته المغنية بقولها: "أردنا أن ننقل روح التراث بواسطة تناغم الجاز، وذلك في القرى؛ فكان أنّ هؤلاء الناس الذين يعيشون حياة بسيطة أُعجِبوا بالموسيقى البسيطة أيّما إعجاب".

وانطلقت المغامرة انطلاقة جديدة في عام 2006 ، حين فازت لينا شاماميان، يرافقها البوّاق باسل رجوب، بالجائزة الكبرى في مهرجان المسابقة الأولى لموسيقى الشرق الأوسط التي نظمتها إذاعة مونتي كارلو في مركز الحسين الثقافي، في العاصمة الأردنية عمّان.
فتمكّنت بفضل هذه الجائزة من تسجيل أول ألبوم لها، بعنوان الأسمر اللون، الذي سرعان ما أحرز نجاحا باهرا بانتشاره، بفضل ألسنة الناس على الخصوص.
صفحة على موقع التعارف (Facebook) للتواصل مع المعجَبين
تمثِّل الإنترنت منتدى دائما، يلتقي فيه المعجَبون بالمغنية الشابة التي يتحمَّس لها المعلِّقون عبر الإنترنت، ومستخدمو الإنترنت، هواة الإبحار في هذه الشبكة العالمية. ولسنا هنا أمام أنديةِ معجبين وحسب، بل في أكثر الأحيان أمام جمهور جيِّد الاطِّلاع، لا يتبادلون فقط الآراء في كل عمل من أعمالها، بل يتبادلون أيضا مواعيد حفلاتها المرتَقَبة.
مجد عيد هو أحد المعجبين بلينا شاماميان. حضوره في موقع التعارف شبه دائم بين المعجبين بالمغنية. وهو يقول: "أصبح المعجبون بلينا يستطيعون بسهولة الاتصال بها وتبادل أغانيها، واستقاء أخبارها، في جميع أنحاء العالم".
فقد أدركت هي نفسها أهمية هذا الوسط منذ زمن، وصارت تستمتع بملاقاة المعجبين ومراسلتهم لها عن طريقه. ولذا أنشأت صفحة على موقع التعارف هذا (Facebook)، إذ رأت أن "الإنترنت مفيدة جدا للتعريف بالنفس وللعمل أيضا. فبفضل هذا الموقع أعرف من المعجبين بي آراءهم فيّ".
كذلك أسهمت مواقع تبادل الفيديوهات، مثل موقع "يوتيوب" في إذاعة صيت لينا شاماميان التي قالت متعجِّبةً: "نحن لم نَضَع مقطوعاتنا في هذه المواقع بأيدينا!".
طفلة النقّاد المدللة

وعند نقاد الموسيقى، لينا شاماميان هي الطفلة المدللة. ومع ذلك فهي لا تتمتع بنجومية واسعة النطاق، في الوسائط الترويجية. فعملها الثاني بعنوان شامات جاء واعدا لا يقل شأنا عن الأول، منطويا هذه المرة على مقدار كبير من المبتكَرات، وقامت بتمويله جهة مُغفَلة، لأن المغنّية لا تريد الوقوع في قبضة الاحتكار، إذ قالت بصراحة: "إن السعي في سبيل تسميات مستقلّة اختيارٌ شخصي من جهتنا: فأنا أرفض الارتهان بأي شرط له صلة بالاحتكار".
وتتيح الإنترنت أيضا للسوريين المغتربين أن يكتشفوا هذه المغنّية الشابة، التي يقدّرونها ربما أكثر من المقيمين في الوطن الأم. إذ ليس من السهل هناك الحصول على ألبوماتها.
حتى إن المغنية تدل ملاحي الإنترنت، على نقاط بيع اسطوانتها في البلدان التي يقيمون فيها. وإذا كانت لينا شاماميان تلقى كل هذا التقدير من سوريي الشتات، فربما كان السبب هو أن المغتربين يحسون من خلال صوتها، مع الحنين إلى الوطن، بشيء من عبير الروح الشامية.