المناطق الكردية في سورية ملجأ للهاربين من الصراع


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

مع إعلان بعض دول الجوار السوري عدم مقدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين، وتشديد البعض الآخر لإجراءات اللجوء أمام طالبيه، باتت المناطق السورية ذات الأغلبية الكردية أو ما يعرف بـ «كردستان الغربية» ملجأ للسوريين الفارين من المناطق الساخنة التي تشهد قتالا عنيفا بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
نزوح السوريين وبينهم مسيحيون ودروز، من محافظات حمص وحلب وحماة وادلب وحتى دمشق نحو المناطق الكردية، يأتي بسبب «الهدوء الأمني» الذي يسود المناطق الكردية في سورية التي تمتد من المناطق المتاخمة للحدود العراقية - التركية حتى دمشق، وتشمل مدن المالكية والحسكة والقامشلي ورأس العين وعفرين الواقعة شمال مدينة حلب.
هذا اللجوء الإنساني الذي يتزايد يوما بعد آخر، يعتبره معارضون سوريون أكراد «احد المؤشرات التي تدل على حتمية إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، على أن لا تقتصر فقط على مدن كردستان الغربية بل تشمل المناطق الحدودية مع دول الجوار الإقليمي».
ويقول المعارض الكردي شلال كدو المقيم في كردستان العراق منذ سنوات لـ «الراي» إن هذا النزوح الداخلي «بدأ يشكل هاجسا مقلقا لدى أقطاب المعارضة السورية، سيما وان تأثيرات هذا النزوح أخذت تلقي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية في المناطق الكردية التي شهدت أسواقها ارتفاعا ملحوظا في أسعار السلع والبضائع غير المتوفرة أصلا».
وما زاد الطين بلة في هذا الجانب، هو عودة العشرات من اللاجئين الأكراد إلى مناطقهم الأصلية في سورية، من مخيماتهم في «كردستان الجنوبية» - التسمية الكردية لإقليم كردستان العراق - بعد لجوئهم إليها خلال الأشهر الماضية، في ظل ظروف صعبة واجهتهم في مخيمات اللجوء التي أقيمت لهم في محافظتي السليمانية ودهوك العراقيتين.
الهجرة العكسية المنخفضة نسبيا من كردستان العراق نحو سورية، لم تمنع من مواصلة عمليات تهريب اللاجئين السوريين الذين ينتمون لشرائح مجتمعية مختلفة، صوب «كردستان العراق».
وبحسب الناشط الكردي دلشاد عمر، الذي يعمل في هيئة لإغاثة العوائل النازحة، فأن تفاقم الأوضاع المعيشية في «كردستان الغربية» التي يعتمد سكانها بالغالب على منتجات أراضيهم الزراعية «دفع بعض النازحين السوريين من الطائفتين السنية والمسيحية للبحث عن مأوى جديد لهم ولعوائلهم، وبدأ بعضهم فعليا بالانتقال صوب كردستان العراق للاستقرار هناك».
ويكشف عمر لـ «الراي» متحدثا عبر «سكايب» إن «بعض أبناء العوائل الميسورة النازحة من دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية عبروا إلى كردستان العراق عن طريق مهربين محليين، وبعد أن رتبوا أوضاعهم في مدن الإقليم العراقي لحقت بهم عوائلهم وهم الآن يسكنون في منازل وشقق مؤجرة وبعضهم يزاول أعمالا حرة».
وعن وجهة النظر الكردية بشأن المقترحات الدولية والإقليمية لإقامة مناطق أمنة داخل سورية، أوضح شلال كدو: «نحن كمعارضة كردية نرحب بإقامة مناطق عازلة على غرار ما حصل في كردستان العراق عام 1991، لكننا لا نحبذ حصرها في المناطق الكردية فحسب وإنما لابد إنشائها أيضا في مناطق متاخمة للحدود مع كل دول الجوار».
 
أعلى