النحو والأعراب الجزء الخامس حروف المعاني 4

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

تتمة حروف المعاني



سادسا ـ هاء السكت :

هاء ساكنة لبيان حركة الحرف في كل مبني متحرك ، أو لبيان الألف في صيغة الندبة .

مثال بيان الحركة في كل مبني متحرك ، نقول : بمهْ ، ولمهْ ، وقهْ ، ولم يعطهْ ، وارمهْ . ومنه قوله تعالى : { هاؤم اقرءوا كتابيهْ }1 .

175 ـ وقوله تعالى : { ما أغنى عني ماليهْ هلك مني سلطانيهْ }2 .

وبيان حركة الألف ، نحو : وامعتصماهْ ، واليلاهْ .

* وزيادة هاء السكت تكون واجبة ، وجائزة .

الواجبة : هي التي لا يجوز حذفها ، أو الاستغناء عنها ، وتكون في موضعين :

1 ـ أن تزاد على الفعل الذي بقي على حرف واحد ، أو حرفين أحدهما زائد .

نحو : قِهْ . في قولنا : قِ محمدا من الهلاك .

ونحو : لا تقِهْ . في قولنا : لا تقِ محمدا من الهلاك .

2 ـ أن تزاد على " ما " الاستفهامية المجرورة بالإضافة بعد حذف الألف .

نحو : اقتضاء مَهْ ؟

أما الجائزة : فتكون في غير الموضعين السابقين ، بشرط أن يكون الوقف بها على كل متحرك حركة بناء لا تشبه الإعراب ، كـ " ما " الاستفهامية المجرورة بحرف الجر . نحو : بمهْ ، ولمهْ .

وبعد الأفعال المحذوفة الآخر جزما ، أو وقفا ، والضمائر المبنية على الفتح .

نحو : لم يدعهْ ، وأعطهْ .

176 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }3 .

والضمائر المبنية على الفتح .

177 ـ كقوله تعالى : { وما أدراك ما هيهْ }4 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 19 الحاقة . 2 ـ 29 ، 30 الحاقة .

3 ـ 7 الزلزلة . 4 ـ 10 القارعة .



ومنه قول حسان :

إذا ما ترعرع فينا الغلام فما إن يقال له : من هوهْ

ولا يقف بهاء السكت على المبني بناء عارضا كاسم " لا " النافية للجنس ، أو المنادى المبني على الضم ، أو العدد المركب ، ولا تلحق الفعل الماضي وإن كانت حركة بنائه لازمة لشبهه بالمضارع (1) .



شين الوقف :

عبارة عن حرف الشين يجعله بعض العرب بدلا من كاف المؤنث في حالة الوقف ، حرصا على البيان ، لأن الكسرة الدالة على التأنيث تختفي في الوقف فأبدلوها شينا .

نحو قولهم : عليش : في عليك ، ومنش : في منك ، ومررت بش : في مرري بك .

* وقد تلحق الشين الكاف دون حذفها ، ويكون الوقف على الشين .

كقولهم : أكرمتكش : في أكرمتك ، ومررت بكش : في مررت بك .

* ولا يكون الوقف بالشين في حالة وصل الكلام بعضه ببعض ، وإنما يجب الحذف ، وقد سمع موقوفا في الوصل .

كقول الشاعر :

فعيناشِ عيناها وجيدُشِ جيدها سوى أن عظم الساق منشِ دقيق

ومنه قوله تعالى في قراءة بعضهم : { قد جعل ربش تحتش سريا } .

في قوله تعالى : { قد جعل ربك تحتك سريا }2 .

* وشين الوقف تسمى " الكشكشة " ، وهي إحدى لغات بني تميم ، ومثلها " الكسكسة " في بكر ، وهي : إلحاقهم بكاف المؤنث سينا في الوقف .

نحو : مررت بكس : في مررت بك ، ونزلت عليكس : في نزلت عليك .

وما سبق من لغات بعض القبائل لا يقاس عليه .

ـــــــــــــــ

1 ـ شرح ابن الناظم ص 812 .



حرف التذكر :

حرف مد يزاد بعد الكلمة ، أو الحرف إذا أريد اللفظ بما بعده ، ونسي ذلك المراد ، فيقف متذكرا ، ولا يقطع كلامه ، لأنه لم ينته منه .

نحو قولهم : قالا : في " قال " بمد فتحة اللام .

ونحو : يقولو : في " يقول " بمد ضمة اللام .

ويتبع حرف المد حركة الحرف الذي قبله ، فإن كانت حركة الحرف فتحة ، كان حرف التذكر ألفا ، وإن كانت حركة الحرف ضمة ، كان حرف التذكر واوا ، وإن كانت حركة الحرف الكسرة كان حرف التذكر الياء .

نحو قولهم : العامي : في قولهم : في العامِ .

* أما إذا كانت حركة الحرف الأخير من الكلمة التي يتذكر فبها المتكلم ، ولا يريد أن يقطع كلامه سكونا ، كـ " أل " التعريف في كلمة الرجل ، والغلام لزم كسرها تشبيها بالقافية المجرورة إذا كان حرف رويها صحيحا ساكنا .

85 ـ كقول النابغة الذبياني :

أفد الترحل غير أن ركابنا لما يزل برحالنا وكأن قدِ

الشاهد قوله : وكأن قدِ ، فكسر حرف الدال من كلمة قد ، لأنه ساكن في الأصل ، وحرك بالكسر لمجيء الساكن بعده .

ومنه قولهم : قدِ احمرَّ البلح .

وعليه نقول في التذكر : قدي ، في قد قام .

* أما إذا كانت حركة الحرف الأخير من الكلمة ، أو الحرف الذي يتذكر فيه المتكلم مما يكون مفتوحا في حالة ، ومكسورا في حالة أخرى بحسب مقتضى الكلام ، كحرف الجر " من " ، نقول : منَّا ، في حالة مجيئها مفتوحة ، في مثل قولك :

غضبت منَ الرجل .

ونقول " منِّي " في حالة مجيئها مكسرة في مثل قولنا : غضبت منِ ابنك .

وما ذكرناه آنفا ينطبق على كل ساكن وقفت عليه ، وتذكرت بعده كلاما فأنه يلزم فيه الكسر ، مع إشباع الكسرة للاستطالة ، والتذكر ، إن كان مما يكسر ، إذا تلاه ساكن ، أما إذا كان الحرف الساكن مما يكون مضموما ، ووقفت عليه متذكرا ، ألحقته واوا . كقولك : " مذو " ، في : ما رأيتك مذ اليوم .

فـ " مذ " إذا جاء ساكن بعدها ضمت ، لأن الأصل في " منذ " الضم .



حروف الزيادة : إنْ ، أنْ ، ما ، لا ، من ، والباء .

وهي حروف تزاد في وسط الكلام ، وتكون زيادتها للتأكيد ليس غير . فدخولها في الكلام كخروجها ، إذ إنها لا تحدث معنى إعرابيا ، وقد تسمى بعض النحاة هذه الحروف بحروف الزيادة ، وسماها البعض بحروف الصلة ، أو الحشو .



أولا ـ " إن " المكسورة الهمزة ، الساكنة النون ، تكون زيادتها غالبا بعد " ما " النافية ، وتكون هذه الزيادة على نوعين : ـ

1 ـ نوع تكون فيه " إن " زائدة مؤكدة . نحو : ما إن رأيته . والمقصود : ما رأيته.

فـ " إن " في الكلام السابق زائدة ، لم يكن لوجودها في الكلام أي أثر إعرابي .

ومنه قول دريد بن الصمة :

" ما إن رأيت ولا دريت به "

الشاهد قوله : " ما إن " فزاد " إن " بعد " ما " ، وتقدير المعنى : ما رأيت .

86 ـ ومنه قول الكميث :

فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرين

1 ـ نوع تكون فيه " إن " زائدة كافة ، وهذا النوع لا اختلاف فيه عن النوع السابق ، وإنما يحدده نوع " ما " النافية التي تسبق " إن " الزائدة .

نحو : ما إن محمد قائم .

فـ " ما " النافية إما أن تكون حجازية ، أو تميمية . فإذا كانت حجازية فهي نافية عاملة ، و " إن " بعدها زائدة كافة لها عن العمل ، ويكون ما بعدها مبتدأ وخبر ، مثلها مثل " ما " الكافة لـ " إنَّ " الثقيلة عن العمل .

178 ـ نحو قوله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة }1 .

وإذا كانت " ما " تميمية فهي نافية لا عمل لها ، وتمون " إن " بعدها زائدة مؤكدة للنفي كما في النوع الأول ، ونحو : ما إن رأيت .

* وزاد " إن " المؤكدة مع " ما " المصدرية ، فيكونان معا بمعنى " الحين والزمان ".

نحو : انتظرنا ما إن جلس القاضي . والمعنى : زمان جلوسه .

179 ـ ومنه قوله تعالى : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت حيا }2 .

والمعنى : مدة دوامك ، أو زمن دوامك حيا .

حيث انسبكت " ما " مع الفعل مكونة مصدرا مؤولا يستعمل بمعنى الحين ، ويكون الظرف هو الاسم المحذوف الذي أقيم المصدر مقامه .

فإذا قلنا : سأجلس ما دمت جالسا . يكون التقدير : سأجلس مدة جلوسك .

فحذفنا الظرف ، وهو كلمة " مدة " ، أو " وقت " وجعلنا المصدر مكانها .

87 ـ ومنه قول معلوط القريعي :

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيرا ما يزال يزيد

والمعنى : رج الخير له إذا رأيته يزداد على السن والكبر خيرا .



ثانيا ـ " أن " المفتوحة الهمزة الساكنة النون :

تزاد " أن " بعد " ما " . نحو : لما أن جاء المعلم قمنا إجلالا له .

180 ـ ومنه قوله تعالى : { ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم }3 .

فـ " أن " في الآية زائدة للتوكيد ، ويدلنا على ذلك قوله تعالى في سورة هود :

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 117 المائدة .

3 ـ 33 العنكبوت .



" ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم }1 . فلا اختلاف في المعنى بين الآيتين .

كما تزاد " أن " في القسم . نحو : أما والله أن لو فعلت لفعلت .



ثالثا ـ " ما " الزائدة : تزاد " ما " على ضربين : ـ

1 ـ زائدة كافة سواء أكان ذلك للاسم ، أم للفعل ، أم للحرف .

مثال زيادتها وكفها للاسم : حضرتُ بعدما أنتم قيام .

ونحو : بينما نحن نستمع لشرح المعلم قرع الجرس .

88 ـ ومنه قول كثير عزة :

بينما نحن بالبلاكت فالقا ع سراعا والعيش تهوي هويَّا

الساهد قوله : بينما نحن ، فقد زيد " ما " بعد " بين " فكفتها عن العمل ، والأصل في الظرف أن يجر ما بعده من الأسماء بالإضافة ، فزيادة " ما " أبطل هذا العمل ، وجاء بعدها جملة ابتدائية .

وزيادتها على الفعل نحو : قلما ، وطالما .

وهي حينئذ تكفه عن العمل ، وتجعله صالحا لدخوله على فعل آخر .

نحو : قلما أحضرُ ، وطالما انتظرتُ .

ودخولها على الفعل تجعله كالحرف ، فيستغي عن الفاعل ، لتهيئته للدخول على فعل أخر ، وهذا ممتنع في الأفعال في غير هذا الموضع .

وتزاد على الحر الحرف فتكفه عن العمل من ناحية ، وتهيئه للدخول على ما لم يدخل عليه قبل الكف من ناحية أخرى .

مثال الأول : كأنما عليٌّ أسد ، ولعلما محمدٌ قادم .

181 ـ ومنه قوله تعالى : { إنما إلهكم إله واحد }2 .

وقوله تعالى : { إنما أنت مذكر }3 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 77 هود . 2 ، 3 ـ 21 الغاشية .



182 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }1

وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }2 .

وقوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }3 .

2 ـ زائدة مؤكدة غير كافة ، وهي نوعان :

أ ـ أن تكون عوض عن محذوف . نحو : أمَّا أنت قائما قمت معك .

ومنه قول الشاعر :

أبا خراشة أمَّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبُعُ

الشاهد قوله : أما أنت " فأما " : هي " أن " زيدت إليها " ما " للتوكيد ، وهذه العبارة عوض من " كان " المحذوفة ، والأصل : إن كنت ذا نفر .

ب ـ أن تكون زيادتها لمجرد التوكيد ، وهذا كثير في القرآن الكريم ، والشعر ، والنثر . نحو : غضبت من غير ما جرم . وعنفت من غير ما سبب .

فـ " ما " زائدة ، والأصل : من غير جرم ، ومن غير سبب .

ومنه قولهم : جئت لأمر ما . فـ " ما " زائدة ، والمقصود : ما جئت إلا لأمر .



رابعا ـ " لا " الزائدة :

تزاد " لا " وتكون ملغاة لمجرد تأكيد النفي ، كما هو الحال في " ما " .

183 ـ نحو قوله تعالى : { لئلا يعلم أهل الكتاب }4 .

وقوله تعالى : { لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم }5 .

فـ " لا " في الآيتين زائدة للتأكيد .

ـــــــــــــــ

1 ـ 28 فاطر . 2 ـ 6 الأنفال .

3 ـ 2 الحجر . 4 ـ 29 الحديد .

5 ـ 137 النساء .



خامسا ـ " من " الجارة الزائدة :

تزاد " من " الجارة فيبقى عملها ، وتكون للتأكيد ، وقد اعتبرت زائدة لأنها لم تحدث معنى جديدا لم يكن قبل دخولها في الكلام ، وتكون زيادتها بعد النفي .

نحو : ما صافحت من أحد . وما شاهدت من زائر .

فـ " من " زائدة ، وإن كان عملها موجودا ، ومنشأ الزيادة من عدم إحداث معنى جديد كما ذكرنا ، فلا فرق في المعنى في المثالين السابقين ، وفي وقلنا :

ما صافحت أحدا ، وما شاهدت زائرا . لأن أحد ، وزائر في جميع الأمثلة السابقة يفيد العموم . 184 ـ ومنه قوله تعالى : { ما جاءنا من بشير }1 .

كما تكون زيادتها بعد الاستفهام .

185 ـ كقوله تعالى : { وتقول هل من مزيد }2 .

وقوله تعالى : { هل من خالق غير الله }3 .



سادسا ـ " الباء " :

تزاد " الباء " لتأكيد النفي دون أن تحدث معنى جديدا في الجملة التي تزاد فيها .

نحو قوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }4 .

186 ـ وقوله تعالى : { كفى بالله وكيلا }5 .

وزيادتها تكون في المواضع الآتية : ـ

1 ـ مع المفعول به .

187 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }6 .

فـ " الباء " في قوله " بأيديكم " زائدة لتوكيد النفي بـ " لا " .

والمراد : ولا تلقوا أيديكم ، فأيدي مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

ـــــــــــــــ

1 ـ 19 المائدة . 2 ـ 30 ق .

3 ـ 3 فاطر . 4 ـ 79 النساء .

5 ـ 81 النساء . 6 ـ 195 البقرة .



ومنه قوله تعالى : { ألم يعلم بأن الله يرى }1 .

فـ " الباء " في " بأن " زائدة للتأكيد ، وأن واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي يعلم .

ومنه قوله تعالى : { تنبت بالدهن }2 .

2 ـ تزاد " الباء " في خبر ليس وما النافيتين .

188 ـ نحو قوله تعالى : { لست عليهم بمسيطر }3 .

وقوله تعالى : { أليس الله بكاف عبده }4 .

وقوله تعالى : { ألست بربكم }5 . وقوله تعالى : { لست عليكم بوكيل }6 .

فـ " الباء " في الآيات السابقة زائدة ، والاسم بعدها في محل نصب خبر ليس .

ومثال زيادتها في خبر ما قوله تعالى : { وما أنتم بمعجزين }7 .

189 ـ وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }8 .

وقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }9 .

وقوله تعالى : { وما أنا بطارد المؤمنين }10 .

3 ـ تزاد مع المبتدأ . نحو : بحسبك درهم .

89 ـ ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مضر

الشاهد قوله : " بحسبك " فالباء زائدة ، وحسب مبتدأ .

4 ـ مع خبر المبتدأ :

190 ـ نحو قوله تعالى : { والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها }11 .

ــــــــــــــــ

1 ـ 14 العلق . 2 ـ 20 المؤمنون .

3 ـ 22 الغاشية . 4 ـ 36 الزمر .

5 ـ 172 الأعراف . 6 ـ 66 الأنعام .

7 ـ 134 الأنعام . 8 ـ 8 البقرة .

9 ـ 46 فصلت . 10 ـ 114 الشعراء .

11 ـ 27 يونس .



فـ " الباء " في قوله : بمثلها ، زائدة ، والمراد : جزاء سيئة مثلها .

5 ـ وزيدت " الباء " في التعجب . نحو : أكرم بمحمد .

191 ـ ومنه قوله تعالى : { اسمع بهم وأبصر }1 .

فـ " الباء " في قوله : " بهم " زائدة ، والضمير في محل رفع فاعل لـ " اسمع " .



حروف المضارعة :

هي : الألف ، والنون ، والياء ، والتاء ، وتكون في أوائل الأفعال المضارعة لتميزها عن الأفعال الماضية ، والأمر .

وسميت بحروف المضارعة لأنها إذا دخلت على الفعل صار يضارع بها الأسماء ، أي : يشابهها ، وهذه المشابهة تكون من جهتين : ـ

1 ـ أن الفعل يدخله من الإبهام ، والتخصيص ما يدخل الاسم ، والإبهام في الفعل هو احتماله الحال والاستقبال . والتخصيص فيه : أن يخلص لأحد الزمانين بقرينة تدل على ذلك .

فإذا قلنا : أنا أكتبُ . احتمل الحال ، والاستقبال ، فإذا قلت : أنت أكتب الآن . خلص الفعل للحال ، وإذا قلت : أنا أكتب غدا . خلص الفعل للاستقبال .

وإبهام الاسم : أن يقع في أصوله على ما دخل تحت جنسه .

نحو : رجل ، فرس ، غلام ، امرأة ، مدرسة ... إلخ . ويكون تخصيصه بتعريفه بالألف واللام ، أو بالإضافة . فنفول : الرجل ، والفرس ، والغلام وما إلى ذلك .

أو : جاء رجل القوم . وهذه فرس محمد . ووصل غلامكم .

2 ـ أما الناحية الأخرى التي يشابه فيها الفعل الاسم هي : أن يكونا متساويين في عدد الحروف ، والحركات ، والسكنات .

نحو : ضارب ، ويضرب ، وكاتب ويكتب .

فاسم الفاعل " ضارب " مكون من أربعة أحرف ، وأوله متحرك ، وثانيه ساكن ، وثالثه ورابعه متحركان . وكذلك الحال في الفعل " يضرب " فهو مكون من أربعة أحرف ، وأوله متحرك ، وثانيه ساكن ، وثالثه ورابعه متحركان .

ولكن هذه القاعدة غير مطردة ، وإنما تكون في بعض الأسماء والأفعال . أما القاعدة الأولى فهي مطردة ، وهي المعمول بها ، والذي يميز الفعل المضارع هو وجود أحد أحرف المضارعة في أوله ، وقد جمعت تلك الحروف في كلمة " أنيت ".

أ ـ الهمزة على الألف : وتكون لدلالة الفعل المضارع على المفرد المتكلم .

نحو : أنا أعمل الواجب مبكرا . وأنا أتابع دروسي أولا بأول .

ومنه قول الشاعر :

أقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتا لو تعلمين بحالي

الشاهد قوله : " أقول " فالألف للمضارعة ، وهي للدلالة على المفرد المتكلم .

ومنه قوله تعالى : { إني أعلم ما لا تعلمون }1 .

وقوله تعالى : { قال سوف أستغفر لكم ربي }2 .

ب ـ النون : تكون نون المضارعة للدلالة على المثنى المتكلم مذكرين ، أو مؤنثين ، أو أحدهما مذكرا ، والآخر مؤنثا .

نحو : أنا ومحمد نخرج مسرعين . وأنا وفاطمة نحضر مبكرين .

ومنه قوله تعالى : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام }3 .

ومنه قول امريء القيس :

خرجت بها نمشي تجر وراءنا على أثرنا ذيل مرط مُرَمَّل

وتدل نون المضارعة كذلك على جماعة المتكلمين ، ذكورا كانوا ، أو إناثا ، أو ذكورا وإناثا . نحو : أنا ومحمد وأخي نذهب إلى المدرسة مبكرين .

ونحو : نحن نذهب إلى الحقل عصرا .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 30 البقرة . 2 ـ 98 يوسف . 3 ـ 35 إبراهيم .



ومنه قوله تعالى : { وما لنا لا نؤمن بالله }1 .

ونحو : محمد وفاطمة وأنا ندرس في مدرسة واحدة .

ونحو : فاطمة ومريم وأنا نسكن معا .

* كما تدل النون على الواحد المعظم نفسه .

نحو قوله تعالى : { إنَّا نعلم ما يسرون }2 .

وقوله تعالى : { يوم ندعو كل أناس بإمامهم }3 .

وقوله تعالى : { نحرج منه حبا متراكما }4 .

* وقد زيدت نون المضارعة في الفعل ، لأنها تشبه حروف العلة ، أو تبدل من واو وياء العلة بالإدغام .

نحو قوله تعالى : { وما لهم من دونه من وال }5 .

وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه }6 .

فـ " النون " في قوله : " من وال " ، مبدله من الواو ، وفي قوله " من يفعل " مبدله من الياء وكلاهما بالإدغام .

* وتبدل " النون " من الألف في الوقف . نحو قوله تعالى : { لنسفعا بالناصية }7 .

* ويعرب بالنون كما يعرب بحروف العلة ، فهي علامة الرفع في الأفعال الخمسة .

نحو : يأكلون الطعام ، ويلعبان في الحديقة ، وتساعدين أمك .

ومنه قوله تعالى : { ثم ذرهم في خوفهم يلعبون }8 .

3 ـ الياء : أصل في المضارعة إذا كان حرف علة خالصا ، بخلاف أحرف المضارعة الأخرى .

نحو : يقوم الرجل مبكرا ، ويذهب أخي إلى المدرسة مسرعا .

ـــــــــــــــ

1 ـ 84 المائدة . 2 ـ 6 يس .

3 ـ 71 الإسراء . 4 ـ 99 الأنعام .

5 ـ 11 الرعد . 6 ـ 231 البقرة .

7 ـ 15 العلق . 8 ـ 91 الأنعام .



ومن الأدلة على أصلية الياء في المضارعة أن الياء إذا كان بعدها واو يليها حرف مكسور ، حذفت الواو لوقعها بين الياء ، وبين الكسرة .

نحو : يعد ، ويزن ، ويقف . والأصل : يوعِد ، ويوزِن ، ويوقِف .

وتكون الياء للدلالة على المذكر الغائب . نحو : أحمد يقوم .

ومنه قوله تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }1 .

والغائبين المذكرين . نحو : الطالبان يقومان .

ومنه قوله تعالى : { وما يعلِّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة }2 .

وعلى جمع الذكور . نحو : الطلاب يقومون .

ومنه قوله تعالى : { وقال الذين لا يعلمون }3 .

وعلى جمع الإناث الغائبات . نحو : الطالبات يقمن .

ومنه قوله تعالى : { الوالدات يرضعن أولادهن }4 .

ومنه قول ابن قيس الرقيات :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

4 ـ تاء المضارعة : تكون في أول الفعل للدلالة على المفرد المخاطب .

نحو : أنت تقول الحق .

ومنه قوله تعالى : { إذ تقول للمؤمنين ألن يكفكم أن يمدكم ربكم }5 .

أو المخاطبة . نحو : أنت تقولين الحق .

ومنه قوله تعالى : { فانظري ماذا تأمرين }6 .

ومنه قول أبي النجم العجلي :

" يابنة عما لا تلومي واهجعي "

ـــــــــــــــ

1 ـ 35 مريم . 2 ـ 102 البقرة .

3 ـ 118 البقرة . 4 ـ

5 ـ 124 آل عمران . 6 ـ 33 النمل .



أو المخاطبين المذكرين . نحو : أنتما تكتبان الدرس .

ومنه قوله تعالى : فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة }1 .

أو المخاطبين المؤنثين . نحو : أنتما يا هاتان تكتبان الدرس .

ومنه قوله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }2 .

أو لجماعة الذكور المخاطبين . نحو : أنتم تستيقظون مبكرين .

ومنه قوله تعالى : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم }3 .

وقوله تعالى : { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم }4 .

أو لجماعة الإناث المخاطبات . نحو : أنتن يا طالبات تحافظن على نظافة الفصل .

ومنه قوله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية }5 .



حروف التأنيث : الألف ، والهمزة ، والتاء .



أولا ـ الألف :

أحد الحروف الدالة على تأنيث الكلمة ، وهي قسمان : ـ

1 ـ قسم يختص بالتأنيث . 2 ـ قسم يبين التأنيث .

فالقسم المختص بالتأنيث هي الألف الواقعة طرفا في الأسماء ، وزائدة عليها ، وغير أصلية . كألف " ما " ، ولا منقلبة عن أصل كألف " عصا " ، ولا ملحقة بأصلي كألف " علقى ومعزى " ، وتكون في الثلاثي : كـ " حبلى وسلمى " ، وفي الرباعي : كـ " قرقرى وجحجحى " ، وفي الخماسي : كـ " بعثرى و طبغطرى " .

وتكون في المؤنث اللفظي ، والمعنوي ، وفي المذكر المعنوي كـ " طبغطرى " ، وتكون في المفرد المذكر كما بينا . وتكون في الجمع كـ " حجلى " جمع حجل ، وفي المصادر كـ " الرجعى والدعوى " .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 19 الأعراف . 2 ـ 4 التحريم .

3 ـ 17 التغابن . 4 ـ 85 البقرة .

5 ـ 33 الأحزاب .



أما القسم المبين للتأنيث فهي الألف التي تلي هاء الغائبة المؤنثة .

نحو : أكرمتها ، وساعدتها .

فالألف في أكرمتها ، وساعدتها لبيان التأنيث .



ثانيا ـ الهمزة :

هي المبدلة من ألف التانيث الممدودة قياسا كألف : حمراء ، وخضراء ، وصحراء ، وخنفساء ، وما شابه ذلك .

* والأصل في مثل هذه الكلمات أن تكون فيها ألف واحدة ، إلا أنهم أرادوا أن يبنوها بناء آخر غير بناء المقصورة ، فزادوا عليها ألفا أخرى ، فاجتمعتا ساكنين فحركت الثانية منهما لأنها المقصورة في الدلالة على التأنيث .

* ولا يجوز أن نعتبر همزة التأنيث أصل في نفسها ، بل هي مبدلة من الألف كما ذكرنا ، بدليل إبدالها واوا في حالتي جمع المؤنث ، والنسب بالياء .

نحو : صحراء : صحراوات ، وصحراوي . وحمراء : حمراوات ، وحمراوي .

ولو كانت الهمزة أصلية لبقيت على حالها في حالتي الجمع ، والنسب ، كما هو الحال في همزة " قرَّاء " فإذا صرفنا الكلمة بقيت همزتها دون إبدال .

فنقول : قرأ ، وقرأت ، ومقرئ ، وقارئ ، وقارئات .

* وتكون الهمزة علامة للتأنيث في الأسماء الثلاثية المفردة .

نحو : صحراء ، وبيداء ، وصفراء .

وفي المصادر الثلاثية المفردة أيضا . نحو : سراء ، وضراء .

وفي الصفات الثلاثية المفردة . نحو : امرأة حسناء ، وخنساء .

وفي أسماء الجمع . نحو : قصباء ، وحلفاء (1) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ قصباء هي : القصب ، وحلفاء : نبت ، يقال أحلفت الأرض إذا أنبتت الحلفاء ،

والمفرد منه حَلِفة ، وحَلَفة بكسر اللام وفتحها ، مثل فرِحة ، وخشَبَة .

اللسان ج3 ، ص 129 ، والمعجم الوسيط ج1 ص 192 .



* وتلحق همزة التأنيث ما كان على وزن " فُعلاء " .

نحو : ناقة عُشَراء . وامرأة نُفساء .

وما كان على وزن : فِعَلاء " . نحو : سِيَراء (1) .

* وتكون في المزيد من الأسماء . نحو : كبرياء . على وزن " فِعلياء " .

ونحو : قاصِعاء . على وزن فاعَلاء . وعاشُوراء . على وزن : فاعُلاء .

ونحو : بركاء . على وزن : فَعَلاء (2) . وبرُكاء . على وزن : فَعُلاء .

ونحو : عَقْرُباء . على وزن : فَعُلاء . وخُنْفُساء . على وزن : فُعْلُلاء .

ونحو : زِمَكّاء . على وزن : فِعِلاّء (3) . وزَكَرِّياء . على وزن : فَعَلِّياء .

ويلاحظ أن جميع الألفاظ السابقة مفردة .

* وتلحق همزة التأنيث الجمع على وزن : أفعلاء . نحو : أنبياء .

ووزن : فُعلاء . : كــ علماء . (4) .



ثالثا ـ تاء التأنيث : سبق ذكرها في موضعها .



حرف الندبة والفصل : الألف .

أولا ـ حرف الندبة : الألف :

مر ذكرها في باب الندبة ، وللزيادة نقول : هي ألف تكون لمد الصوت ، وبعدها هاء لبسطها ، وتمكين مدها . نحو : يا زيداه ، ويا عمراه .

وتكون الألف للدلالة على الندبة في المنادى المفرد ، وتكون في المضاف إليه .

نحو : يا غلام عمراه .

وتكون في آخر صلة الموصول . ومنه كلامهم : وأمن حفر بئر زمزماه .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ عشراء : ما مضى على حملها عشرة أشهر . سيراء : نوع من النبات .

2 ـ بركاء : تعني ساحة الحرب .

3 ـ الزمكاء ، والزمكي منبت ذنب الطائر .

4 ـ رصف المباني ص 144 بتصرف .



ونحو : وا أمير المؤمناه .

ويقول صاحب رصف المباني : " ويجوز في هذه الألف أن تنقلب ياء تارة ، وواوا تارة أخرى بحسب الحركة قبلها إذا خيف اللبس . نحو : وا غلامَكيهْ " (1) .

ويقول سيبويه : " وتقول : وا غلامَكيهْ إذا أضيفت الغلام إلى مؤنث ، وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بينها وبين المذكر إذا قلت : وا غلامكاه " (2) .

* ويجب في ألف الندبة أن يفتح ما قبلها دائما سواء كانت الحركة قبلها مكسورة ، أو مضمومة ، لأنها حينئذ تكون تابعة للألف ، ولا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحا .



ثانيا ـ ألف الفصل :

هي الألف الفاصلة بين نون التوكيد ، ونون ضمير الجمع المؤنث . نحو : اضربنان ، واكتبنان .

فلولا الفصل بالألف بين نون التوكيد ، ونون جماعة الإناث ، لاجتمعت ثلاث نونات فيقال : اضربْنَنَّ ، وذلك مستتقل .

وتأتي للفصل بين الهمزتين لتخلص من الاستتقال أيضا .

ومنه قراءة هشام بن عمار السلمي : { أاأنذرتهم أم لن تنذرهم لا يؤمنون }3 .

ومنه قوله تعالى أيضا : { أاأنزل عليه الذكر }4 .

ولكن هناك من القراء ، والنحاة من سيهل الهمزة الثانية بين بين تخفيفا ، ولا يدخل ألفا بينها ، وبعضهم يدخل الألف مراعاة للأصل ، وبعضهم يخففها ، ولا يدخل ألفا ، لأن الهمزة الأولى عارضة .

90 ـ فمثال الفصل بين الهمزتين قول ذي الرمة :

أيا ضبية الوعساء بين جلاجل وبين القنا أاأنت أم أمّ سالم

الشاهد قوله : " أاأنت " فقد فصل بالألف بين الهمزتين هربا من الاستتقال ، وترسم

ــــــــــــــــ

1 ـ رصف المباني ص 120 .

2 ـ الكتاب لسيبويه ج2 ص224 .

3 ـ 6 البقرة . 4 ـ 8 ص .



على هذا الشكل ( آأنت ) .

ومن أمثلة الجمع بين الهمزتين مع عدم الفصل بالألف قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

أأنت الهلالي الذي كنت مرة سمعنا به والأريحي الملقب

غير أن الفصل بينهما أكثر ، والله أعلم .



همزة الوصل وهمزة القطع :

أولا ـ همزة الوصل :

هي كل همزة يلفظ بها في أول الكلام ، ولا تكتب ، للتوصل بها إلى النطق بالساكن ، وتسقط في وسطه ، وترسم ألفا عليها صاد صغيرة هكذا ( اّ ) .

نحو : انطلق اللاعب مسرعا . واضرب المهمل . واستعمال الفرشاة ضروري .

المواضع التي تكون فيها همزة الوصل :

1 ـ في الأسماء العشرة المسموعة ، وهي :

ابن ، ابنة ، امرؤ ، امرأة ، اثنان ، اثنتان ، اسم ، است ، ايم ، ايمن .

2 ـ الأفعال الخماسية ، والسداسية الماضية المبدوءة بهمزة ، والأمر منها .

نحو : انتصر ، انتظم ، استعمل ، استعان .

ونحو : انتصرْ ، انتظمْ ، استعمل ، استعن .

3 ـ مصادر الأفعال الخماسية ، والسداسية المبدوءة بهمزة .

نحو : انتصار ، انتظام ، استعمال ، استعانة .

4 ـ في أمر الأفعال الثلاثية ، المفتوحة المضارعة ، وساكنة الحرف الثاني ، ولم يحذف منها حرف الهمزة .

نحو : اضرب ، ارسم ، اكتب .

أما أفعال الأمر الثلاثية المحذوفة الهمزة للتخفيف ، فهمزتها في الأصل همزة قطع لأنها أصلية .

نحو : مر ، وخذ ، وكل . وأصلها : أمر ، وأخذ ، وأكل .

وأمرها أصله : أؤمر ، وأؤخذ ، وأؤكل . وهي كسائر الأفعال التي يسكن ثانيها في المضارع ، غير أن الأفصح حذف همزتها .

5 ـ في " أل " التعريف إذا اتصلت بالاسم . نحو : الرجل ، الكتاب .

فاللام حرف تعريف ، والألف قبلها همزة وصل (1) . أما إذا لم تتصل " أل " التعريف بالاسم فهمزتها همزة قطع .

* ويغلب على همزة الوصل الكسر نحو : انطلق ، اعمل ، استوي ، انتصار .

وتفتح في موضعين هما :

1 ـ مع لم التعريف . نحو : الكتاب ، الرجل ، الغلام .

2 ـ مع كلمة " ايمن " .

وتكون مضمومة في الأفعال المضمومة الحرف الثالث ضمة أصلية .

نحو : اخرُج ، اكتُب ، اشتُري ، اقتُتل .

فالهمزة مضمومة لأنها تتبع الحرف الثالث المضموم .

أما إذا كانت الضمة غير أصلية فلم تضم الهمزة ، وتبقى مكسورة .

نحو : امشوا ، اقضوا ، ارموا .

لأن الأصل : امشيوا ، اقضيوا ، ارميوا .

فحذفت الياء استثقالا ، وتبع ما قبل الواوِ الواوَ .

وكذلك إذا كان الكسر غير أصلي ، وكان الضم أصليا ، بقيت الهمزة مضمومة .

نحو : ادعي يا هند . لأن الأصل : ادعوي .

فاستثقلت الضمة مع كسر الواو ، فاتبع ما قبلها كسرة ، وقلبت الواو ياءً تخفيفا (2).



تنبيهات وفوائد :

1 ـ إذا استغني عن همزة الوصل بهمزة أخرى ، كهمزة الاستفهام ، حذفت همزة

ـــــــــــــــــــــــــ

1ـ اللمع لابن جني ص 308 .

2ـ رصف المباني ص 133 ، وابن الناظم ص 834 ، وشرح المفصل ج9 ص137 .



الوصل . نحو قوله تعالى : { أصطفى البنات على البنين }1 .

وقوله تعالى : { أتخذتم عند الله عهدا أم تقولون على الله ما لا تفعلون }2 .

91 ـ ومنه قول ابن قيس الرقيات :

فقالت أبن قيس ذا وبعض الشيب يعجبها

والشواهد في الآيتين قوله تعالى : " أصطفى ، واتخذتم ، والشاهد في البيت قوله :

" أبن " . ففي الشواهد السابقة حذفت همزات الوصل ، لدخول همزات الاستفهام عليها ، والمبين لذلك أن الهمزات الموجودة في الكلمات السابقة مفتوحة دلالة على أنها همزات استفهام ، في حين أن همزات الوصل غالبا ما تكون مكسورة . وقد أدى ذلك إلى أمن اللبس عند الحذف .

2 ـ وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في لام التعريف " أل " فإن همزة الوصل لا تسقط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر ، لأنهما مفتوحتان ، بل تبدل همزة الوصل ألفا .

نحو قوله تعالى : { أآلذكرين حرم أم الأنثيين }3 .

وقوله تعالى : { أآلله خير أما يشركون } 4 .

فلو حذفنا همزة الوصل لالتبس علينا الأمر في الهمزة المثبتة ، أهي استفهامية أم همزة وصل ، لأن كلا من الهمزتين مفتوح .



ثانيا ـ همزة القطع :

كل همزة تثبت في النطق دائما سواء أكانت في أول الكلام ، أم وسطه ، وترسم ألفا مهموزة هكذا ( أ ) .

وتكون همزة القطع في المواضع التي لم نذكرها في همزة الوصل وهي كالآتي :

1 ـ الفعل الثلاثي المهموز الأول . نحو : أخد ، أكل ، أمر .

2 ـ الفعل الرباعي الماضي المهموز الأول والأمر منه .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 153 . 2 ـ 80 البقرة .

3 ـ 143 . 4 ـ 59 النمل .



نحو : أكرم ، وأكرمْ ، أحسن ن وأحسنْ ، وأعطى ، وأعطِ ، وأنزل ، وأنزلْ .

3 ـ مصادر الأفعال الرباعية المهموزة الأول . نحو : إكرام ، وإحسان ، وإعطاء .

4 ـ الأفعال المضارعة عامة المبدوءة بهمزة المتكلم .

نحو : أعملُ من عمل ، أكرمُ من أكرم ، أنتصرُ من انتصر ، أستعينُ من استعان .

5 ـ في أول الأسماء . نحو : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، إمام .

ما عدا الأسماء العشرة المسموعة عن العرب ، وذكرناها في همزة الوصل .

6 ـ في أول الحروف . نحو : إنَ ، أنَ ، إلى ، ألا ، إلاّ ، و " أل " التعريف إذا لم تتصل بالأسماء .
 
أعلى