الوعي الأدبي العراقي نقيض التوتر السياسي... زين العابدين الأنصاري


إنضم
Jul 9, 2008
المشاركات
15
مستوى التفاعل
1
المطرح
بصرة الخير
رتبط الأدب العراقي بالحضور الثقافي الذي يتقوم بالخصوصية العراقية في قطبها العربي وبعدها الإنساني الطيفي ورتبطت الخصوصية بنظرية التعبير التي تحددت في إطار من النظر لمفهوم الحرية إلى الفرد المبدع مهما اختلفت الأنظمة في العراق وإن غازل الأديب أو المثقف نظاما ً بعينه، فلهو في الطرح بعدٌ بناء للإنسان العراقي أملا بالرقي والتطور، فهذا شعور إنساني و إحساس حضاري، حيث الحضور الاستثنائي للأفراد ذوي النفوس القوية التي تمثل عصرا خاصا أو بيئة خاصة، تمحور كل التاريخ فيها مع خصوصية البداية فبتدع الأدب العراقي الذي ينطق عصره وبيئته بواسطة العبقرية الفردية التي تكشف عن العام من وراء الخاص، كمعروف الرصافي ومحمد مهدي البصير وغيرهم، عبر الإبداع و التجديد لكل من بدر شاكر السياب ونازك الملائكة مستمرة في كل من عبد الوهاب البياتي والارتقاء للقمة في كل من الجواهري وعبد الرزاق عبد الواحد، حيث الإنساني عبر المحلي، وأهم ما يميز هذه العبقرية هو تحررها من التقليد، وتركيزها على عبقرية المكان الذي تنتسب إليه، وإن حدث التغرب أو لم يحدث.

ليتجلى ذلك في أشعار كل من مصطفى جمال الدين وضياء الدين الخاقاني وبواكير منتدى النشر ورابطة الأدباء في العراق حيث تفرد الزمان الذي تتحرك فيه، فهي عبقرية الإبداع الذي ينبع من العيان المباشر والتجربة الحية للحاضر الذي يتحرك نحو المستقبل بما يحمل من حروب وظلم واقتتال واستعمار، إلى جانب الشهادة والبناء والحياة والحب.

كل ذلك في وجدان الفرد الذي يضيف إلى جمال الطبيعة جمال الرؤية، المحاجة الأدبية في الشعراء والرواية والقصة دالة في عصرها وعلى عصرها في الوقت نفسه.

لكنها ناطقة بما انطوت عليه من استعارة الإطار مرجعي للقيمة الأدبية التي تحددها الروح العراقية في نهاية الأمر، ويفرضها الوعي الذي يحاول التمرد على أحد وجهه.

وطبيعي أن يدعو الأديب العراقي منطلقا من الإطار التحرري الذي تمثله نظرية التغيير، إلى دراسة الأدب الوطني على نحو ما تدرس الأمم الحضارية، وان يقتحم هذا الأدب تاريخه الخاص بروح ثورية مستمرة كما يحدث للنصوص حول أدب الطف واستشهاد الحسين (ع) ونصوص المسيحية في طلب المسيح (ع) وكل ما ورثه العراق من ملاحم كملحمة كلكامش وغيرها، وأن يجدد العراقيون المثقفون المعاصرون العراق بذلك خلاف النظريات السياسية القاصرة عن الارتقاء إلى ثقافة الوعي العراقي والسقوط في التفرقة والطائفية و العنصرية، وكما جددت الأمم المتحضرة بلدانها، وذلك في دلالة تعني، ضمن ما تعني أن الهدف من الأدب الوطني هو أن يتم الإقرار بأن في العراق حضارة قوية و أن هناك إنسان خضاري والمجرى العام للدلالة في مثل هذه العبارات يسير في خط المشابهة التاريخية في العراق التي تدني بأطرفها إلى حال من الإتحاد، وتغري بإيقاع التطابق على الأطراف الثقافية إلى ما هي أخر الأمر، متباينة من منظور المصالح السياسية أو الاقتصادية، ولكن موفقة في التوجه الوحدوي العراقي بين إمكان و وقوع التطابق و التباين على علاقة واحدة بين الأطراف.

إنها رؤية ثقافية عبر الزمن الحضاري العراقي كل الأشكال في تنافس التطابق والتباين لمعالجة عدم الوقوع في التضاد والدموية كما يحدث لتضادات الثقافات السياسية وهي مختلفة عن الوعي العراقي الأدبي.

ليدرك المتلقي المنهجية الواعية الأدبية الثقافية عن التحدث عن الآخر و الرأي الآخر المرغوب ثقافيا ً والمكروه سياسيا، أو الانتقال من هذه الصيغة التأويلية إلى صيغة ثانية، لتبرز حضارة الفكر الثقافي العراقي في تجددها العاصر، بقيادة طيف مبدع محققا ًالمكانة اللائقة و الموقع المتكافئ بين الحضارات، لإحداث و تحقيق المساواة الإنسانية مع الآخر والخلاص من التخلف السياسي الدموي وتوتراته المتصارعة بسبب ضعف وعي العصر.

ومن هنا يتم الإدراك لكيفية التفاعل مع معارف الآخرين دون الوقوع في التبعية، وقد تجسدت الخصوصية في عبقرية المكان الذي يتعامد عليه التاريخ الممتد بوصفه عنصرا تكوينيا ً مائلا ً للهوية المبدعة، منذ هبوط أول رسالة سماوية إلى يومنا هذا ومنذ ألواح القوانين عبر لوح قانون حامورابي وما تلاه من حضارات إلى نهج البلاغة للإمام علي (ع)، ليتعرف الإنسان على الدور النهضوي الذي يقوم به الأديب العراقي في تأكيد وعي الذات ومسؤولية الأنا في رعاية البشرية وليست للاستبداد بحضور الذات الخاصة في التاريخ وإمكان صعودها في الوجود وتعزيزي تحرير وعيها أكثر فأكثر من رواسب التبعية، والتي تظهر مرجعية ذلك في كل من منهجية الاجتماع للدكتور علي الوردي و أطروحة الأدب للدكتور حسين علي محفوظ و آخرون مثل الشيخ جلال الحنفي وعبد السلام عبد الرؤوف في التاريخ.

المصدر

جريدة المنارة
ط¬ط±ظط¯ط© ط§ظظظط§ط±ط© :: ط§ظظط¹ظ ط§ظط£ط¯ط¨ظ ط§ظط¹ط±ط§ظظ ظظظط¶ ط§ظطھظطھط± ط§ظط³ظط§ط³ظ :: ط²ظظ ط§ظط¹ط§ط¨ط¯ظظ ط§ظط£ظطµط§ط±ظ

مركز النور للدراسات و الابحاث

الوعي الأدبي العراقي نقيض التوتر السياسي - مركز النور

 

الحرالباكي

بيلساني لواء

إنضم
Apr 20, 2009
المشاركات
3,591
مستوى التفاعل
46
المطرح
طرابلس الغرب/حي الأندلس
ماشاء الله
والله شيئ جميل
وكلام سليم

هنيئا لنا أخي الكريم

صاحب القلم العراقي
الحر الأصيل
بأنضمامك لطليعة منتدانى
والذي ستجد فيه
الكثير الكثير من الاخوة والأخوات
والذي سيؤكدون لك بدورهم وكل واحداً
على حدا
بأن الأدب لا ينتمي لا لسياسة معينة ولا طائفة
أو بلد معين
وإنما هو شعور نابع من قلب إنسان ينتمي بروحه وجسده
إلى دنيا واحدة لا حدود لها ولاسياسة
سوى سياسة القلب والفكر
الواحد بحس بشري
لا يحتكمه لا سيد ولا سدود
بارك الله فيكم
في ما نقلتم وقدمتم
بأول ماطرحتم
بداية موفقة أخي العراقي
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل
وجزاكم الله خيرا ً...

بنتظار جديدكم بشغف
10801.png

 
أعلى