اليونان تتجه الى انتخابات جديدة بعد المأزق السياسي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تراجعت الآمال في اليونان بتشكيل حكومة ائتلاف بعد اسبوع من المشاورات السياسية غير المثمرة، ويبدو ان اجراء انتخابات جديدة الحل الوحيد وقد يطيل امد الازمة ويثير قلق منطقة اليورو والاسواق.
فبعد نهاية اسبوع من اللقاءات بين زعماء كافة الاحزاب المنتخبة في البرلمان نتيجة اقتراع السادس من ايار/مايو والرئيس كارولوس بابولياس، سيحاول الاخير مجددا التوصل مساء الى "وفاق وطني" لتشكيل حكومة قبل الاعلان عن انتخابات جديدة ستنظم وفقا للدستور خلال شهر.ويأتي اللقاء في حين ستكون الازمة في اليونان مع الوضع في اسبانيا مرة اخرى على جدول اعمال اجتماع وزراء مال منطقة اليورو بعد ظهر اليوم في بروكسل.وذكرت وسائل الاعلام اليونانية الاثنين ان وزير الخارجية اليوناني المنتهية ولايته الاشتراكي فيليبوس ساهينيدس سيشارك في الاجتماع.وفي هذه الاثناء يجتمع بابولياس في الساعة 16,30 تغ مع انطونيس ساماراس زعيم الجبهة الديموقراطية (يمين) الذي حل في المرتبة الاولى في اقتراع السادس من ايار/مايو لكن دون غالبية، وافنغيلوس فينيزيلوس (اشتراكي باسوك) الذي حل في المرتبة الثالثة وفوتيس كوفيليس زعيم حزب ديمار اليساري الديموقراطي الذي حل في المرتبة الاخيرة مع 6,1% من الاصوات.والزعماء الثلاثة الذين تمثل احزابهم معا غالبية اصوات البرلمان اليوناني اي 168 صوتا من اصل 300 متفقون "مبدئيا" لتشكيل حكومة ائتلاف لكن كوفيليس يشترط لذلك مشاركة حزب سيريزا اليساري الراديكالي الذي حل ثانيا في الانتخابات التشريعية ويعارض هذا الائتلاف.وقال كوفيليس صباح الاثنين لتلفزيون انتينا الخاص ان ذلك يعني "استحالة تشكيل حكومة وحدة" مشيرا الى رفض سيريزا الانضمام الى الائتلاف.واضاف ان "حكومة لا يشارك فيها حزب سيريزا لن تحظى بالدعم الشعبي اللازم". وكان كوفيليس مسؤولا سابقا في سيريزا لكنه انفصل عنه في 2010 لتشكيل حزبه ديمار الاكثر تأييدا لاوروبا.​
ويجد هذا الحزب نفسه بين فكي كماشة بين الحزب الاشتراكي المؤيد لاوروبا وسيريزا الرافض لمذكرة الاتفاق مع اوروبا. وسيجمع الحزب بعد الظهر كتلته البرلمانية تمهيدا للاجتماع مساء في القصر الرئاسي.وتريد احزاب الديموقراطية الجديدة وباسوك وديمار المؤيدة لاوروبا، تشكيل حكومة "لعامين" لاعادة التفاوض وتخفيف اجراءات التقشف التي فرضها منذ 2010 الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي ولاقت احتجاجا كبيرا انعكس في الانتخابات التشريعية في السادس من ايار/مايو.ووجه زعيم حزب سيريزا الكسيس تسيبراس انتقاداته الى الاحزاب الثلاثة مشيرا الى ان في امكانها المضي قدما من دونه بما انها تحظى بغالبية ومتهما اياها بالسعي الى تشكيل حكومة مكلفة تطبيق برنامج التقشف الذي وصفه ب"الاجرامي".وقال بعد ظهر الاحد "اتفقت ثلاثة احزاب على خطة لتشكيل حكومة لعامين لتطبيق الاتفاق حول القرض (لانقاذ اليونان). لديهم 168 نائبا في البرلمان الجديد ويتمتعون بالغالبية".والاثنين اكد حزب سيريزا انه لن يتوجه الى القصر الرئاسي وطلب نشر تفاصيل الاجتماع الذي عقد الاحد بين الرئيس وزعماء الاحزاب "لاطلاع الشعب اليوناني على نوايا الاحزاب ومواقفها".ومن دون الدعوة الى الخروج من منطقة اليورو، يريد سيريزا وقف خطة تصحيح الاقتصاد اليوناني التي وضعها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل المضي في دفع قروض دولية لاثينا.كما يطالب بوقف تسديد قسم من الديون والغاء بعض التدابير المتخذة واتخاذ اجراءات اكبر لتحقيق نمو.لكن بروكسل وبرلين ومستشاريات اوروبية اخرى اكدت الاسبوع الماضي انه اذا ارادت اليونان ان تستمر في الحصول على مساعدة دولية وان تكون عضوا في منطقة اليورو، فالسبيل الوحيد هو احترام تعهداتها في اطار خطة التقشف.​
وفي برلين اعلنت متحدثة باسم وزارة المال خلال مؤتمر صحافي ان "البرنامج الثاني لليونان مرفق باهداف ومضمون في غاية الوضوح. انه السبيل الوحيد والعادل لتحسين اوضاع اليونان".واضافت ان "هذا البرنامج صالح حتى بعد الانتخابات".وبعد اسبوع صعب، فتحت البورصات جلسات التداول الاثنين على انخفاض كبير على خلفية المأزق السياسي المستمر في اليونان التي تشكل مركز ازمة الديون التي تضرب خصوصا جنوب اوروبا (اسبانيا وايطاليا والبرتغال) وتهدد بالانتقال الى دول اخرى في منطقة اليورو.واعربت الصحافة اليونانية الاثنين عن شكوكها في احتمال اجراء انتخابات، وعكست بذلك التهديد بخروج البلاد من منطقة اليورو.وعنونت صحيفة "نفتنبوريكي" الليبرالية "مأزق حكومي وتهديدات اوروبية". وكتبت "المأزق السياسي يطول في حين تتلبد الغيوم فوق آفاق البلاد الاوروبية ويبعث شركاء اليونان وبروكسل رسائل تنطوي على تهديدات حول مستقبل اثينا".وذكرت صحيفة "اتنوس" (يسار وسط) "الجهود الاخيرة لباوبولياس اليوم للتوصل الى وفاق وطني، وسيريزا (يقود البلاد) الى انتخابات محفوفة بالمخاطر".وكتبت اتنوس في افتتاحيتها "فتح حزب سيريزا الباب لانتخابات جديدة وهذه المرة ستكون بمثابة استفتاء. لقد طرحنا بانفسنا هذه المعضلة فهل نفضل اليورو او الدراخما".
 
أعلى