انتخابات حاسمة في ايطاليا الخاضعة لاجراءات تقشف صارمة

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
ينتخب الايطاليون الذين يرزحون تحت اجراءات تقشفية قاسية منذ اكثر من عام، ممثليهم في مجلسي النواب والشيوخ الاحد في اقتراع تتابعه اوروبا من كثب بسبب تخوفها من اضطراب سياسي في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو.
وعنونت صحيفة لا ستامبا "ايطاليا تصوت في اجواء من عدم اليقين" بينما كتبت صحيفة ايل فاتو اليسارية تحت عنوان "المترددون يقررون" ان المترددين الذي تفيد آخر استطلاعات الرأي ان نسبتهم تبلغ عشرة بالمئة، "هم الذين سيحدثون الفرق".
وعند الساعة 13,30 (12,30 تغ) بلغت نسبة المشاركة 15 بالمئة في تراجع مقارنة بالانتخابات السابقة. ففي 2008 كانت النسبة في الساعة ذاتها اكثر من 16 بالمئة، بحسب تقديرات جزئية لوزارة الداخلية.
ويستمر التصويت حتى الساعة 21,00 تغ والاثنين حتى الساعة 14,00 تغ.
وتتنافس على اصوات الناخبين المسجلين البالغ عددهم 47 مليون ناخب، اربعة تحالفات كبرى.
الاول وسطي يقوده رئيس الحكومة المنتهية ولايته ماريو مونتي والثاني ليمين الوسط بقيادة سلفه سيلفيو برلوسكوني.
اما التحالف الثالث فيقوده الزعيم اليساري بير لويجي برساني، بينما يقود التحالف الرابع الممثل الكوميدي السابق بيبه غريو المعروف بشغبه في الحياة السياسية الايطالية.
واثار برلوسكوني جلبة رغما عنه حين اندفعت ثلاث نساء عاريات الصدر نحوه وهو يتاهب لدخول مكتب الاقتراع للتصويت في ميلانو. وتم القبض على الناشطات الثلاث المدافعات عن حقوق المرأة واللواتي كتبن على صدورهن وظهورهن عبارة "باستا برلوسكوني" (كفاك يا برلوسكوني)، قبل ان يصلن الى رئيس الوزراء السابق.
وكان ماريو مونتي اول من ادلى بصوته في ميلانو وبدت على وجهه علامات الجدية ثم برساني في بياسينزا (شمال) وبدا اكثر ارتياحا منه.
وقال الناخب الساندرو (63 عاما) وهو من كوادر احدى الشركات لوكالة فرانس برس "صوت للحزب الديموقراطي. لا اريد ان ينتهي بنا الامر مثل اليونان". وقد ادلى الساندرو بصوته فور فتح مراكز التصويت في ميلانو. وفي السياق ذاته قالت ايدا (48 عاما) التي صوتت في روما "انها فرصة لتغيير ايطاليا بعد 20 عاما من البرلوسكونية".
اما ماريا تيريزا غوتاردي (65 عاما) فقالت "هناك الكثير من الالتباس في هذه الانتخابات. اصوت لبرلوسكوني. اعرف مساوئه لكنه يبقى الافضل".
وتشير احدث استطلاعات الرأي الى ان الحزب الديمقراطي (يسار) بزعامة برساني يتمتع ب 34 بالمئة من نوايا التصويت يليه ائتلاف اليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني الذي نال حوالى 30 بالمئة من نوايا التصويت. ومنحت الاستطلاعات الكوميدي السابق وحركته "خمس نجوم" 17 بالمئة ثم مونتي ما بين 10 و12 بالمئة من نوايا التصويت.
لكن السؤال الحقيقي يتعلق باستقرار الحكومة المقبلة.
فبرساني واثق من الفوز بالاغلبية في مجلس النواب حيث يتيح له التقدم بصوت واحد الحصول على 340 مقعدا، لكن الوضع اكثر تعقيدا في مجلس الشيوخ حيث كل الامور مرتبطة بوزن التحالفات في كل منطقة.
لذلك، فان الرهان الكبير يقع في بعض المناطق الاساسية وخصوصا في لومبارديا الغنية التي وصفها الخبير السياسي الايطالي روبرتو اليمونتي بانها "مزيج من (ولايتي) اوهايو وكاليفورنيا" الاميركيتين بسبب دورها الاساسي في الاغلبية البرلمانية المقبلة ووزنها الانتخابي. واسوأ السيناريوهات هو ان تكون ايطاليا غير محكومة بمعنى ان تكون الاغلبية في مجلس النواب مختلفة عن الاغلبية في مجلس الشيوخ وهي الفرضية التي تثير قلق الاسواق وشركاء روما.
ففي مدريد اعربت صحيفة الموندو (وسط يمين) عن القلق ازاء احتمال تحقيق "برلوسكوني نتيجة جيدة" بعد ان كان اضطر لترك "ايطاليا وهي على حافة الافلاس"، في حين لاحظت صحيفة البايس (وسط يسار) ان "خطر ايطاليا غير محكومة (من جهة واحدة) خيم على كافة مرحلة الحملة الانتخابية".
لكن بحسب الخبراء فان الفرضية الاقرب للتحقق هي قيام تحالف بين برساني ومونتي.
ومنع نشر اي استطلاعات للرأي منذ 15 يوما. لكن تمكن البعض من العثور على وسيلة للالتفاف على هذه العقبة مستفيدين من اخبار الفاتيكان مع استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر.
فهم ينشرون ارقاما تتعلق باستطلاعات للرأي ابطالها سياسيون بالقاب دينية، مثل "كاردينال بياسينزا" (اي برساني) و"كاردينال لومبارديا" (برلوسكوني) او "نائب البابا" في جنوى (غريو).
وقد سجل برلوسكوني الذي غادر منصبه في اجواء من الاستياء الشديد بين الايطاليين في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي بعدما وعد بخفض الضرائب وكذلك اعادة رسوم عقارية تمت جبايتها العام الماضي.
وتمكن من تشديد الضغوط على زعيم اليسار الذي اعتبر شخصية غير كارزمية.
من جهته، يواجه ماريو مونتي الذي عينه رئيس الجمهورية على رأس الحكومة لانقاذ البلاد من الافلاس بدون ان يتم انتخابه، نتائج اجراءات التقشف الصارمة التي اغرقت البلاد في الركود.
اما بيبه غريو الذي تمكن من جمع حشود هائلة خلال الحملة، فهو يلعب على وتر غضب الايطاليين ضحايا البطالة والانكماش.
ويقول دانييل وهو سائق سيارة اجرة (47 عاما) "لست موافقا على كل ما يقوله لكني آمل ان تجبر البلاد على اعادة التصويت. كل النظام السياسي فاسد ومع اجراءات التقشف فان الشرفاء هم من يدفعون الثمن"، مضيفا "اذا حصل غريو على الكثير من الاصوات فان ذلك سيجعل الجميع يستفيق".
 
أعلى