حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
كيف قضينا يوم رأس السنة لهذا العام؟ هذا السؤال الذي يطرح دون إجابة! مَن تذكَّر أننا في يوم راس السنة أو مَن فكَّر في الاحتفال؟ فقبل أيام قليلة من دخولنا إلى العام الجديد الذي اعتدنا على الاحتفال به تفاؤلاً في أن يكون عاماً أفضل، سُلب تفاؤلنا الذي كان دائماً يرافقنا بمناسبة أو دون مناسبة، فنحن معتادون أن نرى خيط النور من بين الظلام، ولكن وفي هذا العام، أطفئ حتى هذا الخيط، كما أطفئت شجرات عيد الميلاد ابتداء من شجرة بيت لحم وانتهاءً بأشجار كلّ بيت مازال يحتفظ بشيء من الإحساس أو الانتماء.
.
الحزن... اليأس.. والألم.. هذه هي مشاعرنا في بداية هذا العام... فما الذي تخبّئه لنا نهايته؟.
غزة تنزف منذ خمسة أيام، وفي كلِّ يوم لا جديد إلا ارتفاع في عدد الشهداء والجرحى ومجموعة جديدة من المشاهد الدامية والمؤلمة التي تجعلنا نتمنَّى أن يأتي العام الجديد وفي جعبته حفنة من الأمل والسلام، يرشُّ بها هذه المنطقة حتى نستطيع أن نقول: أهلاً بك 2009.
في آخر يوم في هذه السنة، أمطرت السماء طيلة اليوم، وكأنها هي الأخرى تبكي حزناً وعتباً على العام الجديد.. الوجوهُ حزينة، والدموع تملأ العيون، الشوارع تفتقدُ الضجة التي تسبق يوم السنة الأول، حتى الابتسامة التي ترسم عندما نتمنى سنة جديدة جميلة لأحد ما اختفت تحت الشفاه المضطربة، وكان المتمني خَجِلٌ من هذه الأمنية التي لا يبشّر الواقع أنها من الممكن أن تتحقق.
في نهاية كلِّ عام اعتادَ الناس أن يذهبوا إلى المطاعم والأماكن المخصصة للحفلات، ليحتفلوا بوداع عام، ويتفاءلوا باستقبال عام آخر، وأحلام جميلة كثيرة تراود عقولهم بأن يحققها العام القادم، إلا أنَّ الأحلام سقطت هذه السنة أمام صخرة واقع غزة المرير والدامي، حيث لم يبقَ أمام هذا الواقع مكانٌ لنسمة فرح أو نقطة تفاؤل، فاختفت كلُّ مظاهر الفرح واستبدلت بحمل الشموع والاستماع إلى الأغاني الوطنية.. وأمنيتهم الوحيدة هذا العام أن تعود البسمة إلى الطفل الفلسطيني، وينتهي حصارُ غزة.. والدعاء الوحيد الذي يردّدونه: أن ينصر الله هذا الشعب، وتعود الحرية لهم، ولو أننا واثقون تمام الثقة من أنَّ غزة ستبقى وسيرحلون هم.
وإذا أردنا أن نطلق تسمية على عام 2008، فلن يخطر في بالنا إلا عام الحصار والدماء الذي يعيشه شعبنا في فلسطين المحتلة. نهايةٌ كانت مؤلمة للجميع، والبداية لاشكَّ في أنها تحملُ الكثير من مشاعر الحزن والأسى. ولكن رغم ذلك سنبقى متفائلين في أنَّ غزة ستنتصر بإرادتها وقوتها، وأنَّ المقاومة ستنتصر كما انتصرت المقاومة في لبنان خلال حرب تموز عام 2006.
الطلاب يحتفلون على طريقتهم
كبادرة من طلاب الجامعة العربية الدولية لتشجيع طلاب الجامعات الأخرى أكثر على الاعتصام واتخاذ المواقف التي تندِّد بهمجية الاحتلال الصهيوني والمجازر المشينة بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، توجَّه الطلاب بكتاب إلى السيد عمرو موسى الأمينُ العام لجامعة الدول العربية عليه 1300 توقيع، تمَّ جمعها خلال خمس ساعات، الهدفُ من خلالها القول: "لاصمت عن الجرائم الصهيونية بحقّ الأبرياء في غزة"، مطالبين بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على شعب غزة، واستنكار العمل الإرهابي الذي ترك أثر وحشيته في أجساد الأطفال والنساء و...
وقال الطلاب: "سنعملُ على تشجيع الطلاب في الجامعات الأخرى، لكي يتواصلوا معنا عن طريق الاتحادات، كي نقول للعالم إننا موجودون دائماً في مواجهة كلّ المؤامرات التي تحاك ضدَّ القضية العربية الفلسطينية".
وعن شعورهم كطلاب في هذه الفترة بالذات، قالوا: "نحن كطلاب جامعة الشيء الذي رأيناه لم يترك جرحاً فقط، بل حمل في قلوبنا ألماً وحزناً لن ننساه حتى الموت. كما نحاول المساعدة قدر الإمكان، وأرواحنا فداءٌ لأهل غزة، وأيّ إنسان يوجد فيه ضمير إنساني لابدَّ سيتأثر بالأحداث الأخيرة في قطاع غزة، ونحن نستغرب الصمت العالمي لما يجري".
أما بالنسبة لوداع العام 2008 بهذا الحزن الصارخ على شهداء وأطفال غزة (ضحايا الوحشية الصهيونية) واستقبال السنة الجديدة، أشار طلاب الجامعة إلى أنهم سينظمون اعتصاماً على مدار الأسبوع القادم تضامناً مع أهل غزة، وأنهم لن يستسلموا وسيتابعون مسيرة الصمود والاستهجان حتى ولو بشيء بسيط، لافتين إلى أنَّ كل عام يمضي يكون ألمه أكبر، نتيجة تخدّر الضمير العربي أمام العدوان الصهيوني، الذي يفتح صواريخ دباباته ومدافعه في وجه الشعب الفلسطيني الأعزل.
وعلى طريقتهم الخاصة احتفلَ طلابُ الجامعة العربية يوم أمس بعيد رأس السنة بطريقة مغايرة، حيث اجتمعوا في ساحة الروضة وقاموا بإضاءة الشموع عرفاناً لأرواح الشهداء الأبرار في غزة، من ثم انطلقوا إلى ساحة الشهيد يوسف العظمة ونظَّموا اعتصاماً حتى ساعات الصباح الباكر.
وتوجَّه الطلاب إلى المركز الثقافي البريطاني وإلى مقرّ منظمة الأونروا والمركز الثقافي الأمريكي وإلى جامعة الدول العربية لتوصيل رسالة الشجب وكتاب التوقيع، كمساهمة منهم في تخفيف الحزن عن أهل غزة.
وقال الطلاب أيضاً إنهم سيختمون عام 2008 بالبكاء، وسيستقبلون عام 2009 بالشجب والاستنكار.
إلغاء كافة الحفلات
أن نحتفل هذا العام بسهرة رأس السنة وإخواننا في غزة يقتلون ويذبحون فكرة استهجنها الجميع (المواطنون والفنانون وأصحاب المنشآت السياحية)، لذلك أعلن الجميع امتناعهم عن الاحتفال هذا العام والبقاء في المنزل يتابعون النشرات الإخبارية متأسفين على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية نازفين من دمعهم وأساهم الكثير لعدم قدرتهم على فعل أي شيء حيالهم سوى البكاء والدعاء والخجل من أنفسهم إن استقبلوا العام القادم بسعادة بينما هو ينتهي عند سوانا من إخواننا العرب بمنتهى التعاسة والألم.
فنانون كثر رمت الأخبار الأسى في قلوبهم ومنعتهم مناظر الدم من القدرة على الغناء وأعلنوا اعتذارهم عن تقديم حفلاتهم، وعلى رأسهم كان الفنان صباح فخري الذي اعتذر عن تأدية حفلته المقررة رأس السنة، معتبراً أن هذا الموقف أبسط ما يمكن أن يقوم به ليعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ورفضه لما يحدث لهم وما يحدث لنا وليدفع بدوره كل من رغب في حضور حفلته وحجز لها للتعاطف مع الشعب الفلسطيني والشعور به.
الموقف الذي أخذه الفنان صباح فخري شاركه فيه العديد من الفنانين داخل سورية وخارجها وأغلقت أبواب المطاعم والفنادق حزناً وألماً على هذا اليوم بعدما كان مقرراً لها أن تبقى مفتوحة الليل بطوله على أنغام الغناء والفرح، وامتد الأمر ليأخذ صفة الإلزام في سورية إيماناً من حكومتها بضرورة القيام بأي شيء لنقل شعورنا بالتعاطف والتآزر للشعب الفلسطيني وصدر تعميم من وزارة الداخلية أمس الأول طالبت فيه كافة الفنادق والمطاعم بإلغاء احتفالاتها وإيقاف أي برنامج فني مقرر لهذا اليوم، لأن رأس السنة هذا العام جاء أسود وشاحباً وسيكون من المعيب أن نحتفل ونرقص وجثث الفلسطينيين تملأ الشوارع والذعر والخوف يسكن ليلهم ونهارهم وينسيهم أن عامهم انتهى وقضيتهم لم تنته بعد، ولن تنتهي مع قدوم عام جديد كانت أولى بشائره دماً وبقايا منازل مهدمة وأحلاماً معلقة بعام من دون دم أو خوف أو شهداء.
وفي الاطار ذاته، امتنعت كافة الكنائس السورية عن تنظيم الحفلات بمناسبة رأس السنة وألغت أي تنظيم كانت استعدت له مكتفية بالصلاة ودعوة المؤمنين للدعاء والخشوع لله في هذا اليوم والتقرب لله عسى أن تزول هذه الغمامة المؤلمة عن إخواننا في فلسطين ويتوقف شلال الدم فيها الذي صبغ الشوارع كلها بلون واحد ورائحة واحدة ووحد الشعب العربي بحزن واحد وألم واحد دفع غالبيتنا للاعتصام طوعياً في منازلنا وعدم التفكير حتى في ارتداء ملابس جديدة أو الاحتفال مع أسرنا في منازلنا، لأن هذا العام سيكون احتفاله ليس ككل عام وستكون حفلاته هي الأخبار والتقارير التلفزيونية والدعاء الذي نتمنى أن يخفف عن أهل غزة شيئاً من وجعهم.
التلفزيون السوري يعلن الوقف الفوري لكافة المظاهر الاحتفالية
وذكرت ديانا جبور، مديرة التلفزيون السوري، أنّ هناك انعكاسات كبيرة للعدوان الإسرائيلي على غزة، منذ اليوم الأول له، فقد أعلن التلفزيون السوري بقنواته الثلاث، وقفاً فورياً لكافة المظاهر الاحتفالية وأعلن عن تغيير في منظومته البرامجية، لأنّ استمرار هذه المظاهر عمل غير لائق ولا أخلاقي ولا إنساني.
لاسيما أنّ إخوتنا في غزة يعيشون مأساة حقيقية جراء القصف المستمر.
وأضافت أنه حتى البرامج الاعتيادية في التلفزيون قد ألغيت وطرأ عليها تغيير ما، وأعلنت حالة الاستنفار العام المشابهة لما حصل في حرب تموز في الصيف الماضي.
وهذا ينطلق من موقف الإيمان بالمصير الواحد والالتزام القومي بقضية فلسطين.
وقد بحثنا عن بدائل لخطة عمل التلفزيون في هذه الفترة، حيث تكلمنا مع الأمانة العامة لاحتفالية دمشق لكي نبث حفلات الفنان مارسيل خليفة الأخيرة في دمشق، على مدار الساعة، ومع استضافة مجموعة من الفنانين المعروفين بخلفيتهم الوطنية وذلك سيكون على القناة الفضائية.
أما على القناة الأولى سيتم عرض فليم وثائقي عن قضية فلسطين، وهذا تعبير عن موقفنا الوطني، ورفضنا لحياة ليس فيها كرامة وعنفوان