بداية مضطربة للسنة المدرسية في سوريا بسبب العنف

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
بدأت السنة المدرسية رسميا الاحد في سوريا، لكن في مدن عدة ومنها حلب، لم تفتح اي مدرسة ابوابها بسبب الحرب التي يتواجه فيها جنود القوات النظامية مع مقاتلي المعارضة.
واعلنت وسائل الاعلام الرسمية الاحد انطلاق السنة المدرسية "لأكثر من خمسة ملايين تلميذ و385 الف استاذ وموظف".ومع تدمير اكثر من الفي مدرسة بشكل كامل او تضررها جزئيا، واستخدام المئات غيرها كأماكن ايواء للنازحين، اكدت وزارة التربية اتخاذ كل الاجراءات لضمان "سير العمل الجيد لمسار التعليم" بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).واكد احد العاملين في مستشفى في دمشق انه اوصل ولديه الى مدرستهما في مشروع دمر، ضاحية في غرب العاصمة.وقال "كانت هناك زحمة هذا الصباح، والاولاد كانوا متحمسين لفكرة العودة الى المدرسة".في "دوحة الحرية" في وسط العاصمة، رافق عدد كبير من الاهل ايضا ابناءهم الى روضة الاطفال هذه.لكن في الاحياء الواقعة على اطراف العاصمة وفي ضواحيها والتي تحولت الى ارض معركة حقيقية، بقي الاولاد في منازلهم.وقال سائق سيارة اجرة مقيم في حي التضامن (جنوب دمشق) الذي يتعرض غالبا للقصف ويشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة، انه لم يرسل ولديه الى المدرسة "ببساطة لان المدارس مقفلة في الحي".وعاد السائق الى منزله ليكتشف ان التيار الكهربائي مقطوع "وعدت اولادي بأن يعودوا الى منزل جديهما هذا المساء".وفي اتصال هاتفي من بيروت مع الناشطة ألكسيا عبر سكايب، اكدت ان مدارس احياء التضامن والحجر الاسود بقيت مقفلة.وقالت "بعض المؤسسات في حي الميدان (وسط) فتحت ابوابها لكن غالبية العائلات اختارت عدم ارسال الاولاد لاسباب امنية".وفي حين استخدم العديد من المدارس في الضاحية الجنوبية لدمشق كملاجىء للنازحين، قالت الكسيا "حاولنا التنسيق بشكل افضل للسماح للاولاد بارتياد المدرسة وتوفير سقف فوق رؤوس النازحين" في الوقت عينه.في داريا جنوب غرب دمشق حيث قتل اكثر من 500 شخص نهاية اب/اغسطس، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بقيت ابواب المدارس مغلقة.واكد الناشط ابو كنان ان "ذكرى المجازر حديثة جدا وغالبية السكان لم تفكر حتى بتسجيل ابنائها" في المدارس، مشيرا الى ان "غالبية المدارس في داريا دمرها الجيش".وقال المسؤول في محافظة دمشق عمار كالو لوكالة فرانس برس "فتحت 900 مدرسة ابوابها في العاصمة"، في حين اتخذ الهاربون من اعمال العنف ملجأ في 13 مدرسة دمشقية.ووفق كالو، تضم كل من هذه المدارس المستخدمة كملاجىء، ما بين 300 الى 500 شخص.وفي بلدة القصير في محافظة حمص (وسط) المحاصرة التي تتعرض للقصف منذ اشهر، بذل المعارضون كل ما في وسعهم للتمكن من بدء السنة المدرسية.وقال الناشط حسين في البلدة "أعددنا امكنة لتكون قاعات تدريس صغيرة في الازقة لتفادي ان يضطر الاولاد للسير مسافات بعيدة".واضاف "فكرتنا هي انه على رغم القصف، لا يجدر بالاولاد ان يغيبوا عن المدرسة".وتابع "نظمنا انفسنا ليتمكن الاساتذة من تعليم الدروس ونتمكن من الحصول على كتب من وزارة التربية. لكن من الواضح ان ثوار البلدة هم من سيضمنون حسن سير تعليم الاولاد".في حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد، لم تستقبل اي مدرسة تلامذتها، كما لاحظ مراسل لفرانس برس.ويعتقد كثيرون من سكان المدينة انها ستلقى المصير نفسه لمدينة حمص التي شهدت معارك عنيفة ودمرت في اجزاء كبيرة منها. ولم تفتح اي مدرسة في حمص العام الماضي.واشار المراسل الى ان المدارس الموجودة في مناطق الاشتباكات بقيت مقفلة، بينما فتحت تلك الواقعة في مناطق اكثر هدوءا ابوابها، لكن اي تلميذ لم يحضر.وتعرضت مدارس كثيرة للتدمير بسبب القصف عندما اتخذها مقاتلو المعارضة مراكز لهم، بينما تحولت مدارس اخرى ملاجىء لايواء النازحين.وفي نهاية تموز/يوليو، اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الالاف من المدنيين الذين لم يتمكنوا من مغادرة حلب يبحثون عن اللجوء الى مدارس حلب وجامعاتها ومساجدها.وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي مركادو الجمعة من جنيف ان ضمان الدراسة للاولاد في سوريا سيكون "تحديا هائلا".واشارت الى ان نحو ألفي مدرسة من اكثر من 22 الفا في مختلف المناطق السورية، تعرضت لتدمير كامل او جزئي، موضحة ان النازحين يستخدمون اكثر من 800 مدرسة كملاجىء.وبعد اكثر من 18 شهرا على بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد، يستمر العنف بوتيرة يومية في مناطق مختلفة من سوريا.وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، لقي اكثر من 27 الف شخص حتفهم منذ اذار/مارس 2011.
 
أعلى