بعثرة ذاكرة

darine

تنهيدةٌ تعانقُ السماء

إنضم
Feb 17, 2010
المشاركات
744
مستوى التفاعل
34
المطرح
قبلة الثوار
تروى له جدّته في المساء:
زمّ فاك فللجدران آذان تبتلع بها الأسرار لتوزّعها بالمجان على ذوي الألسن الطّويلة !!
لم يصدّقها...هو لم يصدّق أحداً ليصدّقها اليوم هي !
فحكى لجدار غرفته المشّوه كلّ أوجاعه
و صباح اليوم التّالي أشرع بابه علّ هواء غير معفّن يملأ غرفته ؛
فإذ بـهم يقتحمون المكان يتسابقون أيّ منهم يمتصّ دمه أوّلا !!
يدّعون أنّ دمه هذا سيوفّرونه من أجل الفقراء !!
و هو يقول : ليس ثمّة أفقر ممّن ضاقت به كلّ الصدور ليأتمن حائطا خائنا .. !


حذار...
فللطّريق آذان يطربها سماع أنين الأرجل الموخوزة بشوك الغصص !
و لـها أفواه جائعة دائما ؛ متأهبّة لابتلاع المزيد من القلوب المخرومة !
و أيدٍ خفيّة تنكأ النّدوب المندملة !


**
**

لن يصدّقوك إن أخبرتهم أنّ ثمن تذكرة أوبتك للديّار كلّفك بيع ملامحك في سوق سوداء !
و لن يصدّقوا أنّ الطّريق سلب منك ذاك العرق النّابض و عرّاك بعدها من قسماتك ؛ أحلامك و كلّ تلك الابتسامات التي كنت تلتقطها من مفترشي الأرض خلسة ؛ و أهداك عوضا عنها حقيبة من أحزان لا تنته و ألبوم صور يغتال عينيك آلاف المرّات مع كلّ إطراقة !

لم توقّفت ... !!
ألم تسمعهم عند مدرّجات المطار يهمسون و يصرخون أنّ شارة الوصول هي بداية النّهاية !
أنّ الوصول ما هو إلّا خدعة منمّقة بتفان...لطمس علقم ما بين السـط(ف)ـور ...!!

أنت بين المطرقة و (المنجل) فلا مجال لتدارك الوضع.... لا تصدّقني !
اقضم أصابعك أو كُلْـها مع فنجان همّك ؛ فذلك ـ على الأقل ـ سيوفّر عليك العدّ الذي تقوم به كلّ صباح لأيّام موتك الباقية !
و أنت ـ وأسفي عليك ـ تنتظر الحياة ؛ أليس كذلك !
إذن فلست سوى واهم كبير ـ بالمناسبة ـ !!

الحياة لا تزور أولئك الذين ضيّعوا ملامحهم بين عثرات الطّريق و حنظل الغربة !
و أهدوا عمرهم باقة ورد لضفّة من مجهول !

الحياة عنصريّة شيئا ما..هكذا تقول في نفسك !
الأمر لا ينطلي على أيّه عنصرية مدلّسة...
كلّ ما في الأمر أنّك يوم ؛ ما فتح أحدهم قلبك و ثبّت في بؤرة عميقة منه ( الغربة علقم ؛ الوطن قطران) و أحكم إغلاقه جيّدا و من ثمّة رمى المفتاح في لجّة محيط ؛ كنت أنت تمارس اللامبالاة في عوالم السّحاب ؛
لم تكثرت للأمر و حشوت نفسك سذاجة فسكنك التّيه أبدا !

أرأيت الأمـر بسيط جدّا...و مبتذل حتّى !
و أجمـل ما فيه ألّا ثغرة قد تقود بعضا من بصيص الشّمس ليعمي عينيك..
أنت محظوظ كبير...هذي هي الحقيقـة !

اهرب..
هذه آخر فجوة وجدتها الأوجاع لك !
ستعود إلى الطّريق لا تلوي إلّا على وطن غريب بين جنبيك...!
وطن أبيض " ناصع " السّواد !
و قلب يحمل من الثّغرات ما يكفي لكي يجد أيّ حبّ طريقه السّريع إلى الانفلات فالاضمحلال مباشرة !
و ثلاثة أرجل ؛ واحدة منها تحمل هموم سكّان هذه الحواري التّعساء و الباقيتين يحثّان الخطى نحو الحتفِ بتلكؤ !
لتعود ـ بعدها ـ مقمّطا في كفن !

**
**


توقّف الآن ؛ توقّف كثيرا...!
هشّم رؤوس كلّ السّاعات فهي لا تذكّرك سوى في أنّ الغد سيكون سرمديّا أكثر من اليوم و أحزن من دقائق الأمس الثقيلة ؛
السّاعة جلّاد الانتظار و أنت تحترفه مذ ردح من زمـن..!
فهشّمها .. و لا تتوان !

و دعنا الآن نعبث سويّة في تلك الذّاكرة و ننبش في أرشيفها !
الآن ؛ تذكّر آخر مرّة ذرفت فيها دما ؛
و آخر مرّة لمحت فيها مهجة تنزف على إحدى الأرصفة فأغدقتها برودا !
آخر مرّة قبّلت فيها يد أمك و هي تحمل قلبها بين كفيّها لتدّسه في حقيبة سفرك !
و آخر مرّة زرت الأطلال ، و أنت تبادل رجع الصّدى أنات صدرك !

آخر ريح اقتلعتك و جذورك من فؤاده ... لترمي بك نحو الضّياع قبل أن تغسل أمطار ذاك اليوم الحارّ كلّ الذكرى...ألا زلت تذكرها !
و جرحك الغائر في ذاك الجنب ؛ أتراه وصل إلى العظم لينخره أم أنّ عقد الصّبر عندك أبى الانفراط !


كم كان ثمن تبليمك / خرسِك ...!!
لا أظنّه كان باهضاً كتذكرة سفرك ؛
لا أخاله كان أكثر من قيمة معطف بالٍ يلبسه مغفّل في ليلة زمهرير طلبا للدفء !

**
**

لا تنزف دمعا الآن؛ فالأوان لا يزال مبكّرا لوداع يليق بمغفّل عظيم مثلك !

**
**

عادت ألسنتهم من جديد لتلوك بقايا ملامحه بين نواجذهم الصّفراء ـ كضحكاتهم ـ:
قالوا أنّ وجهه لم يكن بهذه العبثية لولا أنّ أحبّته يوم الوداع ما رتّبوا جيّدا أسماءهم في ذاكرته !!
أنّ وجهه لم يكن بكلّ هذا السّواد لولا أنّ كل العابرين على أديم قلبه كانوا متّسخي الأرجل !!
و أنّ الهائميـن على وجهوهم طفقوا ينقّبون في آخر رواق عن وجه يهيمون عليه !

قالوا : أنّه توقّف أبد الآبديــن...إفلاسه لم يعد يسمح له بتحمّل ضرائب أكثر !!



ممـــا راق لي


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

سلمت يداكِ للنقل المميز وردة*
 

STELLA

المحاربين القدماء

إنضم
Oct 24, 2008
المشاركات
9,614
مستوى التفاعل
155
المطرح
على ضفاف أحلامي الضائعه
رسايل :

Open your eyes a little bit Maybe You can see my heart

ما راق لكِ

راقي لي كثيراً

سلمت يداكِ غاليتي

كل الود
 

M!ss.Sun Sh!ne

بيلساني فعال

إنضم
Jul 28, 2010
المشاركات
119
مستوى التفاعل
2
راق لي ما راق لكـ

سلمت يمناكـ غاليتي

ودي لكــ

....
 

إنضم
Aug 4, 2010
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
المطرح
آلسَــعـُـــــوُدِيـِه ..آلــَريــَاض
كم استمتعت بقراءة هذه الكلمات
رائع ما سطرت هاهنا..ابدعتِ واكثر
سلمت اناملك وسلم قلمك

وردة*
 

أيلول

نبض السعادة من رحم الألم

إنضم
May 31, 2009
المشاركات
3,932
مستوى التفاعل
109
المطرح
أرض الله الواسعة
رسايل :

مــا أبعد الصباح في هذا العالم

عكــ البيلسان ــيد

سيد الياسمين النـائب العام

إنضم
Oct 8, 2008
المشاركات
7,935
مستوى التفاعل
144
المطرح
شـــــام شـريف
رسايل :

..." وكأن الوقت في بعدك واقف مابيمشيش "...

توقّف الآن ؛ توقّف كثيرا...!
هشّم رؤوس كلّ السّاعات فهي لا تذكّرك سوى في أنّ الغد سيكون سرمديّا
أكثر من اليوم و أحزن من دقائق الأمس الثقيلة ؛

السّاعة جلّاد الانتظار و أنت تحترفه مذ ردح من زمـن..!
فهشّمها .. و لا تتوان !


قد تسمر الغد عندما أطال غيبته وتأخر عن موعده
وبات الجنون شاحب اللون عندما غابوا ..
أنى لي بمطرقة ل أتمكن من تهشيمها

 
أعلى