بعد أكثر من عقدين يلتقيان في نهائي كأس الملك...البرشا والميرنغي.. كلاكيت ثالث مرة

[الكابتن عرنوس]

إنه الكلاسيكو يا عزيزي عاشق كرة القدم فمن المنتظر ألا تغمض عينيك في ظل ثلاثة لقاءات منتظرة في الأسبوعين القادمين حيث نخبة النجوم والكعوب العالية التي اجتذبت الأضواء عما سواها.

​

فمرة جديدة خلال أقل من خمسة أيام يجتمع عشاق المدورة المجنونة في العالم حول مائدة واحدة يأملون فيها تغيير الطعم «اللفان» الذي ظهرت عليه مباراة الكلاسيكو ضمن مباريات الدوري حيث يحتضن استاد الميستايا في فالنسيا النسخة الثالثة من اللقاء الكبير من أصل خمس مواجهات في هذا الموسم وذلك في نهائي كأس ملك إسبانيا في نسختها رقم 108.

لقاء السحاب
تأتي أهمية الكلاسيكو بأنه لا يقبل القسمة على اثنين كحال لقاء السبت الماضي الذي أقنع الفريقين وجل عشاقهما بالتعادل 1/1 وحتى ليست كمواجهة الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الذي قد يرجح كفة أحد الفريقين دون فوز، وكذلك لأنها المرة الأولى منذ عقدين التي يجتمع فيها الفريقان في مباراة تتويجية على صعيد الكأس وعليه فإنها الفرصة الأولى للبيغ وان للظفر بأول ألقابه في بلاد الثيران وهو الذي حمل ألقاباً عديدة في كل من البرتغال وانكلترا وإيطاليا ولا ننسى ألقابه الأوروبية، أما نظيره غوارديولا فهي مهمة لإثبات تفوقه على الريال مهما اختلف اسم المدرب وهو لم يخسر خلال ستة لقاءات جمعته بالبلانكو.

أرقام عامة
قبل الدخول في تفاصيل وكواليس الفريقين قبل النهائي نذكر بأنه اللقاء رقم 213 في تاريخ برشلونة وريال مدريد في البطولات جميعها والغلبة للأخير بـ94 فوزاً مقابل 89 للكاتالوني و32 تعادلاً، وهي المواجهة رقم 29 في منافسات كأس الملك حيث يمتلك برشلونة الأفضلية الوحيدة على صعيد لقاءاته بالريال وذلك من خلال 14 فوزاً مقابل 9 للميرنغي مقابل خمسة تعادلات.
والتقى الفريقان 5 مرات في النهائي وكانت أعوام 1936 وفاز الريال (2/1) ثم عام 1968 وفاز برشلونة 1/صفر ثم في 1974 وسجل الريال فوزاً ساحقاً 4/صفر، أما الثالث فكان في 1983 وفاز برشلونة 2/1 أما اللقاء الأخير فكان بنهائي 1990 وجدد الكاتالوني الفوز 2/صفر، علماً أن اللقاء الأول الذي جمع الفريقين رسمياً كان في البطولة وقد فاز برشلونة 2/1 في نصف نهائي نسخة البطولة الأولى 1902 وكان الريال يعرف بـ«إف. سي. مدريد».
ويحتل برشلونة صدارة الأندية الفائزة بالكأس برصيد 25 لقباً علماً أنه خسر النهائي 9 مرات أخرى أما الريال فهو ثالث المتوجين باللقب بـ17 لقباً بعد اتلتيك بلباو بـ23 وكان المدريدي حل ثانياً 19 مرة علماً أن التتويج الأخير له كان عام 1993.

صراع الجبابرة
إذا الفريقان سيدخلان ملعب الميستايا وكل يبحث عن لقب رسمي أول هذا الموسم وجمهورهما على قناعة بأن التوقع ضرب من الخيال وخاصة بعد لقاء السبت حيث تبدو حظوظهما متساوية تماماً بعيداً عن الأداء وجودة العرض فالفريق الكاتالوني اطمأن إلى إمكانية تجديد الفوز رغم الطريقة الدفاعية شبه المحكمة التي لعب بها مورينيو على أنها أقصى ما سيواجهه ميسي ورفاقه وحتى عندما كانوا يلعبون بصفوف مكتملة، فالحلول متوافرة في أيدي غوارديولا رغم أن بعض المفاتيح تعطلت جزئياً في لقاء برنابيه الأخير.
بالمقابل طمأن الداهية البرتغالي مناصريه بعد عرض السبت الذي كان من الممكن أن يفوز به فريقه حتى عندما لعب بعشرة لاعبين ما زاد مساحة التفاؤل لوضع حد لانتصارات البلوغرانا في المواسم الثلاثة الأخيرة رغم الطريقة الدفاعية التي لم تعجب عشاق اللعب الجميل من الطرفين.

سهام النقاد
اتبع مورينيو طريقة دفاعية مقيتة وإن كانت أحد السبل النادرة لإيقاف ماكينة البرشا وهذا الكلام لم يعجب رمزين من أساطير الفريقين فقد شن كرويف هجوماً شرساً على جوزيه واعتبر لجوءه إلى هذه الطريقة اعترافاً بتفوق الكاتالوني وهي تدل عن جبن البرتغالي الذي بدا حريصاً على عدم الخسارة أكثر من حرصه على الفوز وإذا كان هذا الأمر مقبولاً في كلاسيكو الليغا مع اقتناع البلانكو بخسارة اللقب فإن الكلام يتغير في مباراة اليوم فلا بد من الفوز.
ولم يقتصر النقد على مناصري برشلونة فقد رمى ألفريدو دي ستيفانو الرئيس الشرفي للريال بسهامه في وجه المدرب متهماً إياه بأنه لم ينجح رغم طريقته الدفاعية البحتة، وبدا فريقاً دون شخصية وأكد دي ستيفانو أن الريال لعب منكمشاً وهذه الطريقة لا يمكن مفاجأة برشلونة بها ويجب على موررينيو تغيير طريقته في مباراة اليوم، أما جون توشاك أحد مدربي ريال مدريد سابقاً فلم يستغرب أن يلعب الريال بالنهج ذاته اليوم لكنه لن يكون ممتعاً.

معطيات
الرسم التكتيكي الذي لعب به مورينيو مباراة السبت أزعج المدريديين كثيراً ولاسيما أنه حرمهم من الموهبة مسعود أوزيل الذي قدم خدمات جليلة للفريق منذ قدومه مطلع الموسم من بريمن وقد أدى نزوله بعد ساعة من اللعب لتأكيد كفاءته وأهميته للفريق وعليه فمن المنتظر أن يكون أحد أهم أوراق مورينيو في لقاء اليوم بديلاً من بنزيمة أو دي ماريا وكلاهما لم يظهر كما يشتهي البلانكو في المباراة.
وبالمقابل لم يهنأ بويول بعودته عقب غياب استمر قرابة ثلاثة أشهر فقد خرج مصاباً لكنه أعلن أنه ما يزال ينتظر الضوء الأخضر للمشاركة وإن لم يفعل فسيكون في مدرجات الميستايا لتشجيع رفاقه ويستعيد غوارديولا خدمات ماسكيرانو بينما الريال سيستعيد غرانيرو وكلاهما غاب عن أمسية السبت للإيقاف، وأكثر ما يخشاه عشاق البرشا أن يغيب أدريانو الذي خرج من المباراة وهو يعرج وأكد غواريولا أنه سيشرك الحارس الاحتياطي بينيتو جرياً على العادة في مباريات الكأس.
وقد تكون كل هذه الأمور ثانوية في ظل تجدد المواجهة بين النجمين ميسي ورونالدو وكلاهما فك عقدة خاصة في كلاسيكو الليغا فبقي عليهما التسجيل المترافق مع الفوز على فريق يقوده مورينيو بالنسبة للبرغوث الأرجنتيني وكذلك على برشلونة بالنسبة للطوربيد البرتغالي، والأخير متعطش للتسجيل بغية تحقيق لقب أول مع الريال والثاني يقف على حافة تسجيل 50 هدفاً في الموسم (رقم قياسي خرافي فيما لو تحقق).

المكان والحكم
ملعب المباراة هو الميستايا الخاص بنادي فالنسيا وهي المرة السادسة التي يقام النهائي على هذا الملعب الذي يتسع لـ52 ألف متفرج وسبق لبرشلونة بالذات أن خاض ثلاثة نهائيات هناك ففاز عام 1926 على أتلتيكو مدريد 3/2 وعام 1998 على مايوركا 5/4 بركلات الترجيح وخسر نهائي 1936 أمام ريال مدريد 1/2. أما الريال فقد خاض نهائيين في الميستايا خسر الأول أمام إسبانيول 1/2 في نهائي عام 1929 وفاز في الثاني على برشلونة عام 1936.
أما حكم المباراة فسيكون أونديانو مالينكو أو (مايينكو) وقد سبق أن قاد الكلاسيكو في أربع مناسبات سابقة انتهت ثلاث منها لمصلحة البرشا وأبرزها الفوز 6/2 في برنابيه في إياب الليغا 2008- 2009 وكذلك التعادل 3/3 في موسم 2006- 2007 ويومها شهد اللقاء الهاتريك الأخير بين الفريقين وسجله ميسي، وقد قاد الحكم الدولي البالغ من العمر (38 عاماً) 4 مباريات للريال فاز بها أبيض العاصمة جميعاً هذا الموسم ثلاث منها في الليغا، وكانت على حساب ملقة 4/1 وبلباو 5/1 وخيتافي 3/2 وإشبيلية 1/صفر، بينما قاد مباراتين للبرشا تعادل بالأولى مع مايوركا في نيوكامب 1/1 بينما فاز في الثانية على إسبانيول 5/1 بقي أن نذكر بأن المباراة ستنطلق في العاشرة والنصف بتوقيت دمشق.

​