بعد صخب الشارع الهدوء يخيم على الناخبين في مكاتب الاقتراع بجنوب القاهرة

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
خيم هدوء في مكاتب اقتراع حي المقطم جنوب القاهرة، غير بعيد عن المقر الرئيسي لمقر جماعة الاخوان المسلمين، في المرحلة الاولى من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري.
وبعد صخب الاسابيع الاخيرة في الشارع، بدا وكان انصار "نعم" وانصار "لا" سلموا امرهم لصندوق الانتخابات.​
وقال احمد علي (60 عاما- متقاعد) لوكالة فرانس برس وهو يقف في طابور باحد مكاتب الاقتراع بمدرسة جابر الصباح بالمقطم حيث يصوت الرجال على حدة والنساء على حدة، "كفاية كلام في السياسة.. لقد تعبنا".​
وأضاف بلهجة غاضبة "لقد مللنا هذه الاجواء ونحتاج للراحة"، رافضا الافصاح عن خياره.​
وقال مصطفى منصور (70 عاما) الذي كان يرتدي جلابية رمادية وجاكيت، "نحن نعيش وضعا صعبا من عدم الاستقرار منذ فترة طويلة (..) البلد منقسمة بشكل مخيف".​
وكان يشير الى حالة الانقسام الشديد في مصر بشان مشروع دستور يؤكد الاسلاميون انصار الرئيس محمد مرسي انه "سيعيد الاستقرار" للبلاد في حين تؤكد المعارضة انه "غير توافقي، ويقسم البلاد". وشهد حي المقطم الهادىء عادة، اشتباكات بعدما حاول متظاهرون غاضبون احراق المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين.​
وفي طابور آخر، اصطفت مجموعة من النساء من مستويات واعمار مختلفة بدا وكان لا شيء يجمعهن سوى الرغبة في التصويت.​
وقالت سالي محمود ( 49 عاما-ربة منزل) "تصويتي هو لا، لان هذا الدستور يعود بنا للخلف بكل اسف".​
وفي الاتجاه ذاته اكدت نادية شكري (55 عاما- ربة منزل) التي علقت صليبا حول عنقها، "ارفض الدستور بسبب السلطة المطلقة للرئيس" وتساءلت في انكار "هل يعقل ان نصنع رئيسا ديكتاتورا بالدستور؟".​
في المقابل قالت منى منصور (35 عاما) المنتقبة، "بالتاكيد ساقول نعم للدستور (..) انا مع تطبيق الشريعة".​
ورغم هذه المواقف المتضاربة فقد بدا على الجميع الحرص على عدم الدخول في اي نقاش بينهم بخصوص مشروع الدستور الذي اسال الكثير من الحبر وحتى الدماء.​
وقالت احدى الناخبات بحزم "الكلمة الان للصندوق".​
وسيطرت حالة من الصمت والسكون المشوبة بالتوتر والوجوم على وجوه الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة حول اللجان الانتخابية.​
وخلت طوابير الناخبين من النقاشات والاحاديث حول قرار التصويت، وهو امر كان معتادا خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة سواء البرلمانية او الرئاسية.​
ورفض كثير من الناخبين باصرار التحدث لوسائل الاعلام، ورفض كثيرون آخرون وافقوا على التحدث لوسائل الاعلام الكثيرة التي تتابع الاستفتاء، ان يكشفوا هل صوتوا ب "نعم" ام "لا".​
ومع ذلك قال ابراهيم محمود (مدرس- 54 عاما) بعدما ادلى بصوته "صوتت بنعم حتى يمكن للبلد ان تستأنف نشاطها من جديد".​
لكن عمرو مصطفى (29 عاما- مهندس بترول) بدا حائرا وقال "حالة الانقسام في البلاد تربكني بشدة قبل التصويت".​
واضاف مصورا المشهد الاعلامي الساخن قبل الاقتراع "بعض وسائل الاعلام يوجهنا نحو التصويت بلا، والبعض الآخر خصوصا الاعلام الديني، يوجهنا نحو التصويت بنعم". وتابع باسف "كنا نحتاج شرحا محايدا وهادئا للدستور بعيدا عن تحيز الاعلام".​
وتصاعدت حملة رفض مشروع الدستور في الايام الاخيرة التي سبقت الاستفتاء حيث شارك عشرات الالاف في مسيرات ضخمة في القاهرة وغيرها من المحافظات المصرية، وهو ما ردت عليه جماعة الاخوان المسلمين وائتلاف القوى الاسلامية بتنظيم عدة تظاهرات مؤيدة لمشروع الدستور.​
وفيما وصفت القوى المعارضة الدستور بانه "دستور تقسيم مصر" و"غير توافقي"، دعت الحملات المؤيدة له للتصويت بنعم "من اجل الاستقرار" و"حتى تدور عجلة الانتاج".​
وقال كثير من الناخبين انهم ياملون ان ينتهي كل هذا الجدل والصخب بنهاية الاستفتاء السبت القادم.​
 
أعلى