mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
هل كل شخص منا يعرف من يحب ؟؟ اكبر منا سنا ام اصغر منا سنا ام من يماثلنا بالعمر ؟؟وهل ننسا العادات والتقاليد ؟؟
هذه القصة تروي عن شاب احب امرأة بعمر والدته وقرر ان يتزوجها .. ولقد خيره والده بين رضا الوالدين وبين الزواج من تلك الامرأة ...
هل جننت يا ولد؟ ستتزوج ممن؟ من أمل؟ لا، وقل لي إنك تمزح معي إنها صديقتي، وإنها تصغرني بخمسة أعوام فقط، لقد حملتك بين ذراعيها عندما كنت طفلاً أنت بالطبع تمزح، وأجبتها لا يا والدتي الغالية أنا أحب أمل وسأتزوجها، ونظرت إليّ لترى أنني جاد في كلامي فثارت ثائرتها وقالت حتى أعوام قليلة مضت كنت تناديها خالة أمل الآن تقول أمل؟ نعم يا أمي أنا أحبها ولا أستطيع أن أخبئ هذا الشيء أكثر، وتحبها شيء وتتزوجها شيء آخر فقد خلطت الأمور في رأسك لأننا أحياناً نتعلق بأشخاص قريبين منا ونظن أننا نحبهم لكننا نكون فقط قد تعودنا على وجودهم بيننا ثم إن الشاب دائماً ما يبحث عمن تشبه والدته في شيء ما، لذلك أنت تعتقد لأنها صديقتي وتفكر مثلي فهي ستكون مناسبة لك لكنك مخطئ يا بني هيا يا حبيبي، فأنت لاتزال صغيراً على التفكير في أمور كهذه، فلا تجارب لديك ولم تخرج كما يفعل من هم في سنك وتفعل ما يفعلونه انت لا تتكلم بالهاتف مثلما يفعلون، وضحكت وقلت ومن قال لك إنني لم أفعل هل سأخبرك مثلاً إنني تعرفت إلى الكثيرات وقضيت ليالٍ طويلة وأنا أتكلم عبر الهاتف معهن لكن تلك الأشياء لا أخبرك بها ولا ادعك تسمعينني احتراماً لك، وأما قصتي مع أمل فهي غير . إنها محور حياتي لا بل حياتي كلها، وأرجوك يا أمي حاولي أن تفهميني فأنا لا أريد سواها زوجة قالت يا سيف يا ولدي حبيبي إنها تكبرك بأكثر من عشرة أعوام، وأجبتها وما المشكلة هل هناك في ديننا أو قانوننا ما يمنع هذا الشيء؟ ثم من يراها لا يقول إنها أكبر سناً مني، فهي رشيقة وجميلة تمارس الرياضة وتحافظ على بشرتها فتبدو في سني قالت: لأنها لم تتزوج وتنجب لم تسهر الليالي، قلت معك حق، من يصدق أنها صديقتك وقريبة من سنك، أنت تبدين في الخمسين، وهي تبدو في نهاية العشرينات، صرخت وقالت هل تريد أن تفلجني؟ قل لي إنك لست جدياً وسأنسى الموضوع وأرتاح، قلت: لا يا أمي أنا جدي وأريدك أن تكلميها لتحددي موعداً مع أهلها وتطلبيها منهم، وضحكت طويلاً ثم انقلب ضحكها إلى بكاء وأخذت تضرب بيديها على وجهها، وهي تقول: يا ويلي لقد جننت رسمياً، وحاضر سوف أكلمها لكن لأجعلها تكره اليوم الذي ولدت فيه تلك الجاحدة الخبيثة، وجعلتك تتعلق بها وتحبها وأنا أتساءل لماذا لم تعد تزورني كالسابق وكل مرة أكلمها وأسألها عن سبب تغيبها وانقطاعها عني لفترات تقول إنها مشغولة بين العمل ومرض والدها، والله أكبر عليها تلك الحية كيف لم أشعر بشيء؟ كيف استطاعت أن تخفي عني الموضوع وأنا أعرف كل شيء عنها، ولم تفضحها عيناها ولا كلامها؟ ولكنني الآن تذكرت، ولقد قالت لي مرة منذ ستة أشهر أن قلبها يخفق للمرة الأولى وفرحت لها جداً، حتى إنني سألتها هل هو من أقربائكم، فقالت لا، لكنك تعرفينه، ولن يعجبك الأمر وستغضبين مني، وأنا كالغبية أخذت أعد لها من كان مطلقاً، أو الدميم البدين، أو الأرمل، وهي تقول: لا لن أتكلم، والآن فكل شيء في أوانه، ولم أفكر للحظة واحدة، أن تكون أنت؟ فلا تزال بالنسبة لي الطفل الذي يحبو بلا أسنان، وصمتت لدقائق شعرت بها ساعات قبل أن تقول لي: أغرب عن وجهي لا أريد أن أراك الآن دعني وحدي، واقتربت منها أحاول أن أهدئها إلا أنها دفعتني بعيداً قائلة بحزم قلت لك اخرج، وأغرب عن وجهي يا ويلي، ويا ويلي .
صحيح إنني كنت أتوقع أن تصدم بالخبر وتكون ردة فعلها كبيرة لكنها كانت أكثر وأفظع مما فكرت اتصلت بأمل أخبرها بالتطورات فقالت لا بأس يا سيف إنها البداية فقط يجب أن نتوقع الأسوأ والآتي سيكون أعظم، ويجب أن تعذرها فهذه ردة فعل طبيعية عند كل أم خاصة إن كانت بوضع مثل وضعنا فهي تشعر بالخوف والغيرة عليك وبالتحديد مني لأنني صديقتها فقد شعرت إنني خنتها خنت صداقتنا واستغللتها، فالمشاعر التي تجيش في قلبها الآن صعب أن نفهمها أنت وأنا والغضب الذي اجتاحها سيملأ كيانها، ولقد حذرتك وقلت لك ماذا سيحصل وأنا لو كنت مكانها لفعلت أكثر مما فعلت، وعلى كل حال أنا أتوقع منها الكثير بعد، وإنها صديقتي وأعرف كيف تفكر وما هي قادرة على أن تفعله، ونحن قد لعبنا، بوكر الدبابير ويجب أن نحتمل ما سيأتي منه ونتوقعه، وكنت صامتاً أستمع إليها وهي تهدئني وترشدني فقلت أشكرك على تفهمك وصبرك علي فأنت لست مضطرة أن تحتملي رفضها لك أنا أفهم أنك خائفة لأنك ستفقدين وتفتقدين صداقتك معها ومحبتها لك وثقتها، لكن أنا لا أستطيع العيش من دونك هي لديها زوجها وأولادها وستنسى مع الأيام وتتبدل خاصة عندما ننجب لها الأحفاد سمعت ضحكتها الرنانة وقالت ومن قال إنني أستطيع الإنجاب فأنا سني كبيرة، ومن الممكن ألا أحمل فهل أنت مستعد لأن تكون زوجاً فقط، ولا تصبح أباً؟ أجبتها لقد قلت لك مئة مرة إن لم يكونوا أولادي منك فأنا لا أريدهم ثم، ومن قال إنني أستطيع أن أنجب فمن الممكن أن أكون أنا العقيم، وأنت لا وقت عندك للانتظار، فهل تتركيني؟ صرخت أعوذ بالله، أنا لا أريد أحد في هذه الدنيا سواك، ولا تنس المشاكل التي أمر بها أنا أيضاً بسببك فوالدتي تأبى أن تكلمني ووالدي صفعني وأشقائي وشقيقاتي أصبحوا حزباً واحداً ويداً واحدة اتحدوا واجتمعوا كي يوقفوا تلك المهزلة، كما يسمونها، وهم جميعهم متعاطفون مع والدتك، وفجأة أصبحت أنا الشريرة، وأنا التي خنت صداقتنا، وأنا من سرقتك من حضنها وأنا من سأتسبب لها في الألم والتعاسة لذلك لا تتعجب مما فعلته وسوف تفعله والدتك ضحكنا كثيراً قبل أن نجدد عهدنا بأن نقف في وجه الجميع وأن حبنا سينتصر في النهاية، ولكن . . كم كنا مخطئين إذ إن الأمور أخذت منحى آخر عندما علم والدي بالموضوع فقد أقام الدنيا ولم يقعدها كان صوته يملأ المنزل ثم أخذ يناديني: سيف انزل إلى هنا حالاً لا تدعني أصعد أنا إليك فأنت تعرفني جيداً انزل الآن، ونزلت وقلت خير، الوالد قال: ومن أين يأتي الخير بعد الذي أخبرتني به أمك؟ أدخل وانظر حالتها فهي لا تستطيع التوقف عن البكاء والنواح هل تريد أن تقتلها؟ وقلت: أهدأ يا والدي ولنتكلم من رجل إلى رجل بهدوء، قال: وأي هدوء وأي كلام هذا؟ تريد الزواج بأمل وتقول اهدأ؟ والله لو أنا فكرت في هذا الموضوع لكان أهون على والدتك أن تحتمله من أن تقول لها إنك ستتزوجها، وقلت يا أبي القلب وما يهوى أنا أحبها كثيراً ومنذ كنت في الثامنة عشرة قررت بيني وبين نفسي أنها ستكون زوجتي . حاولت أن أتعرف بغيرها لعل إحساسي تجاهها كان مجرد نزوة أو لأنني متعود على رؤيتها دائماً، لكنني تأكدت أنني أحبها بجد خاصة عندما كنت أقارن بين الفتيات اللواتي كنت اكلمهن وبينها فلم أجد واحدة تشبهها ولو بشيء بسيط وما كانت تلك الأشياء إلا لتزيدني حباً، وتعلقاً وتمسكاً بها، فهي إنسانة فاهمة هادئة لطيفة مرحة حادة الذكاء صبورة خلوقة جميلة بسمتها لا تفارق شفتيها، تعاملني كأنني رجل كما أنها تأخذ رأيي في كل شاردة وواردة، وبالطبع ستراها هكذا لأنها الحقيقة، أجابني والدي- فهي تفهم الحياة وعايشتها بحلوها ومرها أكثر منك بعشر سنوات فالحياة وتجاربها أهم بكثير من المدرسة التي لا تعلمنا سوى بعض الأشياء، واسمعني وأنا أبوك اتركها وأنا سأزوجك من فتاة لم تر عينيك أجمل منها، أجبته ضع عينيك مكان عيني فلن ترى أجمل منها، أنا لا أريد سواها زوجة، ولو كانت ملكة جمال العالم، فهي في نظري شبه كاملة، لأن الكمال لله وحده ،أرجوك يا والدي لا تقف في وجه سعادتي بل ساعدني، وخلع والدي طاقيته ورماها أرضاً، قائلاً: بحدة والله العظيم انك لن تتزوجها وأنا على قيد الحياة لن أدعك تفعلها سأحرمك من الميراث وسأغضب عليك أنا ووالدتك، وأنت تعلم ما يعني ذلك، قلت أرجوك يا والدي لا بل أتوسل إليك ألا تقول هذا الكلام، فكر بالنبي عليه الصلاة والسلام ، عندما تزوج فرفع أصبعه في وجهي قائلاً لا تكمل لأن من يغضب والديه يكون قد أغضب الله ورسوله فلا يحق لك أن تتكلم عنه قلت لماذا هذه الثورة أنا لا افهم إنها فقط تكبرني بعدة أعوام حرام عليكم الذي تفعلونه فهي من أقربائنا وتحبونها إنها شريفة وفاضلة مؤمنة وملتزمة ابنة عائلة محترمة ألا يكفي هذا، قال لي: لا وألف لا، وأنت فرحتي الأولى في هذه الدنيا وإذا كنت أنت لا تعرف ماذا تفعل فمن واجبنا نحن كأهلك أن نوجهك وننصحك حتى لا يأتي يوم وتندم فتأتينا وتقول الحق معكم فأنت لا ترى الأشياء إلا من خلال عاطفتك وقلبك فالزواج يا ولدي ليس لعبة خاصة لمن ليس له تجارب مثلك فبعد عشرة أعوام تكون أنت في غير رجولتك وشبابك وهي قد أصبحت في خريف حياتها خاصة إن أنجبت فالمرأة تكبر وتتعب ولن تستطيع مجاراتك في أي شيء ها هي والدتك أمامك ثم إن شكلها سيتبدل وستخجل بها أمام أصدقائك ومعارفك، حتى جسمها سيتبدل ستسمن وتفقد الوقت والرغبة في الاهتمام بنفسها لن تعود تعرفها والأسوأ من هذا كله سيكون غيرتها عليك ستسبب لك المشاكل فستراك شاباً أوسم وأنضج وهي قد فقدت ما تملكه الآن ستشك فيك وفي أي شيء تفعله، ويا بني إنها حقيقة نعرفها نحن من بعد خبرة صدقني، وأجبته بكل ثقة لا يهمني كل ما قلته عن شكلها وغيرتها فأنا لن أبدل رأيي وافرض أنني تزوجت من التي تتكلم عنها الصغيرة التي تناسبني ألن يتبدل شكلها وتسمن وتغار؟ لكن غيرتها ستكون عمياء وستخرب المنزل وتهده لتذهب إلى منزل ذويها وأذهب أنا خلفها لتضع شروطها علي ثم ستكون متطلبة أريد وأريد أما أمل فهي قد شبعت من كل تلك التفاهات والغيرة من غيرها من النساء تلك لديها خادمة وهذه عندها مجوهرات وملابس لا أملكها . أنت يا والدي، لا تنظر إلا إلى الجزء الفارغ من الكوب أما أنا فأرى الجزء الممتلئ، وصمت قليلاً، وشعرت بأن نظرته قد لانت، وكأنه اقتنع بكلامي، لكن بعد دقائق ابتسم ابتسامة صفراء فأنسَ هز برأسه ثم أجابني للأسف يا ولدي لقد قلت ما عندي وأنت حر في قرارك فكر جيدا وأخبرني ثم وضع يده على كتفي مضيفاً أنا لا أريد أن أفقدك لكن إن أنت أصررت على موقفك فانسَ أن لديك عائلة .
وخرج والدي تاركاً خلفه إنساناً محطماً مشوش البال فبين عائلتي التي هي حياتي لغاية اليوم وبين مستقبلي مع من اخترت ومن أحببت عشت أياما من الصراع المرير، فعقلي يقول لي إياك أن تغضب والديك سوف تندم إن هما توفيا غاضبين عليك، فلن تسامح نفسك أو تسامح زوجتك طوال حياتك، سوف تتمنى أن تعيد الأيام إلى الوراء لتعتذر منهما وتقبل يديهما وتقول لهما كما تشاءان أفعل لأن لا شيء يساوي فقدان الأهل خاصة الأم التي ستتمنى أن تعود لتحضنك وتتنشق رائحتها، وأما قلبي فكان يقول لي هيا تزوجها فان تزوجت غيرها لن تكون مرتاحا وستبقى حرقة في قلبك طوال حياتك تصور إن تزوجت من غيرك ماذا ستشعر ستموت من القهر هل تستطيع أن تتخيل أنها زوجة رجل آخر تنام بقربه وتنجب الأولاد منه، فأقفز من مكاني وأنا كالمجنون تلك الفكرة بحد ذاتها كانت تقتلني فكيف لو أصبحت حقيقة، وفعلاً إنه صراع مرير، وصليت كثيراً وطلبت من الله عز وجل أن يرشدني ثم استخرت استخارة لثلاث مرات متتالية فكانت كلها لصالح والديّ، وأذعنت لأمر الله سبحانه تعالى قائلاً هكذا أراد وهذا ما سيكون، ونزلت إلى الصالة بعد أسبوع من الانعزال في غرفتي مطفئا جهازي الخليوي لا أكلم أحدا ذقني طويلة شعري مشعث لأرى أمامي والدّي بحالة مزرية أكثر مني، فوالدتي عيناها منتفختان من كثرة البكاء ووالدي بدا وكأنه كبر سنوات، شعره وللمرة الأولى أراه أبيض، وأرى والدي واضعين أيديهما على وجهيهما وجالسين ينتظران الفرج، فألقيت عليهما السلام واقتربت منهما وجلست القرفصاء أمامهما أمسك يدي كل منها، ثم قلت لقد اتخذت قراري، ونظرا إلي وشفاههما تتمتم بأشياء غير مسموعة ثم قلت أنتما والدي ولا أستطيع أن أعيش وأنتما غير راضيين عني فرضى الله من رضا الوالدين ولن يصير إلا ما تريدان فأخذاني بين ذراعيهما وقالا رضي الله عنك يا ولدي لم نكن نشك في أنك ولد بار وكنا متأكدين بأنك ستتخذ القرار الصائب بارك الله فيك، واستسمحتهما على الأيام التي جعلتهما يحزنان فيها ويتوتران بسببي وعدت إلى غرفتي أفتح هاتفي وأقوم بأصعب خطوة يمكن أن تتصوروها طلبت رقم حب حياتي الذي سيضيع مني بأصابع مرتجفة، وإنها المرة الأخيرة التي أطلب فيها هذا الرقم وأسمع عبره صوتها الملائكي وضحكتها الرنانة التي كانت تنير حياتي بالفرح والسعادة فأجابتني بلهفة قائلة آلو . . صمت للحظات محاولا خلالها أن أمنع دموعي من التساقط لكنني فشلت فلم تسمع إلا شهيقاً وبكاء قالت لا تبكي يا عمري الغالي حسناً فعلت بقرارك فأنت أَثْبَتَ لي أنك فعلاً رجل، وسوف أظل أحبك إلى آخر يوم من حياتي، وأتمنى لك كل السعادة، لأنك تستحقها، قلت بصوت مرتجف أي سعادة التي تتكلمين عنها؟ فأنت سعادتي ومن دونك حياتي جحيم، سامحيني يا أغلى من نفسي عليّ، سامحيني يا أقرب من روحي إليّ، أنا لم أكن رجلاً صاحب موقف وقرار، فقد خذلتك عندما فضلت أن أكون ولداً باراً، لكنني أعلم بأنك ستتفهمينني يا صاحبة القلب والعقل الكبيرين، وداعاً يا حب حياتي الأزلي ،سأظل أذكرك مع كل خفقة من قلبي .
منقول من جريدة الخليج الشباب .. الكاتبة مريم راشد