حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
اللهجة الشامية محبّبة إلينا أهل الشام، ونجدها خفيفة على اللسان، لطيفة على الآذان، حسنة الإيقاع، أنيسة في السماع. وكثرة تنقل أهل الشام في بلدان العرب وأنحاء الدنيا جعل لسانهم مفهوماً، وأسلوبهم محبّباً، ثم فتحت المسلسلات والأفلام، وأجهزة الإعلام المرئية والمسموعة باباً واسعاً للسانهم فانتشر، وأصغى إليه أبناء الأقطار العربية المختلفة، وبحثوا عنه. ومن هنا تنبّه بعض المُشتغلين بتجارة الأفلام والمُسلسلات إلى هذا الملمح، وخطوا الخطوة الرابحة عندهم، السهلة لديهم، ونفذوا نقل تلك المسلسلات الأجنبية باللهجة الشامية «الدمشقية حصراً». وكانت الشركات التجارية من قبل تنقل الأفلام والمسلسلات:
1- باللغة العربية الفصحى.
2- أو اللهجة الدارجة؛ وكانت غالباً: اللبنانية والمصرية.
وساد نقل أصوات تلك الأعمال الفنية بأصوات عربية، باللغة الفصحى زماناً طويلاً. فنقلُها «أو دبلجتها كما يقولون» بالفُصحى، كان يضمن للشركات المنتجة رواجاً واسعاً في الأقطار العربية في المشرق والمغرب معاً. والقضية عند هذه الشركات جميعاً تبدأ وتنتهي عند نقطة الرّبح، ونسبة هذا الربح إذا قيس أمر بأمر آخر، ويبدو أن النقل بالعربية الفصيحة أكثر كلفة، ويقتضي وقتاً أطول من غيره «للمراجعة والتدقيق» و«كل شيء بحسابه» عندهم.
وركب هؤلاء الذين اعتمدوا على النقل باللهجة الشامية موجة نجاح المسلسلات الشامية، وانتشار اللجهة في الأقطار العربية كلها؛ فاستسهلوا من جهة، وضمنوا النجاح والذيوع، وضمنوا عدداً كبيراً من المحطات التي تشتري المُسلسل الأجنبي «التركي الآن فيما هو سائد» ناطقاً بالعربية الشامية الدّارجة.
وهذا العدول عن الفصحى إلى العامية يحمل أخطاراً متعددة:
1- فهو نكوصٌ عن الأصل الصحيح، وارتداد.
2- وهو تشجيع للشركات في الأقطار الأخرى لتجريب النقل باللهجات المحلية، وما أكثرها!
3- وهو حَجْبٌ للغة الفصيحة عن أولادنا الذين تتكوّن ثقافتهم اللغوية من جهات متعددة منها أجهزة الإعلام.
4- وهو تغييب للفكر اللغوي العالي حين يكون باللغة الفصيحة.
5- وغني عن القول إن في هذا ابتعاداً عن عامل مهم من عوامل وحدة الأمة، وهو عامل اللغة الواحدة.
وقد عرفنا هذا التذبذب بين نقل النصوص الأجنبية «بالصوت» باللغة العربية، واللهجات الدارجة «المصرية خاصّة» من زمان بعيد، حين احتاجوا في بعض الأشرطة السينمائية «الأفلام» إلى تغيير لغتها الأصلية إلى العربية، وكانوا كثيراً ما يلجؤون إلى اللهجة الدارجة المصرية، لشيوع الأفلام المنتجة في مصر.
ثم جاءت الإذاعة، واستحدثت أقسام التمثيل الإذاعي، وكان نصيب الترجمة كنصيب ما جرى على السينما.
ثم جاءت التلفزة وهي أكثر إغراءً، وأشد تأثيراً، وهي الآن الأكثر رواجاً، وحركةً. وتنفرد شركات الإنتاج بتقرير ما تراه مناسباً من حيث الرواج التجاري، ومن ناحية المردود الاقتصادي، وتعيين الترجمة والنقل من الأجنبية إلى العربية واختيار الدارج أو الفصيح دون تدخل من الجهات التربوية «والجهات القائمة على سيادة اللغة الوطنية القومية الفصيحة إذا وجدت».
والأمر خطير، ويحتاج إلى تدبير، ولا بد من منفذ قانوني «تشريع» يجعل ذلك كله من أمور السيادة الوطنية، ولو اكتفوا بالفصحى لأحسنوا من جهة، ولما اختلّت أرباحهم، أو على الأقل كانت على النهج السليم الصحيح
1- باللغة العربية الفصحى.
2- أو اللهجة الدارجة؛ وكانت غالباً: اللبنانية والمصرية.
وساد نقل أصوات تلك الأعمال الفنية بأصوات عربية، باللغة الفصحى زماناً طويلاً. فنقلُها «أو دبلجتها كما يقولون» بالفُصحى، كان يضمن للشركات المنتجة رواجاً واسعاً في الأقطار العربية في المشرق والمغرب معاً. والقضية عند هذه الشركات جميعاً تبدأ وتنتهي عند نقطة الرّبح، ونسبة هذا الربح إذا قيس أمر بأمر آخر، ويبدو أن النقل بالعربية الفصيحة أكثر كلفة، ويقتضي وقتاً أطول من غيره «للمراجعة والتدقيق» و«كل شيء بحسابه» عندهم.
وركب هؤلاء الذين اعتمدوا على النقل باللهجة الشامية موجة نجاح المسلسلات الشامية، وانتشار اللجهة في الأقطار العربية كلها؛ فاستسهلوا من جهة، وضمنوا النجاح والذيوع، وضمنوا عدداً كبيراً من المحطات التي تشتري المُسلسل الأجنبي «التركي الآن فيما هو سائد» ناطقاً بالعربية الشامية الدّارجة.
وهذا العدول عن الفصحى إلى العامية يحمل أخطاراً متعددة:
1- فهو نكوصٌ عن الأصل الصحيح، وارتداد.
2- وهو تشجيع للشركات في الأقطار الأخرى لتجريب النقل باللهجات المحلية، وما أكثرها!
3- وهو حَجْبٌ للغة الفصيحة عن أولادنا الذين تتكوّن ثقافتهم اللغوية من جهات متعددة منها أجهزة الإعلام.
4- وهو تغييب للفكر اللغوي العالي حين يكون باللغة الفصيحة.
5- وغني عن القول إن في هذا ابتعاداً عن عامل مهم من عوامل وحدة الأمة، وهو عامل اللغة الواحدة.
وقد عرفنا هذا التذبذب بين نقل النصوص الأجنبية «بالصوت» باللغة العربية، واللهجات الدارجة «المصرية خاصّة» من زمان بعيد، حين احتاجوا في بعض الأشرطة السينمائية «الأفلام» إلى تغيير لغتها الأصلية إلى العربية، وكانوا كثيراً ما يلجؤون إلى اللهجة الدارجة المصرية، لشيوع الأفلام المنتجة في مصر.
ثم جاءت الإذاعة، واستحدثت أقسام التمثيل الإذاعي، وكان نصيب الترجمة كنصيب ما جرى على السينما.
ثم جاءت التلفزة وهي أكثر إغراءً، وأشد تأثيراً، وهي الآن الأكثر رواجاً، وحركةً. وتنفرد شركات الإنتاج بتقرير ما تراه مناسباً من حيث الرواج التجاري، ومن ناحية المردود الاقتصادي، وتعيين الترجمة والنقل من الأجنبية إلى العربية واختيار الدارج أو الفصيح دون تدخل من الجهات التربوية «والجهات القائمة على سيادة اللغة الوطنية القومية الفصيحة إذا وجدت».
والأمر خطير، ويحتاج إلى تدبير، ولا بد من منفذ قانوني «تشريع» يجعل ذلك كله من أمور السيادة الوطنية، ولو اكتفوا بالفصحى لأحسنوا من جهة، ولما اختلّت أرباحهم، أو على الأقل كانت على النهج السليم الصحيح