عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
تأشيرة كلام , للفصل بين الأمّة والحكّام
جواز سفر....
لا أحبّ التهجّم والتطاول على الرؤساء والوزراء , الملوك والأمراء , وأصحاب المقامات الرفيعة , لعلّة وضيعة وهي أنني أعاني من رهاب المرتفعات . قد يقول قارئ , ولكنهم منخفضات ! فأجيب وأقول : إن الواقع يرفض ما تدّعون ومن تمام العقل والتفكير الواسع أن نسير وراء الواقع , ثم لو افترضنا أنهم بالمكان الذي تدّعون وبالصفات التي تقولون فأستل من أحد أكياس حكمي القديمة واحدة تقول : إنَّ كل المنخفضات تحوي حفرًا ذات قعور سحيقة وهو بذاته صعود باتجاه معاكس حيث نبقى في دائرة الرّهاب المزمن لكل ما قد ارتفع .
وذات مناضل .....
يتمتم : لكن الحيوانات أقرب للآدميّة منهم , أي هم اقرب للحيوانية منهم , والحيوان لا قيمة له ولا اعتبار في احترامه حينما يحاول النّهش أو اللدغ . فأتمتم له من الناحية الأخرى فأقول : ورطة وإشكال كبير آخر , فأنا مقيّد في رئاسة لجنة الدفاع عن حقوق الحيوان , والتي انضممت إليها وساهمت فيها لسنوات خلت وذاك تبعًا لنظرية النشوء والتطوّر .
وذات سُكْرٍ .....
مؤلم قلت لنفسي بصوت مرتفع : إنَّ ما نعانيه من كبتٍ وظلمٍ وتخويفٍ وتجويع ثم اعتقالٍ وترويعٍ وقتل , لن نستطيع إيصاله للعالم " الأبيض " إلا بأساليب " سوداء " وإذا فعلنا ذلك ولا بدَّ نحن فاعلون فيجب علينا ولا يمكن لنا إلا أن نَصِمَ أنفسنا بوصمٍ من العجز الدائم .
فأغواني شيطاني والذي لم يكن يحمل الجنسية , لحسن حظه وحظّ من كفر بالفلسفات التراثيّة القديمة وتناساها وعاش في مركز دوّامة المصالح والمنافع , فكل ما حققها له فذلك هو قمة العلم والفلسفة .
أوعز إلي شيطاني : لماذا لا تتخذ هذه الفلسفات وتنتقي منها ما يخدمك في برنامجك الإصلاحي , فتضفي حولك هالة من أنوار , فتسلب لبَّ العامة البسطاء من الشعب , أليسوا هم أغلبية من يتولون مقاليد الحكم والمناصب الرفيعة , فقلت له : على بركتك اللعينة , فابدأ بالبحث . قال : كنت قد وجدت لك فلسفة النشوء والتطوّر والارتقاء , ولا يخفى عليك ما تحوي من كفر وإلحاد بكل ما جاءت به الديانات السماوية , فلماذا لا نتبنّى هذه النظرية وفلسفتها ونبلورها بما يتوافق وقضيتنا الساخنة ؟ قلت : النور النور يا ابن الظلام , وكيف كيف يكون هذا ؟ قال : تدبّر لك واسطة لتُدخلك لمنظمة حقوق الحيوان , وتحاول أن تثبت وجودك وحضورك بالمنظمة بوضع دراسة سيكولوجيا نفسيّة الحيوانات الراعية والمرعيّة وتقدم بها شيئا إبداعيا من ابتكارات لخدمة الحيوان وخدمة مصالحه ورعاية حقوقه , وتعلن وقوفك وتصديك لذلك الإنسان المتجبّر الظالم , لا بدّ عندها أن تصبح ذو شأن بالمنظمة الرفيعة المقام والشأن المنتهية الصلاحية والتأثير فتنشر الحقائق حول الحيوان الإنسي من بني جلدتك وعشيرتك مبيّنًا مبلغ الضرر الذي لحق به ومقدار ما حطّم من فقرات الحياة فيه , فأصبح أو أمسى يعيش في حواشي وأطراف الحياة المظلمة ولا يحصل إلا على بقايا فتات عَفِنٍ , ساعة إذٍ ستصل مبتغاك ومرادك عن هذا الطريق السهل , ولن يكلّفك هذا غير شهادة تبيّن فيها وتثبت بأنَّ مدى التطابق بين نفسيّتك ونفسيّة الحيوان قد وصلت التسعين بالمئة , وهذه متحققة بطبيعة البلد والجنس .
ونجح الخبث بمحاولته إقناعي وصوّر الدنيا بمفاتنها ومصالحنا فيها قاب قوسين أو أدنى فوق قواطع وأنياب كلب مسعور . لذلك تراني لا أستطيع أن أسبَّ نباحًا على هؤلاء الحكّام بعد أن أُدخلوا في فئة الحيوانات , كما أنَّ اللعب والتلاعب مع الحيوانات لا بد يقودك للهلاك , ومهما تغلّبت على الحيوان وانتصرت عليه وسحقته ومحقته فإنك لا بدَّ واقع في براثن آخر وبين فكّيه فيفكك إلى أجزاء تنتمي للكسور العشرية .
يخطر ببالي مبدأ جدتي الفلسفي الذي تقول فيه : مَنْ يصطاد فراشة بغابة قد تصطاده حيّة سامة في نفس الغابة , ومن يصطاد سمكة حتى وإن كانت من ذوات الدموع قد تنغرز بجسمه أنياب قرش . لا عليكِ جدتي فلن أحمل المِنْوَل وأنسج كفن الغد .
أيها السادة الكرام .....
لا تعجبوا إن رأيتموني محمّلًا بالنظريات والفلسفات والأمصال المضادّة للاعتداء على كرامة الحكّام في أمصارنا .
ثم لأحكم هذا الصرح الشاهق والبناء الناطق بالعبوديّة المذهّبة , حوّلت أقوال ومرافعات بطانة الحكّام وحاشيتهم لفلسفة خاصة أتعامل بها وأستغلّها للتعامل مع أحداث الحياة , ومما علّمنيه التاريخ أن حكّامنا الكرام في وطننا العربي ذوو أصول وأنساب كريمة معروفة , وبكونهم كذل وأنا كذلك فلن أتعرّض لهم بالسبّ والتشهير لأنني بحمد الله لا أعرف شيئا من تلك اللطخات في أشداق الشتّامين .
عمر رزوق