ملكة زماني
شاعرة البيلسان العذبة
- إنضم
- Apr 26, 2009
- المشاركات
- 7,186
- مستوى التفاعل
- 90
- المطرح
- بين الورود في قلبه
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الاسم ورد في السنة النبوية الصحيحة ، ورد مطلقاً معرّفا بأل ، مراداً به العلمية ، دالاً على كمال الوصفية ، فقد ورد في صحيح البخاري ومسلم من حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ
الرفيق هو اللطيف ، والرفيق هو الذي يرافقك ، والرفيق هو الذي يتصرف برفق
والإنسان عليه أن يتخلق بالكمال الإلهي دائما ، والحلم رفق ، والمعالجة بحكمة من الرفق ، والعفو من الرفق ، والمغفرة من الرفق ، والتسامح من الرفق
إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ، يحب الرفق في تربية الأولاد ، يحب الرفق في معاملة الزوجة ، يحب الرفق في التعامل التجاري
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى ، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى
المؤمن من صفاته أنه رفيق لطيف ، وإذا كان معك فظله خفيف ، لا ينتقد ، لا يحاسب ، لا يدقق ، لا يؤاخذ ، لا يقسو ، لطيف ، المؤمن لين العريكة ، يألف ويؤلف
والرفيق معنا دائماً بعلمه ، لكنه لطيف ، لذلك الذي يعصي ربه في رابعة النهار ، نهاراً جهاراً ، وينسى أن الله معه ، وأن الله يراقبه ، هذا ليس بكامل الإيمان ، لذلك من أرقى مستويات الإيمان أن تؤمن أن الله معك
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ - رواه مسلم
النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، أوتي المعجزات ، أوتي الوحي ، أوتي القرآن ، وكان جميل الصورة ، كان فصيح اللسان ، كان رحيماً ، كان حليماً ، كان متواضعاً ، ومع كل هذه الصفات يقول الله له : ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك
إذا دخلت إلى البيت فقل : السلام عليكم ، إذا أردت أن تربي أبناءك فقل : يا بني ، هذا الشيء يؤذيك ، أنا ناصح أمين لك ، من دون أن تبدأ بالضرب والشتم والقسوة
البيت الذي فيه رفق فيه حب وهدوء ، فيه راحة نفسية ، فيه أولاد ينشؤون نشأة صحية ، يرون أباهم وأمهم على وفاق ، وعلى وئام ، الصوت منخفض ، النصيحة مهذبة ، ومَن أمر بالمعروف فليكن أمره بالمعروف ، ومن نهى عن منكر فليكن نهيه من دون منكر
والرفيق يصحبك بعلمه وحفظه ومن أدعية النبي عليه الصلاة والسلام ما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا بِنُصْحِكَ ، وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ ، اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الْأَرْضَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ
والنبي عليه الصلاة والسلام خُيِّر بين زهرة الحياة الدنيا ، وبين أن يكون مع الرفيق الأعلى ، قال : بل الرفيق الأعلى
والحمد لله رب العالمين
الدكتور محمد راتب النابلسي