تحقيق- السعودية تثني مواطنيها عن فكرة "الجهاد" في سوريا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
جدة/دبي 13 سبتمبر أيلول (رويترز) - خوفا من ظهور جيل جديد من
الإسلاميين المتشددين تحاول السعودية منع مواطنيها من المشاركة في​
صراع يرى فيه البعض جهادا ضد الحكومة السورية.​
ويتنامى غضب الرأي العام السعودي إزاء اللقطات الدامية التي​
تصور العنف في سوريا وأنباء المذابح التي يتعرض لها مدنيون على​
أيدي القوات السورية. وتم جمع 140 مليون دولار للاجئين السوريين في​
أول أسبوعين من حملة تبرعات نظمتها الحكومة في أغسطس اب.​
ودعمت السعودية المقاتلين الذين يحاربون الرئيس السوري بشار​
الأسد ودعت المجتمع الدولي إلى "تمكين" السوريين من حماية أنفسهم​
وقالت مصادر في الخليج وسوريا وتركيا إن********* ‬الرياض ترسل أموالا​
وأسلحة سرا إلى الجيش السوري الحر.​
لكن تحسبا لرد فعل عكسي عانت منه السعودية بعدما عاد عدد من​
أبنائها إلى بلادهم بعد المشاركة في صراعات خارجية وعبروا عن​
استعدادهم لمحاربة حكومتهم اتخذت الرياض خطوات لمنع متطوعين من​
الذهاب للقتال في سوريا.​
ويصف اسلاميون في السعودية الأسد وأتباع نظامه بالكفار​
لانتمائهم إلى طائفة العلويين الشيعية.​
لكن علي الحكيمي عضو في الهيئة الاستشارية العليا وهو كيان​
تعين الحكومة السعودية أعضاءه قال في يونيو حزيران ردا على دعوات​
للجهاد في منتديات الكترونية إن الجهاد غير جائز ما لم تسمح به​
السلطات. وأضاف أن بعض الأفعال الفردية يمكن أن تضع البلاد في موقف​
محرج.​
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن رجل دين آخر هو سراج الزهراني​
الأسبوع الماضي قوله إنه يشعر بالندم لمشاركته في الجهاد​
بأفغانستان في الثمانينيات ونصح الأسر السعودية بمراقبة أبنائها​
الذين يمكن إغواؤهم للذهاب إلى مناطق ساخنة بالعالم.​
وقال منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية​
السعودية إن السفر إلى الخارج والمشاركة في أي صراعات مسلحة محظور​
قانونا وإن العديد من الاشخاص مثلوا أمام القضاء لهذا السبب.​
وأضاف أنه إذا وجدت السلطات السعودية دليلا على أن شخصا ما​
يسعى للسفر للخارج بغرض الانضمام إلى المقاتلين فسيمنع وسيحقق معه.​
وذكر أن السلطات في المملكة لم تحصل على دليل حتى الآن على سفر​
سعوديين إلى سوريا.​
وقال المحلل السعودي خالد الدخيل إنه إذا جرى السماح بهذه​
الأمور فإنها ستؤدي إلى عسكرة المجتمع وإذا سمح للناس بخوض صراعات​
في الخارج فإن آخرين سيستغلون ذلك ضد السعودية.​
ويرى محللون أن بعض السعوديين يقاتلون في سوريا بجانب​
المقاتلين المعارضين للحكومة على ما يبدو لكن بأعداد أقل بكثير مما​
كان عليه الحال في الصراع بالعراق خلال العقد الماضي.​
وفي لقطات فيديو بثت على الانترنت تحت عنوان "رسالة من مقاتل​
سعودي في سوريا" جلس شاب سعودي على الأرض ممسكا ببندقية وإلى جانبه​
آخرون يرتدون سترات واقية من الرصاص وبنادق وقال بلهجة سعودية​
"أسال الله ان يجمعنا في جنات النعيم واقول لاخواني في جزيرة العرب​
انفروا في سبيل الله. اخوانكم في الشمال بحاجة إلى مقاتلين أهل​
عقيدة وأهل نخوة وأنتم كذلك نحسبكم الله حسيبكم."​
ووصل عدد مشاهدات الفيديو الذي بث يوم 16 أغسطس اب إلى اكثر من​
121 ألفا وفقا لموقع يوتيوب.​
وقال مصدر بالخليج مطلع على التحركات العسكرية بالمنطقة إن​
آلاف السعوديين سعوا للتوجه إلى سوريا للانضمام للانتفاضة ضد الأسد​
لكن ليس هناك أدلة تذكر على أن الكثيرين منهم نجحوا في ذلك.​
وقال المصدر "ذهب مقاتلون سعوديون إلى سوريا للقتال مع​
المعارضين.. هؤلاء المقاتلون من الشعب وليسوا من جهة رسمية." وأضاف​
أنهم دخلوا سوريا عبر تركيا والأردن وأن بعضهم ألقي القبض عليه.​
وكان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي اغتيل في باكستان​
وهو سعودي المولد قاد كتيبة من المقاتلين العرب للمحاربة في صفوف​
المجاهدين ضد القوات السوفيتية التي كانت تحتل أفغانستان في​
الثمانينيات بينما انضم آخرون إلى مقاتلين مسلمين في حروب أهلية في​
البوسنة والشيشان في التسعينيات.​
وقال ستيفان لاكروا مؤلف كتاب "صحوة الاسلام" الذي يتناول​
التيار الاسلامي في السعودية "إذا كنت سعوديا فإن الأمر أقل صعوبة​
من الناحية اللوجيستية مقارنة مع العرب الاخرين. فبإمكانك شراء​
تذكرة إلى بيروت أو اسطنبول والانطلاق. وهناك شعور في الدوائر​
الاسلامية بالسعودية بأن القتال لنصرة الإسلام واجب ينبغي القيام​
به."​
وكانت الصحافة السعودية تشيد بابن لادن والمقاتلين الاخرين كما​
أثنى عليهم كبار أفراد الأسرة المالكة ورجال الدين.​
لكن حتى قبل قيام 15 شابا سعوديا وأربعة عرب آخرين بتنفيذ​
هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة عام 2001​
كان بن لادن قد انقلب على الأسرة المالكة لاسباب أهمها علاقتها​
الوطيدة بالغرب.​
وقال سعودي حارب في أفغانستان "لا يريدون تكرار نفس الخطأ الذي​
ارتكبوه في أفغانستان حين ذهب شبان إلى هناك وتعلموا القتال مع​
مجموعات كثيرة من الجهاديين. واتهمت بعض هذه الجماعات الدول​
الاسلامية بالكفر وتأثر الشبان بهذا وعادوا إلى بلدانهم وسببوا​
مشاكل."​
وألقت تداعيات هجمات الحادي عشر من سبتمبر وسلسلة هجمات شنتها​
القاعدة في السعودية بين عامي 2003 و2006 الضوء على قلق الحكومة​
السعودية مع عبور جيل جديد الحدود مع العراق لمحاربة الميليشيات​
الشيعية والقوات الأمريكية.​
وكانت النتيجة هي حملة على المتشددين شملت من حاربوا في العراق​
وفتوى أصدرها مفتي السعودي تحرم السفر إلى الخارج للمشاركة في​
الجهاد.​
واعتقلت الداخلية السعودية منذ ذلك الحين آلافا يشتبه بأنهم من​
المتشددين مثلوا أمام محكمة جنائية خاصة واتهم بعضهم بالسفر إلى​
العراق والمحاربة في صفوف تنظيم القاعدة.​
وعلى الرغم من انتقاد رجال دين ممن يتحدثون باسم الدولة في​
السعودية للقتال في الخارج فقد استخدموا عبارات شديدة اللهجة لشجب​
حكومة الاسد ودعوا إلى تقديم الدعم للسوريين.​
وقال الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية​
إن المسؤول عن القتال والجهاد في سوريا هو الجيش السوري الحر الذي​
قال إنه يجب دعمه.​
لكن الحديث في غرف السعوديين للدردشة على الانترنت لا يركز على​
هذه الفروق.​
وقال مستخدم لم يذكر اسمه في منتدى على موقع الوئام الاخباري​
"يا عبد الله ادع للجهاد ضد هذا الطاغية السوري ومعاونيه وستجد ان​
شاء الله رجالا أقوياء يؤمنون بالله ليرفعوا راية الاسلام.. كفانا​
ضعفا."​
وقال سعودي حارب في أفغانستان إن هناك سعوديين يسافرون إلى​
سوريا ولكنهم يكونون تحت أعين الدولة. وأضاف "شباب الجهاد لا​
يستمعون إلى هيئة كبار العلماء."​
أما استحسان المجتمع السعودي ككل لهذا الأمر فشيء مختلف.​
وقال السعودي "بالنسبة لي أنا شخصيا.. لو لم تكن لي أسرة ولو​
كانت الظروف مختلفة لذهبت. راية الجهاد واضحة.. فهؤلاء علويون​
يعادون السنة والاسلام."​
وأضاف "أعداد (الجهاديين السعوديين) ستكون أقل بكثير مما كانت​
عليه. في الماضي كان المقاتل يذهب وأسرته فخوره به أما الان فإنها​
تشعر بالقلق تجاه الأمر."
 
أعلى