تحقيق-سكان على الحدود التركية السورية يتساءلون.. عن أي حدود تتحدثون؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
رغم

إدراكهم للمخاطر دفعهم الفضول إلى هذا المكان وتجمعوا على سطح أحد​
المنازل بينما كانت قذائف المدفعية تتساقط على بعد أمتار من السياج​
الذي يفصل بلدة جيلان بينار التركية عن سوريا.​
قال أحمد كاياكيران البالغ من العمر 26 عاما "هذه الحرب ليست​
في سوريا وحدها.. انها هنا الآن في تركيا.. في جيلان بينار." وتابع​
بينما كان سطح المنزل يهتز مع كل غارة "أي حدود؟ لم تعد هناك​
حدود."​
وخلال الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا ضد الرئيس السوري بشار​
الأسد كانت البلدات والقرى التركية الهادئة بامتداد هذه الحدود​
التي يبلغ طولها 900 كيلومتر ترقب الأوضاع بينما تقترب منها الحرب​
الدائرة في سوريا أكثر فأكثر.​
خير مثال على هذا بلدة جيلان بينار حيث انقسم ما كان يوما بلدة​
واحدة خلال الحكم العثماني بعد الحرب العالمية الأولى وأصبح جزء​
منها يقع في الجمهورية التركية الجديدة والجزء الآخر تحت الحكم​
الفرنسي فيما أصبح سوريا لاحقا.​
زحف مقاتلو المعارضة على بلدة رأس العين كما تعرف على الجانب​
السوري من الحدود يوم الخميس لدى تقدمهم صوب شمال شرق البلاد الذي​
يسكنه الكثير من الأكراد. وتسبب القتال في فرار آلاف اللاجئين طلبا​
للحماية في تركيا.​
وسرعان ما رفع مقاتلو المعارضة علم الانتفاضة السورية في رأس​
العين بعد معركة ضارية لكن الدبابات والمدفعية السورية بدأت في​
إطلاق النار على البلدة فيما أصبح نمطا معتادا جدا في الحرب هناك.​
واستخدمت قوات الأسد قواتها الجوية أمس إذ دخلت طائرة حربية​
المنطقة وقصفت منطقة قرب السياج الحدودي مما دفع عشرات السوريين​
إلى التوجه لتركيا. كما قصفت طائرات هليكوبتر أهدافا لليوم الثاني.​
ولا تريد تركيا أن تتورط في حرب بالمنطقة لكنها قد تنزلق فيها​
بسبب ضغوط داخلية. فمع تزايد إحباط الزعماء في أنقرة من إخفاق قوى​
العالم في وقف إراقة الدماء بسوريا نفد صبر المواطنين الأتراك من​
عجز حكومتهم عن حفظ أمنهم.​
وعلى جانبي الحدود منازل سورية وتركية عند السياج الذي يفصل​
بين البلدتين اللتين يبلغ إجمالي عدد سكانهما 80 ألف نسمة تربط​
العرب والأكراد فيهما روابط أسرية واجتماعية منذ زمن طويل.​
وفي حين تحد القيود الرسمية من عبور الحدود يتبادل الأصدقاء​
والأقارب التحية عبر السياج.​
لكن الوضع أصبح خطيرا على هذه الحدود وتحدث محمد علي أحد أقارب​
كاياكيران عن مدى اقتراب الحرب من تركيا عندما خرج من منزله في​
جيلان بينار للاتصال بصديق يعيش على الجانب الآخر من الحدود بعد أن​
سيطر مقاتلو المعارضة على بلدة رأس العين.​
قال "كنت أريد أن أعرف ما إذا كان على قيد الحياة... كنت أضع​
الهاتف على أّذني عندما ضربت رصاصة هذا المكان" مشيرا إلى لافتة​
مثبتة على جدار منزله.​
وأحدثت الرصاصة الطائشة التي أطلقت عبر السياج الحدودي ثقبا في​
اللافتة المعدنية التي كانت على مسافة قريبة جدا من رأسه.​
وانضم أحد الجيران إلى الحديث وقال "هذا ليس شيئا... جدار​
منزلي مليء بآثار الرصاص."​
وهناك آخرون أقل حظا إذ أصيب اثنان في جيلان بينار الأسبوع​
الماضي بسبب الرصاص الطائش الذي يطلق من سوريا أحدهما فتى أصيب​
بطلق ناري في صدره.​
وعلى بعد نحو مئة كيلومتر إلى الغرب بامتداد الحدود في بلدة​
أقجة قلعة التركية قتل خمسة في الشهر الماضي عندما سقطت قذيفة​
مورتر من سوريا على منزلهم.​
وكان هذا أسوأ حادث عبر الحدود منذ اندلاع القتال مما دفع​
تركيا إلى مطالبة قوى العالم بإجراء أشد بما في ذلك نشر حلف شمال​
الأطلسي صواريخ باتريوت أرض جو على الحدود التركية السورية.​
وتقول تركيا إنها ردت بإطلاق النار لكنها تشكو من أن دعواتها​
لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا لم تنل الاهتمام بين القوى الغربية​
العازفة عن اتخاذ إجراء.​
وكما هو الحال في أقجة قلعة ترك كثيرون من سكان جيلان بينار​
ممن يعيشون قرب السياج منازلهم. وبات هذا الحي أشبه بمدينة أشباح​
يتدرب فيها جنود أتراك داخل خنادق على استخدام مدافعهم على سوريا.​
وتقوم شاحنات تابعة للشرطة التركية تحمل مدافع مياه كانت​
تستخدم عادة في قمع الأكراد في جنوب شرق تركيا بما فيه جيلان بينار​
بدوريات على الحدود مع سوريا.​
وتحذر الشرطة الأطفال من اللعب قرب السياج. كما أغلقت المدارس​
منذ الأسبوع الماضي وحثت السلطات السكان أمس الناس عبر مكبرات​
للصوت على التزام منازلهم.​
وقال حسين البيراك وهو أحد جيران كاياكيران "أغلقنا أبوابنا​
ورحلنا.. أرسلت زوجتي وأبنائي إلى أبي في مكان أبعد بالبلدة.​
"على تركيا أن تفعل شيئا لحماية شعبها."
 
أعلى