تحية فصحية إلى إسلام سورية..

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
قد يتبادر لقارئ العنوان أنها رسالة موجّهة من المسيحيين إلى المسلمين في سورية، أقول: إن هذا التفسير صحيح، في جزئية مقاصد هذه «الوجدانية الروحية»، لكن الأعمّ فيها هم كل السوريين المسلمين إلى الله في إنجيلهم وقرآنهم. هي فصحية، ليس من باب التزامن الوقتي مع عيد الفصح المجيد، إنما هي فصحية إشراق تكشف حقيقة الفصح، على يد، وفي نفوس، كل السوريين، مسلمين ومسيحيين! ‏
فالعيد، إحياء واستذكار، وعيش وإيثار لقيم المناسبة؛ والفصح بمفهومنا: هو حالة تفجّر الحياة من أعماق ظلال الموت إلى نبع حرية، بحركة ثنائية: ‏
أولهما: الفصح فعل قيامي، وقوده طاقة الحب الإلهي، المتحقق في كل حراك وقول وفكر إنساني يحيلنا إلى مصدرية الله كخالق. ‏
ثانيهما: الفصح، عبور بهذا الحب إلى ضفّة أخرى، على أرض الآخر الواقع تحت أفياء الظلم والظلام، والعزلة الناجمة عن تضييع الإنسان لأصالته المستمدة من روح الله. ‏
وأنا أقول لكم، يا أخوتي وأهلي، وأبناء جلدتي: إنكم في هذا العام، وفي خضمّ العاصفة التي تمر بوطننا، منحتموني زخماً وبعداً جديداً لفصحي، عندما حققتم، بأصالة الإسلام المنبثقة من سماحة القرآن الكريم، قيامة المحبة تجاه كل أبناء قومكم من السوريين أرضاً وشعباً، والتي جسّدتم بها خصوصية الإسلام والمسلمين في سورية، مستحقين بذلك كل إعلاء واحترام وإكبار، لعمق وطنيتكم، التي مددتموها وحدة ورُقياً وتعددية وحضارة، فحققتم الفصح بعبوركم المأمون إلى قلوب كل السوريين، بالألفة والأمان والوحدة الوطنية، مخيبين بها آمال كل المراهنين على الطائفية، المستعبدة لصغار النفوس منهم، والغريبة عن تاريخكم، فكسرتم حواجز العزلة وظلال الخوف، وأشعتم الأمل والرجاء بالروح السورية، وبكل سوري، لتشاركوننا «نعمة السلام المنبثقة من عمق الإسلام». ‏
أقبّل جباهكم، فرداً فرداً، وأحني الرأس احتراماً لدماء الشهداء الذين رسموا بها الحدود الحقيقية بين المؤمنين الوطنيين كون الوطنية فعل إيمان بالله والذات والآخر- وبين الإقصائيين الطائفيين، القابعين في جحيم التبعية والغربة الذاتية لسجون الطائفية! ‏
أقول لهؤلاء: إن أيدينا ممدودة، وقلوبنا مفتوحة، وسع سماء الوطن، فاعبروا بِفصْحِ المسيح، إلى حقيقة الإسلام على أرض سورية مهد الحضارات! ‏
 
أعلى