اميرة الشام
مشرفة
- إنضم
- Jan 26, 2011
- المشاركات
- 18,166
- مستوى التفاعل
- 86
- المطرح
- الكويت
قد يكون الشجار سببا في انهاء العلاقة، لكنه قد يكون أيضا سببا لزيادة قوتها وعمق تفهم الطرفين لمشاعر كل طرف وافكاره. فان كان اساس الشجار هو تبادل السباب واللوم ومحاولة اظهار عيوب واخطاء الطرفين فقط، فسيعد من أنواع الشجار المدمر للعلاقة. اما ان كان اساسه هو مناقشة سبب انزعاج الطرف الآخر وشرح وجهات النظر، ويهدف للتوصل الى حل يرضي كلا الطرفين، فيكون بذلك من أنواع الشجار البناء للعلاقة.
طريقة تشاجرك، وخاصة طريقة انهائك للشجار قد تحدد نجاح علاقتك على المدى البعيد او فشلها. فمن الوارد ان تمر العلاقات، حتى القوية منها، بمواقف من «عدم الاتفاق». لكن العلامة الفارقة واهم سؤال هو: هل تتبع في هذه المواقف منهج تقصي السبب والبحث عن الحل؟ او تتبعها بروح البحث عن الانتقام واثبات انك الطرف المحق والمسيطر في العلاقة؟ فان كنت تتبع المنهج الثاني، لن تفوز ابدا، لان الطرف الآخر سينسحب من المعركة آجلا او عاجلا.
بالإضافة الى ذلك، من أهم الامور في المشاجرة البناءة او المفيدة هي ان يملك الطرفان زمام التحكم والسيطرة على الانفعالات. فالشجار لا يعطي لأي من الطرفين رخصة للتصرف بشكل صبياني او عنيف او غير ناضج. وان كانت لديك مشاعر حقيقية ومنطقية، فلديك كل الحق والقدرة على اعطاء صوت منطقي ومعتدل لمشاعرك بشكل بناء وبشرح وجهة نظرك بشكل متسلسل وواضح. فهذا النوع من النقاش سيبرز شخصية الطرفين، وما يشعران به ويقوي العلاقة ولا يضعفها.
الشجار البناء
لفتت انتباهي حلقة كاملة تناول فيها د. فيل الخبير النفسي والاجتماعي، في برنامجه العالمي الشهير «دكتور فيل»، طرق ممارسة الشجار العادل والبناء للعلاقة الزوجية. واورد اليكم بعض من هذه الارشادات:
حافظ على خصوصيتها وسريتها
التشاجر امام الاطفال لا يمكن ان يوصف بأقل من كونه إساءة وتعسفا لعالم الطفل. فمن المهم ان يعرف الابوان أن تشاجرهما امام الطفل يزرع في نفسه الخوف العاطفي، ويفقده الثقة والاحترام بوالديه، بل قد يؤدي الى تحيزه الى طرف دون آخر، وكل ذلك بسبب فقدان احد الطرفين سيطرته على عواطفه. والامر ذاته ينطبق على التشاجر امام الآخرين.
لذا، يجب على الزوجين التحكم بتصرفاتهما ومشاعرهما أمام الآخرين وخاصة الاطفال، وانتظار الفرصة المناسبة والانفرادية للتعبير عن مكنون الصدر. ومن المهم ايضا الحفاظ على السرية، فما يحصل بين الزوجين يجب ان يظل بينهما، فعلم الآخرين لن يفيد بشيء، بل قد يزيد الامور اشتعالا لتصبح كالنار التي تلتهم كل هشيم.
لا تخرج عن الموضوع الاساسي
لا تذكر كل ضغينة وموقف سابق ان لم يكن له علاقة بالموضوع الذي تتشاجران عليه حاليا. ويجب منذ البداية ان تحدد النقطة التي تتشاجران حولها ووضع حدود تحدد الموضوع، حتى لا يتفاقم الشجار الى نقاط اخرى مما يضعف ما تتشاجران حوله. فإقحام مواضيع وأمور أخرى سيسبب توسع وضعف النقاش بينكما، لينتهي الامر بنقاش اي امر مررتما به منذ سنوات وتنسيان سبب الشجار الاساسي.
ناقش السبب الحقيقي والواقعي
يجب مناقشة اسباب الموضوع وليس الاعراض التي سببها. فكل طرف يجب ان يحدد سبب انزعاجه الحقيقي والواقعي، والا ينتهي بمناقشة انزعاجه والبحث عن البدائل من دون تحديد سبب الانزعاج وعلاجه بشكل اساسي. فلا تعالج حزنك من خلال الاتفاق على عمل امور تسعدك بشكل اكثر، بل من خلال اظهار سبب الحزن وعلاجه.
احرص على رقي الحوار
يجب تفادي تدهور أسلوب الحوار الى ان يصل الى مرحلة الانتقاد الجارح ومهاجمة الطرف الاخر بشخصانية وبشكل عام. ولا تجعل النقاش يصل الى حد تبادل السباب والالقاب، مهما كان تأثرك وانزعاجك، ففي هذه اللحظة تصل الى مرحلة الخسارة حتى لو كنت المحق في ما تقول.
لا تكن ضيق الأفق أو متعنتاً
يجب ان تتقبل فكرة ان لا تكون افكارك صائبة او تكون الافضل وعلى حق دائما، وبأن الطرف الاخر هو المخطئ، فمن الممكن ان تكون المخطئ والمذنب. ومن الخطأ الاعتقاد أن الشجار هو فرصة لإثبات افضليتك وتفوقك، فهذا يعني بان الطرف الاخر عليه ان يخسر حتى تفوز، وبذلك تكون غير عادل ومتحيزا للفوز حتى لو كنت الجاني. وتذكر بأن العلاقة ليست عبارة عن مسابقة بين خصمين، بل هي علاقة بين شريكين متحابين.
اسمح لشريكك بالانسحاب بكرامة
تعد كيفية انهاء الشجار من الامور المهمة، فلاحظ ان مد لك شريكك يد العون او لاح لك بعلم الاستلام، ولا تستمر بالهجوم او النقاش بعدها. وقد تكون اشارة الانتهاء على شكل ذكر نكتة او اعتذار او اقرار بأنك محق فيما تطلبه. في هذا الوقت، أعطي لشريكك الفرصة للانسحاب بكرامة وانهاء الشجار بشكل صحيح. ولا تستمر في الشجار الى ان تصل الى الانتصار على حساب هزيمة الشريك النكراء، فافضل نهاية هي الاتفاق على الحل فقط من دون ضغينة.
حافظ على اتزان حدة الانفعالات
لا يعتبر كل أمر تتشاجران حوله من الامور المفصلية والتي ستقسم الارض الى نصفين او تدفعك الى الجنون. لذلك، يجب ألا تغضب وتحتد من جميع الامور التي تعتبرها مزعجة او غير صحيحة بالنسبة لك. حيث يجب ان يوازن الشخص ما بين اهمية الامور وردود الافعال، فيتفاعل مع الامور البسيطة ببساطة ودون احتدام. اما الامور التي تعد مفصلية، فمن المهم ان يوضح الشريك اهميتها من دون فرط في ردة الفعل او الانفعال.
لا يوجد أمر مثالي بل نسبي فقط
ما قد يكون امرا مثاليا وحقيقيا بالنسبة اليك، قد لا يكون بالضرورة ذات الامر بالنسبة لشريكك. ومن المهم ان تحاول تفهم كيف يشعر الاخرون تجاه افعالك وافكارك. على سبيل المثال، قد تشعر بانك تعطي ارشادات لشخص ما لان هذا هو الفعل المثال، ولكن الاخرين قد يفسرون تصرفاتك على انها تعاطف او استهزاء منك.
لا تغير طباع الشريك.. بل نفسك فقط
قبل ان تشرع في تقييم شريكك وتحاول تغيير ما لا يعجبك فيه، قيم نفسك وعدل اي خلل فيها. فقد تكون شخصيتك بحاجة إلى التحسين. وافضل مثال هو ذكر المثل الشعبي الذي يقول «لا تقذف الناس بالحجارة اذا كان منزلك من زجاج».
تمرن على قول: آسف
كثير من الاشخاص لم يتعودوا على نطق كلمات الاعتذار، ويعتبرونها من الكلمات المحرمة والمخيفة بالنسبة إليهم. لذا، تمرن على قول كلمات مثل «انا آسف وانك على حق» للشريك ان كان محقا. فمن المهم ان يشعر انك تقدره وتحترمه ولست سلبيا.
- تحديد مدة لمشاعر الشجار: من المفترض ان يكون التشاجر امرا مؤقتا في العلاقة، وان ينتهي الامر بعد اكتمال ابراز المشكلة وشرح وجهة نظر الطرفين ومن ثم وضع الحلول. فيجب الا يخرج الامر عن هذا النطاق، وان تستمر قباحة النقاش ومشاعره السلبية بشكل لا نهائي لتطغى على العلاقة.
- التوقف عن التحكم والانتقادية: قد يكون سبب كثرة الشجار بين الطرفين هو كون احدهما يمارس التحكم في الطرف الآخر او ان يكون انتقاديا بشكل مفرط وذلك بحثا عن المثالية.
4 طرق للتعامل مع الشخصية الانتقادية
لا يمكن إنكار ان الشخص المنتقد الذي يشعر بالحاجة إلى التحكم في كل شيء بحثا عن المثالية يكون حبيس سجن من خياله وبشكل يستنزف قوته وطاقته ويمنعه من الاستمتاع بحياته، وعادة ما تسبب تصرفاتهم وانتقاداتهم نفور الاصدقاء والاحباء بعيدا عنهم، مما يزيد من عزلتهم ومعاناتهم. كما انهم يكثرون من انتقاد وافتعال المشاجرات مع الشريك ولا يتمكنون من الاسترخاء والاستمتاع معه الا قليلا.
ولهؤلاء نورد نصائح الخبراء:
لا تفكر انك محور العالم
غالبا ما يشعر هؤلاء الاشخاص أن العالم يدور حولهم، وان الكل يراقبهم ويقيمهم ويعتمد عليهم ليكونوا مثاليين. وهم بذلك يحبسون شخصياتهم الحقيقية ويقودون انفسهم للتصرف وفق متطلبات ومعايير عالية ومثالية جدا خوفا من انتقاد الآخرين. والأدهى من ذلك هو انهم يكثرون من انتقادهم الذاتي وجلد الذات. ولكن الحقيقة مغايرة تماما لما يعتقدون، فالآخرون مشغولون وقلما يفكرون في تقييمهم. لذا، لا يجب عليهم القلق كثيرا حول مثالية التصرفات والتحصيل. فلا تنهك نفسك في امور قلما يفكر الآخرون او حتى يهتمون بها.
ادرك ان الهوس بالمثالية نقص
الشخص الذي يصبو الى ان يكون مثاليا في جميع ما يقوم به يكون اكثر البشر احساسا بالنقص. وعادة ما يعرف من خلال وصفه للآخرين بعيوبهم، ويكون اكثر الناس خشية من أن يكتشف الآخرون اي عيوب في حياته او حياة من يحيطون به (خصوصاً اسرته). مثل الخوف من ان يعلم اي شخص بان ابناءه فوضويون او غير مرتبين، وهو ما يدفعه الى العزلة وعدم دعوة الآخرين إلى منزله، وقد يصل الامر الى الابتعاد عن اطفاله. ومن الطبيعي ان يحب الشخص ان يكون دقيقا ومنظما، ولكن ان كان ذلك ينفر احباءه عنه، فذلك يجعله يعيد تقييم سلوكه وتفكيره معهم. وما يجب ادراكه هو ان الآخرين لن يشيروا الى العيب في اطفاله الفوضويين، بل الى كونه مهوسا بالسيطرة والمثالية بحيث لا يمكنه الاسترخاء والاستمتاع بطفولة ابنائه.
ثق بنفسك وتقبل ذاتك
من المهم ان يتمتع الشخص بحب الذات والثقة فيها حتى يمكنه ان يشعر بأنه يستحق ثقة الآخرين وبعدم حاجته إلى تقييم تصرفاته وحياته طوال الوقت. فاعط نفسك حق قدرها حتى يمكنك ان تؤمن بانك تستحق حب ومودة من حولك ومن تربطك بهم علاقة من دون ان تبذل جهدا مبالغا لتكون مثاليا. وادرك ايضا بأنهم لو عرفوا هفواتك فسيستمرون في العلاقة بك ولن يبتعدوا. فادراك ذلك سيزيد من شعورك بالأمان والاستقرار والثقة بالنفس ويقلل من جلدك للذات. فثق بنفسك وتقبلها وتعامل مع مختلف المواقف التي تمر بها بشكل طبيعي.
استشر المختصين
إذا احسست أنك بحاجة الى مساعدة من الخبراء فلا تتردد في الحصول عليها. فعندما يصل الطرفان الى مرحلة يعتقدان فيها بأن الامور خرجت عن نطاق التحكم ولا يمكنهما التعامل معها، يفضل ان يقوما باستشارة المختصين للحصول على المساعدة والارشاد.
طريقة تشاجرك، وخاصة طريقة انهائك للشجار قد تحدد نجاح علاقتك على المدى البعيد او فشلها. فمن الوارد ان تمر العلاقات، حتى القوية منها، بمواقف من «عدم الاتفاق». لكن العلامة الفارقة واهم سؤال هو: هل تتبع في هذه المواقف منهج تقصي السبب والبحث عن الحل؟ او تتبعها بروح البحث عن الانتقام واثبات انك الطرف المحق والمسيطر في العلاقة؟ فان كنت تتبع المنهج الثاني، لن تفوز ابدا، لان الطرف الآخر سينسحب من المعركة آجلا او عاجلا.
بالإضافة الى ذلك، من أهم الامور في المشاجرة البناءة او المفيدة هي ان يملك الطرفان زمام التحكم والسيطرة على الانفعالات. فالشجار لا يعطي لأي من الطرفين رخصة للتصرف بشكل صبياني او عنيف او غير ناضج. وان كانت لديك مشاعر حقيقية ومنطقية، فلديك كل الحق والقدرة على اعطاء صوت منطقي ومعتدل لمشاعرك بشكل بناء وبشرح وجهة نظرك بشكل متسلسل وواضح. فهذا النوع من النقاش سيبرز شخصية الطرفين، وما يشعران به ويقوي العلاقة ولا يضعفها.
الشجار البناء
لفتت انتباهي حلقة كاملة تناول فيها د. فيل الخبير النفسي والاجتماعي، في برنامجه العالمي الشهير «دكتور فيل»، طرق ممارسة الشجار العادل والبناء للعلاقة الزوجية. واورد اليكم بعض من هذه الارشادات:
حافظ على خصوصيتها وسريتها
التشاجر امام الاطفال لا يمكن ان يوصف بأقل من كونه إساءة وتعسفا لعالم الطفل. فمن المهم ان يعرف الابوان أن تشاجرهما امام الطفل يزرع في نفسه الخوف العاطفي، ويفقده الثقة والاحترام بوالديه، بل قد يؤدي الى تحيزه الى طرف دون آخر، وكل ذلك بسبب فقدان احد الطرفين سيطرته على عواطفه. والامر ذاته ينطبق على التشاجر امام الآخرين.
لذا، يجب على الزوجين التحكم بتصرفاتهما ومشاعرهما أمام الآخرين وخاصة الاطفال، وانتظار الفرصة المناسبة والانفرادية للتعبير عن مكنون الصدر. ومن المهم ايضا الحفاظ على السرية، فما يحصل بين الزوجين يجب ان يظل بينهما، فعلم الآخرين لن يفيد بشيء، بل قد يزيد الامور اشتعالا لتصبح كالنار التي تلتهم كل هشيم.
لا تخرج عن الموضوع الاساسي
لا تذكر كل ضغينة وموقف سابق ان لم يكن له علاقة بالموضوع الذي تتشاجران عليه حاليا. ويجب منذ البداية ان تحدد النقطة التي تتشاجران حولها ووضع حدود تحدد الموضوع، حتى لا يتفاقم الشجار الى نقاط اخرى مما يضعف ما تتشاجران حوله. فإقحام مواضيع وأمور أخرى سيسبب توسع وضعف النقاش بينكما، لينتهي الامر بنقاش اي امر مررتما به منذ سنوات وتنسيان سبب الشجار الاساسي.
ناقش السبب الحقيقي والواقعي
يجب مناقشة اسباب الموضوع وليس الاعراض التي سببها. فكل طرف يجب ان يحدد سبب انزعاجه الحقيقي والواقعي، والا ينتهي بمناقشة انزعاجه والبحث عن البدائل من دون تحديد سبب الانزعاج وعلاجه بشكل اساسي. فلا تعالج حزنك من خلال الاتفاق على عمل امور تسعدك بشكل اكثر، بل من خلال اظهار سبب الحزن وعلاجه.
احرص على رقي الحوار
يجب تفادي تدهور أسلوب الحوار الى ان يصل الى مرحلة الانتقاد الجارح ومهاجمة الطرف الاخر بشخصانية وبشكل عام. ولا تجعل النقاش يصل الى حد تبادل السباب والالقاب، مهما كان تأثرك وانزعاجك، ففي هذه اللحظة تصل الى مرحلة الخسارة حتى لو كنت المحق في ما تقول.
لا تكن ضيق الأفق أو متعنتاً
يجب ان تتقبل فكرة ان لا تكون افكارك صائبة او تكون الافضل وعلى حق دائما، وبأن الطرف الاخر هو المخطئ، فمن الممكن ان تكون المخطئ والمذنب. ومن الخطأ الاعتقاد أن الشجار هو فرصة لإثبات افضليتك وتفوقك، فهذا يعني بان الطرف الاخر عليه ان يخسر حتى تفوز، وبذلك تكون غير عادل ومتحيزا للفوز حتى لو كنت الجاني. وتذكر بأن العلاقة ليست عبارة عن مسابقة بين خصمين، بل هي علاقة بين شريكين متحابين.
اسمح لشريكك بالانسحاب بكرامة
تعد كيفية انهاء الشجار من الامور المهمة، فلاحظ ان مد لك شريكك يد العون او لاح لك بعلم الاستلام، ولا تستمر بالهجوم او النقاش بعدها. وقد تكون اشارة الانتهاء على شكل ذكر نكتة او اعتذار او اقرار بأنك محق فيما تطلبه. في هذا الوقت، أعطي لشريكك الفرصة للانسحاب بكرامة وانهاء الشجار بشكل صحيح. ولا تستمر في الشجار الى ان تصل الى الانتصار على حساب هزيمة الشريك النكراء، فافضل نهاية هي الاتفاق على الحل فقط من دون ضغينة.
حافظ على اتزان حدة الانفعالات
لا يعتبر كل أمر تتشاجران حوله من الامور المفصلية والتي ستقسم الارض الى نصفين او تدفعك الى الجنون. لذلك، يجب ألا تغضب وتحتد من جميع الامور التي تعتبرها مزعجة او غير صحيحة بالنسبة لك. حيث يجب ان يوازن الشخص ما بين اهمية الامور وردود الافعال، فيتفاعل مع الامور البسيطة ببساطة ودون احتدام. اما الامور التي تعد مفصلية، فمن المهم ان يوضح الشريك اهميتها من دون فرط في ردة الفعل او الانفعال.
لا يوجد أمر مثالي بل نسبي فقط
ما قد يكون امرا مثاليا وحقيقيا بالنسبة اليك، قد لا يكون بالضرورة ذات الامر بالنسبة لشريكك. ومن المهم ان تحاول تفهم كيف يشعر الاخرون تجاه افعالك وافكارك. على سبيل المثال، قد تشعر بانك تعطي ارشادات لشخص ما لان هذا هو الفعل المثال، ولكن الاخرين قد يفسرون تصرفاتك على انها تعاطف او استهزاء منك.
لا تغير طباع الشريك.. بل نفسك فقط
قبل ان تشرع في تقييم شريكك وتحاول تغيير ما لا يعجبك فيه، قيم نفسك وعدل اي خلل فيها. فقد تكون شخصيتك بحاجة إلى التحسين. وافضل مثال هو ذكر المثل الشعبي الذي يقول «لا تقذف الناس بالحجارة اذا كان منزلك من زجاج».
تمرن على قول: آسف
كثير من الاشخاص لم يتعودوا على نطق كلمات الاعتذار، ويعتبرونها من الكلمات المحرمة والمخيفة بالنسبة إليهم. لذا، تمرن على قول كلمات مثل «انا آسف وانك على حق» للشريك ان كان محقا. فمن المهم ان يشعر انك تقدره وتحترمه ولست سلبيا.
- تحديد مدة لمشاعر الشجار: من المفترض ان يكون التشاجر امرا مؤقتا في العلاقة، وان ينتهي الامر بعد اكتمال ابراز المشكلة وشرح وجهة نظر الطرفين ومن ثم وضع الحلول. فيجب الا يخرج الامر عن هذا النطاق، وان تستمر قباحة النقاش ومشاعره السلبية بشكل لا نهائي لتطغى على العلاقة.
- التوقف عن التحكم والانتقادية: قد يكون سبب كثرة الشجار بين الطرفين هو كون احدهما يمارس التحكم في الطرف الآخر او ان يكون انتقاديا بشكل مفرط وذلك بحثا عن المثالية.
4 طرق للتعامل مع الشخصية الانتقادية
لا يمكن إنكار ان الشخص المنتقد الذي يشعر بالحاجة إلى التحكم في كل شيء بحثا عن المثالية يكون حبيس سجن من خياله وبشكل يستنزف قوته وطاقته ويمنعه من الاستمتاع بحياته، وعادة ما تسبب تصرفاتهم وانتقاداتهم نفور الاصدقاء والاحباء بعيدا عنهم، مما يزيد من عزلتهم ومعاناتهم. كما انهم يكثرون من انتقاد وافتعال المشاجرات مع الشريك ولا يتمكنون من الاسترخاء والاستمتاع معه الا قليلا.
ولهؤلاء نورد نصائح الخبراء:
لا تفكر انك محور العالم
غالبا ما يشعر هؤلاء الاشخاص أن العالم يدور حولهم، وان الكل يراقبهم ويقيمهم ويعتمد عليهم ليكونوا مثاليين. وهم بذلك يحبسون شخصياتهم الحقيقية ويقودون انفسهم للتصرف وفق متطلبات ومعايير عالية ومثالية جدا خوفا من انتقاد الآخرين. والأدهى من ذلك هو انهم يكثرون من انتقادهم الذاتي وجلد الذات. ولكن الحقيقة مغايرة تماما لما يعتقدون، فالآخرون مشغولون وقلما يفكرون في تقييمهم. لذا، لا يجب عليهم القلق كثيرا حول مثالية التصرفات والتحصيل. فلا تنهك نفسك في امور قلما يفكر الآخرون او حتى يهتمون بها.
ادرك ان الهوس بالمثالية نقص
الشخص الذي يصبو الى ان يكون مثاليا في جميع ما يقوم به يكون اكثر البشر احساسا بالنقص. وعادة ما يعرف من خلال وصفه للآخرين بعيوبهم، ويكون اكثر الناس خشية من أن يكتشف الآخرون اي عيوب في حياته او حياة من يحيطون به (خصوصاً اسرته). مثل الخوف من ان يعلم اي شخص بان ابناءه فوضويون او غير مرتبين، وهو ما يدفعه الى العزلة وعدم دعوة الآخرين إلى منزله، وقد يصل الامر الى الابتعاد عن اطفاله. ومن الطبيعي ان يحب الشخص ان يكون دقيقا ومنظما، ولكن ان كان ذلك ينفر احباءه عنه، فذلك يجعله يعيد تقييم سلوكه وتفكيره معهم. وما يجب ادراكه هو ان الآخرين لن يشيروا الى العيب في اطفاله الفوضويين، بل الى كونه مهوسا بالسيطرة والمثالية بحيث لا يمكنه الاسترخاء والاستمتاع بطفولة ابنائه.
ثق بنفسك وتقبل ذاتك
من المهم ان يتمتع الشخص بحب الذات والثقة فيها حتى يمكنه ان يشعر بأنه يستحق ثقة الآخرين وبعدم حاجته إلى تقييم تصرفاته وحياته طوال الوقت. فاعط نفسك حق قدرها حتى يمكنك ان تؤمن بانك تستحق حب ومودة من حولك ومن تربطك بهم علاقة من دون ان تبذل جهدا مبالغا لتكون مثاليا. وادرك ايضا بأنهم لو عرفوا هفواتك فسيستمرون في العلاقة بك ولن يبتعدوا. فادراك ذلك سيزيد من شعورك بالأمان والاستقرار والثقة بالنفس ويقلل من جلدك للذات. فثق بنفسك وتقبلها وتعامل مع مختلف المواقف التي تمر بها بشكل طبيعي.
استشر المختصين
إذا احسست أنك بحاجة الى مساعدة من الخبراء فلا تتردد في الحصول عليها. فعندما يصل الطرفان الى مرحلة يعتقدان فيها بأن الامور خرجت عن نطاق التحكم ولا يمكنهما التعامل معها، يفضل ان يقوما باستشارة المختصين للحصول على المساعدة والارشاد.
.gif "وردة وردة*")
