تورُّط «حزب الله» العسكري بالصراع في سورية يحرج الحكومة ويفتح لبنان على تطورات دراماتيكية


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

من خلف «غبار» المعركة السياسية الطاحنة على قانون الانتخاب ومصير الانتخابات النيابية اللبنانية، برزت ملامح الملف الأخطر الذي يواجهه لبنان عبر ارتدادات تورط «حزب الله» في الصراع العسكري الدائر في سورية وما يرتّبه من احتمالات توسيع مضاعفات هذا التورط عليه.
وجاء التهديد الذي اطلقه «الجيش السوري الحر» لـ «حزب الله» بالردّ عليه حتى داخل الحدود اللبنانية ثم الالتباس الذي حصل حول قيامه بردّ استهدف موقعين للحزب في البقاع، ليكشف خطورة ما يحصل على الحدود الممتدة من البقاع الشمالي الى عكار (الشمال)، والتي بدت معها الحكومة والسلطات الامنية اللبنانية في موقع مَن يطمس عينيه لعجزها عن احتواء هذه التطورات.
وقالت مصادر معنية بمواكبة هذه التطورات لـ «الراي» ان ثمة مؤشرين اساسيين يخشى ان يشكلا طلائع تصعيد واسع قد تفلت معه الامور عن زمام السيطرة في ضوء احتدام كبير في الصراع العسكري الدائر في سورية وفي مناطق متاخمة للحدود مع لبنان. وشكّل المناخ الذي ولدّته التقارير عن بدء الردّ الميداني من «الجيش الحر» على مواقع لـ «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية، بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي منحها اياه للتوقف عن إطلاق صواريخ باتجاه المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة بمنطقة القصير، المؤشر الاول لاتساع تورط الحزب بالقتال في القصير وريف دمشق ما يعني في حال اتساع القتال خطر توريط مناطق لبنانية حدودية في الارتدادات والانعكاسات المباشرة لهذا التطور، بدليل عودة مناطق من عكار للتعرض للقصف والرشقات النارية من القوات النظامية السورية في الايام الاخيرة وسط غضبة الاهالي.
اما التطور الثاني فتمثل في المعلومات الغامضة التي تحدثت عن اسقاط الجيش السوري النظامي طائرة استطلاع اسرائيلية في خراج بلدة ينطا في منطقة راشيا (البقاع) مساء الاربعاء، وهو الامر الذي صمتت عنه الاجهزة الامنية اللبنانية على نحو غريب فلم تؤكده او تنفه.
واكدت المصادر نفسها ان ثمة مخاوف جدية من تطورات اضافية على المقلبين الحدوديين، الشمالي والجنوبي، لم يعد ممكناً تجاهلها، محذرة من ان يكون لبنان امام مفاجآت شديدة السلبية في حال حصول تطورات عسكرية دراماتيكية في سورية ومناطقها المتاخمة للحدود مع لبنان والتي قد تكون مرشحة لفقدان سيطرة القوى النظامية عليها في وقت غير بعيد، ما يتعين معه على لبنان تدارُك الامر سلفاً والحد من انعكاساته ولجم وتيرة تورط «حزب الله» في القتال في هذه المناطق.
وفيما كان لافتاً دخول الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري على خط هذا الملف، متهماً «حزب الله» بانه ينفّذ «مهمة قذرة» لمصلحة إيران»، برز ما نُقل عن مصدر قريب من الحريري من ان المعطيات لديه تؤكد ان الوضع خطير ويتجه لمزيد من التأزم بين «الجيش الحر» و«حزب الله»، وهو ما جعل زعيم «المستقبل» يبدأ سلسلة اتصالات لبنانية واقليمية ودولية لتطويق هذه الاحداث ومنع تدهور الاوضاع نحو مرحلة يصعب ضبط تداعياتها.
 
أعلى