توظيف القصة الطفلية السورية المعاصرة في التربية

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم


cu005.jpg

تظهر الدراسة التي يقدمها الباحث سلوم درغام سلوم ضمن كتابه (توظيف القصة الطفلية السورية المعاصرة في التربية). الصادر عن اتحاد الكتاب العرب أن الاهتمام بالقصة الطفلية في العقود الأخيرة، انعكس إيجابياً على الأطفال، وأصبحت القصة الصفلية ميداناً تربوياً لهم، وبات للقصة شروط ومعايير ترتقي بها إلى المجال الإبداعي المؤثر.. وكما تشير الدراسة إلى أنه ظهر في سورية في العقود الأربعة الأخيرة عدد من كتاب القصة الطفلية، إذ حملت قصصهم النهج التربوي القويم، وطرحت في مغزاها البعد الوطني والقومي والأخلاقي والاجتماعي والإنساني والثقافي والبيئي، وغير ذلك.. وبينت أن القصة الطفلية تستطيع أن تقوم بتعزيز القيم الإيجابية، وإبعاد الطفل عن القيم السلبية، وتستطيع أن تقوم برفع السوية المعرفية عند الطفل، وبتعديل سلوكه، وتجلّى أن مردود القصة كبير على صعيد بناء إنسان المستقبل.. فالأطفال هم رجال المستقبل، والبناء تكون قوته في الأساس..



ويوضح سلوم أن البيئة الثقافية ذات تأثير أكبر بكثير من تأثيرات البيئة الطبيعية، بل تعتبر العامل الأساس في تكوين شخصية الإنسان، وتحديد سلوكه، مؤكداً أن الإنسان الذي يحيا بمعزل عن الثقافة، لن يكون كائناً اجتماعياً بل مجرد كائن عضوي، وإضافة لذلك فالثقافة تلعب دوراً أساسياً في نمو الطفل الحركي، والعقلي، والانفعالي، والاجتماعي، وفي نمو شخصية الطفل.. مضيفاً أن أهمية ثقافة الطفل تقترن بالإحساس المتزايد بأهمية الطفولة، من حيث هي مرحلة أساسية في تكوين شخصية الطفل.. كما يشير إلى أنه عندما تلتزم ثقافة الطفل بالأسس والمبادئ العملية، تساهم في تنمية قدرات الطفل الثقافية، حيث يستطيع القيام بوظائف إيجابية في الحاضر والمستقبل، وخاصة الثقافة المتوافقة مع العصر، والمتلائمة مع الآمال الموضوعة للمستقبل، وللثقافة دور في الوصول إلى تنمية الذوق الفني، وتكوين عادات، ونقل قيم، ومعلومات، وأفكار، وإشباع خيال الأطفال.. وبهذا تكون التربية عملية ثقافية، لأن الطفل يتلقى علومه، ومعارفه، وقيمه مما يدور حوله من مؤسسات المجتمع النظامية، وغير النظامية، ويستمد منها المثل، والمفهومات، والعادات، والقيم الاجتماعية.. ‏
ويؤكد سلوم أن المجتمعات المعاصرة ازداد إيمانها بأهمية ثقافة الطفل، انطلاقاً من المبدأ التربوي الحديث الذي يقوم على التحريض المبكر الذي يثق بقدرات الطفل الفكرية والإبداعية بما يضمن له نمواً جيداً، وتواصلاً مستمراً مع المعطيات العلمية والفكرية التي يفرزها العصر الذي يعيش فيه الطفل.. ويشير الباحث إلى أن مايكتسبه الطفل ويتأثر به من خلال الثقافة (اللانظامية) يفوق مايقدم إليه من خلال الثقافة الموجهة المقصودة، والمخططة، لأن الأولى تتم تلبية لحاجاته ورغباته، وبدافع ذاتي بعيداً عن الوعظ والإرشاد الإكراه. ‏
ويؤكد سلوم أن الطفل العربي بحاجة إلى التوجيه في مراحل النشوء الأولى.. وأن أهمية أدب الأطفال تأتي من قدرة أدب الأطفال على مساعدتهم في فهم السلوك الإنساني، ودوافعه الخفية، والظاهرة.. مشيراً إلى أنه عندما تكون قصص الأطفال موظفة في مجال التربية البيئية تأتي النتائج المستقبلية مرضية في المجال الاجتماعي والسلوكي. ‏
 
أعلى