ثلاثة أوجه لتونس الجديدة في الذكرى الثانية لثورتها

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
هذه هي الذكرى الثانية منذ أن اندلعت الاحتجاجات في تونس بعد أن أشعل محمد بوعزيزي النار في نفسه خارج المكاتب الحكومية المحلية في وسط مدينة سيدي بوزيد، وهو الفعل الذي أشعل الربيع العربي.
وقد أثار خبر وفاته انتفاضة على مستوى البلاد، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وإلى ظهور آمال في أن تصبح تونس أكثر عدلا.​
لكن بعد ذلك بعامين، لا تزال البطالة أعلى حتى من وقت الانتفاضة، وخلال المظاهرات الأخيرة في بلدة سيليانا، أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين مستخدمة الطلقات التي تعرف بالخرطوش.​
وقد تحدثت مراسلة بي بي سي إموغين فولكس إلى ثلاثة تونسيين مختلفين، ودار الحديث معهم حول آمالهم ومخاوفهم الحالية:محجوب الحرباوي موظف حكومي محلي من بلدة سيليانا
لقد كانت مظاهرة سلمية، وقانونية أيضا، حيث كنا نقوم برفع مطالب شرعية تتعلق بالحصول على وظائف وخدمات أفضل.​
وكانت بلدتنا تعاني من الإهمال الاقتصادي، وكان والي المدينة الحكومي لا يقدم المساعدة.​
قمنا بمسيرة انطلقت من أمام اتحاد التجارة باتجاه منزل الوالي، ولم نكن نطالب بتغيره.​
أردنا فقط أن نسأل عن الاستثمارات في منطقتنا، أقصد أنه إذا لم نكن قادرين على التحدث إلى الوالي في بلدتنا بشأن مثل هذه الأشياء، فمن الذي يمكن أن نتحدث إليه؟​
لكن جاءنا الرد بطلقات الخرطوش، وأصبت في عيني، ولا أدري الآن إن كنت سأحتفظ ببصري بهذه العين أم لا، فقد قمت بإجراء عملية جراحية، ويقوم الأطباء هنا بكل ما في وسعهم، لكنني فقط لا أدري.​
ولا أصدق أن هذا قد حدث، فأنا لست رجلا مشاغبا، ولكنني كنت أتظاهر بشكل سلمي.​
أنا أبلغ من العمر 46 عاما، ولدي طفلتين صغيرتين، وإذا فقدت بصري فربما أصبح غير قادر على العمل.​
وبلدة سيليانا منطقة منسية على الدوام في تونس، والآن أصبح الوضع الاقتصادي أسوأ مما كان عليه.​
وهناك شعور عام لدينا أننا لا يهتم بنا أحد، ولا يبالي أحد بمشكلاتنا هنا، وأنه لا يوجد أحد يحترمنا حقا.​
يبدو الأمر وكأننا فقط ليس لنا قيمة، وكأننا لسنا عنصرا في معادلة أي شخص، وأعتقد أنه يمكنك قول ذلك أيضا عن الكثير من المناطق في تونس الآن.سونيا الغول مدربة بالشرطة في تونس العاصمة
تلقيت تدريبا في الأساس بصفتي محامية، ولكنني أيضا خضت اختبارات الشرطة، وفزت في مسابقة للدخول في تدريبات خاصة بضباط الشرطة، وقد أصبحت الآن ضابطة شرطة بدرجة مراقب.​
أنا سعيدة جدا بوظيفتي الآن، وما يجعل الأمر يمثل تحديا حقيقيا بالنسبة لي هو أننا في مرحلة انتقالية. نحن نعرف أننا نعمل لتغير الأوضاع وهذا ما يحفزنا للعمل.​
ويمكن لأمور مثل هذه (إطلاق النار في سيليانا) أن تحدث في أي مكان آخر، لكنها يجب أن تكون درسا لنا وللناس أيضا.​
صحيح أننا في هذه اللحظة ليس لدينا كثير من الثقة بين الناس، ولكننا نحاول كل يوم من خلال القيام ببعض الأعمال ولو كانت صغيرة لبناء الثقة.​
فمن خلال الطريقة التي نتحدث بها إلى الناس، على سبيل المثال، يمكننا أن نبني هذه الثقة.​
وفي النهاية، نحن نتعامل مع الجمهور كل يوم، لذا فمن المهم أن يعرف كل ضابط شرطة ما هي حقوق الإنسان.​
فكل ضابط وضابطة بالشرطة يحتاج إلى معرفة أن الحصول على ثقة الجمهور أمر ضروري، وفي هذا الصدد، نحتاج أن نغير طريقة التفكير لدى ضباطنا ولدى الجمهور أيضا.​
ولكن ضباط الشرطة هم بشر أيضا، فمنهم جيدون ومنهم سيئون، تماما مثلما هو الحال في كل مكان.​
وقد حدثت تغييرات كبيرة في العامين الماضيين، لكن أكبر هذه التغيرات هي أنه أصبح لدينا الحرية أن نقول ما نعتقد، كما أن هناك مزيد من الاحترام لوجهات نظر الآخرين.​
وبالنسبة للشرطة، هذا يعني أننا نناقش الأمور معا أكثر مما كنا نفعل في الماضي بكثير، ونتحدث عن القانون، وعن ضرورة كيف يجب أن نعمل في إطار القانون، كما يمكننا أن نتوجه بالأسئلة إلى المسؤولين في المناصب التي تعلونا.​
نعم، أنا متفائلة، وإيجابية بشأن المستقبل، فالأمور تتغير في تونس كل يوم، وبالطبع هناك صعوبات، لكنني أعتقد أننا سننجح.طارق شنيطي موظف بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة
أنا تونسي، لكنني كنت أدرس في المملكة المتحدة عندما بدأت الانتفاضة في تونس أول الأمر، وكنت قد حصلت على زمالة للدراسة في الولايات المتحدة، لكنني بدلا من ذلك عدت إلى بلدي وشاركت في الانتفاضة.​
وشاركت في الأحداث التي أدت إلى سقوط نظام بن علي، وقد كان لهذا تأثير كبير علي شخصيا، لأنني رأيت الرجال والنساء يخرجون معا للمطالبة بحقوقهم، وكان ذلك بشكل سلمي، وذلك هو السبب وراء حصولي على الوظيفة التي أعمل بها الآن.​
يمكننا الآن أن نحدث فرقا، ويمكننا أن نسلط الضوء على وضع مجموعات معينة من الناس والذين قد يكونون عرضة للخطر، وعلى وضع المرأة الريفية على سبيل المثال، أو على الأقليات الدينية، أو على أية أقليات أخرى.​
يمكننا الحديث عن كل هذه الأشياء في تونس الآن، وكان بعض هذه الموضوعات من المحظورات في ظل نظام بن علي، والذي اعتاد أن يسوق صورة لنظام سياسي حديث ومتقدم، لكن لم يكن الحال كذلك.​
لذا، فهذه نافذة لفرصة جديدة في تونس الآن.​
وقد جعلت أحداث سيليانا بشكل ما لدى أملا في المستقل، لأن الأمر كان يتعلق بمظاهرة ضد القرارات التي اتخذت بطرق غير مسؤولة.​
فقداحتج الناس ضد الوالي الذي اعتقدوا أنه لا يمثلهم، وكانت هذه الحركة سلمية بالكامل.​
وفي مرحلة ما، ترك الناس بلدتهم وتركوه وحيدا في المقر الحكومي الخاص به، وذلك لإخباره أنه لم يعد يمثلهم بالشكل الصحيح.​
وتعد مثل هذه الأمور طبيعية جدا في مراحل الانتقال الديموقراطي، ويجب أن تحدث، وكنت سأشعر بالقلق لو لم تحدث مثل هذه الاحتجاجات.​
لكن من المهم أيضا بالنسبة للشرطة أن تدرك أن مثل هذه القوة التي استخدمتها في سيليانا لم تكن الخيار المناسب على الإطلاق.​
ونحن نعمل على تغيير القوانين، وتغيير مثل هذه المواقف، وسوف يستغرق الأمر وقتا، لكن ذلك سيحدث.​
 
أعلى