عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
ثورة بالمزاد العلني
ثورة عربية ..... بل ثورات ..... ربيع عربي ..... بل عرب الربيع ..... نتقاتل ,نتفنن بالتنكيل والتقتيل بعضنا بعضا ..... هل نحن أعداء أنفسنا ..... أم أن هناك عدو لنا جميعا ..... قتلنا وطننا ..... دفنّاه ..... جلسنا كالنساء الباكيات النائحات على فتاة في وطننا لم نستطع النيل منها ..... كفّنوا الوطن بثوب من مستعمرات..... فماذا نحن فاعلون ؟ نبني لهم المستعمرات بسواعدنا ..... نحن الأسود على بعضنا نعاج أمام عدوّنا ..... لقد استشرى في عروقنا ذلٌ وهوان , أتمنى أن يتخلص هو منّا مع بداية خريف الربيع العربي .....
تعالوا ندفن الأرض
وهيّا نقبر الوطنا
ونسكب حبرنا الأسود
فوق حجار شاهده
فشعب صامد يدوي
أعزُّ إليّ من أرض
سبى أحجارها صهيون
وظلما ندّعي وطنا
لنستر كبر خيبتنا
ظمئنا
فأبردنا بماء الوجه حرّتنا
وهذا الموطن المسكين
لم أره
سوى في حلم جارتنا
رأيت الموطن الغالي
وكان مدرّج بدمٍ
حسبتُ أنه دمنا
كذا دمنا ؟!
خسئنا
بل دمه وخنجرنا
تعالوا كي نغطّيه
نخبّئه
حتى لا يرى الأحفاد
عُظْمَ جُبن أمّتنا
تعالوا نهدم الصخره
تعالوا نهجر الأقصى
وننسى صلاة مروان
وهيّا نسعّر النيران
في بيّارة الليمون
وفي الزعتر وفي الطيّون
في اللوز وفي الزعرور
في أشجار بلدتنا
في الصفصاف والزيتون
طريّ الزيت والخضره
في أغنى سهول المرج
في عمقا وفي النهر
في إطلالة البروه
وزيب البحر
في أشهى حبوب الخبز
لم يُبقي ولا كِسره
ويافا برتقال شهد
وبيسان النخيل الورد
خنقنا في الثرى جذره
تعالوا نهدم الآثار
ندفنها
تعالوا نقبر الماضي
تعالوا نقتل التاريخ
وندفن كل ماضينا
لننسى جبننا فينا
تعالوا ندّعي القُدره
ويقتل بعضنا غدرا
ونبكي موتهم صبرا
وماذا أنهم ماتوا ؟!
فكلّ الناس ميّتة
سننجب فردهم عشره
ويأتي الجيل بعد الجيل
فيأتي الجيل
يعرّي كذبة الثوره
فبالله أيا ثوار
أمرّيتم بقرب الدار
وكانت حولها أسوار
أحبَّ البدر شاطئها
وهام بسحرها البحّار
أيا حيفا ويا عكا
كيف ينطفئ المنار
بيعت ؟
سمعتُ قلتَ قد بيعت
لمن بيعت ؟
بكم بيعت ؟
وأين ذلك السمسار
وكيف تجاوز الوالي
وتلك التربة السمراء
فهل بيعت ؟
وكل سهولنا الخضراء
وكل البحر
وكل الرمل
وكل الماء
فهل بيعت ؟
أما عُلّمت يا والي
بأن الموطن الغالي
من أرواحنا أغلى
أيا والي
كيف تبيع لي داري ؟
لا عجباً
فقد بعتم دمي قبلا
لكن , سيادة الوالي
سأمضي حاملا نفسي
أصارع في حياة الموت
أنادي جثتي حملا
لماذا أنا
من دون خلق الله
لا وطنا ولا أهلا
أيا والي
تراب الأرض يلفظك
إن دفنوك في وطني
وأنا قد عشت أجيالا
لا دارا ولا وطنا
ولا قبر سوى منفى
أغضّ الطرف من ألمي
جوابي دمعة خجلى
عمر رزوق