mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
رسولنا الكريم وصانا بسابع جار .. والجار للجار حتى لو جار ..
في كتير جيران مزعجين .. لحوحين .. دمهن تئيل كتير كتير ( هي عن تجربة شخصية مع احد الجيران ) بس في جيران بينشربوا مع المي العكرة .. يعني عالقلب احلى من العسل شوفوا هالقصة وكيف لازم يكونوا الجيران .. فعلا هالجارة بتستاهل لقب الجارة المثالية
في كتير جيران مزعجين .. لحوحين .. دمهن تئيل كتير كتير ( هي عن تجربة شخصية مع احد الجيران ) بس في جيران بينشربوا مع المي العكرة .. يعني عالقلب احلى من العسل شوفوا هالقصة وكيف لازم يكونوا الجيران .. فعلا هالجارة بتستاهل لقب الجارة المثالية
جارتنا الفريدة من نوعها أم سعود هي من النساء النادرات الوجود في كل شيء فهي تنسيك همومك إن كنت مهموماً تزيل حزنك بكلمة لترسم الضحكة على شفاهك صحيح أن لا أحد يتكلم بوجودها ليس لأنها شعلة من الذكاء بل لأنها لا تدع دوراً لأحد وإن قاطعتها لا تهتم ولا تسمع بل تكمل حديثها الذي بدأت به هي دائماً مرحة فرحة متفائلة نطلق عليها اسم أم العريف فهي تعرف كل شيء والناس كلهم إن أتى جيران جدد تكون الأولى في الزيارة والترحيب بهم تخبرهم عن الجميع من الزيارة الأولى وتدعوهم إلى منزلها من دون خوف أو تردد لا تفكر بأنهم ممكن أن يكونوا أشراراً أو أخياراً هكذا هي خدومة إلى أقصى درجة إن قصدها أي أحد بخدمة تترك عائلتها وتهب إلى مساعدتهم أقرباء كانوا أم أغراب لا يهم فهي جاهزة للمساعدة في الأفراح هي الأولى وفي الأتراح أيضاً الأولى كلما تزوجت فتاة من الفريج تترك منزلها وتبقى معها ترافقها إلى السوق لأنها تعرف كيف تجادل ولسانها سليط في الشراء وتعلم أين تجد الحاجات ثم تساعدهم بتجهيز الطعام وتجر بناتها معها والخادمة أيضاً تغني وتزغرد تملأ المنزل فرحة وبهجة وفي الأحزان تكون أول الباكين والنائحين .
غريبة هي تلك المرأة لا تتعب ولا تيأس تحب الجميع تتعاطف معهم لا تفكر بأحد بالسوء تجد أعذاراً للجميع لسانها دافئ أما زوجها المسكين فحدث ولا حرج مثلما تريد تفعل وهو يوافقها من دون نقاش ليس لأنه يخاف منها لأنها ليست من هذا النوع أي إنها لا تفتعل المشكلات معه بل بسبب طيبتها ومحبتها يخلق لها الأعذار بكل شيء أما أولادها فهم قد اعتادوا على ما تفعله فيستقبلون الضيوف معها ويسايرونهم من أجلها في حال أحبوهم أم لا هذا بالنسبة إلى الكبار، أما الصغير سعود فهو مخرب وشيطان من الدرجة الأولى يعود إلى المنزل كأنه عائد من حرب عالمية أو كالولد الذي يسبح في الطين في ذاك الإعلان الذي نراه على الشاشة وهي تضحك عندما تراه هكذا فتقول له فديته الوسخ يلا سير تسبح وتعال كي تأكل، إنه وحيدها بعدما أنجبت ثلاث فتيات ولا لزوم للشرح عن مدى الدلال الذي يتمتع به .
وارتاحت إلى أن أتى جيران جدد ليسكنوا في الفيلا الملاصقة لفيلتها ففرحت جداً بهم لأن من كانوا يعيشون هناك باعوها منذ فترة طويلة لأحد السماسرة الذي كان يطلب مبلغاً كبيراً للإيجار فبقيت فارغة لأكثر من عام إلى أن أتى طبيب لبناني وعائلته ليسكنوا فيها فكانت فرحتها فرحتين الأولى لأنها أصبح لديها جيران بقربها والأكثر من هذا أن المالك الجديد طبيب فسوف يقنع ولدها سعود بأن يصبح مثله وكعادتها مع الجميع جهزت لهم الحلوى والفواكه والشاي والعصائر فحملهم السائق والخادمة لهم وتبعتهما أم سعود بعدما ارتدت أفضل ما عندها، وتعطرت وتبخرت طرقت على الباب ففتحت لها امرأة شقراء طويلة جسمها كعارضات الأزياء .
قالت ما اسمك بالخير أجابتها: سيلينا، قالت: اسم جميل هل صحيح أن زوجك طبيب أجابتها نعم إنه طبيب جراح وأنا طبيبة نسائية قالت: ما شاء الله ألست صغيرة على أن تكوني طبيبة؟ ضحكت السيدة قائلة: شكراً على المجاملة، فقالت لا أنا لا أجاملك أبداً فأنت تبدين في الثلاثين من العمر، قالت: لا يغرنك مظهري فأنا لدي ابنة في سنة ثانية طب، أيضاً تريد أن تصبح طبيبة أطفال، وعندي ابنة أخرى في السادسة عشرة، وولد في الخامسة هو فرحتنا خاصة أنني كنت أتمنى الولد، وجاء الآن بعدما كبرت شقيقتاه ليسلينا ويبقى معنا أنه لعبتنا قالت: إنه من سن ولدي سعود صحيح قالت السيدة: نعم يجب أن يتعرفا إلى بعضهما بعضاً ليلعبا سوياً خاصة أن لا أحد من الجيران في سنه، فهو يذهب إلى آخر الشارع ليلتقي ولدين من سنه الآن سيفرح جداً عندما أخبره ما اسمه؟ قالت لها السيدة: نُوا صمتت أم سعود للحظات فتداركت السيدة الموقف، وقالت لها إنه غريب عليكم لأنه فرنسي، لكن بالعربية هو نوح . صحيح إن نصف كلامك لم أفهمه لكنني كنت أفهم من الجملة، قالت لها السيدة آسفة إنها العادة على كل حال سأعتمد عليك لأتكلم العربية بطلاقة، فرحت أم سعود وودعتها قائلة هل أناديك دكتورة أم ماذا قالت لها لا أبداً ناديني باسمي فقط ما هو ثانية؟ ضحكت وقالت سيلينا، حسناً سأظل أردده حتى أحفظه إلى اللقاء قريباً، وذهبت إلى المنزل وهي تكلم نفسها بالطريق .
وأول شيء فعلته صباحاً هو الاتصال بالصحيفة بالإعلانات المبوبة تطلب فيها مدرسة لغة فرنسية لولد في الخامسة من عمره وما هي إلا أيام حتى حضرت إليها الفتاة التي اتصلت بها رداً على الإعلان المنشور وأخذت منها موعداً، فكانت مغربية تدرس اللغة الفرنسية في إحدى المدارس واتفقت معها على كل شيء المهم أن يتقن اللغة على أصولها ويعرف ماذا يدرس فهو ليس اينشتاين عصره وفي سنه لا يعلم إن كانت فرنسا بلداً أم سيارة، في المساء عقدت أم سعود اجتماعاً طارئاً ضم زوجها وأولادها وكانت متحمسة لتخبرهم بفخر أن جيرانهم الجدد هم طبيب وزوجته أيضاً طبيبة وأخبرتهم كل شيء عنهم، وطلبت من بناتها أن يذهبن لزيارتهم فهم أشخاص مهمون ويجب أن نصبح أصدقاء فهؤلاء نستفيد منهم ومن جيرتهم فهم أشخاص مثقفون ومحترمون، هكذا تكون الجيرة صحيح أننا سنتعب معهم قليلاً لأن كلامهم وعاداتهم ليست مثلنا، لكننا يجب أن نحاول، اتفقنا ومن يستطيع أن يقول لها لا؟ حسناً سأدعوهم في نهاية الأسبوع على العشاء حتى يصبح بيننا عيش وملح، قالت لها ابنتها، لكن يا أمي إن طعامهم مختلف عن طعامنا فاسأليهم أولاً ماذا يفضلون أن يتناولوا على العشاء حسناً غداً أذهب إليها وأسألها في الصباح الباكر طرقت أم سعود البابا ففتح لها رجل طويل القامة يرتدي بزة أنيقة وربطة عنق رائعة شعره يملؤه الشيب، لكن وجهه يبدو صغيراً في السن، قالت بخجل: صباح الخير لا بد أنك الدكتور، أنا جارتكم أم سعود آسفة إن كنت قد أزعجتكم قال بالعكس أهلا وسهلاً بك تفضلي سأنادي سيلينا فنزلت الأخيرة وهي تعقص شعرها الأشقر الطويل تقفز قفزاً على السلم، وهي ترحب بها بونجور أم سعود تفضلي قالت لها: لا أنا أعلم إنكم تجهزون نفسكم للخروج، لكنني أردت أن أدعوكم للعشاء عندنا في نهاية الأسبوع وأرجو ألا ترديني قالت سأسأل زوجي وأرد عليك فأنا لا أعلم إن كان مرتبطاً بموعد سابق أم لا؟، لكن لا داعي فعلاً أن تتعبي نفسك فنحن نأكل أشياءً خفيفة في المساء قالت لا بأس فقط قولي لي مثل ماذا أجابتها يعني سلطات فقط أو قطعة من الدجاج أو اللحم المشوي فطعامنا صحي قالت حسناً، كما تريدون، لكن أعلميني من فضلك، وفي نهاية الأسبوع كان العشاء جاهزاً، كما طلبوا إضافة إلى أنواع كثيرة من المعجنات والطعام اللبناني، جلس الجميع على الطاولة وهم يتحدثون وكأنهم يعرفون بعضهم منذ أعوام، فأم سعود كانت تدير الحوار وزوجها استمتع بالكلام مع الطبيب، أما الفتيات فكن فرحات ويخبرن بعضهن بعضاً عن عادات بلدهن، ووصل الأمر إلى سعود ونُوا التفت الجميع إليهما عندما ملأت ضحكاتهما المكان وفوجئوا بهما كيف يتفاهمان فسمعوا سعود يكلمه وكأنه يكلم السائق عندهم أنت ما في كلام عربي زين ليش؟ أنا الحين شوي أتكلم فرنسي مثلك والأخير ينظر إليه من دون أن يفهم ثم أمسكه من يده وجره إلى البلاي إستيشن ليلعبا بها وأخذا يتكلمان بالإشارات فكانا مضحكين، المهم أن هذا العشاء أثمر علاقة ممتازة بين الجيران الجدد وعائلة أم سعود فلم يعد أحد يراها إلا في ما ندر ليس لأنها لم تعد تهتم بغيرهم فمحبتها وغيرتها على جيرانها لا تزال كما هي، لكنها وبمساعدة جارتها الجديدة التي لا هم لها سوى متابعة كل ما هو جديد في مجال الطب فشجعت أم سعود على الالتحاق بمدرسة خاصة لتكمل دراستها وتحقق حلمها بنيل الشهادة خاصة أنها تحب هذا الموضوع وتملك ثقافة عامة تخولها لأن تصبح شيئاً مهماً في المستقبل، وبتشجيع من زوجها وبناتها ذهبت وسجلت في مدرسة خاصة أكملت فيها دراستها، صحيح أننا فقدناها وتركت فراغاً كبيراً عند الجميع إلا أننا فرحون جداً من أجلها، وهذا العام تخرجت برتبة جيد جداً وشهادة تقدير، كنا كلنا معها جيرانها القدامى والجدد صديقاتها وعائلتها مع عائلة زوجها الكل سعيد من أجلها فهي فعلاً إنسانة فريدة من نوعها لا تتكرر بكل ميزاتها هذه هي جارتنا أم سعود، إنها ليست قصة كبقية القصص فيها حزن وموت يأس وبكاء مرض وشجون إنها فقط مجرد قصة خفيفة قبل النوم لا عبرة فيها صحيح، لكن ومن كثرة حبنا لها ومن أجل أن نشجعها ونقول لها إننا فخورون بها أحببنا أن ننقل لكم قصتها ونقول لها: شكراً لك يا أم سعود لأنك كنت في حياتنا وملأت أيامنا فرحاً وسعادة كنت أماً وأختاً جارة وصديقة صدوقة مبروك عليك الشهادة وإلى الأمام .
إنها المرة الأولى التي لا أبدل فيها الأسماء وأتركها كما هي بناءً على طلب صديقات أم سعود فقط نقلتها لكم لتفرحوا معهن ومع ابنة بلدنا الطيبة أم سعود فشكراً لوقتكم وأبارك لها بدوري .
غريبة هي تلك المرأة لا تتعب ولا تيأس تحب الجميع تتعاطف معهم لا تفكر بأحد بالسوء تجد أعذاراً للجميع لسانها دافئ أما زوجها المسكين فحدث ولا حرج مثلما تريد تفعل وهو يوافقها من دون نقاش ليس لأنه يخاف منها لأنها ليست من هذا النوع أي إنها لا تفتعل المشكلات معه بل بسبب طيبتها ومحبتها يخلق لها الأعذار بكل شيء أما أولادها فهم قد اعتادوا على ما تفعله فيستقبلون الضيوف معها ويسايرونهم من أجلها في حال أحبوهم أم لا هذا بالنسبة إلى الكبار، أما الصغير سعود فهو مخرب وشيطان من الدرجة الأولى يعود إلى المنزل كأنه عائد من حرب عالمية أو كالولد الذي يسبح في الطين في ذاك الإعلان الذي نراه على الشاشة وهي تضحك عندما تراه هكذا فتقول له فديته الوسخ يلا سير تسبح وتعال كي تأكل، إنه وحيدها بعدما أنجبت ثلاث فتيات ولا لزوم للشرح عن مدى الدلال الذي يتمتع به .
وارتاحت إلى أن أتى جيران جدد ليسكنوا في الفيلا الملاصقة لفيلتها ففرحت جداً بهم لأن من كانوا يعيشون هناك باعوها منذ فترة طويلة لأحد السماسرة الذي كان يطلب مبلغاً كبيراً للإيجار فبقيت فارغة لأكثر من عام إلى أن أتى طبيب لبناني وعائلته ليسكنوا فيها فكانت فرحتها فرحتين الأولى لأنها أصبح لديها جيران بقربها والأكثر من هذا أن المالك الجديد طبيب فسوف يقنع ولدها سعود بأن يصبح مثله وكعادتها مع الجميع جهزت لهم الحلوى والفواكه والشاي والعصائر فحملهم السائق والخادمة لهم وتبعتهما أم سعود بعدما ارتدت أفضل ما عندها، وتعطرت وتبخرت طرقت على الباب ففتحت لها امرأة شقراء طويلة جسمها كعارضات الأزياء .
قالت ما اسمك بالخير أجابتها: سيلينا، قالت: اسم جميل هل صحيح أن زوجك طبيب أجابتها نعم إنه طبيب جراح وأنا طبيبة نسائية قالت: ما شاء الله ألست صغيرة على أن تكوني طبيبة؟ ضحكت السيدة قائلة: شكراً على المجاملة، فقالت لا أنا لا أجاملك أبداً فأنت تبدين في الثلاثين من العمر، قالت: لا يغرنك مظهري فأنا لدي ابنة في سنة ثانية طب، أيضاً تريد أن تصبح طبيبة أطفال، وعندي ابنة أخرى في السادسة عشرة، وولد في الخامسة هو فرحتنا خاصة أنني كنت أتمنى الولد، وجاء الآن بعدما كبرت شقيقتاه ليسلينا ويبقى معنا أنه لعبتنا قالت: إنه من سن ولدي سعود صحيح قالت السيدة: نعم يجب أن يتعرفا إلى بعضهما بعضاً ليلعبا سوياً خاصة أن لا أحد من الجيران في سنه، فهو يذهب إلى آخر الشارع ليلتقي ولدين من سنه الآن سيفرح جداً عندما أخبره ما اسمه؟ قالت لها السيدة: نُوا صمتت أم سعود للحظات فتداركت السيدة الموقف، وقالت لها إنه غريب عليكم لأنه فرنسي، لكن بالعربية هو نوح . صحيح إن نصف كلامك لم أفهمه لكنني كنت أفهم من الجملة، قالت لها السيدة آسفة إنها العادة على كل حال سأعتمد عليك لأتكلم العربية بطلاقة، فرحت أم سعود وودعتها قائلة هل أناديك دكتورة أم ماذا قالت لها لا أبداً ناديني باسمي فقط ما هو ثانية؟ ضحكت وقالت سيلينا، حسناً سأظل أردده حتى أحفظه إلى اللقاء قريباً، وذهبت إلى المنزل وهي تكلم نفسها بالطريق .
وأول شيء فعلته صباحاً هو الاتصال بالصحيفة بالإعلانات المبوبة تطلب فيها مدرسة لغة فرنسية لولد في الخامسة من عمره وما هي إلا أيام حتى حضرت إليها الفتاة التي اتصلت بها رداً على الإعلان المنشور وأخذت منها موعداً، فكانت مغربية تدرس اللغة الفرنسية في إحدى المدارس واتفقت معها على كل شيء المهم أن يتقن اللغة على أصولها ويعرف ماذا يدرس فهو ليس اينشتاين عصره وفي سنه لا يعلم إن كانت فرنسا بلداً أم سيارة، في المساء عقدت أم سعود اجتماعاً طارئاً ضم زوجها وأولادها وكانت متحمسة لتخبرهم بفخر أن جيرانهم الجدد هم طبيب وزوجته أيضاً طبيبة وأخبرتهم كل شيء عنهم، وطلبت من بناتها أن يذهبن لزيارتهم فهم أشخاص مهمون ويجب أن نصبح أصدقاء فهؤلاء نستفيد منهم ومن جيرتهم فهم أشخاص مثقفون ومحترمون، هكذا تكون الجيرة صحيح أننا سنتعب معهم قليلاً لأن كلامهم وعاداتهم ليست مثلنا، لكننا يجب أن نحاول، اتفقنا ومن يستطيع أن يقول لها لا؟ حسناً سأدعوهم في نهاية الأسبوع على العشاء حتى يصبح بيننا عيش وملح، قالت لها ابنتها، لكن يا أمي إن طعامهم مختلف عن طعامنا فاسأليهم أولاً ماذا يفضلون أن يتناولوا على العشاء حسناً غداً أذهب إليها وأسألها في الصباح الباكر طرقت أم سعود البابا ففتح لها رجل طويل القامة يرتدي بزة أنيقة وربطة عنق رائعة شعره يملؤه الشيب، لكن وجهه يبدو صغيراً في السن، قالت بخجل: صباح الخير لا بد أنك الدكتور، أنا جارتكم أم سعود آسفة إن كنت قد أزعجتكم قال بالعكس أهلا وسهلاً بك تفضلي سأنادي سيلينا فنزلت الأخيرة وهي تعقص شعرها الأشقر الطويل تقفز قفزاً على السلم، وهي ترحب بها بونجور أم سعود تفضلي قالت لها: لا أنا أعلم إنكم تجهزون نفسكم للخروج، لكنني أردت أن أدعوكم للعشاء عندنا في نهاية الأسبوع وأرجو ألا ترديني قالت سأسأل زوجي وأرد عليك فأنا لا أعلم إن كان مرتبطاً بموعد سابق أم لا؟، لكن لا داعي فعلاً أن تتعبي نفسك فنحن نأكل أشياءً خفيفة في المساء قالت لا بأس فقط قولي لي مثل ماذا أجابتها يعني سلطات فقط أو قطعة من الدجاج أو اللحم المشوي فطعامنا صحي قالت حسناً، كما تريدون، لكن أعلميني من فضلك، وفي نهاية الأسبوع كان العشاء جاهزاً، كما طلبوا إضافة إلى أنواع كثيرة من المعجنات والطعام اللبناني، جلس الجميع على الطاولة وهم يتحدثون وكأنهم يعرفون بعضهم منذ أعوام، فأم سعود كانت تدير الحوار وزوجها استمتع بالكلام مع الطبيب، أما الفتيات فكن فرحات ويخبرن بعضهن بعضاً عن عادات بلدهن، ووصل الأمر إلى سعود ونُوا التفت الجميع إليهما عندما ملأت ضحكاتهما المكان وفوجئوا بهما كيف يتفاهمان فسمعوا سعود يكلمه وكأنه يكلم السائق عندهم أنت ما في كلام عربي زين ليش؟ أنا الحين شوي أتكلم فرنسي مثلك والأخير ينظر إليه من دون أن يفهم ثم أمسكه من يده وجره إلى البلاي إستيشن ليلعبا بها وأخذا يتكلمان بالإشارات فكانا مضحكين، المهم أن هذا العشاء أثمر علاقة ممتازة بين الجيران الجدد وعائلة أم سعود فلم يعد أحد يراها إلا في ما ندر ليس لأنها لم تعد تهتم بغيرهم فمحبتها وغيرتها على جيرانها لا تزال كما هي، لكنها وبمساعدة جارتها الجديدة التي لا هم لها سوى متابعة كل ما هو جديد في مجال الطب فشجعت أم سعود على الالتحاق بمدرسة خاصة لتكمل دراستها وتحقق حلمها بنيل الشهادة خاصة أنها تحب هذا الموضوع وتملك ثقافة عامة تخولها لأن تصبح شيئاً مهماً في المستقبل، وبتشجيع من زوجها وبناتها ذهبت وسجلت في مدرسة خاصة أكملت فيها دراستها، صحيح أننا فقدناها وتركت فراغاً كبيراً عند الجميع إلا أننا فرحون جداً من أجلها، وهذا العام تخرجت برتبة جيد جداً وشهادة تقدير، كنا كلنا معها جيرانها القدامى والجدد صديقاتها وعائلتها مع عائلة زوجها الكل سعيد من أجلها فهي فعلاً إنسانة فريدة من نوعها لا تتكرر بكل ميزاتها هذه هي جارتنا أم سعود، إنها ليست قصة كبقية القصص فيها حزن وموت يأس وبكاء مرض وشجون إنها فقط مجرد قصة خفيفة قبل النوم لا عبرة فيها صحيح، لكن ومن كثرة حبنا لها ومن أجل أن نشجعها ونقول لها إننا فخورون بها أحببنا أن ننقل لكم قصتها ونقول لها: شكراً لك يا أم سعود لأنك كنت في حياتنا وملأت أيامنا فرحاً وسعادة كنت أماً وأختاً جارة وصديقة صدوقة مبروك عليك الشهادة وإلى الأمام .
إنها المرة الأولى التي لا أبدل فيها الأسماء وأتركها كما هي بناءً على طلب صديقات أم سعود فقط نقلتها لكم لتفرحوا معهن ومع ابنة بلدنا الطيبة أم سعود فشكراً لوقتكم وأبارك لها بدوري .
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد