جبهة إنقاذ مصر

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تفاءل المواطنون فى بلادنا كثيراً بمجرد تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى، والتى تم تشكيلها فى أعقاب صدور الإعلان غير الدستورى الصادر من رئيس الجمهورية فى نوفمبر 2012، وكان هذا التشكيل مبنياً على إحساس بضرورة مقاومة عودة مصر للاستبداد مرة أخرى عقب ثورة عظيمة، قام بها هذا الشعب المصرى الرائع، وفى الوقت الذى كان ينتظر تحقيق أهداف ثورته، فوجئ بصدور هذا الإعلان الذى يعيد إنتاج نفس النظام السابق بسياساته ونظمه وآلياته، وكأن الشعب المصرى قد ثار لتغيير أشخاص، وليس نظام بكامل أشخاصة وأدواته، ورحب كثيرون باتفاق المعارضة أخيراً رغم اختلاف توجهاتها وأيدلوجياتها، وانتظروا ماذا ستفعل هذه الكتلة المعارضة الكبيرة ذات الأسماء الرنانة، والتى لا يختلف على وطنية رموزها وقيادتها أحد؟

وانعقدت الاجتماعات المتتالية لقيادات الجبهة والمؤتمرات الصحفية الكثيرة، والتى أعلنوا فيها عن كثير من المواقف التى كانت تستجد على الساحة السياسية المصرية، مع إتباع الجماعة الحاكمة للبلاد نفس سياسات النظام السابق، والعناد مع المطالب الشعبية، والتباطؤ الشديد فى تحقيق الأهداف التى طالبت بها الجماهير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، ولكن خاب ظن أغلب أبناء الشعب فى تطوير الأداء من هذه الجبهة، والتى أصبح انعقادها أسبوعياً تقريباً، ثم الخروج ببيان صحفى، فالغالبية من أبناء هذا الوطن كانت تريد من هذه الجبهة أن تكون أكثر التصاقاً بالشعب المصرى، وأن تتلاحم وقياداتها مع أبناء الوطن، وأن تلتقيهم فى مختلف المحافظات، وأن تستمتع إلى همومهم ومشكلاتهم، وأن يكونوا إلى جانبهم.

ولكن اقتصر المشهد على ما كان، ودون رؤية مستقبلية لما يمكن أن تكون عليه هذه الجبهة فى الفترة القادمة، فى مرحلة ما بعد الانتخابات، والتى لم يتقرر بعد موعدها وإجراءاتها، وما إذا كانت الجبهة سوف تشارك فيها من عدمه، ولم يتم طرح الإجابة عن تساؤل لأبناء الوطن، وهو ما هو البديل فى حالةعدم المشاركة وإلى ماذا ستتجه الجبهة؟

ويتساءل الناس أسئلة أخرى أعتقد أن على الجبهة الإجابة عليها مثل هل ستندمج هذه الأحزاب فى حزب أو حزبين كبيرين، حسب الاتفاق فى البرامج والأيدلوجيات أم لا؟ وهل لو لم تندمج الأحزاب كيف سيكون شكل التعاون والاتفاق بينها، وهل يقتصر ذلك على مجرد تحالف انتخابى وفقط، وينفض بعد الانتخابات، أم يستمر؟ كيف تعد الجبهة لمواجهة محاولات الاختراق والتلاعب واختلاق المشكلات والأزمات؟

والسؤال الأهم من وجهة نظرى هو ما هى رؤية الجبهة للقيادات الشابة داخل الأحزاب المكونة لها، وما هو دورها فى قيادة القاطرة، خاصةً أن أغلب القيادات من كبار السن، وهل سيتحول هؤلاء إلى مجلس حكماء أم سيبقون فى القيادة؟

هذه مجرد أسئلة مطروحة، ويجب الإجابة عليها، ويجب مناقشتها وطرح رؤى للمستقبل، سواء القريب أو البعيد، والعمل على التواصل بين قيادات الجبهة والقيادات الشابة فى كل الأحزاب والحركات المكونة لها، ووضع خطة للتواجد فى جميع محافظات مصر، والالتقاء بجميع أبناء الوطن، ومناقشة مشكلاتهم ومعاناتهم، والتفاعل معها، ولا يجب أن يقتصر دورها على مجرد توجيه أسهم النقد، وتواجه المشكلات الاقتصادية الكبيرة والمعقدة، وأن تعرض الحلول لمشاكل الوطن على أبناء الشعب، ليعلم من الذى يصنع المشكلات، ومن الذى يطرح الحول، وليكن الشعب هو القادر على الفرز بين من يطرح حلولاً حقيقية وواقعية للمشكلات، وبين من يطرح برنامج نهضة، وهو غير موجود، سوى فى خيال كاتبيه. وأخيراً يجب أن تعلم الجبهة بكل رموزها وأعضائها أن الشعب يريدها أن تبقى، وأن تتطور، وأن تكون الأمل فى وقت لا أمل فيه، وأن تكون بحق جبهة إنقاذ مصر.
 
أعلى