آلبتول
أدميرال
- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 10,067
- مستوى التفاعل
- 172
- المطرح
- من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
خُيِّر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط بين العدالة والاستقرار، فاختار الاستقرار.
وحين سئل عن العدالة، قال ما معناه: لا خيار... سأنتظر على شاطئ النهر، ولا بد أن أرى، في يوم من الأيام، جثة القاتل تطفو على سطح الماء.
إجابة شعرية تليق بهذا الشرق الشعري... إجابة لا يجيدها إلا من سبح في متاهات اللغة، وتقلب بين الشعارات، ولم تخنه لا اللغة ولا البلاغة، في مواجهة واقع خائن متقلب.
إجابة مر على تسجيلها في مختبر العرب الحِكَمي ردح طويل من الزمن... ألم يسجل طرفة بن العبد براءة اختراعها قبل قرابة الألفي سنة:
ستبدي لك الأيامُ ما كان خافيا ويأتيك بالأنباءِ من لم تزودِ
النتيجة الحتمية لهذا النوع من الحياة بين ركام الكلمات: الاستقرار وحده هو المهم، فيما كل القيم الأخرى، التي يحتاج إليها الناس
ستتكفل بها الخطابة والشعر، وألاعيب البلاغة وحيلها، حتى وإن أتت ممجوجة وكريهة من ألسنة السياسيين.
نحن نعيش القيم في مجموعة من العبارات والحكم والمأثورات، وحين ننزل إلى أرض الواقع، فإننا ننزع ثياب الحكمة واللغة
ونخوض في وحول الواقع، بأدوات تشبه الواقع ذاته: كذبًا، ورياءً، ومماطلةً، وتسويفًا، وادعاءً...
تأمل من حولك... اقرأ ما يكتب في صفحات الجرائد، واسمع ما يقال على شاشات التلفزيون، وستعرف كم أنهم «يقولون ما لا يفعلون»...
كم أنهم شعراء من ذلك النوع الرديء والرخيص والمكرور والمعاد، وكم أن (شعرهم) يفتقر إلى متعة الشعر ودهشته...
ولكن ماذا سيحدث لو ازداد الغني غنىً، والفقير فقرًا، والظالم ظلمًا، والفاسد فسادًا... إلى درجة نصل فيها جميعًا إلى القاع الذي لا سقوط بعده!!
قد يبتلع المواطن المغلوب على أمره الحسرة تلو الحسرة، حفاظا على حد أدنى من الحياة، ومن لقمة العيش، ولكنه سينفجر حتما حين يكتشف بعد طول ذل وعذاب
أن لقمة العيش بلا كرامة أو أفق لا تعني له شيئا (وهو ما يحدث وسيحدث في عالمنا العربي الشعري)...
عندها سيدرك كل (شعراء) العالم الرديئون، وكل سياسييه المبتذلون أن العدالة (بمفهومها الواسع وليس بذلك المفهوم القضائي الضيق)
هي الأساس الذي تبنى عليه كل القيم الأخرى... عندها سيكتشف ذلك السياسي (المحنك) أن الجثة التي تطفو على النهر ليست جثة عدوه، بل جثته هو!!
دائماً يضخ بي الاعجاب في مقالاته للكاتب مسفر الغامدي
كاتب بجريدة المدينة لكل اربعاء