جدار عازل يحمي السفارة الأميركية بالقاهرة ومواجهات في ميدان التحرير


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لليوم الثالث على التوالي، بدت الأجواء ساخنة في محيط السفارة الأميركية في القاهرة، والشوارع المحيطة بميدان التحرير، والميادين الرئيسة في المحافظات المصرية وبالقرب من المساجد الكبيرة، وفي حين استمرت المناوشات «المتقطعة» بين المحتجين على الفيلم المسيء للرسول الكريم الذين ارادوا الاقتراب من مبنى السفارة الأميركية وقوات الشرطة، كثفت قوات الشرطة من الاحترازات الأمنية، وأنشأت بمساعدة قوات الجيش جدارا عازلا حول السفارة من ناحية ميدان سيمون بوليفار، وتصاعدت حدة الغضب في مسيرات متفرقة ضد صناع الفيلم المسيء رغم سحب جماعة الاخوان المسلمين دعوتها للمشاركة في المليونية.
وتحت شعار «الشعب يقول إلا الرسول»، نظم الآلاف من المصريين تظاهرات ومسيرات انطلقت من أمام المساجد تندد بالفيلم الأميركي المسيء للنبي الكريم.
وقال خطيب الثورة الشيخ مظهر شاهين إنه أجرى اتصالا هاتفيا بمدير أمن القاهرة لوقف إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في ميدان التحرير ومحيط السفارة الأميركية خلال خطبة الجمعة في مسجد عمر مكرم، وطالب المتظاهرين بتنظيم سلاسل بشرية بين قوات الأمن المكلفة بتأمين السفارة الأميركية لمنع بعض المشاغبين من محاولة اقتحام السفارة.
وبدأ توافد المئات على ميدان التحرير من المشاركين في مليونية «إلا رسول الله»، رافعين أعلاما سوداء مكتوبا عليها: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ورددوا هتافات «نحن فداؤك يا رسول الله» و«الشعب يقول إلا الرسول».
ورشق متظاهرون صفا من رجال الشرطة بالحجارة لاعتراضه طريقهم الى السفارة الاميركية وردت القوات باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وجاب المتظاهرون الميدان والشوارع المحيطة، وقام فريق منهم بمحاولات وقف الاشتباكات في محيط السفارة، وذلك وسط استمرار الاشتباكات في محيط السفارة.
وسحبت جماعة الاخوان دعوتها للمشاركة في المليونية، وقال الأمين العام للجماعة محمود حسين ان «الجماعة حينما قررت الدعوة إلى الوقفات أمام المساجد نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان الهدف منها هو إشراك جموع جماهير الشعب المصري في هذه الوقفات، وإعلان غضبتنا وغضبة الشعب المصري كله، وعدم قصر الأمر على ميدان التحرير فقط». الا انه اضاف: «نظرا لتطور الأحداث في الساعات الأخيرة، فقد قررت الجماعة منذ المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقط حتى لا يستثمر المكان في التعدي على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى».
وقال جمال صابر منسق حملة «حازمون» التابعة للزعيم السلفي حازم ابو اسماعيل، إن الرسول صلى الله عليه وسلم «هو الذي منعنا من التعدي على الآخرين والأميركيين ولولاه لرأيتم منا فعلا آخر ولكن دينينا هو الذي نهانا عنكم، نحن نتعامل معكم بديننا ولن تركع أمة قائدها محمد صلى الله عليه وسلم». وشهد مسجد الاستقامة في الجيزة والفتح في رمسيس تظاهرات منددة، وطالبت مسيرة خرجت من الجامع الأزهر بطرد السفيرة الأميركية ان بارتسون.
وفي مسجد مصطفى محمود شارك كاهن كنيسة العذراء في الدقي في مسيرة رافضة للإساءة.
وفي الإسكندرية خرجت تظاهرات حاشدة حيث هتف المصلون: «يا مسلم قول لأوباما.. سب رسولنا آخره ندامة»، وأفتى إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية الشيخ المحلاوي بإهدار دم صناع الفيلم.
ورسميا، قال الناطق الرئاسي المصري الدكتور ياسر علي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على «تويتر» إن الرئيس محمد مرسي في العاصمة الإيطالية راجع بعض الملفات الداخلية والإعلامية بعد صلاة الفجر، وأنه تابع ما يدور في القاهرة، مؤكدا احترام الدولة المصرية لحق التظاهر وحرية التعبير في إطار القانون وعلى دور الدولة المصرية في حماية الممتلكات العامة والخاصة وحماية البعثات الديبلوماسية ومقار السفارات والقنصليات.
وقال مصدر عسكري مسؤول إنه لا وجود لأفراد أو مدرعات للجيش في محيط ميدان التحرير أثناء التظاهرات المناهضة للفيلم المسيء، لافتا إلى وجود عدد قليل من القوات والمدرعات التابعة للجيش أمام السفارة الأميركية لتأمينها منذ اندلاع ثورة 25 يناير، خاصة أن هذه المناطق تضم عددا آخر من السفارات المطلوب تأمينها أيضا من بينها البريطانية والسورية والكندية... وغيرها.
ورغم المفاوضات التي أجرتها الرئاسة المصرية وعدد من السياسيين ورجال الدين ورفضها المحتجون لتهدئة الأوضاع ووقف الاشتباكات التي استمرت خلال اليومين الماضيين بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن، إلا أن الأحداث اتخذت بعدا آخر أمس، حيث اقتحمت قوات الأمن المركزي ميدان التحرير وطاردت المتظاهرين الذين لاذوا بالفرار أمام ضغط قوات الأمن إلى الشوارع الفرعية من الميدان، كما قامت القوات بإزالة وحرق الخيام المنتشرة في أرجاء الميدان والقبض على العديد من المتظاهرين والباعة الجائلين، وبدت المناوشات كأنها «حرب شوارع» وتمكنت قوات من المنطقة المركزية العسكرية وقوات الأمن المركزي في الساعات الأولى من صباح أمس من بناء جدار خرساني ومعدني عازل عند مدخل السفارة الأميركية بالقرب من ميدان سيمون بوليفار بغاردن سيتي، وذلك لوقف الاشتباكات مع المتظاهرين، وبعد الانتهاء منه انسحبت قوات الجيش.
ورشق المتظاهرون 6 سيارات تابعة للسفارة الأميركية بالحجارة أثناء هروبها، ورجحت مصادر نقلها مستندات خاصة بالسفارة وعددا من الموظفين خشية اقتحام المبنى مرة أخرى.
وأمنيا، قال مصدر أمني مسؤول في الداخلية إنه تم توقيف 37 متهما من المشاركين في الاعتداء على قوات الشرطة التي تعمل على تأمين مقر السفارة الأميركية، موضحا أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهمين وإحالتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق معهم.
وأوضح ان عشرات الاشخاص اصيبوا بضيق في التنفس جراء قنابل الغاز المسيلة للدموع او بالحجارة وكان بين المصابين جنود وأفراد الشرطة ومصابون بكسور وجروح قطعية وسحجات متفرقة في الجسم وتم نقلهم للمستشفيات لإسعافهم. وقالت وزارة الصحة في تقرير لها إن إجمالي حالات الإصابة التي وقعت منذ بدء الاشتباكات بلغت 228 إصابة متنوعة بين كسور وجروح قطعية بالرأس وإغماءات تم نقلهم إلى المستشفيات.
وقضائيا قررت نيابة قصر النيل حبس 31 متهما بإثارة الشغب وإشعال النيران بسيارة الشرطة ومحاولة اقتحام السفارة الأميركية أربعة أيام على ذمة التحقيق وتسليم قاصر لأهله، كما تواصل النيابة التحقيق مع 6 آخرين تم توقيفهم في محيط السفارة، ووجهت النيابة للمتهمين تهمة إتلاف الممتلكات العامة والخاصة والتعدي على أفراد الشرطة وإثارة الشغب.
 
أعلى