قمر الشام
بيلساني عميد
- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 3,380
- مستوى التفاعل
- 41
- المطرح
- فســحة ســــماوية
الجزيرة الوحيدة في سورية ،وتقع على مرمى النظر قبالة طرطوس فهما شقيقتا تاريخ وحياة. كانت أرواد أيام الكنعانيين مملكة مستقلة باسم - أرادوس - وثمة نصوص قديمة وكثيرة تتحدث عن أهميتها في التجارة والملاحة . وكانت لقاء أن يزودها سكان الساحل بالماء الشروب توفر لهم ملجأ يهرعون اليه كلما اجتاحتهم الغزوات الآشورية وبخاصة لأهل عمريت الواقعة جنوبي طرطوس والتي لاتزال تحتفظ باسمها القديم ولكن لم يبقى من معالمها الغابرة الا معبد فريد يرقى عهده إلى القرن الخامس قبل الميلاد ،وهو منحوت بالصخر ومحاط بالماء ، وبقايا ملعب رياضي كبير -ستاديوم - كان يتسع لحوالي - 11 - ألف متفرج وهو يرقى إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد ، وكان السوريون القدماء يقيمون عليه مواسم الألعاب الرياضية التي أخذها عنهم اليونانيون بعد ثمانية قرون وأطلقوا عليها اسم الألعاب الألمبية . أما أرواد اليوم فتتألق في البحر بجمالها الطبيعي وبساطتها الآسرة ، فهي كتلة من البيوت والحصون المتراصة على بعضها وأسوار تغسل الأمواج حجارتها الضخمة وتزين حوض مرفئها الأشرعة والزوارق ذات الألوان الزاهية والمطاعم والمقهاهي الشعبية الصغيرة المطلة على البحر و على طرطوس . وتشتهر أرواد ببرجها الأيوبي وبقلعتها القديمة التي أصبحت متحفاً لآثار الجزيرة وللتقاليد البحرية ولذكريات النضال القومي ، فقد جعل منها المستعمرون حين احتلوا سورية معتقلاً يسجنون فيه زعماء المقاومة الوطنية ، ولا تزال كتابات هؤلاء المناضلين التي حفروها على جدران زنزاناتهم بادية واضحة تتحدث عنهم وعن تطلعهم نحو استقلال وطنهم.