Gabriel
بيلساني مجند
- إنضم
- Jul 15, 2010
- المشاركات
- 1,320
- مستوى التفاعل
- 67
- المطرح
- مرة هون ومرة هنيك حسب
أحبك ..
قالتها بصوت يرتجف تخنقه الدموع فرمقها بنظرة ملؤها الشفقة وشعر نحوها بالرثاء وقال:
ولكنى كفرت بالحب منذ زمن بعيد ..انا لا احب أحد ..ولن أحب
انا لا أطلب منك أن تحبنى فقط دعنى أحبك
أكره ان اراك تضيعين عمرك فى الاوهام فى انتظار شئ لن يأتى ابدا انا أشفق عليك لا أحب أن أراك تذبلين يوما بعد يوم بسببى لن أحتمل مثل هذا العذاب
انا بدونك نفس ضائعة هائمة فى الفضاء ..وردة تذبل تحتضر..شمس توشك على المغيب ..رمقها بعينين حانيتين وابتسم ابتسامة باهتة وقال سامحينى ليت الامر بيدى ..وتركها وانصرف
واستغرقت فى البكاء تعانى انسحاق الاحساس بالذات فقد اهدرت آخر قطرة من كرامتها تحت قدميه محاولة ان تعطى حبها قبلة الحياة حتى لا يموت ولكنها اخفقت ..
بعد ايام من لقائهما علمت انه سافر بعيدا احست انها على حافة الهاوية وشعرت بالعجز وانها مكتوفة الايدى ترى قلبها يلفظ آخر انفاسه ولا تملك له شيئا
وكانت تذبل وتزوى يوما بعد يوم وانفطر قلب امها حزنا لحالها ..فما زالت بها امها حتى رضخت واذعنت وتزوجت.... كان زوجها رقيقا معها حلو المعشر ولكنها كانت تحيا فى جزيرة منعزلة .. تطوى قلبها على سرها ..وذات يوم اخبرها ان احد اصدقائه عاد الى الوطن بعد طول غياب وانه سيدعوه لتناول الغذاء ورجاها ان تحسن استقباله وتكرم وفادته
دق جرس الباب استقبل الزوج صديقه بترحاب وكانت هى فى كامل اناقتها وزينتها فزادها ذلك جمالا وبهاء وذهبت لتحيى الضيف وتسمرت قدماها حين وقعت عيناها عليه انه هو ...حبيبها.. تعلقت به عيناها ولم تنطق بكلمة واندهش هو لمرآها وارتبك وتلجم لسانه فلزم الصمت مرت لحظات والجميع يلتزم الصمت ...أحاط الزوج زوجته بذراعيه ونظر اليها بحب وعشق وقال : اقدم لك زوجتى ..الم اقل لك انها اجمل وارق امرأة بالوجود .. مد يديه ليسلم عليها فسلمت عليه بيد مرتعشة وحيته باقتضاب وانصرفت مسرعة
تجنبت النظر اليه طوال الوقت.. كانت نهبا لصراعات تدور بداخلها تمزقها وترسم على وجهها طيف إبتسامة .. وكان هو يرمقها بين الحين والاخر وتعجب من نفسه وتساءل ترى لماذا يطيل النظر اليها هكذا .. وبعد الغذاء انصرفت لحجرتها وتركتهما معا ..اغلقت الباب عليها وتهاوت على سريرها واحتضت وسادتها لتكتم صوتها واجهشت بالبكاء .
وتعددت لقاءاتهما كان الزوج يصر على دعوته ليكون بصحبتهما طوال الوقت وحاولت كثيرا التنصل من مرافقتهما ولكن زوجها كان يصر على وجودها معهما وبعد انصراف الضيف كان زوجها لا يكف عن الحديث عنه ودت لو تصرخ فى وجهه ان يكف عن ذكر اسمه امامها احست ان قلبها ينوء بالحمل الذى القته الايام عليها كانت تتأرجح بين اخلاصها لزوجها وحبها القديم تئن فى صمت
اما هو فوجد نفسه يصب على حظه الف لعنة ثم همس لنفسه لم يكن حظى وانما محض اختيارى ودون ان يشعر وجد نفسه يفكر فيها وتظل صورتها عالقة بذهنه طوال الوقت ..وجد نفسه مشدودا اليها لا يكف عن الفكير فيها احس بأنه ارتكب خطأ لا يغتفر عندما رفض قلبها.. عندما اعرض عنها ..وشعر بالتعاسة ووقع فريسة للندم ينهش قلبه بلا رحمة . وقرر ان يضع حدا لهذا الاعصار الذى يوشك ان يعصف به قبل ان يدمر كل شئ وجد انه لا مفر من الهرب بعيدا فقد احس بالدناءة والضعة اذ كيف يفكر فى زوجة اعز اصدقائه فقرر الرحيل. وقرر ان يعاقب عينه بالحرمان من رؤياها ويدارى بقلبه غرامه المدفون وربط على قلبه وقرر ان يبتعد
وبعث لها برسالة يرجوها فيها ان يلتقيا فلديه الكثير ليقوله لها وترددت كثيرا ولكنها رفضت ان تقابله وارسل لها ثانية ان تأتى فقط لتودعه قبل رحيله
انفطر قلبها عندما علمت بسفره ادركت انها لن تراه ابدا مرة ثانية .. وتساءلت فى حزن لماذا كتب علينا دائما ان يفصل بيننا بحار وجبال ماذا جنت يداى حتى اتجرع مرارة الحرمان اما لهذا الظمأ من ارواء ؟؟
رتل الرعد نشيدا وانهمرت الامطار فامتزجت بدمعاتها الحزينة وجدته وقد أسدل على وجهه نقاب من الحزن ..ودمع عينيه مسكوب ينتظر على رصيف الميناء بلهفة وشوق وعندما رآها هرع اليها مد يديه اليها ولكنها تراجعت فى فزع الى الوراء تقدم منها ببطء ولفهما الصمت ..وتمزق قلبها عندما رأت دموعه واقسى مشهد على النفس رؤية رجل يبكى فامسكت بيديه وقبلتهما وانطلقت صافرة الباخرة تنذر بالرحيل
فاحكمت قبضتها على يديه ونظرت اليه بعينين دامعتين تتوسلان اليه الا يرحل ولكنها لم تستطع ان تنطق بكلمة وافلت يديه من بين يديها وقلبه يتمزق لفراقها وركب الباخرة ووقفت هى ترمقه لا تكاد تبصر شيئا من بين دموعها ورأته يلوح لها وابتعدت السفينة شيئا فشيئا حتى اختفت عن الانظار واحست ساعتها انها اصبحت جسد بلا روح.