جيجز أم مالديني؟ الفرق شاسع

[B.A.R.C.A]

تعتبر مهمة الظهير أو قلب الدفاع من أصعب المهام داخل الملعب لمواجهاتها تحديات ومصاعب عنيفة إذا ما كان الخصم يمتلك مهاجمين أفذاذ أو أجنحة طائرة، لكن المهاجم الفذ لا تجده في كل فريق، وليس كل الخصوم يدخلون مبارياتهم بحثاً عن الفوز أمام الأندية الكبرى فينكمشوا ويتراجعوا، ما يَجعل مهمة صناع الألعاب والمهاجمين في الفريق الراغب في تحقيق الفوز أمام الفريق المنكمش أهم وأصعب من مهمة المدافعين.
​

وقد نرى كل اسبوع مباريات لأندية كبرى كريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وآرسنال وميلان ويوفنتوس يرتاح فيها المدافعين وحراس المرمى دون اختبارات تذكر، وتلقى على عاتق لاعبي الوسط والهجوم مسؤوليات كثيرة كمسؤولية فك شفرات الجدار الاسمنتي الحائل بينهم وبين الثلاث خشبات، أو كحرمان الخصم من شن الهجمات المضادة على دفاعهم.

لهذا ظهر لنا من منتخبات وأندية الصفوة أفضل نجوم العالم على مر العصور والذين يتذكرهم التاريخ دائماً كبيليه ومارادونا ثم بلاتيني وفالكاو وزيدان وفيجو والجيل الحالي الذي يقوده الثنائي "ميسي وكريستيانو رونالدو".

وليس غريباً أن يفوز دائماً أحد صناع اللعب أو المهاجمين بالألقاب الفردية كلقب الأفضل في العالم من الفيفا أو الحذاء الذهبي أو أفضل لاعب في الموسم ببطولة دوري ما.

وبدرجات قليلة جداً نرى حراس المرمى والمدافعين يحصدون الجوائز الفردية (على حساب نجوم الوسط).

فمنذ زمن بعيد جداً لم يفز حارس مرمى بلقب الأفضل في العالم، بالتحديد منذ أيام (ليف ياشين) حارس الاتحاد السوفيتي، وكذلك لم يفز أي مدافع منذ السبعينيات (بيكنباور) وحتى عام 2006 بلقب أفضل لاعب في العالم، وأنتم تعرفون كيف انتزع كانافارو هذه الجائزة بصعوبة في وقت كان فيه آندريا بيرلو هو الأفضل على الإطلاق ومن بعده "زيدان" لكن حسابات ما أدت لذهاب الجائزة لكانافارو.​

بالتالي مُناسبة وصول لاعب وسط كريان جيجز للمباراة رقم 903 بقميص فريق واحد أمر استثنائي في عالم كرة القدم، بما أن لاعب الوسط أكثر عنصر من عناصر لاعبي كرة القدم يستخدمه أي مدرب مهما كانت درايته في عالم التدريب على كل الأشكال والألوان، بل يقوم بـ (استهلاكه على أكمل ما يكون) قبل أي عنصر أخر من عناصر فريقه، لدرجة أن هناك مدربين حتى وقتنا هذا يبنون استراتيجياتهم وخططهم على لاعب أو اثنين (دائماً من خط الوسط).
​