حبل المراوغة قصير


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

غموض في ما وراء الحديث وتلاعب متعمد بين ثنايا الكلمات هذا هو أسلوب المراوغ، الذي يتهرب من مسار الصراحة والشفافية والوضوح أثناء المناقشة معتبراً أنه بهذا الاتجاه يصل الى مبتغاه ويحقق مراده.
لكن عادة ما يكون هذا الاسلوب غير المستحب والواضح شكلاً ومضموناً يترك لدى الآخرين آثاراً سلبية، فعوامل عديدة تكشف تلاعب المراوغ بالكلمات مهما تفنن فيها أو حاول تمريرها بالطرق الملتوية أهمها تلك المتغيرات التي تظهر بوضوح على معظم أجزاء الوجه وتغيرات تحدث في الصوت وأخرى تطرأ فجأة أثناء اعتماده فن المراوغة.
هناك بعض من الناس يظن أن التلاعب بالكلمات هو نوع من الديبلوماسية علماً، ذلك بعيد عن ذلك كل البعد فالشخصية الديبلوماسية تتصف بالمصداقية والدقة والهدوء والتواضع والإخلاص وتقديم المساعدة لقاصديها بأسلوب راق وذلك من منطلق احترام الآخرين.
إن المراوغة مبعثها إما الغيرة والحسد أو الحقد والرغبة في اتهام أشخاص لابعاد الشبهة عن المراوغ نفسه أياً كان السبب فانها تدل على عدم القدرة على المواجهة والمصارحة وتدل على الضعف الذي قد يتحول ويتطور عند معظم الأشخاص من أسلوب دفاع ضعيف الى خبث قوي.
لا شك ان مواجهة المراوغين بالحقيقة لا تنفع لأنهم اعتادوا هذا النوع ولا يعترفون بحقيقة مقصدهم ويتهمون من يواجههم بتهم مختلفة إحداها سوء الظن، والأجدى بمثل هذه المواقف مجاراة ومسايرة المراوغ بحسب ظاهر كلامه والتغاضي عن مراده منه والبناء على ظاهر كلامه كأنه هو المقصود الحقيقي والتعامل بعفوية معه وهذا الأمر يحمل الانسان على تخطي خداع المخادع الذي يفشل في تقديم نفسه منتصراً عبر أدواته المعتمدة نظرا لتوقعاته برد فعل مساوٍ لفعله.
ان من كمال ايمان العبد استقامته فلا يؤمن العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه فليبتعد كل مراوغ عن ألاعيبه بالكلمات وليتعظ من هزائمه التي تلحق به أضراراً معنوية أمام الناس الذين يكتشفونه ويحذرونه بسبب الكلام غير الصريح الذي يلصق به صفة النفاق
 
أعلى