✿منى قلبي✿
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 18, 2010
- المشاركات
- 2,656
- مستوى التفاعل
- 36
- المطرح
- في بستان ورد منسية
ذات حب !
طلب مني قلبي أن أغمض عينيّ و أفكر بأجمل شيء قد يحدث لي ! ففعلت ذلك ، و سرعان ما وجدتك أمامي ، بقميصك الأبيض الذي يغلفه ذلك البلوفر الصوفي الزيتي اللون ، و بنطالك الجينز السماوي اللون ، نعم كنتَ أنت ، ذو العينان الرماديتان.. تلك النظرة التي غلفت وجهك راقتني كثيراً و جعلتني أشعر بأشياء كثيرة جميلة!
و كنتَ سعيداً لزيارتي المفاجئة لعالمك ..
فنظمتَ قصائد غزل ، و جعلتَ القمر يفرز عصارة ضوئية نثرتها على شعري ، و تطايرت شرارات السعادة من عينيك.. كان الورد يمشي إليك ليستقر بين يدي ، و كانت الأسماك تحدق إلينا مخرجة رؤوسها من سطح الماء ، و كانت ألحان الكمان تعزف من تلقاء نفسها ، و كانت السماء تتوهج بألوان نبضاتنا ، فإذا ابتسمت لي توهجت بالزهري ، و إذا داهمتني بنظرة توهجت بالأحمر! كل شيء كان سريالياً ، شهياً ، عذباً ، قاتلاً ، مربكاً ، مثخناً بالثمالة!
و كنت أشعر بالفرح لأنني قتلت حبيبتك ، و تخلصتُ من جثتها على ضفاف تلك البحيرة. ألم تشتم رائحة شعرها أو رائحة الدماء التي علقت بفستانها الذي يعوم في أعماق البحيرة؟ هل أخبرتك بمدى فخري و سعادتي بما اقترفتُ في حقها؟ هل اقتراف الخطايا يورث هذه الأحاسيس الانتشائية أم يعذب ضمير الإنسان؟ لـِمَ لا يعذبني ضميري؟ هل تغلغل الشر في أعماقي لهذه الدرجة؟ أم أنني غارقة في حبك ولا أريد لأحد أن ينقذني منه!
قلت لي : حبيبتي ، لنتمشى قليلاً و مددتَ لي يدك فأمسكتها بدفء. عندما نظرت حولي بينما كنا نمشي ببطء ، لم يكن هناك سوانا ، كان عالمك مقتصراً علينا نحن الاثنين ، ليس لأننا كنا في خضم المساء ، بل لأنك خصصت عالمك لي وحدي ، لنمارس طقوس عشقنا بحرية! لكن .. خطر لي سؤالٌ موجع ، أتظنني هي ؟ أم تحبني أنا؟ فالتفتُ نحوك لأسألك و قلت : حبيبي؟ فالتفتَ لي بابتسامة : نعم حبيبتي! فقلتُ بعد أن صمتتُ للحظات : أتعرف من أنا؟ فابتسمت و كأنك فهمتَ ما أرمي إليه و قلت: أنتِ حبيبتي ، فقلتُ بخوف : أنا لست هي..أنا و قاطعتني : أعلم ذلك! و ختمتَ جملتك بابتسامة جعلتني أتأملك بتناحة ، فضحكتَ و تابعتَ قائلاً: أنتِ من منحني الحب ، ليس هي ليست لديك أدنى فكرة كيف اقتحمتني السعادة في تلك اللحظة ، فاسترسلتَ قائلاً : كنت أنتظركِ أنتِ في المقهى.. قاطعتك : و كنت تعلم بموتها؟ فهززت رأسك إيجاباً و أردفت قائلاً : في الواقع سررت لذلك ، حتى يتسنى لي لقاءكِ أي انتشاء بارتكاب الجريمة لازمني تلك اللحظة! و أي سعادة جعلت تتراقص في عينيّ ، شخصان مسروران لفناءكِ يا عزيزتي! بحق الله لـِمَ لم أقتلكِ من البداية؟!
كان قلبي يخفق بجنون و كأنه لم يخفق قط ، و كنت تتأملني ، و تسحق مشاعري ، و تجرعني الحب بثمالة لاسيما إذا تهت في اللون الرمادي. عندها استجمعت جرأتي و سألتك : تحبني؟ و قبل أن أسمع إجابتك بثوان ، سمعت صوت أمي و هي تصرخ من بعيد مهااااااا! تعالي شوية ففتحت عينيّ بفزع ،و وجدت نفسي في منزلي ، هرولت نحو أمي ، لكنني كنت أشتم رائحته ، كانت عالقة في سترتي!