حجر الرحى

[عمر رزوق]

حجر الرحى






لا تغاري يا تباشيرَ الضحى

لا تحاري يا تعاليمَ النهار

وانبثاقُ الصبحِ

مِنْ رَحِمِ الليالي

مثلُ لؤلؤَ في محار

هل تخافين المسير

أم هو بدءُ المدار

أَسْدلي جَفنيكِ فوقَ عيني

واتركي الرأسَ تنامُ

فوقَ زندي

لا تخافي مِن صريرِ الريحِ

أو موجُ البحار

أُتركي الراسَ تنامُ

فوقَ كَتفي

واطمئني

واغفلي أمرَ الإزار

واسكني في عمقِ اضلاعي

أو عمقُ ذاتي

إنه قلبي

عليه النورُ مسكوبٌ

وفيه السحرُ مرغوبٌ

وفيه الحبُ مغدورٌ

وقالوا

أنني جبّار

ألا يا يقظةً هلّي

لترمي غفلتي عنّي

بشوقٍ طوّقي عُنقي

وشُدّي

شُدّي بالخمار

واصغِي لصوتِ أوتاري

وترنّمي بأخباري

وتمايلي بألحاني

فإني في هذا المسار

بين تغريدِ الكَناري والهَزار

دثّريني وانثريني

وسّديني واتركيني

واذكريني

بعدَ أنْ طالَ انتظار

واكتبي بدموعِ عَيني

على حجرِ الرحى

فوقَ قبري

أنهُ عشقُ انتحار








عمر رزوق