حد يفهمنا يا أسيادنا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
اسمحوا لى يا سادة أن أبدأ سلسلة مقالات تحت عنوان "حد يفهمنا يا أسيادنا"، أعيش ومثلى الكثير من الشعب المصرى الذين لم يحصلوا على درجة علمية مثل الدكتوراه فى التحليل السياسى!! أو حتى معهد سنتين فى فن العلوم السياسية الاستراتيجية الإدارية.

أصبحنا نعيش فى واقع تكثر فيه الأسئلة الصعبة التى لا نستطيع أن نرد عليها بعقلنا المحدود المتواضع ومحتاجين حد يفهمنا ما يحدث الآن فى مصر.

فما يحدث الآن فى الإعلام المصرى الذى نطلب الرحمة منه ومن الله أصبح غير مقبول بالمرة، فلقد تحول هذا الإعلام إلى إعلام الرأسمالية وأصحاب المصالح والنفوذ والمتحولين والمتلونين ذوى الوجوه الصفراء، إعلام السمنة والسكر والزيت والفواصل، فأين الرسالة التى يقدمها الإعلام المصرى لهذا الشعب الذى يحتاج بشدة إلى التوعية والتوجيه؟ هل أصبح الإعلام المصرى هو الإعلام السياسى أو إعلام المطبخ وعمل السلطة؟ أم إعلام النكد والأمراض والتبرعات التى لها قنوات شرعية أخرى من الممكن استخدامها؟ أم إعلام المسابقات التى أصبح يصرف عليها بالملايين دون هدف أو مضمون- مع احترامى لمثل هذه النوعية والتى توجه لقطاعات معينة من الشعب تدعو إلى التكاسل والتشبث بالحظ والصدف وهى العدو القاتل لتقدم أى شعب، ويأتى التساؤل الهام: أين إعلام الطفل؟ والإعلام العلمى والثقافى والتاريخى؟ أين إعلام المرأة وسط حلقات التوك شو المقررة علينا وهى إعلام الحدث اليومى دون عمق- إعلام البروبوجندا والفرقعة الانتهازية، فهذه الحلقات التى تسمى بالتوك شو وإن كانت تمد الشعب بتحليل للأحداث اليومية، إلا أنها تمنح هذا التحليل من واقع وجهات نظر مختلفة قد تفتقر إلى المعلومة أو السبب الحقيقى وراء الحدث الذى يتم التعليق عليه، وكل هذه التحليلات المتعارضة والمتضاربة أحيانا قد أصابتنا بالشلل العقلى والقىء المستمر وحالات الإغماء وارتفاع ضغط الدم، "فياريت حد يفهمنا إيه اللى بيحصل فى الاعلام المصرى؟".

حد يفهمنا ما شاهدته منذ يومين لأحد المذيعين - المشهورين والذى أقدره على الرغم من كثرة المتناقضات التى وقع فيها فى حواراته- وهو يتحدث عن موكب الرئيس الذى تشكل من سبعة وعشرين سيارة ولماذا؟ وكيف؟ وإزاى؟ وما هذه التناقضات التى تتحدث عنها الآن؟، وما هى أهمية هذه المعلومة أو هذا التعليق؟ هل أصبح هذا هو شغلنا الشاغل وهمنا الرئيسى أم ماذا يفعل سيادته لمستقبل مصر؟ كنت أتمنى أن أرى من سيادتكم اعتراضات موضوعية تستند إلى تحليل سليم تمكن الشعب المصرى من معرفة ما يحدث حوله الآن، وليس عدد السيارات التى تشترك فى موكب الرئيس، ويجب ألا ننسى أنه منذ زمن قريب لم يكن أحد ليستطيع أن يتحدث عن موكب الرئيس السابق، ولا أحد كان يملك الجرأه للتحدث فى هذا الشأن.

يا سيدى ليس هذا دفاعا عن الرئيس فأنا أختلف معه كثيراً، ولكن دفاعاً عن المبدأ الثابت الذى لا يتغيير بتغير الشخصيات، فالذى أصابنى بالذهول هو جرأته فى التحدث عن أنه قال: "إحنا قلنا كفاية عربيتين أو ثلاثة"، تسمحلى أسألك عن الخبرة التى لديك التى تمنحك الحق فى أن تحدد ماذا ينبغى على الرئيس أن يتخذه فى حراسته الخاصة؟ هل أنت أو سيادته الذى يحدد تشكيل هذا الموكب أو هذه الحراسة أم الأجهزة المتخصصة التى تعمل على حمايته؟ وسواء كان هذا مغالٍ فيه أم لا، وسواء كان موكبه يعطل المرور أم لا فيجب ألا يكون هذا هو شغلنا الشاغل فلم نجد أحدا قبل ذلك يقف يتحدث عن موكب الرئيس السابق وكان لزاما علينا أن نقف مكتوفى الأيدى والأرجل قرابة الساعة فى إشارة المرور حتى يمر الرئيس السابق بالسلامة، وإننا نرى أنه ليس من اختصاصك عد عدد السيارات فى الموكب فليس من المهم عدد السيارات التى تحرس الرئيس ولكن من صميم اختصاصك وحق الشعب المصرى على الإعلام أن يساعد الشعب فى أن يعد إنجازات الرئيس وسلبياته تجاه وطننا حد يفهمنا إيه اللى بيحصل ده يا أسيادنا!!!.

الحاجة الأخيرة المستعصية على عقلى المحدود الفكر ألا وهى المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية- ألسنا نعيش على الشريعة الإسلامية فنحن نصلى ونصوم ونحج ونقوم بالزكاة ونتزوج ونطلق ونورث ونرث وندفن فى قبورنا طبقا للشريعه الإسلامية والحدود الإسلامية كحد السرقة ورجم الزانى والتى لها شروط لا بد أن تتوافر لها، فحد السرقة الذى قام بتعطيله عمر بن الخطاب فى عام المجاعة ليس تعطيلاً لحد من حدود الله حاشا لله، ولكن استخدام العقل والحكمة، وقد قام بالأخذ بمبدأ الضرورات تبيح المحظورات حتى إنه كيف يستطيع له استخدام الحد بقطع يد السارق الذى هو مجبر على السرقة ومجنى عليه لفقره وقلة حيلته، فهل نحن- ما شاء الله- فى زمن العدالة والأمان الاجتماعية لتفعيل حد السرقة، والتى دائما وأبدا نسمعهم يقولون إسلامية.. إسلامية فهل نحن دولة كفار؟!، حد يفهمنا يا أسيادنا.
 
أعلى