حرفيون بحماة مع الثورة رغم خسائرهم

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يكاد يجمع أصحاب المصالح والحرف والدكاكين الذين التقيناهم في قرى سهل الغاب بريف حماة على تكبدهم خسائر كبيرة جراء الأحداث الجارية، لكن جلّ من تحدثنا إليهم أكدوا أن الخسارة المادية تهون في سبيل الثورة الشعبية وإزاحة النظام.

وقال بعضهم للجزيرة نت إن ما تكبدوه من خسائر مالية لا يمكن مقارنتها بما يبذله الثوار من دماء وما يتعرضون له من إصابات.

وقد أكد أصحاب المحال التي زرناها من مطاعم ومحال للحلويات والبقالة وبيع وتصليح الإلكترونيات وقوفهم إلى جانب الثورة.

وكان من اللافت قول أحد أصحاب المحلات -وهو متخصص في صيانة الهواتف المحمولة- إنه منخرط في إحدى الكتائب الثورية. ويوضح الرجل أنه يغلق محله كلما كانت هناك حاجة للالتحاق بالعمل الثوري الميداني، وأنه مضطر حاليا لفتح محله كي يعيل زوجته وأطفاله.

ركود
ومن بين المحال التي زرناها مشغل للجبن يقوم صاحبه أبو محمد بصنع الجبن من حليب الأبقار. ويقول أبو محمد إنه كان ينتج يوميا نحو طنين من الجبن, بينما لا يزيد الإنتاج حاليا عن نصف طن.

وبسبب القصف والغارات والقذائف التي تعرضت لها قريته, اضطر أبو محمد لإغلاق مشغله ثمانية أشهر وفتحه مجددا قبل شهر فقط بعدما فرض الثوار سيطرتهم على المنطقة، وهو يؤكد تأييده للثورة رغم خسائره.

ومما شهدناه في السوق أن العديد من المحال مغلق. وأبلغنا مواطنون بأنها مغلقة إما بسبب الركود, وإما لأن بعض ملاّكها يعيشون في مناطق أخرى, ويصعب عليهم القدوم يوميا بسبب الحواجز الأمنية التي تضيق على المواطنين.

الخدمات الصحية
وفي إحدى العيادات بالسوق التي زرناها, لمسنا قلة المراجعين وشح المواد الطبية في العيادة التي يديرها طبيب إلى جانب ممرضة وعامل. ورغم أنها مخصصة في الأصل للأطفال، أفادنا الطبيب بأنه صار يستقبل فيها مختلف الحالات جراء إغلاق المستوصف في المنطقة القريبة، ولتوقف العديد من العيادات بسبب الوضع الأمني.

ويقول الطبيب إنه يعالج المصابين جراء القصف العشوائي الذي تتعرض له منطقته من الجيش النظامي، لكنه لا يستطيع استقبال الحالات الحرجة لأنه ليس جراحا.

ويؤكد هذا الطبيب أن العيادة باتت عبئا عليه حيث كان يحقق ربحا جيدا قبل الثورة, بينما تقول الممرضة التي تعمل معه إنه يراعي وضع الناس, حيث يقدم للمعوزين خدمات طبية مجانية، أو يأخذ منهم أجرا رمزيا.

وعن نظرته للثورة يقول الطبيب إنها كانت مطلوبة بسبب ما كان يتعرض له المواطن السوري من إذلال من أجهزة الأمن, فضلا عن الفساد المالي والإداري.

وفي صيدلية مجاورة, بدا كثير من الرفوف خاليا من الأدوية. وقال الصيدلاني الذي أراد أن ندعوه 'الضمير' إن أدوية كثيرة لم يعد يحصل عليها بالكميات المطلوبة كما في السابق بسبب توقف معظم موزعي الأدوية عن عملهم مما يضطره لجلبها بنفسه.

وعن نظرته للثورة والثوار، أوضح الصيدلاني أنه مع الثورة قلبا وقالبا حتى يزول 'النظام الجائر ويحل محله الحرية والكرامة للشعب' رغم تعرضه سابقا لاعتداء من أشخاص 'زعموا أنهم من الثوار'.

وهو ينكر على الثوار أن ثورتهم انخرط فيها أشخاص 'ليسوا نظيفي الأيدي', وبعضهم ينتسب لها لمآرب شخصية. كما أنه يأمل أن ينظم الثوار صفوفهم ويحلوا محل الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها عبر فرض النظام والأمن.
 
أعلى