حركات شبابية موريتانية تتظاهر للمطالبة بالتغيير

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
قمعت الشرطة الموريتانية تجمعا نظمته ثلاث حركات شبابية موريتانية هي: حركة 25 فبراير، وحركة منسقية شباب المعارضة (مشعل)، وحركة 'لا تلمس جنسيتي'، للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان.

وتأتي هذه المظاهرة الشبابية لإحياء ذكرى انطلاقة أولى هذه الحركات نشأة وهي حركة 25 فبراير التي انطلقت في مثل هذا اليوم من عام 2011، ضمن الحراك الشبابي الذي عرفته المنطقة العربية في نفس العام وقاد إلى نجاح عدة ثورات عربية في إسقاط أنظمة عتيدة، كما هو الحال في تونس ومصر وليبيا واليمن.

وقادت حركة 25 فبراير حراكا متواصلا خلال العامين الماضيين بدأ بزخم لافت، ولكنه تقلص شيئا فشيئا نوعية وعددا حتى كاد يتلاشى مع الوقت. كما شهدت الحركة ذاتها عدة انشقاقات وانشطارات أضعفت قدرتها على التحرك، وحدّت من إمكانياتها التأثيرية.

قمع
وتدخلت الشرطة وقوات الأمن لتفريق التجمع الشبابي، مستخدمة الهري والقنابل المدمعة. ولم تسجل إصابات بالغة في صفوف المتظاهرين أو عناصر الشرطة، باستثناء حالة إغماء واحدة على الأقل تعرضت لها متظاهرة بعد استنشاقها الغاز المدمع، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأوقفت الشرطة عددا غير معلوم من المتظاهرين أطلقت أغلبهم في وقت لاحق، وما زالت تحتفظ بعناصر قليلة وفق ما ذكرته مصادر في الحركات الشبابية المتظاهرة.

وقال القيادي في حركة 25 فبراير الشيخ عبد الله ولد مولاي للجزيرة نت إن خروج مناضلي حركته اليوم بعد سنتين من انطلاقتها يعكس إصرارها وتمسكها بمطالبها التي رفعتها من أول يوم، وهي المطالب التي تتعلق بإحداث تغيير جذري في المنظومة الحاكمة، وإبعاد العسكر عن السلطة التي يجثمون عليها منذ العام 1978 حسب قوله.

رسائل
وقال الرئيس الدوري لشباب مشعل -المشاركة في المظاهرة- محمدو ولد مولود إن الرسالة التي يرفعها المتظاهرون، هي المطالبة بالتغيير الجذري وإنهاء معاناة المواطنين الذين يتعرضون للتجهيل والتفقير من لدن النظام الحالي.

وأكد ولد مولود للجزيرة نت أن مبررات عودة الحراك الشبابي إلى سابق قوته ونشاطه متضافرة، فالفساد قائم والنظام مستمر في وأد حلم الشباب بغد أفضل.

من جهته قال وان بيران رئيس حركة 'لا تلمس جنسيتي' التي تنشط في الدفاع عن حقوق الزنوج الموريتانيين، إنهم قرروا المشاركة مع الحركتين الشبابيتين الأخريين لإيمانهم بأن النضال يجب أن يكون جماعيا، ولأن تجربتهم تقول بأن مواجهة السلطة بالحقائق وانتزاع المطالب منها لا يمكن أن يكون جهدا فرديا.

وأشار بيران في تصريح للجزيرة نت إلى أن حركته تشارك بقية الحركتين في المطالب العامة بالتغيير وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتضيف مطالب أخرى تتعلق بترسيم وتوطين اللغات الوطنية (الزنجية)، ومراجعة ومعالجة ما يسمى الإرث الإنساني في البلد، ورد المظالم للزنوج الذين تعرضوا لانتهاكات وأعمال قتل وتصفية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبداية تسعينياته.

جدوى الاحتجاجات
ويثور من حين إلى آخر جدل في الساحة الموريتانية بشأن جدوى هذه الاحتجاجات، وما إذا كان الحراك الشبابي الذي بدأ منذ عامين تقريبا قد حقق أيا من أهدافه، خصوصا بعد فشله في تحقيق هدفه الأساسي المعلن وهو إسقاط النظام، وما إذا كان هذا الحراك مشروعا في أصله.

ويقول أحمد ولد جدو أحد النشطاء الشباب الذين ساهموا في انطلاق هذا الحراك من أيامه الأولى، إن هذا الحراك -وإن لم يسقط النظام حتى الآن- حقق جملة هامة من الأهداف، من أهمها غرس ثقافة الرفض والتعبير عن المطالب وثقافة انتزاع الحقوق في أوساط شعب لم يتعود على مثل هذه الثقافة.

ولكن الشيخ أحمد ولد التلمودي مسؤول السياسات في حزب الحراك الشبابي المقرب من السلطة، قال للجزيرة نت إن فشل هذا الحراك في تحقيق ما يصبو إليه من إسقاط للنظام سببه عدم انطلاقه من الخصوصية المحلية، ومحاولته إسقاط واقع آخر على الواقع الموريتاني الذي يختلف جذريا عما هو موجود في بلدان أخرى.

وأشار ولد التلمودي في تصريح للجزيرة نت إلى أن حزبه يدعم تطلعات الشباب إلى إقامة حياة كريمة، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتشغيل الشباب وتحقيق آماله، ولكنه يثمن الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن من قبل السلطات في هذا المنحى، ويعتقد بأن مطلب إسقاط النظام غير وارد 'وغير ممكن ولا حتى شرعي'.
 
أعلى