mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
كل شخص بهالدنيا ما بياخد الا نصيبه ... وهالبنت ما اخدت الا نصيبها .. سبحان الله العظيم
كنت أعمل في ما مضى في شركة أجنبية كبيرة قبلتني فور تخرجي من الجامعة، حسدت وقتها من الجميع على منصبي وراتبي واسم الشركة اللامع في البلد، إذ إنني وكما ذكرت سابقاً متخرجة للتو وسني صغير، لذا كنت فعلا محظوظة إذ إن المدير أعجب بأفكاري وطريقة طرحي لمبدأ العمل فوظفني فوراً من دون أن يقول لي دعي سيرتك الذاتية هنا لأطلع عليها ثم أكلمك، ما زلت أذكر جيداً ذاك اليوم الرائع فقد خرجت من عنده وأنا أكاد أطير من الفرحة اتصلت بصديقاتي المقربات اخبرهن بالأمر وأنا أصرخ خاصة أنهن ضحكن علي عندما أخبرتهن بنيتي فقلن لي تلك الشركة مرة واحدة؟ من تظنين نفسك ابدئي بصعود السلم درجة درجة اعملي بشركة عادية في البداية حتى تقولين إن لديك خبرة ما حتى ولو كانت ستة أشهر لكنني قلت لهن لا سأجرب حظي ولن أخسر شيئاً وهكذا توجهت إلى المنزل بسرعة أزف الخبر السعيد لعائلتي فرح والدي جدا بي وحضنني قائلا منذ طفولتك وأنت تسعين إلى الكمال بكل شيء لا ترضين بالأمور الوسط كنت دائما الأولى في صفك تعلمت ست لغات تتكلمين منها ثلاث بطلاقة، الله يا صغيرتي، كم أنا فخور بك، ثم نظر إلى أشقائي المصدومين قائلاً: إنها أصغركم يا أولادي وأنتم غير فالحين إلا بالحواطة واللعب تنتظرون الراتب مني في آخر الشهر من دون أن تتعبوا بشيء يقولون البنات! والله العظيم لو أنني رزقت بفتيات لكنّ أبرك منكم لكن لا! أردت الولد وتمنيته تضرعت إلى الله كثيراً أن أرزق بولد ليحمل اسمي ويساعدني في عملي وكان أن رزقت بثلاثة بدل الواحد وكأن الله سبحانه يقول خذ اشبع بالأولاد، لكن ماذا أقول استغفر الله العظيم فقط لو تشعروني بالفخر فيكم ولو لمرة واحدة قبل أن أموت فلا في دراستكم فلحتم ولا في عملكم ولولا الشركة التي أملكها لجلستم من دون عمل وهذا بالطبع ما تريدونه فقط نوم في النهار وسهر في الليل تتكلمون على الهاتف لساعات وتتثاءبون في العمل عندما تتكلمون لدقائق مع عميل ماذا أقول فيكم لدي الكثير لكن لا شيء ينفع قال له أصغرهم: يا والدي يعني يجب أن نسمع منك هذا الكلام كل فترة وأخرى يكفي فقد حفظناه من كثرة ما تردده أجابه بغضب: أيها الوقح كيف تكلمني هكذا أنا والدك يا عديم الأخلاق ورفع يده ليصفعه على وجهه فأمسكته والدتي قائلة لا يا بو حمد لا توسخ يدك بهذا العاق والتفت إلى ولدها لتصفعه صفعة مدوية وهي تقول للأسف لم تنفع تربيتي لك أغرب عن وجهي وإياك أن ترفع نظرك حتى وليس صوتك مع والدك وإلا فسوف أغضب عليك ليوم القيامة وهذا الكلام موجه لكم جميعا حزنت جداً لأنني كنت السبب في الذي حصل كنت أنوي أن أفرحهم فانقلبت الفرحة إلى مشكلة، انسحبت إلى غرفتي أجلس على الكرسي وأنا مستاءة وبعد قليل سمعت طرقا على الباب ليدخل شقيقي البكر ويقول ها يا ست الحسن والدلال هل فرحت الآن قلت يا أخي ماذا فعلت؟ أنا كنت أبشركم وظننت أنني سوف أسعدكم لم أعرف بأن هذا كله سيحصل لا بل تعلمين جيداً بأنه سيقول هذا الكلام فأنت ومنذ أن ولدت أصبحت محور اهتمامه وكل شيء في حياته لم يعد يهتم بنا كما كان يفعل أصبحت أنت لعبته الدلال لك والاهتمام كله بك وما زال لغاية الآن نحن نكرهك هل فهمت نكرهك، صدمت بما أسمع ولم أعرف ماذا أرد عليه لكنني شعرت بأنه قد غرز سكينا في قلبي فأجبته لا بأس يا خوي أنا أعلم أنك لا تقصد ما تقوله ولا أصدق إنكم تكرهونني فأنا نلت نصيباً كبيراً من دلالكم لي وأنتم تحبونني ولا شك عندي في هذا الشيء، أقترب مني حتى أصبح وجهه بوجهي ونظر إلى عيني قائلا بعصبية لا، أنت غلطانة أنا أكرهك ليتك لم تولدي وهذا الشيء ينطبق على شقيقيك أيضاً ولست أنا فقط لذلك أحذرك أن تبتعدي عن طريقنا ولا تسببي لنا مزيداً من الكلام وتذكري أن والدك لن يدوم لك فهو قد أصبح عجوزاً ولن يعيش طويلاً، عندها لن تسلمين منا أفهمت؟ صفق الباب بقوة بعد أن خرج من غرفتي وأنا فاغرة فاه، بقيت على تلك الحالة حوالي الساعة وكلامه يتردد في رأسي، مستحيل أن يكون قد قال هذا الكلام لا بالتأكيد أنا سمعت خطأ وضعت يدي على رأسي وقلت إن كرههم لي لم يأتِ هكذا بين لحظة وأخرى هذا حقد دفين، صحيح أنه لم يكونوا يهتمون بي ولا يسألون عني في السنوات الماضية لكنني عزيت ذلك إلى انشغالهم ولم أفكر يوماً في أنهم يكرهونني يا الله أشقائي من لحمي ودمي! لا، مستحيل لن أصدق كلامه أي نعم إنهم لا يعاملوني معاملة الأشقاء إلا أن يكرهوني ويتمنون الانتقام مني فهذا ما لا ولن أصدقه، فكرت لو أن والديّ يعلمان بما قاله لي، لكنه كان متأكداً جدا بأنني لن أتكلم وأخبرهما بما حصل حتى لا أزعجهما أو أثير غضبهما سمعت صوت والدي يناديني فأجبت نعم قال تعالي أريدك، خفت وترددت أن أنزل قلت لعله سمع ما قاله شقيقي لي لكن لا، لأنه لو سمع ذلك لدخل علينا وطرده من المنزل أنا أعرف جيداً والدي فهو هادئ ومرح لكن عندما يغضب يصبح إنساناً آخر عصبياً جدا لكنه دائماً يعد للمئة قبل أن يغضب ويؤذي أحد بكلامه أو ردة فعله، فهو بالفعل حليم، كنت معجبة به لأقصى درجة ومتأثرة به لأبعد حدود كنت أقلده بكل شيء ألا يقولون إن البنت سر أبيها هذا صحيح، أنا أعشق والدتي من دون شك لكن والدي يأتي أولاً بكل شيء، المهم إنني نزلت إليه محاولة إخفاء صدمتي بما سمعت فرأيته جالساً على كنبته المفضلة في ركن الصالة قلت آمر يابه قال تعالي واجلسي بقربي ثم وضع يده في جيبه وسحب مفتاح ناولني إياه قائلاً مبروك هذا مفتاح سيارتك الجديدة التي هي سيارتي قلت لا يا أبي لا أستطيع أن أقبلها أجابني ممازحاً لماذا ألا تعتبريها جديدة فأنا كما تعلمين قد أخذتها من الوكالة منذ شهر واحد فقط قلت أنت تعلم أن هذا ليس قصدي لكنها لك ولن آخذها أنا لا أرى سواك فيها فهي تليق بك أكثر مني إنها فخمة جداً علي سوف أبدو كالصرصار فيها ضحك وقال الله يأخذ ابليس هيا قومي لنذهب أيها الصرصار لكنك صرصار نشيط وذكي ناجح وفالح لست كالباقين قلت فقط شكلي يشبهه قال أنت في عيني أجمل من أجمل فتاة على وجه الأرض قلت لا أحد يقول عني إنني جميلة سواك فالجميع ينظرون إليّ بقرف أو بشفقة وكأنهم يقولون مسكينة هذه الفتاة كم هي بشعة فأنفي كبير وعيني كبيرتان شعري مجعد بشرتي باهتة لونها بين الأصفر والحنطة فمي صغير، قصيرة ونحيفة فأين الجمال الذي تتكلم عنه يا أبي؟ ففي المنزل مرايا كثيرة وأنا لي أعين كبيرة، ضحك وحضنني ثم خرجنا في نزهة إلى شاطئ البحر في السيارة الجديدة، عندما علم أشقائي بالخبر جن جنونهم وذهبوا يشكون لوالدتي عن التفرقة بالمحبة بيني وبينهم فأجابتهم دعوه يفرح منكم يوماً ولكم مني أن يعطيكم قلبه وليس سيارته إنها مهمتكم لماذا لا تقومون بها على أكمل وجه سايروه كلموه ساعدوه في عمله الذي تذهبون إليه فقط بانتظار الرواتب قولوا لي من منكم قام باتفاقات مع شركات أو سعى إلى ذلك هو حزين لأنه يريدكم أن تتعلموا أصول العمل وتمسكون الشركة أنتم الثلاثة وتديرونها يتمنى أن يجلس في مكتبه وهو يعلم إنكم تحلون مكانه بكل شيء لماذا عليه أن يوظف الأجانب والأغراب وأنتم لا تفعلون شيئاً بالطبع سيغضب منكم، اجلسوا معه ولو ليلة واحدة في الأسبوع فهو لا يراكم ولا تتحدثون معه عن أي شيء مثلما تفعل شقيقتكم أجابوها إنها انتهازية تلك الفتاة، ثم بالله عليك ماذا عندها لتفعله فهي لا تخرج مع رفيقاتها وبابنا لم يدق يوما لنقول إنه أحد الشبان الذي أتى يطلب يدها للزواج سوف تظل قابعة في المنزل لن يرضى أحد الزواج بها فهي بشعة، دميمة، أسكتته والدتي قائلة كيف تتكلم هكذا عن شقيقتك الصغيرة والوحيدة يا ولد ما بالكم هل جننتم؟ إننا نقول الحقيقية قالوا لها فلو قامت بإجراء مئة جراحة تجميلية فلن تصبح أبداً جميلة لذلك نقول إنها لن تتزوج أبداً لكن ظنهم قد خاب عندما تقدم لخطبتي مديري في العمل كان شاباً رائعاً من جميع النواحي أخلاق عالية أدب وسامة من عائلة كريمة لديه من المال ما يكفي أولاد أولاده، متدين ومؤمن لكن مشكلته الوحيدة بالنسبة للآخرين أنه كان يعرج فقد تعرض لحادث سيارة مع أهله كاد يودي بحياته لكنه تخطاها بعون الله وعاش لكن برجل أقصر من الأخرى رضي بنصيبه وشكر الله ثم أكمل دراساته العليا وتبوأ أكبر المناصب وعندما التقيت به في الشركة أعجبت به وأعجب بي كانت المرة الأولى التي أشعر بها أن أحداً ما يحبني ويقدرني من دون التوقف عند شكلي، اتفقنا على الزواج وأتى إلى منزلنا ليكلم والدي وأشقائي الذين صدمت من ردة فعلهم، فقد رفضوه بقوة هم وأبي أردت أن أعرف السبب فقالوا إنه معوق ونحن لن نرضى بهذا أجبتهم الإعاقة في العقل وليس بالجسد حرام عليكم أن تتكلموا هكذا عنه ثم إنني أريده ألا رأي لي بالموضوع؟ قالوا لا لن نسمح بأن يتكلم الناس عنا ويقولون زوجوا ابنتهم من أول شخص طرق بابهم ولم يبالوا أنه أعرج فالمهم أن يزوجوها أنت تريدين ن تصغرينا أمام جيراننا وأهلنا هيا اذهبي إلى غرفتك، كان والدي صامتاً لا يتكلم، حاولت أن أستنجد به لكنه لم يسمعني كان يوافقهم الرأي فأنا أعرفه جيداً توجهت إلى غرفة والدتي أرجوها أن تتكلم معه علهم يبدلون رأيهم لكنها أيضاً وللأسف كانت معهم، ذهبت إلى غرفتي حزينة مقهورة أخذت أبكي حظي السيئ قبعت بها لمدة ثلاثة أيام لم أخرج خلالها ولا مرة واحدة وهم لم يأت أحد منهم ويطرق بابي حتى والدتي، في اليوم الرابع ارتديت ملابسي لأذهب إلى عملي فرأيتهم بانتظاري قال أبي إلى أين العزم إن شاء الله قلت إلى العمل أجابني عودي إلى غرفتك فلن تذهبي إلى العمل بعد اليوم لماذا؟ قلت ألا تعرفين لماذا بسبب ذلك الشاب الذي أردته زوجاً لك هل جننت أم ماذا وأنا الذي كنت أقول عنك عاقلة وواعية مدركة إلى أين تريدين الوصول يا خيبة أملي بك هيا عودي إلى غرفتك قلت له أنت تتكلم هذا الكلام يا والدي؟ منذ متى تفكر هكذا لأنه يعرج أصبح سيئاً ولا يصلح لي زوجا فيه كل ما يتمناه أي إنسان يريد أن يطمئن على ابنته وأنت تتوقف عند الأشياء التافهة فلو كان صحيح الجسم وشرس الأخلاق فهل كنت ستقبل؟ صمت ثم نظر إلي وقال هذا آخر كلام عندي ولا داعي لأن أطلب منك ألا تكلميه على الهاتف ابتسمت وقلت أكلمه لأقول له ماذا؟ أنا أساساً أخجل أن أقول له عن السبب وكيف يفكر أهلي لذلك اطمئن يا والدي .
عدت إلى غرفتي أفكر في الذي أحببت في الذي جعلني أشعر بأنني إنسانة بالذي ساعدني على أن أحب نفسي وأن أتصالح مع شكلي جعلني أشكر ربي على أنني كاملة ولا ينقصني شيء كان يقول أحلم يومياً في أن أسير كباقي الناس حتى إنني كنت أفكر بأن من له قدمان لماذا يركب السيارة ليذهب إلى منزل صديقه القريب منه لماذا لا يستفيد من هذه النعمة ويذهب سيراً على الأقدام لكني أعود وأفكر في من حالهم أسوأ من حالي أفكر في المقعدين أو الذين قد بترت أطرافهم فاشكر ربي وأحمده على نعمته، هذا من رفضه أهلي وهم أحرار لكنني أنا أيضاً حرة برفض من أتى بعده والذي لم يكن سوى ابن عمي الذي لا هم له في هذه الحياة إلا المال والفتيات الكوفي شوب والشيشة إنه أسوأ من أشقائي ثم تقدم لي واحد من جيراننا طامعاً براتبي الكبير والمال الذي سيتركه لي والدي بعد عمر طويل، وهكذا بقيت في غرفتي لا أخرج منها إلا إلى الصالة التي بقربها، هاتفي مغلق الانترنت مقطوع والدي بالكاد يكلمني أشقائي فرحون بما حصل، والدتي تحاول إخراجي إلى أي مكان وأنا لا أقبل بقيت على هذه الحال حوالي ستة أشهر حزينة على من أحببت مصدومة بوالدي الذي كان مثلي الأعلى فلم أفكر يوماً في أنه قد يتوقف عند شيء كهذا مع أنه يصلي ويخاف الله، وفي يوم قررت أن افتح الهاتف لأجد أكثر من مئة رسالة منه وفي الدقيقة نفسها رن الهاتف ترددت بالإجابة ثم قلت آلو فأخذ يبكي وأنا أبكي قال خفت كثيراً عليك ماذا حصل؟ ماذا فعلوا بك؟ أخبريني أكاد أموت من القلق خجلت في البداية وخفت أن أجرحه لكنني قررت قول الحقيقة فهو ذكي جداً ولا أستطيع أن أكذب عليه قال لا بأس أنا لن أتركك لكن فقط لا تقفلي هاتفك فأنت هكذا تقتليني، يكفيني أن أكلمك وأسمع صوتك، وها قد مر على علاقتنا خمس سنوات تزوج خلالها أشقائي وتخطيت الثلاثين من عمري، لم يدق بابنا أحد ليطلب يدي وقبل أن يتوفى والدي الحبيب راضياً عني وخائفاً عليّ من ظلم أشقائي قال سامحيني يا ابنتي فقد كان يجب أن أدعك تتزوجين ممن أردت ولا تصبحين عالة على إخوانك وتتشردين بينهم أنا لا أطيق أن أراك حبيسة غرفتك لسنوات وأنت في عز شبابك، قلت لا بأس يا أبي فأنا أعيش مع من أحببت على طريقتي فهو لا يزال في انتظار موافقتك عليه بدت الدهشة جلية على وجهه وقال انتظرك كل تلك المدة ولم يقطع الأمل قلت لا! فقال دعيه يأتي مع الشيخ والشهود هيا لا وقت لنضيعه أريد أن اطمئن عليك قبل أن أموت وهكذا صار، خرجت من غرفتي التي احتوتني منذ صغري، شهدت فرحي ونجاحي دموعي وقهري ودعتها بابتسامة قائلة لها لن ترينني مجدداً أيتها الغرفة فأنا ذاهبة إلى منزلي الجديد ليتني أستطيع أن آخذك معي لتشهدي على حياتي الجديدة مع من أحب .
منقول من جريدة الخليج للكاتبة مريم راشد