حفاوة إسرائيل بـ«العريان»

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
«أخيراً ظهر من يريد عودة اليهود إلى مصر»، هكذا علقت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، على فرقعة الدكتور عصام العريان التى أطلقها قبل أيام، وطالب فيها بعودة اليهود المصريين المهاجرين إلى إسرائيل، واتهامه لجمال عبدالناصر بأنه سبب تهجيرهم.

الترحيب الإسرائيلى بتلك التصريحات الفارغة، لابد من الالتفات إليه بجدية كاملة، فـ«العريان» قيادى إخوانى بارز، له نصيب وافر فى نظام الحكم بمصر، وبالقياس التاريخى، فلنتذكر أن زيارة السادات لإسرائيل عام 1977، جاءت بعد جملة عابرة للسادات أمام مجلس الشعب قال فيها: «أنا مستعد للذهاب إلى أى مكان من أجل السلام»، فتلقفتها إسرائيل، وفيما بعد اتضح أنها كانت «كلمة السر» لترتيبات مسبقة وغير معلنة بين السادات وإسرائيل، قادتها رومانيا والمغرب لإتمام هذه الخطوة، وهو ما يثير تساؤلا، حول ما إذا كانت تصريحات العريان تعبر عن أسرار تقود إلى سيناريوهات، يتم طبخها حالياً فى الكواليس الدولية من أجل ترتيبات إقليمية جديدة.

المثير فى القضية، أن قيادياً آخر فى «الإخوان» هو الدكتور حمدى حسن لم يختلف مع طرح ابن جماعته عصام العريان، ففى برنامج «العاشرة مساء» للإعلامى المتميز وائل الإبراشى أمس الأول، دافع حسن باستماتة عن رؤية «العريان»، بالرغم من تحذير ضيفة البرنامج الدكتورة زبيدة عطا المتخصصة الرفيعة فى تاريخ اليهود، من أن مثل هذا الطرح سيكون حجة قوية تحملها إسرائيل للمحافل الدولية والقضائية، ويكبد مصر خسائر فادحة تصل إلى 30 مليار دولار.

والاستماع إلى دفاع «حسن» يقودنا لسؤال آخر، حول ما إذا كنا أمام رؤية موحدة للإخوان، وأن ما يحدث الآن هو بالونة اختبار بدلا من أسلوب الصدمات الكهربائية، التى كان ينتهجها الرئيس السادات فى العلاقة مع إسرائيل.

وأعود مرة أخرى إلى اتهام «العريان» الملفق لجمال عبدالناصر، وأستدعى من التاريخ ما يثبت مسؤولية الإخوان عن تهجير اليهود المصريين فى أثناء حرب 1948، حيث قام التنظيم الخاص للجماعة بتفجير محلات «جانتينو» المملوكة ليهود ونسفها بالكامل فى يوليو 1948، ونسف شركة الإعلانات الشرقية الخاصة باليهود فى 12 نوفمبر من نفس العام الذى شهد أيضا تفجير محلات شيكوريل، وسينمات مملوكة ليهود ومساكن فى حارة اليهود، وترتب على ذلك هجرة واسعة لليهود، ولم يحدث مثل ذلك فى عهد جمال عبدالناصر، فمن يتحمل المسؤولية؟
 
أعلى