حفيدة أحد الناجين من «تايتانيك»: الحمد لله على نجاته وإلا لما ولدت وولد 200 غيري


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

على متن سفينة تايتانيك كان العشرات من المسافرين العرب، وهم لبنانيون ومصري واحد، وأسماؤهم واردة في اللائحة الرسمية للركاب الذين لا يوجد إلى الآن تصنيف لهم بحسب الجنسيات، حتى ولو في «إنسكلوبيديا تايتانيكا» وهي الأدق والأغنى بالمعلومات عن السفينة التي غرقت منذ 100 عام، ومنذ ذلك الوقت وركابها العرب منسيون في البر وفي الأعماق وبالكاد يذكرهم العالم.
وأسماء الركاب العرب تدل بوضوح على هويتهم. لكن أعداد لائحة كاملة بهم شبه مستحيل، ومستحيل أكثر هو الحصول على معلومات «موثوقة» وبلا مبالغات عنهم، فهذه مهلكة لوجستية.
وأفضل طريقة لمعرفة أسمائهم هي مراجعة صحف عربية كانت تصدر في 1912 بنيويورك، ففيها الكثير منها بالعربية كما كانت تماما، لا كما هي مموهة بالإنكليزية في اللائحة الرسمية للركاب، وهو ما فعلته كاتبة سورية الأصل اتصلت بها «العربية.نت» كما بغيرها أيضا.
نجد في اللائحة الرسمية أن بعض الأسماء تمت «ترجمتها» كما يبدو، فمن كان اسمه يوسف أصبح في تايتانيك جوزف، وبطرس أصبح بيتر، وهناك ضحية من مدينة طرابلس من عائلة «بدر» سموه Badt ولولا أن اسمه الأول محمد، لما انتبه للبنانيته أحد. كما هناك آخر من الناجين اسمه ناصيف قاسم أبي المنى، سجلوا عائلته على أنها Albimona وهو من مصيف «شاناي» الشهير في لبنان.
وقد اتصلت «العربية.نت» بحفيدته الإعلامية ندى فياض أول من أمس، فأخبرت من بيروت أن جدها توفي في 1975 في لبنان بعد أن أنجب ما يعادل قبيلة ناشئة «يعني 200 من الأولاد والأحفاد وذريتهم تقريبا، والحمد لله أنه نجا وإلا لما كنت على الهاتف معك الآن» بحسب تعبيرها.
وقالت فياض «إن الجد المحظوظ كان متزوجا حين صعد الى (تايتانيك) من لبنانية طلقها عندما عاد من الولايات المتحدة الى لبنان، وفيه تزوج بأخرى أنجبت له 6 بنات، أصغرهن سامية المقيمة مع ابنيها في الولايات المتحدة، وهي أيضا والدتي التي اعتادت على القول كلما اعترضتها صعوبات (إذا كان جدي نجا من تايتانيك فأنا أيضا سأنجو من المشكلة)».
عدد كبير من الركاب العرب كانوا شبه أميين وبلا ميزات، طبقا لما تدل عليه مهنهم المذكورة في «عقد السفر» مع الشركة صاحبة السفينة، فمهن معظمهم كانت «شغيل عام» أو «عامل بالفلاحة» باستثناء شاب قضى غريقا بعمر 30 سنة واسمه سليمان عطا الله.
كان عطا الله مهاجرا في كندا، وهو من القرية التي فقدت 13 من أبنائها في الكارثة، أي «كفر مشكي» في قضاء راشيا بمحافظة البقاع في لبنان. وقد سألت «العربية.نت» الكاتب والصحافي اللبناني سمير عطا الله بشأنه، فأخبر أنه لا يذكر أن أحدا من أقارب أجداده كان على تايتانيك ومن قتلاها أو الناجين منها.
وترتيب عرب تايتانيك بين 28 جنسية، هو الخامس بعد البريطانيين (327) والأميركيين (306) والايرلنديين (120) والسويديين (113)، فهم مصري و81 لبنانيا (تقريبا) بينهم 20 امرأة و46 رجلا، أصغرهم عمره 16 وأكبرهم 45 ومعهم كان 16 طفلا من 3 أشهر الى 15 عاماً، وأبحرت بهم السفينة يوم الأربعاء 10 أبريل 1912 من ميناء «شيربورغ» الفرنسي وبعد 5 أيام ابتلعها الأطلسي فنجا منهم بين 30 و31 والبقية انتهى في الأعماق غريقا.
أما عن «لبنانية» الركاب، فدليلها أنهم كانوا من سكان مدن وقرى موجودة في لبنان حاليا، وليس لأن وثائق سفرهم كانت لبنانية، انما عثمانية تشير الى أنهم من سورية كمنطقة جغرافية تشمل سورية ولبنان وفلسطين والأردن ذلك الوقت، لا سورية الدولة الحالية.
وأول من غامر بحثا عن القتلى اللبنانيين بشكل موسع هي جريدة «الأنوار» اللبنانية التي نشرت في مارس 1998 تحقيقا عن مراسلات تمت بين لبنانيين مغتربين في الولايات المتحدة وذويهم في لبنان، وعبرها تعرفت الى بعض الأسماء الحقيقية لبعض الركاب والى معلومات عنهم أيضا.
ولم تطلع «العربية.نت» على تحقيق «الأنوار» الذي تلاه آخر بعد شهر كتبه، راي حنانيا، وهو صحافي أميركي أصله فلسطيني، وعزز ما كتب بلائحة أسماء ضمت 79 مسافرا. لكن لائحة حنانيا الذي اتصلت به «العربية.نت» لم تشمل اسم الراكب المصري ولبنانيين آخرين، كما أنه نشر الأسماء كما قرأها بالإنكليزية فبقي أصلها العربي غامضا.
وروى حنانيا أن فكرة البحث عن ركاب عرب جاءته بعد أن شاهد فيلم تايتانيك وانتبه لكلمتي «يللا يللا» الموحيتان بوجود عرب في تايتانيك وبعده ظهر في 2010 كتاب للأميركية من أصل سوري، ليلى سلوم الياس، التي راجعت في مكتبة الكونغرس صحفا عربية كانت تصدر في نيويورك عام الكارثة، ومنها «الهدى» و«مرآة الغرب» ووجدت الكثير من الأسماء العربية الحقيقية لمعظم الركاب، وفق ما روت حين اتصلت بها «العربية.نت» عبر الهاتف.
وسمت سلوم كتابها The Dream And Then The Nightmare ووضعت تحته عنوانا، هو The Syrians Who Boarded the Titanic> لتشير بأن المسافرين كانوا سوريين من باب أنهم من منطقة جغرافية كان اسمها سورية، علما أن «انسكلوبيديا تايتانيكا» تكتب عبارة «لبنان حاليا» حين يرد عن المسافر بأنه من سورية.
وصدرت منذ عام ترجمة عربية عن الكتاب بعنوان «الحلم فالكابوس... السوريون الذين ركبوا متن التايتانيك» عن «دار أطلس للنشر والإنتاج الثقافي» في دمشق وبيروت، والتي قامت مديرتها سمر حداد، بتزويد «العربية.نت» بلائحة في الكتاب بالأسماء العربية الصحيحة للركاب.
واللبناني الوحيد الذي كان على متن تايتانيك من دون أن يكون من ركابها، كان في الحقيقة أحد أفراد طاقمها المكون من 899 شخصا، واسمه ابراهام منصور مشعلاني، وهو مولود في 1860 بلبنان وكان حاصلا على الجنسية البريطانية، ومسؤولا في السفينة عن قسم الطباعة، حيث يشرف على طباعة لوائح الطعام والبطاقات الشخصية لمن يرغب، وعلى نشرة كانت كصحيفة يومية تنشر أخبار السفينة ونشاطاتها يوما بيوم، وقضى مشعلاني غريقا مع 1516 آخرين.
 
أعلى