حلف الناتو... قاتل الأطفال

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]لقد أصبح جلياً الآن أن الناتو سيذهب إلى أبعد الحدود في إطار توسيع أهدافه العسكرية في ليبيا، حيث بات ضمن أهداف مقاتلاته، التي تقصف طرابلس، القتل العمد للمدنيين الأبرياء وحتى الأطفال منهم، وذلك تحت عنوان عريض: إسقاط النظام الليبي، ما يعتبر خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وخروجاً فجاً على تفويض قرارات الشرعية الدولية من القرار 1970 إلى القرار 1973.
لم يعد مفاجئاً أن يرى المرء بوضوح تام درجة الإجرام التي انغمس فيها الناتو وزمرة قادته المجرمين، وإلى أي درجة من الانحطاط بلغت بهم الأمور مع استهداف أطفال ليبيا كأهداف لمقاتلات الحلف!! يمكن لقادة دول الناتو الادعاء بأن الأهداف التي يسعون لها في ليبيا مشروعة وأن طريقة الوصول لهذه الأهداف، مهما كانت وحشية، تبقى مقبولة لكنهم يتجاهلون تماماً أن ما تقوم به قواتهم هناك لا يمكن تفسيره إلا من خلال أمرين: إما أنهم لا يفهمون القانون الدولي ولا يجيدون قراءة قرارات مجلس الأمن أو أنهم ببساطة يخرقون تلك القرارات ويفسرونها بالطريقة التي تلائم خدمة أهدافهم الحقيقية لغزو ليبيا.
تشير مفردات قرار مجلس الأمن 1973 (لعام 2011) بوضوح تام إلى وجوب إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا. لماذا إذن تقوم مقاتلات الناتو بقصف المنشآت المدنية، مثل منزل في طرابلس ما أدى لمقتل /سيف العرب القذافي/ ابن الزعيم الليبي الأصغر إضافة إلى ثلاثة من أحفاد القذافي؟
ولماذا تستهدف قوات الناتو المراكز الطبية في طرابلس مثل مركز داونز لعلاج مرض نقص المناعة المكتسبة /الإيدز/؟
إن هذه الهجمات لا تتم في إطار أخطاء تقع عند استهداف مراكز عسكرية ولا تقع صدفة. إنها تأتي نتيجة تنسيق بين مراقبة تتم عبر الأقمار الصناعية ومعلومات استخباراتية تأتي من عملاء موجودين على الأرض. وفي هجوم مساء السبت الماضي (استهداف مكان إقامة القذافي وعائلته) حيث قُتل ابن القذافي وأحفاده الثلاثة، كان هدف الضربة الجوية للناتو واضحاً: قتل الزعيم الليبي الذي كان يزور عائلة ابنه برفقة زوجته.
ومن أجل تبرير هذا الهجوم وتصويره على أنه استهداف لمنطقة عسكرية، ادعت بعض وكالات الأنباء الغربية بأن الليبيين يكذبون بشأن نتيجة الهجوم وأنه لم يتم قتل أي فرد من عائلة القذافي في الهجوم الذي استهدف مركز قيادة وتحكم في الجيش الليبي، إلا أن الموقع المدمر الذي شاهده العالم في اليوم التالي كان واضحاً أنه منزل عائلة عادية لا يحتوي على أي معدات تشي بأنه مركز عسكري.
إن ما حدث ليس سوى خرق واضح للقانون الدولي، ما يعني أن جرائم حرب قد وقعت، وأن من أعطى الأمر بتنفيذ هذه الحملة ضد ليبيا يجب أن تتم محاكمته جزاء ما اقترفته قوات الناتو ضد الليبيين، وأصبح العدوان الآن يضم تهمة جديدة: القتل العمد للأطفال.
في هذا المشهد المريع، يبدو الاتحاد الافريقي وكأنه مؤسسة دولية لا معنى لها تبحث عن تسوية للوضع على حساب مصالح الشعب الليبي في محاولة لاسترضاء الفريق المعتدي المتمثل بحلف الناتو والدول التي وقفت خلف القرار 1973. وهنا يجب على المرء أن يتساءل: أين قادة افريقيا؟ لماذا هم غائبون عن مسرح هذا الحدث الذي يطالهم جميعاً في نهاية المطاف؟ وهل سيكونون مثل بقية دول العالم بحيث يتعاملون مع الأمر من خلال اللجوء إلى مبادرات مفرغة من معناها دون الإصرار على موقف موحد من قوات الناتو بأنها يجب أن تتصرف وفق القانون الدولي وضمن حدود قرارات مجلس الأمن، وأن الأوان قد حان للوقوف بوجه القوى الاستعمارية التي تختبئ خلف قرارات الشرعية الدولية وتستخدمها لتحقيق أهدافها الأنانية فقط وليس لأنها تهتم بالوضع الإنساني في ليبيا؟!
اليوم، ونتيجة ردة الفعل الدولية الهزيلة على هذا العدوان ضد ليبيا، هناك بدائل كثيرة لهذا البلد أمام كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتحديداً أصبح الطريق أمامها ممهداً لغزو أي دولة نفطية في العالم تحت ذريعة حماية المدنيين، وبالتالي يمكن أن نشهد غداً غزواً مماثلاً لجنوب أفريقيا أو إيران أو فنزويلا أو اندونيسيا. وهذا يعني أنه بإمكان دول الناتو أن تهاجم مصالح الدول، أو الدول ذاتها، التي تحاول الاستثمار في افريقيا وتسهم بتطوير القارة السمراء وتحسين بنيتها التحتية كما كانت تفعل ليبيا.
أخيراً، إن الحملة الإعلامية التي تحاول تصوير ليبيا على أنها دولة لم تشهد أي نوع من التطوير تحت حكم النظام الليبي، لم تنجح بخداع أحد. وبات العالم يعرف أن قوات الناتو موجودة في ليبيا، ليس من أجل حماية المدنيين كما تدعي، بل من أجل السيطرة على مقدرات ليبيا النفطية الهائلة.
[/FONT]
 
أعلى